السبب في نزول آيات العذاب الواقع على الكافرين بالحديث
وذكر المفسرون – من أهل السُنّة – ومنهم الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) سبب نزول آيات العذاب الواقع للكافرين بحديث الغدير وهو انه -: لما كان الرسول(صلى الله عليه و آله) بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك – أحد أعدائه وهو الحرث بن النعمان الفهري(2).
فأتى رسول الله(صلى الله عليه و آله) على ناقةٍ له فنزل عنها وأناخها فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله فقبلناه، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا ان نصوم شهر رمضان فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا ثم لم ترض عنا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله عَزّ وجَلّ فقال(صلى الله عليه و آله): والذي لا إله إلاّ هو ان هذا من الله، فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم ان كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ءآتنا بعذابٍ أليم، فما وصل ناقته حتى رماه الله تعالى بحجرٍ فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله.
وأنزل الله عَزّ وجَلّ على رسوله:] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ…"الخ(3).
نعم ذكر شيخنا الأميني لهذهِ الواقعة ثلاثين مصدراً من مصادر أهل السُنّة، وأمّا من طرقنا فهي شهيرة ومسلّم بها إلى غير ذلك من الآيات النازلة في حديث الغدير وفي المخالفين له.
وأمّا الآيات التي تؤيد حديث الغدير فهي أكثر من ثلثمائة آية، وإذا كانت العنايات من الله – بحديث الغدير – بهذا الشكل، فلا غرو ان تكون العنايات الهامة من رسول الله(صلى الله عليه و آله) بنشر هذا الحديث على جميع الناس.
إعلان النبي(صلى الله عليه و آله)عن حجّة الوداع
ولذا أن النبي(صلى الله عليه و آله) لما علم دنو أجله ونعيت إليه نفسه في ذلك العام أعلن(صلى الله عليه و آله) إلى الناس وأذنّ فيهم قبل موسم الحج في الأقطار والأمصار انه سيحج في هذا العام حجّة الوداع، أي هي آخر حجّةٍ حجها، فمن أحب منكم أن يحج معي فليلحق بي، فوافاه الناس من كلّ فجٍ عميق، حتى خرج من المدينة ومعه أكثر من مائة ألف حاج وحاجة.
ولما كان يوم الموقف بعرفة خطب في الناس وأشاد بفضل علي أمير المؤمنين وأهل بيته الأطهار ونادى في الناس:
"علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي" يعني تأدية رسالته بتمامها وكمالها .
ولما قفل راجعاً بمن معه من تلك الألوف، وقارب مكان غدير خم، في مكان يقال له ضجنان، هبط عليه الأمين جبرئيل وأمره عن الله عَزّ وجَلّ أن يبلّغ الناس ولاية علي أمير المؤمنين من بعده، فراجع النبي بذلك جبرئيل – خوفاً من مخالفة قومه – وقال: أخي جبرئيل ان الناس جديدُ عهد بالإسلام فلعلهم لا يمتثلون أمري في ولاية علي أو ينالنا منهم سوء، فعرج جبرئيل ثم هبط على النبي(صلى الله عليه و آله) وقد وصل إلى غدير خم، وقد جاءَه بهذهِ الآية عن الله تعالى:] يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".
فحينما جاءَه الأمر من الله بالعزيمة ووجوب التبليغ، عند ذلك نزل النبي (صلى الله عليه و آله) بذلك المكان وحطّ رحله هناك حتى لحق به مَن تأخر عنه، وأرجع إليه من تقدمه، وكان من ذلك المكان تتشعب منه الطرق، طرق المدنيين والمصريين والعراقيين وغيرهم.
فجمع رسول الله الناس قبل أن يتفرقوا، ولما اجتمعوا صلّى بهم الفريضة، ثم خطبهم – عن الله عَزّ وجَلّ – بخطبة جامعة ذكر فيها أصول الدين وفروعه وسائر أحكامه، وحث الناس فيها على إطاعة الله في أوامره والانتهاء عن نواهيه.
وأشاد بفضل القرآن وأهل بيته وإنهما الثقلان اللّذان خلّفهما على الأمة، ثم تناول علياً بيده المباركة من يده الكريمة ورفعه حتى بان بياض إبطيهما، ونادى فأسمع: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وَالِ من والاه وعادِ مَن عاداه وانصر مَن نصره وأخذل مَن خذله وأدر الحق معه حيث دار.
بيعة الناس لعلي(عليه السلام) وبخبخة الشيخين له
وبعد ذلك نصب لعليٍ خيمةً فجلس فيها، وأمر(صلى الله عليه و آله) أولئك الجماهير بأن يسلّموا عليه بأمرة المؤمنين ويبايعوه، لتتّم له البيعة في حياته، ولا يختلف فيه أحد بعد وفاته، فتسّابق الناس للسلام عليه بأمرة المؤمنين وتهنئته بالمقام الرفيع.
وكان من جملة المبايعين والمهنئين له الشيخان أبو بكر وعمر، فدخل كلٌّ منهما على عليّ وهنأه بالولاية الكبرى وقال كلٌ منهما له، بخٍ بخٍ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمنٍ ومؤمنة، وقد ذكر شيخنا الأميني لبخبختهما لعلي بالولاية ستين مصدراً من مصادر أهل السُنّة في كتابه (الغدير)(4).
وبعد ان تمت البيعة له انزل الله على رسوله آية الإكمال:] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِْسْلاَمَ دِينًا" [المائدة/4]، فكان إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بالإسلام ديناً للمسلمين بولاية علي أمير المؤمنين، ولقد أجاد من قال:
مواهب الله عندي جاوزت أملي لكنّ*** وليس يبلغها قولي ولا عملي
أشــــرفهــــا عنـــدي وأفضــــــلها*** ولايتي لأمير المؤمنين علي
وذكر المفسرون – من أهل السُنّة – ومنهم الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) سبب نزول آيات العذاب الواقع للكافرين بحديث الغدير وهو انه -: لما كان الرسول(صلى الله عليه و آله) بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك – أحد أعدائه وهو الحرث بن النعمان الفهري(2).
فأتى رسول الله(صلى الله عليه و آله) على ناقةٍ له فنزل عنها وأناخها فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله فقبلناه، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا ان نصوم شهر رمضان فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا ثم لم ترض عنا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله عَزّ وجَلّ فقال(صلى الله عليه و آله): والذي لا إله إلاّ هو ان هذا من الله، فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم ان كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ءآتنا بعذابٍ أليم، فما وصل ناقته حتى رماه الله تعالى بحجرٍ فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله.
وأنزل الله عَزّ وجَلّ على رسوله:] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ…"الخ(3).
نعم ذكر شيخنا الأميني لهذهِ الواقعة ثلاثين مصدراً من مصادر أهل السُنّة، وأمّا من طرقنا فهي شهيرة ومسلّم بها إلى غير ذلك من الآيات النازلة في حديث الغدير وفي المخالفين له.
وأمّا الآيات التي تؤيد حديث الغدير فهي أكثر من ثلثمائة آية، وإذا كانت العنايات من الله – بحديث الغدير – بهذا الشكل، فلا غرو ان تكون العنايات الهامة من رسول الله(صلى الله عليه و آله) بنشر هذا الحديث على جميع الناس.
إعلان النبي(صلى الله عليه و آله)عن حجّة الوداع
ولذا أن النبي(صلى الله عليه و آله) لما علم دنو أجله ونعيت إليه نفسه في ذلك العام أعلن(صلى الله عليه و آله) إلى الناس وأذنّ فيهم قبل موسم الحج في الأقطار والأمصار انه سيحج في هذا العام حجّة الوداع، أي هي آخر حجّةٍ حجها، فمن أحب منكم أن يحج معي فليلحق بي، فوافاه الناس من كلّ فجٍ عميق، حتى خرج من المدينة ومعه أكثر من مائة ألف حاج وحاجة.
ولما كان يوم الموقف بعرفة خطب في الناس وأشاد بفضل علي أمير المؤمنين وأهل بيته الأطهار ونادى في الناس:
"علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي" يعني تأدية رسالته بتمامها وكمالها .
ولما قفل راجعاً بمن معه من تلك الألوف، وقارب مكان غدير خم، في مكان يقال له ضجنان، هبط عليه الأمين جبرئيل وأمره عن الله عَزّ وجَلّ أن يبلّغ الناس ولاية علي أمير المؤمنين من بعده، فراجع النبي بذلك جبرئيل – خوفاً من مخالفة قومه – وقال: أخي جبرئيل ان الناس جديدُ عهد بالإسلام فلعلهم لا يمتثلون أمري في ولاية علي أو ينالنا منهم سوء، فعرج جبرئيل ثم هبط على النبي(صلى الله عليه و آله) وقد وصل إلى غدير خم، وقد جاءَه بهذهِ الآية عن الله تعالى:] يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".
فحينما جاءَه الأمر من الله بالعزيمة ووجوب التبليغ، عند ذلك نزل النبي (صلى الله عليه و آله) بذلك المكان وحطّ رحله هناك حتى لحق به مَن تأخر عنه، وأرجع إليه من تقدمه، وكان من ذلك المكان تتشعب منه الطرق، طرق المدنيين والمصريين والعراقيين وغيرهم.
فجمع رسول الله الناس قبل أن يتفرقوا، ولما اجتمعوا صلّى بهم الفريضة، ثم خطبهم – عن الله عَزّ وجَلّ – بخطبة جامعة ذكر فيها أصول الدين وفروعه وسائر أحكامه، وحث الناس فيها على إطاعة الله في أوامره والانتهاء عن نواهيه.
وأشاد بفضل القرآن وأهل بيته وإنهما الثقلان اللّذان خلّفهما على الأمة، ثم تناول علياً بيده المباركة من يده الكريمة ورفعه حتى بان بياض إبطيهما، ونادى فأسمع: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وَالِ من والاه وعادِ مَن عاداه وانصر مَن نصره وأخذل مَن خذله وأدر الحق معه حيث دار.
بيعة الناس لعلي(عليه السلام) وبخبخة الشيخين له
وبعد ذلك نصب لعليٍ خيمةً فجلس فيها، وأمر(صلى الله عليه و آله) أولئك الجماهير بأن يسلّموا عليه بأمرة المؤمنين ويبايعوه، لتتّم له البيعة في حياته، ولا يختلف فيه أحد بعد وفاته، فتسّابق الناس للسلام عليه بأمرة المؤمنين وتهنئته بالمقام الرفيع.
وكان من جملة المبايعين والمهنئين له الشيخان أبو بكر وعمر، فدخل كلٌّ منهما على عليّ وهنأه بالولاية الكبرى وقال كلٌ منهما له، بخٍ بخٍ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمنٍ ومؤمنة، وقد ذكر شيخنا الأميني لبخبختهما لعلي بالولاية ستين مصدراً من مصادر أهل السُنّة في كتابه (الغدير)(4).
وبعد ان تمت البيعة له انزل الله على رسوله آية الإكمال:] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِْسْلاَمَ دِينًا" [المائدة/4]، فكان إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بالإسلام ديناً للمسلمين بولاية علي أمير المؤمنين، ولقد أجاد من قال:
مواهب الله عندي جاوزت أملي لكنّ*** وليس يبلغها قولي ولا عملي
أشــــرفهــــا عنـــدي وأفضــــــلها*** ولايتي لأمير المؤمنين علي
تعليق