مهما بلغ الإنسان من المراتب العالية ـ سواء الدينية أو الدنيوية ـ فهو بحاجة إلى عون الله تعالى وتسديده.
حتى الذين توفّرت فيهم ملكة العدالة بأعلى درجاتها وأصدق معانيها، واجتنبوا في مقام العمل كلَّ المحرّمات، وأتوا بكلّ الواجبات، وكان عندهم فوق ذلك كلّه ورع كامل، ليسوا بقادرين على النهوض والارتقاء من دون أن يعينهم الله تعالى على ذلك ويأخذ بأيديهم؛ لأنّ الشهوات المختلفة من شأنها أن تحول ـ ولو شيئاًـ دون ذلك.
إنّ الإنسان محاطٌ بالشهوات شاء ذلك أم أبي، والتفت أم تغافل. فقد يتأمّل الإنسان فيلتفت إلى مختلف شهواته، وقد يغفل فلا يلتفت.
إنّ الله سبحانه وتعالى أودع فينا الشهوات لكي يختبرنا ويَميز الخبيث من الطيّب.
قد ينجح المرء في كبح بعض شهواته، كالمرتاضين الذين يحقّقون ذلك ببعض الممارسات، ولكن ماذا يفعل الإنسان حيال الشهوات التي لا تعدّ ولا تحصى؟ وإن استطاع الإنسان أن يخفف من غلواء بعضها بالترويض والتمرين فإنّ هذا وحده لا يكون كفيلاً بكبح بعضها الآخر الذي يمكن أن يثقله ويشدّه إلى الأرض؛ وإليك مثالاً واحداً على تنوّع الشهوات وشدة ابتلاء الإنسان بها:
يقول بعض الفقهاء: إنّ الرياء قد يكون بترك الرياء!! مثلاً: قد يطيل شخص ركوعه وسجوده ويُحسن القراءة ويتظاهر بالخشوع بسبب وجود شخص آخر ملتفت إليه. فهذا هو الرياء المتعارف.
وقد يعمد إلى خلاف ذلك ـ إذا علم أنّ الملتفت إليه إنسان ذكيّ يعرِف من حاله فيما لو أطال وحسّن من ظاهر صلاته أنّها ليست صلاته العادية وأنّه يرائي فيها ـ فيأتي بصلاة عاديّة لكي لا يقول عنه الناظر إنّه مراءٍ. وهذا هو المقصود من قولهم: إنّ الرياء قد يكون في ترك الرياء، أي في ترك التظاهر بالخشوع وما أشبه.
هكذا هو الحال في الشهوات فهي تحيط بنا من كلّ صوب وجانب. ولعلّ أكثر الناس يفهمون هذه الأمور جيداً وإن لم يستطيعوا التعبير عنها بشكل جيد.
إنّ مثَلنا في هذا الطريق مثَل الإنسان البدين أو الشخص الذي يحمل أثقالاً كثيرة، فهو لا يستطيع تسلّق الجبال أو القفز والوثوب بسهولة، وربّما هوي وسط الطريق. مهما كان الإنسان ذكياً وواعياً ونشطاً، مستوعباً لأطرافه وما يحيط به، غير أنّه لا يستطيع أن يصنع شيئاً مع ما عليه من ثقل الشهوات ـ وهو ثقل واقعي غالباً ما يحول دون الإنسان ورقيّه ـ ما لم يُعنْه الله تعالى ويأخذ بيده، وهذا بحاجة إلى الدعاء؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأ ُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ﴾. والإمام السجّاد عليه السلام يرشدنا في هذا الدعاء ويعلّمنا أن نطلب من الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ليبلغ بنا أكمل الإيمان
حتى الذين توفّرت فيهم ملكة العدالة بأعلى درجاتها وأصدق معانيها، واجتنبوا في مقام العمل كلَّ المحرّمات، وأتوا بكلّ الواجبات، وكان عندهم فوق ذلك كلّه ورع كامل، ليسوا بقادرين على النهوض والارتقاء من دون أن يعينهم الله تعالى على ذلك ويأخذ بأيديهم؛ لأنّ الشهوات المختلفة من شأنها أن تحول ـ ولو شيئاًـ دون ذلك.
إنّ الإنسان محاطٌ بالشهوات شاء ذلك أم أبي، والتفت أم تغافل. فقد يتأمّل الإنسان فيلتفت إلى مختلف شهواته، وقد يغفل فلا يلتفت.
إنّ الله سبحانه وتعالى أودع فينا الشهوات لكي يختبرنا ويَميز الخبيث من الطيّب.
قد ينجح المرء في كبح بعض شهواته، كالمرتاضين الذين يحقّقون ذلك ببعض الممارسات، ولكن ماذا يفعل الإنسان حيال الشهوات التي لا تعدّ ولا تحصى؟ وإن استطاع الإنسان أن يخفف من غلواء بعضها بالترويض والتمرين فإنّ هذا وحده لا يكون كفيلاً بكبح بعضها الآخر الذي يمكن أن يثقله ويشدّه إلى الأرض؛ وإليك مثالاً واحداً على تنوّع الشهوات وشدة ابتلاء الإنسان بها:
يقول بعض الفقهاء: إنّ الرياء قد يكون بترك الرياء!! مثلاً: قد يطيل شخص ركوعه وسجوده ويُحسن القراءة ويتظاهر بالخشوع بسبب وجود شخص آخر ملتفت إليه. فهذا هو الرياء المتعارف.
وقد يعمد إلى خلاف ذلك ـ إذا علم أنّ الملتفت إليه إنسان ذكيّ يعرِف من حاله فيما لو أطال وحسّن من ظاهر صلاته أنّها ليست صلاته العادية وأنّه يرائي فيها ـ فيأتي بصلاة عاديّة لكي لا يقول عنه الناظر إنّه مراءٍ. وهذا هو المقصود من قولهم: إنّ الرياء قد يكون في ترك الرياء، أي في ترك التظاهر بالخشوع وما أشبه.
هكذا هو الحال في الشهوات فهي تحيط بنا من كلّ صوب وجانب. ولعلّ أكثر الناس يفهمون هذه الأمور جيداً وإن لم يستطيعوا التعبير عنها بشكل جيد.
إنّ مثَلنا في هذا الطريق مثَل الإنسان البدين أو الشخص الذي يحمل أثقالاً كثيرة، فهو لا يستطيع تسلّق الجبال أو القفز والوثوب بسهولة، وربّما هوي وسط الطريق. مهما كان الإنسان ذكياً وواعياً ونشطاً، مستوعباً لأطرافه وما يحيط به، غير أنّه لا يستطيع أن يصنع شيئاً مع ما عليه من ثقل الشهوات ـ وهو ثقل واقعي غالباً ما يحول دون الإنسان ورقيّه ـ ما لم يُعنْه الله تعالى ويأخذ بيده، وهذا بحاجة إلى الدعاء؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأ ُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ﴾. والإمام السجّاد عليه السلام يرشدنا في هذا الدعاء ويعلّمنا أن نطلب من الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ليبلغ بنا أكمل الإيمان
تعليق