محورية الاب في الاسرة
بسم الله الرحمن الحيم
وصلى الله على خير الخلق محمد واله
الحمد لله الذي وهب لنا عقلا نرى فيه اثار جماله وجلاله ونستدل باياته التامات على كمال ذاته التي تعجز العقول على الوقوف بمنتهى لصفاته واصلي على مظهر الرحمة وينبوع الخيرات والبركات والكمالات والشرفيات والانوار محمد وعلى اله توابع نعوته وصفاته والمطهرين من الدنس والبراء من العيوب اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
ابارك لكم الايام االشريفة ايام الولاية عيد الله الاكبروانتصار البيت المحمد في المباهلة وتشريف علي وفاطمة والحسن والحسين بنزول - سورة الانسان- وتكريمهم باجمل تكريم وتبجيل من لدن الرب الرحيم
ولنا هنا وقفه ننير بها القلوب وننتهل من معين سيرة سيد الموحدين علي امير المؤمنين
اروي لكم من مصادر العامة الرواية الشريفة اولا أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا). (الدهر / 7 و 8). قال: مرض الحسن والحسين (رضى الله عنهما) فعاد هما جدهما [ رسول الله ] صلى الله عليه واله وسلم وعادهما بعض الصحابة، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك [ نذرا ]. فقال على رضى الله عنه: إن برء ولداى مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا لله. وقالت فاطمة (رضى الله عنها) مثل ذلك. وقالت جارية [ لهم نوبية ] يقال لها " فضه " مثل ذلك. وقال الصبيان: نحن نصوم ثلاثة أيام. فألبسهما الله العافية، وليس عند هم قليل ولا كثير، فانطلق على رضى الله عنه الى رجل من اليهود يقال له " شمعون بن حابا ". فقال له: هل تأتيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه واله وسلم بثلاثة أصواح من شعير ؟ قال: نعم، فأعطاه، ثم قامت فاطمة (رضى الله عنها) الى صاح وطحنته واختبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد منهم قرص، وصلى على رضى الله عنه مع النبي صلى الله عليه واله وسلم المغرب ثم أتى فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلى الله عليه واله وسلم أنا مسكين أطعموني شيئا، فأعطوه الطعام، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح. وفى الليلة الثانية أتاهم يتيم فقال: أطعموني فأعطوه الطعام.فى الليلة الثالثة أتاهم أسير فقال: أطعموني فأعطوه. ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما أن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم، أخذ على بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين (رضى الله عنهم) وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصر هم النبي صلى الله عليه واله وسلم انطلق الى ابنته فاطمة (رضى الله عنها) فانطلقوا إليها وهى في محرابها تصلى وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: واغوثاه ! يا الله ! أهل بيت محمد يموتون جوعا ؟ ! فهبط جبرائيل عليه السلام فأقرأه (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) الى آخر السورة. وهذا الخبر مذكور في تفسير البيضاوى وروح البيان والمسامرة.
الكتاب : ينابيع المودة لذوي القربى/للشيخ سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي
______________________________________
في بعض الرويات تذكر ان اول من باشر اعطاء طعامه وتبعه على ذلك الباقون اسوة واقتداء هو الامام امير المؤمنين علي وهذا يكشف لنا دور ومحورية رب الاسرة في كونه القدوة لتنمية سلوك الاسرة عمليا فهو لم يامرهم بان يتصدقوا لكنه فقط حمل طعامه ليعطيه المسكين فتبعته فاطمة الصديقة والحسنين وخادمتهم السيدة فضة وعليه يجدر بالابوين وخصوصا الاب ان يكون هو المسارع للخيرات حتى يتاثر به عياله وعائلته وان لايرغمهم او يتمنطق عليهم ويحاول ان يكون قوالا غير فعالا
وان على الام ان تشد من عزم الزوج ولا تكون قاطعة طريق في وجه زوجها بعمل الخير
فبعض النساء مثلهن مثل الشياطين في منع ازواجهن عن الصدقة او المشركة في ابواب البر والخير فقد روي ان المؤمن اذا اراد ان يتصدق ويمد يده الى جيبه تمسك بيده كذا....شيطان ليمنعه , فلاتكون هي ام الشياطين كما يقول البعض ! فانه يحكى انه صار قحط في احدى البلدان فكان ائمة المساجد يحثون المقتدرين على التكافل ومواساة الفقراء والمحتاجين فقال احدهم لامام المسجد انا عندي كيسين طحين سوف اتصدق باحدهما للفقراء ساذهب للبيت واجلبه وماان وصل للبيت حتى وقفت بوجهه زوجته وقالت اين نذهب اذا نفد كيسنا ...!!؟ فرجع الرجل الى المسجد واعتذر قائلا لهم ان ام الشياطين منعتني!
فحري بالام ان تكون نظرتها الى الخير والبر نظرة ايمانية من جهة ونظرة تربوية توجيهية لابنائها وكذلك الاب ان لايكون بخيلا او ممسكا لدرجة ان عائلته تتمنى موته او سفره ليستنشقوا هواء المبرات والسعه في تعاملهم مع الجار او الصديق لانه بعض الاباء يمنعون عوائلهم من ان يسمحوا لاصدقائهم او جيرانهم بمزاورتهم او الزوجة تتضجور من ضيوف زوجها وابنائها او تبخل على نديماتها بعمل امسيات تطعمهن فيها فعلى الابوين وخصوصا الاب ان يجلس مع عائلته ويختار لهم كتابا يقص عليهم فيه القصص التي تشجع على البر والصدقة والخير وان يذكر لهم روايات ال البيت في فضل الصدقة والتكافل واكرام الضيف والجار فهي امور واداب بدئت تنقرض من مجتمعنا وان تواجدت فالمصلحة والمحسوبية هي الدافعة لا الدار الاخرة
لاحضوا ماذا يريد ال البيت من اطعامهم المسكين واليتيم والاسير
( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً(9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً(10)
وجه الله تعالى لاشيء سواه
انهم يخافون يوم الجزاء والحساب
فيجب ان يؤكد الاباء في تصرفاتهم واقوالهم ان الهدف من الصدقة واعمال البر هو المتاجرة مع الله تعالى لنيل رضاه والفوز بجنته والنجاة من عقابه وان يصوروا لابنائهم دنائة النفوس التي تطعم وتتصدق من اجل المصالح الدنيئة والتعاملات التي يقف خلفها الاغراض الفاسدة كالرياء وحب السمعة والظهور والتفاخر
فمسؤوليتنا اتجاه الاسرة في تركيز دعامة الاخلاص في الصدقات والمبرات مسؤلية اعظم من نفس الصدقة والبر .....
اسال الله لي ولكم دوام التوفيق بمحمد وال محمد
بسم الله الرحمن الحيم
وصلى الله على خير الخلق محمد واله
الحمد لله الذي وهب لنا عقلا نرى فيه اثار جماله وجلاله ونستدل باياته التامات على كمال ذاته التي تعجز العقول على الوقوف بمنتهى لصفاته واصلي على مظهر الرحمة وينبوع الخيرات والبركات والكمالات والشرفيات والانوار محمد وعلى اله توابع نعوته وصفاته والمطهرين من الدنس والبراء من العيوب اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
ابارك لكم الايام االشريفة ايام الولاية عيد الله الاكبروانتصار البيت المحمد في المباهلة وتشريف علي وفاطمة والحسن والحسين بنزول - سورة الانسان- وتكريمهم باجمل تكريم وتبجيل من لدن الرب الرحيم
ولنا هنا وقفه ننير بها القلوب وننتهل من معين سيرة سيد الموحدين علي امير المؤمنين
اروي لكم من مصادر العامة الرواية الشريفة اولا أخرجه عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا). (الدهر / 7 و 8). قال: مرض الحسن والحسين (رضى الله عنهما) فعاد هما جدهما [ رسول الله ] صلى الله عليه واله وسلم وعادهما بعض الصحابة، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك [ نذرا ]. فقال على رضى الله عنه: إن برء ولداى مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا لله. وقالت فاطمة (رضى الله عنها) مثل ذلك. وقالت جارية [ لهم نوبية ] يقال لها " فضه " مثل ذلك. وقال الصبيان: نحن نصوم ثلاثة أيام. فألبسهما الله العافية، وليس عند هم قليل ولا كثير، فانطلق على رضى الله عنه الى رجل من اليهود يقال له " شمعون بن حابا ". فقال له: هل تأتيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه واله وسلم بثلاثة أصواح من شعير ؟ قال: نعم، فأعطاه، ثم قامت فاطمة (رضى الله عنها) الى صاح وطحنته واختبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد منهم قرص، وصلى على رضى الله عنه مع النبي صلى الله عليه واله وسلم المغرب ثم أتى فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلى الله عليه واله وسلم أنا مسكين أطعموني شيئا، فأعطوه الطعام، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح. وفى الليلة الثانية أتاهم يتيم فقال: أطعموني فأعطوه الطعام.فى الليلة الثالثة أتاهم أسير فقال: أطعموني فأعطوه. ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما أن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم، أخذ على بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين (رضى الله عنهم) وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصر هم النبي صلى الله عليه واله وسلم انطلق الى ابنته فاطمة (رضى الله عنها) فانطلقوا إليها وهى في محرابها تصلى وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: واغوثاه ! يا الله ! أهل بيت محمد يموتون جوعا ؟ ! فهبط جبرائيل عليه السلام فأقرأه (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) الى آخر السورة. وهذا الخبر مذكور في تفسير البيضاوى وروح البيان والمسامرة.
الكتاب : ينابيع المودة لذوي القربى/للشيخ سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي
______________________________________
في بعض الرويات تذكر ان اول من باشر اعطاء طعامه وتبعه على ذلك الباقون اسوة واقتداء هو الامام امير المؤمنين علي وهذا يكشف لنا دور ومحورية رب الاسرة في كونه القدوة لتنمية سلوك الاسرة عمليا فهو لم يامرهم بان يتصدقوا لكنه فقط حمل طعامه ليعطيه المسكين فتبعته فاطمة الصديقة والحسنين وخادمتهم السيدة فضة وعليه يجدر بالابوين وخصوصا الاب ان يكون هو المسارع للخيرات حتى يتاثر به عياله وعائلته وان لايرغمهم او يتمنطق عليهم ويحاول ان يكون قوالا غير فعالا
وان على الام ان تشد من عزم الزوج ولا تكون قاطعة طريق في وجه زوجها بعمل الخير
فبعض النساء مثلهن مثل الشياطين في منع ازواجهن عن الصدقة او المشركة في ابواب البر والخير فقد روي ان المؤمن اذا اراد ان يتصدق ويمد يده الى جيبه تمسك بيده كذا....شيطان ليمنعه , فلاتكون هي ام الشياطين كما يقول البعض ! فانه يحكى انه صار قحط في احدى البلدان فكان ائمة المساجد يحثون المقتدرين على التكافل ومواساة الفقراء والمحتاجين فقال احدهم لامام المسجد انا عندي كيسين طحين سوف اتصدق باحدهما للفقراء ساذهب للبيت واجلبه وماان وصل للبيت حتى وقفت بوجهه زوجته وقالت اين نذهب اذا نفد كيسنا ...!!؟ فرجع الرجل الى المسجد واعتذر قائلا لهم ان ام الشياطين منعتني!
فحري بالام ان تكون نظرتها الى الخير والبر نظرة ايمانية من جهة ونظرة تربوية توجيهية لابنائها وكذلك الاب ان لايكون بخيلا او ممسكا لدرجة ان عائلته تتمنى موته او سفره ليستنشقوا هواء المبرات والسعه في تعاملهم مع الجار او الصديق لانه بعض الاباء يمنعون عوائلهم من ان يسمحوا لاصدقائهم او جيرانهم بمزاورتهم او الزوجة تتضجور من ضيوف زوجها وابنائها او تبخل على نديماتها بعمل امسيات تطعمهن فيها فعلى الابوين وخصوصا الاب ان يجلس مع عائلته ويختار لهم كتابا يقص عليهم فيه القصص التي تشجع على البر والصدقة والخير وان يذكر لهم روايات ال البيت في فضل الصدقة والتكافل واكرام الضيف والجار فهي امور واداب بدئت تنقرض من مجتمعنا وان تواجدت فالمصلحة والمحسوبية هي الدافعة لا الدار الاخرة
لاحضوا ماذا يريد ال البيت من اطعامهم المسكين واليتيم والاسير
( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً(9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً(10)
وجه الله تعالى لاشيء سواه
انهم يخافون يوم الجزاء والحساب
فيجب ان يؤكد الاباء في تصرفاتهم واقوالهم ان الهدف من الصدقة واعمال البر هو المتاجرة مع الله تعالى لنيل رضاه والفوز بجنته والنجاة من عقابه وان يصوروا لابنائهم دنائة النفوس التي تطعم وتتصدق من اجل المصالح الدنيئة والتعاملات التي يقف خلفها الاغراض الفاسدة كالرياء وحب السمعة والظهور والتفاخر
فمسؤوليتنا اتجاه الاسرة في تركيز دعامة الاخلاص في الصدقات والمبرات مسؤلية اعظم من نفس الصدقة والبر .....
اسال الله لي ولكم دوام التوفيق بمحمد وال محمد
تعليق