بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
في يوم 42 ذي الحجة كانت المباهلة وذلك :
لما انتشر الإسلام بعد فتح مكة المكرمة وقوى سلطانه ، وفد الى النبي (صلى الله عليه وآله ) الوفود ، فنمهم من أسلم ومنهم من استأمن ليعود الى قومه . وكان ممن وفد عليه ابو الحارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلاً من النصارى ، منهم العاقب والسيد وعبد المسيح ، فقدموا المدينة وقت صلاة العصر ، وعليهم لباس الديباج والصليب ، فلما صلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) العصر توجهوا إليه يقدمهم الأسقف ، فقال له : يا محمد ما تقول في السيد المسيح ؟ فقال النبي
( صلى الله عليه وآله ) : ( عبد الله اصطفاه وانتجبه ) فقال الأسقف : أتعرف له يا محمد له أبا ولده ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : (( لم يكن عن نكاح فيكون له والد )) ، قال : فكيف قلت : أنه عبد مخلوق ، وأنت لم ترى عبد مخلوقاً إلا عن نكاح وله والد ؟ فأنزل الله تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله :
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) } فتلاها النبي ( صلى الله عليه وآله ) على النصارى ، ودعاهم إلى المباهلة ، وقال : ( إن الله عز اسمه أخبرني أن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة ، ويبين الحق من الباطل بذلك ) فاجتمع الأسقف مع المسيح والعاقب على المشاورة ، فاتفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد ، فأن غذا بولده وأهله فاحذرا مباهلته ، وإن غدا بأصحابه فباهلوه ، فإنه على غير شيء .
فلما كان من الغد جاء النبي صلى الله عليه وآله آخذاً بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين بين يديه يمشيان وفاطمة ( صلوات الله عليهم ) تمشي خلفهم وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم .
فلما رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أقبل بمن معه ، سأل عنهم ، فقيل له : هذا علي بن أبي طالب وهو صهره وأبو ولده وأحب الخلق إليه وهذان الطفلان ابنا بنته من علي وهما من أحب الخلق إليه وهذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس إليه وأقربهم إلى قلبه ونظر الأسقف إلى العاقب والسيد وعبد المسيح وقال لهم : انظروا إليه قد جاء بخاصته من ولده وأهله ليباهل بهم واثقاً بحقه ، والله ما جاء بهم وهو يتخوف الحجة عليه فاحذروا مباهلته ، والله لولا ما كان قيصر لأسلمت له ، لكن صالحوه على ما يتفق بينكم وبينه . وارجعوا الى بلادكم وارتؤوا لأنفسكم فقالوا له : رأينا لرأيك تبع ، فقال الأسقف : يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك ، فصالحنا على ما ننهض به . فصالحهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) على ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهماً جياداً ، فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك ، وكتب لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) كتاباً بما صالحهم .
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
في يوم 42 ذي الحجة كانت المباهلة وذلك :
لما انتشر الإسلام بعد فتح مكة المكرمة وقوى سلطانه ، وفد الى النبي (صلى الله عليه وآله ) الوفود ، فنمهم من أسلم ومنهم من استأمن ليعود الى قومه . وكان ممن وفد عليه ابو الحارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلاً من النصارى ، منهم العاقب والسيد وعبد المسيح ، فقدموا المدينة وقت صلاة العصر ، وعليهم لباس الديباج والصليب ، فلما صلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) العصر توجهوا إليه يقدمهم الأسقف ، فقال له : يا محمد ما تقول في السيد المسيح ؟ فقال النبي
( صلى الله عليه وآله ) : ( عبد الله اصطفاه وانتجبه ) فقال الأسقف : أتعرف له يا محمد له أبا ولده ؟ فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : (( لم يكن عن نكاح فيكون له والد )) ، قال : فكيف قلت : أنه عبد مخلوق ، وأنت لم ترى عبد مخلوقاً إلا عن نكاح وله والد ؟ فأنزل الله تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله :
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) } فتلاها النبي ( صلى الله عليه وآله ) على النصارى ، ودعاهم إلى المباهلة ، وقال : ( إن الله عز اسمه أخبرني أن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة ، ويبين الحق من الباطل بذلك ) فاجتمع الأسقف مع المسيح والعاقب على المشاورة ، فاتفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد ، فأن غذا بولده وأهله فاحذرا مباهلته ، وإن غدا بأصحابه فباهلوه ، فإنه على غير شيء .
فلما كان من الغد جاء النبي صلى الله عليه وآله آخذاً بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين بين يديه يمشيان وفاطمة ( صلوات الله عليهم ) تمشي خلفهم وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم .
فلما رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أقبل بمن معه ، سأل عنهم ، فقيل له : هذا علي بن أبي طالب وهو صهره وأبو ولده وأحب الخلق إليه وهذان الطفلان ابنا بنته من علي وهما من أحب الخلق إليه وهذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس إليه وأقربهم إلى قلبه ونظر الأسقف إلى العاقب والسيد وعبد المسيح وقال لهم : انظروا إليه قد جاء بخاصته من ولده وأهله ليباهل بهم واثقاً بحقه ، والله ما جاء بهم وهو يتخوف الحجة عليه فاحذروا مباهلته ، والله لولا ما كان قيصر لأسلمت له ، لكن صالحوه على ما يتفق بينكم وبينه . وارجعوا الى بلادكم وارتؤوا لأنفسكم فقالوا له : رأينا لرأيك تبع ، فقال الأسقف : يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك ، فصالحنا على ما ننهض به . فصالحهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) على ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهماً جياداً ، فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك ، وكتب لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) كتاباً بما صالحهم .
تعليق