بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((السلام عليك يا بن أمير المؤمنين))..
هذه الفقرة الشريفة هي مقطع من زيارة عاشوراء يُقصد منها كما هو معلوم الامام الحسين عليه السلام..
وهنا يُخاطب الامام عليه السلام بصفته ابناً للامام أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه الحقيقة (لقب أمير المؤمنين) لابد من ترسيخها لمن له أدنى شك بأنّها (الإمرة) خاصة بالإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهذا يعني بعدم صحة إطلاقها على غيره أبداً مهما بلغ ما بلغ..
والامارة لغة تعني: أَمَرَ عليهم أَمَرَ أَمْراً، وإمارةً، وإمْرَةً: صار أَميراً عليهم..
وهذه التسمية حسب ما هو ثابت في الأحاديث والروايات جاءت من قبل الله تعالى، فقد جاء في كتاب الكافي: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: لم سمي أمير المؤمنين؟ قال: ((الله سماه وهكذا أنزل في كتابه " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم" وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين))..
فهي خاصة به عليه السلام دون غيره ولا يصحّ أن يتسمى به غيره حتى من الأئمة المعصومين عليهم السلام، فقد جاء عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال: ((لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين عليه السلام، لم يسم به أحد قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر..))..
وهذا الأمر قد أقرّه كبار الصحابة وفي حياة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، بل أمرهم بمناداتهم له بإمرة المؤمنين، وهذا ما ذكر في كتاب الكافي: عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام عن أبيه عن جده قال: ((إن الله جل جلاله بعث جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلّى الله عليه وآله أن يشهد لعلي بن أبي طالب عليه السلام بالولاية في حياته و يسميه بإمرة المؤمنين قبل وفاته فدعا نبي الله صلّى الله عليه وآله تسعة رهط فقال إنما دعوتكم لتكونوا شهداء الله في الأرض أ قمتم أم كتمتم، ثم قال يا أبا بكر قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال أ عن أمر الله و رسوله قال نعم فقام فسلم عليه بإمرة المؤمنين ثم قال قم يا عمر فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال أ عن أمر الله و رسوله نسميه أمير المؤمنين قال نعم فقام فسلم عليه ثم قال للمقداد بن الأسود الكندي قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام فسلم و لم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله ثم قال لأبي ذر الغفاري قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام فسلم عليه ثم قال لحذيفة اليماني قم فسلم على أمير المؤمنين فقام فسلم عليه ثم قال لعمار بن ياسر قم فسلم على أمير المؤمنين فقام فسلم عليه ثم قال لعبد الله بن مسعود قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام فسلم عليه ثم قال لبريدة قم فسلم على أمير المؤمنين و كان بريدة أصغر القوم سنا فقام فسلم فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله إنما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء الله أ قمتم أم تركتم))..
وفي رواية أخرى:
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على المنبر يقول - وقد بلغه عن اناس من قريش إنكار تمسيته لعلي أمير المؤمنين - فقال: معاشر الناس إن الله عز وجل بعثني إليكم رسولا وأمرني أن أستخلف عليكم عليا أميرا، ألا فمن كنت نبيه فان عليا أميره، تأميره أمره الله عز وجل عليكم، وأمرني أن اعلمكم ذلك لتسمعوا له و تطيعوا، إذا أمركم [بأمر] تأتمرون، وإذا نهاكم عن أمر تنتهون، ألا فلا يأتمرن أحد منكم على علي عليه السلام في حياتي ولا بعد وفاتي، فإن الله تبارك وتعالى أمره عليكم و سماه أمير المؤمنين، ولم يسم أحدا من قبله بهذا الاسم، وقد أبلغتكم ما ارسلت به إليكم في علي فمن أطاعني فيه فقد أطاع الله، ومن عصاني فيه فقد عصى الله عز وجل ولا حجة له عند الله وكان مصيره إلى [النار وإلى] ما قال الله عز وجل في كتابه " ومن يعص الله و رسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها))..
وقد شهد بذلك القوم في كتبهم: فعلى سبيل المثال جاء في أسد الغابة:
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في صحن الدار فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فدخل علي عليه السلام فقال: كيف أصبح رسول الله؟ فقال: بخير، قال له دحية: إني لاحبك وإن لك مدحة أزفها إليك، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد صلى الله عليه وآله وحزبه إلى الجنان زفا زفا قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك، محبو محمد محبوك ومبغضو محمد مبغضوك، لن تنالهم شفاعة محمد، ادن مني يا صفوة الله، فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره، فقال: ما هذه الهمهمة؟ فأخبره الحديث قال: لم يكن دحية الكلبي كان جبرئيل، سماك باسم سماك الله به، وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين))..
أما عن سبب تسميته عليه السلام بأمير المؤمنين:
فقد جاء في كتاب الكافي: عن الوشاء، عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام لم سمي أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال: ((لأنه يميرهم العلم، أما سمعت في كتاب الله " ونمير أهلنا ". وفي رواية اخرى قال: لان ميرة المؤمنين من عنده، يميرهم العلم))..
وعن أبان بن الصلت، عن الامام الصادق عليه السلام: ((سمي أمير المؤمنين، إنما هو من ميرة العلم، وذلك أن العلماء من علمه امتازوا، ومن ميرته استعملوا))..
نتحصّل مما سبق انّ لقب أمير المؤمنين هو خاص بالامام علي عليه السلام، وهو لقب خصّه الله تعالى به، لذا فانّ السلام على الامام الحسين عليه السلام بأنّه ابن أمير المؤمنين عليهما السلام، ما هو في الواقع إلاّ لتعريف الناس بهذه الحقيقة التي لا يمكن أن ينكروها بحال من الأحوال..
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((السلام عليك يا بن أمير المؤمنين))..
هذه الفقرة الشريفة هي مقطع من زيارة عاشوراء يُقصد منها كما هو معلوم الامام الحسين عليه السلام..
وهنا يُخاطب الامام عليه السلام بصفته ابناً للامام أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه الحقيقة (لقب أمير المؤمنين) لابد من ترسيخها لمن له أدنى شك بأنّها (الإمرة) خاصة بالإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهذا يعني بعدم صحة إطلاقها على غيره أبداً مهما بلغ ما بلغ..
والامارة لغة تعني: أَمَرَ عليهم أَمَرَ أَمْراً، وإمارةً، وإمْرَةً: صار أَميراً عليهم..
وهذه التسمية حسب ما هو ثابت في الأحاديث والروايات جاءت من قبل الله تعالى، فقد جاء في كتاب الكافي: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: لم سمي أمير المؤمنين؟ قال: ((الله سماه وهكذا أنزل في كتابه " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم" وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين))..
فهي خاصة به عليه السلام دون غيره ولا يصحّ أن يتسمى به غيره حتى من الأئمة المعصومين عليهم السلام، فقد جاء عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال: ((لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين عليه السلام، لم يسم به أحد قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر..))..
وهذا الأمر قد أقرّه كبار الصحابة وفي حياة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، بل أمرهم بمناداتهم له بإمرة المؤمنين، وهذا ما ذكر في كتاب الكافي: عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام عن أبيه عن جده قال: ((إن الله جل جلاله بعث جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلّى الله عليه وآله أن يشهد لعلي بن أبي طالب عليه السلام بالولاية في حياته و يسميه بإمرة المؤمنين قبل وفاته فدعا نبي الله صلّى الله عليه وآله تسعة رهط فقال إنما دعوتكم لتكونوا شهداء الله في الأرض أ قمتم أم كتمتم، ثم قال يا أبا بكر قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال أ عن أمر الله و رسوله قال نعم فقام فسلم عليه بإمرة المؤمنين ثم قال قم يا عمر فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال أ عن أمر الله و رسوله نسميه أمير المؤمنين قال نعم فقام فسلم عليه ثم قال للمقداد بن الأسود الكندي قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام فسلم و لم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله ثم قال لأبي ذر الغفاري قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام فسلم عليه ثم قال لحذيفة اليماني قم فسلم على أمير المؤمنين فقام فسلم عليه ثم قال لعمار بن ياسر قم فسلم على أمير المؤمنين فقام فسلم عليه ثم قال لعبد الله بن مسعود قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام فسلم عليه ثم قال لبريدة قم فسلم على أمير المؤمنين و كان بريدة أصغر القوم سنا فقام فسلم فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله إنما دعوتكم لهذا الأمر لتكونوا شهداء الله أ قمتم أم تركتم))..
وفي رواية أخرى:
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على المنبر يقول - وقد بلغه عن اناس من قريش إنكار تمسيته لعلي أمير المؤمنين - فقال: معاشر الناس إن الله عز وجل بعثني إليكم رسولا وأمرني أن أستخلف عليكم عليا أميرا، ألا فمن كنت نبيه فان عليا أميره، تأميره أمره الله عز وجل عليكم، وأمرني أن اعلمكم ذلك لتسمعوا له و تطيعوا، إذا أمركم [بأمر] تأتمرون، وإذا نهاكم عن أمر تنتهون، ألا فلا يأتمرن أحد منكم على علي عليه السلام في حياتي ولا بعد وفاتي، فإن الله تبارك وتعالى أمره عليكم و سماه أمير المؤمنين، ولم يسم أحدا من قبله بهذا الاسم، وقد أبلغتكم ما ارسلت به إليكم في علي فمن أطاعني فيه فقد أطاع الله، ومن عصاني فيه فقد عصى الله عز وجل ولا حجة له عند الله وكان مصيره إلى [النار وإلى] ما قال الله عز وجل في كتابه " ومن يعص الله و رسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها))..
وقد شهد بذلك القوم في كتبهم: فعلى سبيل المثال جاء في أسد الغابة:
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في صحن الدار فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فدخل علي عليه السلام فقال: كيف أصبح رسول الله؟ فقال: بخير، قال له دحية: إني لاحبك وإن لك مدحة أزفها إليك، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد صلى الله عليه وآله وحزبه إلى الجنان زفا زفا قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك، محبو محمد محبوك ومبغضو محمد مبغضوك، لن تنالهم شفاعة محمد، ادن مني يا صفوة الله، فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره، فقال: ما هذه الهمهمة؟ فأخبره الحديث قال: لم يكن دحية الكلبي كان جبرئيل، سماك باسم سماك الله به، وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين))..
أما عن سبب تسميته عليه السلام بأمير المؤمنين:
فقد جاء في كتاب الكافي: عن الوشاء، عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام لم سمي أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال: ((لأنه يميرهم العلم، أما سمعت في كتاب الله " ونمير أهلنا ". وفي رواية اخرى قال: لان ميرة المؤمنين من عنده، يميرهم العلم))..
وعن أبان بن الصلت، عن الامام الصادق عليه السلام: ((سمي أمير المؤمنين، إنما هو من ميرة العلم، وذلك أن العلماء من علمه امتازوا، ومن ميرته استعملوا))..
نتحصّل مما سبق انّ لقب أمير المؤمنين هو خاص بالامام علي عليه السلام، وهو لقب خصّه الله تعالى به، لذا فانّ السلام على الامام الحسين عليه السلام بأنّه ابن أمير المؤمنين عليهما السلام، ما هو في الواقع إلاّ لتعريف الناس بهذه الحقيقة التي لا يمكن أن ينكروها بحال من الأحوال..
تعليق