إن الإمام الرضا (ع) عندما يصل إلى ذكر محرم، يعمل مقارنة سريعة بين أيام محرم في الجاهلية، وبين أيام محرم في الإسلام.. في بيان عتابي يدمي القلوب، يقول (ع): (إن المحرّم شهر كان أهل الجاهلية، يحرّمون فيه القتال.. فاستُحلت فيه دماؤنا، وهتُكت فيه حرمتنا، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأُضرمت النيران في مضاربنا، واُنتهب ما فيها من ثقلنا، ولم تُرع لرسول الله حرمة في أمرنا.. إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كربٍ وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء.. فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام، ثم قال (ع): كان أبي إذا دخل شهر المحرم، لا يُرى ضاحكا وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قُتل فيه الحسين صلى الله عليه).
(إن المحرّم شهر كان أهل الجاهلية، يحرّمون فيه القتال).. الجاهليون على جاهليتهم، وعلى قساوة قلوبهم، وعلى وأدهم لبناتهم، وعلى حروبهم التي لا معنى لها؛ كانوا يقدسون ذلك الشهر لحرمته.
(وهتُكت فيه حرمتنا، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا).. الإنسان عندما يصل إلى سبي حرائر بيت النبوة؛ يتقطع ألما!.. بنت أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين: زينب عندما كانت في الكوفة، ينظر إليها: أنها بنت خليفة المسلمين، فهي مكرّمة: إما بداعي أنها ابنة الخليفة، وإما أنها ابنة الإمام.. من كان يعتقد بإمامة الإمام، يجلّها لمكانتها من أبيها.. ومن كان يحترم خلفاء المسلمين، أيضا كان يحترم هذه السيدة لجلالة قدرها وانتسابها إلى هذا البيت العظيم.. وإذا بهذه السيدة الجليلة، تساق سوق أسارى الكفار، والذين خرجوا عن المسلمين.. هذه المصيبة لا يمكن أن تستوعب حق الاستيعاب، وهي التي قالت في رحلة السبي: (فقد خزينا من كثرة النظر إلينا).. جماعة من النساء يتصفح وجههن القريب والغريب، وقد تقشرت وجههن من حرارة الشمس؛ هذا الموكب موكب النبي (ص).. زينب ما يفصلها عن رسول الله (ص)؟.. رسول الله (ص) جدها!.. وإذا بعقائل النبوة، وحرائر الوحي، تحمل سبايا إلى الكوفة ومعهن الأيتام، وقد ربطوا بالحبال، وحملوا على جمال بغير وطاء.. عندما يقرأ الإنسان التاريخ حتى لو كان كافرا، يرقّ قلبه، وتجري دمعته.. فكيف بمن كان في ركب السبايا؟..
(وأُضرمت النيران في مضاربنا).. في ليلة العاشر ماذا جرى في أرض كربلاء؟.. (وبات الحسين وأصحابه تلك الليلة، ولهم دويّ كدويّ النحل: ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد).. وإذا بطغاة هذه الأمة، يشعلون النار في تلك الخيام التي كان يذكر فيها اسم الله.. فحمل الجند أقبسة من النار وهم ينادون: أحرقوا بيوت الظالمين.. هذه المناظر مازالت في لوح الوجود: زينب الكبرى (ع) أقبلت إلى الإمام زين العابدين (ع) وقالت: (يا بقية الماضين وثمال الباقين!.. قد أضرموا النار في مضاربنا، فما رأيك فينا)؟.. فقال (ع): (عليكن بالفرار)!.. ففررن بنات رسول الله صائحات باكيات.. نساء النبوة لا مأوى لهن في الخيام المحترقات، نعم إنها مصيبة عظيمة!..
(فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام).. لمَ لا؟.. رب العالمين هو الذي شاء أن يرى الحسين ذبيحا، وهو الذي شاء أن يرى نساء النبوة سبايا في ذلك اليوم.. ما المانع أن يعوّض رب العالمين من قتله، بأن يغفر للباكين عليه؛ تفضلا وتلطفا وكرما؟.. وما ذلك عليه بعزيز، رب العالمين أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين!.. عندما يأتي الإنسان إلى مجلس عزاء أحدهم، فإنه يكرمه في مجلسه.. وإذا كان هناك دم بين صاحب المصيبة وبين المعزّي، عندما يدخل ذلك المجلس، يعفيه من الدية.. هكذا أصحاب المصائب في الدنيا!.. فما بالك برب العالمين، فهو صاحب المصيبة.. نعم، من الطبيعي جدا أن يعطينا الأجر الجزيل والعظيم في إحياء ذكره؛ تأسيا بالمصطفى (ص).. من مصاديق حب الحسين، (أحب الله من أحب حسينا)!.. أن نبكي على مصائبهم، وأن نفرح لفرحهم.
(إن المحرّم شهر كان أهل الجاهلية، يحرّمون فيه القتال).. الجاهليون على جاهليتهم، وعلى قساوة قلوبهم، وعلى وأدهم لبناتهم، وعلى حروبهم التي لا معنى لها؛ كانوا يقدسون ذلك الشهر لحرمته.
(وهتُكت فيه حرمتنا، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا).. الإنسان عندما يصل إلى سبي حرائر بيت النبوة؛ يتقطع ألما!.. بنت أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين: زينب عندما كانت في الكوفة، ينظر إليها: أنها بنت خليفة المسلمين، فهي مكرّمة: إما بداعي أنها ابنة الخليفة، وإما أنها ابنة الإمام.. من كان يعتقد بإمامة الإمام، يجلّها لمكانتها من أبيها.. ومن كان يحترم خلفاء المسلمين، أيضا كان يحترم هذه السيدة لجلالة قدرها وانتسابها إلى هذا البيت العظيم.. وإذا بهذه السيدة الجليلة، تساق سوق أسارى الكفار، والذين خرجوا عن المسلمين.. هذه المصيبة لا يمكن أن تستوعب حق الاستيعاب، وهي التي قالت في رحلة السبي: (فقد خزينا من كثرة النظر إلينا).. جماعة من النساء يتصفح وجههن القريب والغريب، وقد تقشرت وجههن من حرارة الشمس؛ هذا الموكب موكب النبي (ص).. زينب ما يفصلها عن رسول الله (ص)؟.. رسول الله (ص) جدها!.. وإذا بعقائل النبوة، وحرائر الوحي، تحمل سبايا إلى الكوفة ومعهن الأيتام، وقد ربطوا بالحبال، وحملوا على جمال بغير وطاء.. عندما يقرأ الإنسان التاريخ حتى لو كان كافرا، يرقّ قلبه، وتجري دمعته.. فكيف بمن كان في ركب السبايا؟..
(وأُضرمت النيران في مضاربنا).. في ليلة العاشر ماذا جرى في أرض كربلاء؟.. (وبات الحسين وأصحابه تلك الليلة، ولهم دويّ كدويّ النحل: ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد).. وإذا بطغاة هذه الأمة، يشعلون النار في تلك الخيام التي كان يذكر فيها اسم الله.. فحمل الجند أقبسة من النار وهم ينادون: أحرقوا بيوت الظالمين.. هذه المناظر مازالت في لوح الوجود: زينب الكبرى (ع) أقبلت إلى الإمام زين العابدين (ع) وقالت: (يا بقية الماضين وثمال الباقين!.. قد أضرموا النار في مضاربنا، فما رأيك فينا)؟.. فقال (ع): (عليكن بالفرار)!.. ففررن بنات رسول الله صائحات باكيات.. نساء النبوة لا مأوى لهن في الخيام المحترقات، نعم إنها مصيبة عظيمة!..
(فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام).. لمَ لا؟.. رب العالمين هو الذي شاء أن يرى الحسين ذبيحا، وهو الذي شاء أن يرى نساء النبوة سبايا في ذلك اليوم.. ما المانع أن يعوّض رب العالمين من قتله، بأن يغفر للباكين عليه؛ تفضلا وتلطفا وكرما؟.. وما ذلك عليه بعزيز، رب العالمين أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين!.. عندما يأتي الإنسان إلى مجلس عزاء أحدهم، فإنه يكرمه في مجلسه.. وإذا كان هناك دم بين صاحب المصيبة وبين المعزّي، عندما يدخل ذلك المجلس، يعفيه من الدية.. هكذا أصحاب المصائب في الدنيا!.. فما بالك برب العالمين، فهو صاحب المصيبة.. نعم، من الطبيعي جدا أن يعطينا الأجر الجزيل والعظيم في إحياء ذكره؛ تأسيا بالمصطفى (ص).. من مصاديق حب الحسين، (أحب الله من أحب حسينا)!.. أن نبكي على مصائبهم، وأن نفرح لفرحهم.
تعليق