بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير خلقه أجمعين محمد و آله الطيبين الطاهرين و لعن الله أعدائهم الأولين منهم و الآخرين الى أبد الآبدين ....
و الصلاة و السلام على خير خلقه أجمعين محمد و آله الطيبين الطاهرين و لعن الله أعدائهم الأولين منهم و الآخرين الى أبد الآبدين ....
ان الحديث عن قتلة اهل البيت عليهم السلام و معرفتهم بالأسماء -و ان كانوا جماعةً كببره يصعب حصرها- ليس حديثاً عادياً ! ،
بل هو حديث يتسم بكونه عقائدياً يحدد مصير الإنسان في الآخره بالدرجة الأولى ....
لكونه يعرِّف المؤمنين على مَن تجب البرائة منهم و لعنهم و التقرب الى الله تعالى بذلك ، حيث ان لعن اعداء الله و التبري منهم واجبة و قد قال تعالى
«لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ» ،
و في خبر الاعمش عن الصادق عليه السلام قال : (( حب أوليآء الله واجب ، والولاية لهم واجبة ، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد صلى الله عليهم وهتكوا حجابه وأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما وهموا باحراق بيتها وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة ، والبراءة من الانصاب والازلام أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة ، والبراءة من أشقى الاولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين عليه السلام واجبة ، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة . والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واجبة ، مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الاسود الكندي وعمار بن ياسر و جابر بن عبدالله الانصاري وحذيفة بن اليمان وأبي الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبي أيوب الانصاري وعبدالله بن الصلت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبي سعيد الخدري ومن نحا نحوهم وفعل مثل فعلهم والولاية لاتباعهم والمقتدر بهم وبهداهم واجبة )) ( الخصال : 2 : 153 و 154 .)
و عن سيد الأولين و الآخرين صلى الله عليه و آله قال « من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله » ( إختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي / ج 2 / ص 811 )
ثم ان محبة أهل البيت عليهم السلام و ولايتهم توجبان علينا بغض اعدائهم و قتلتهم و التبري منهم ، لأن العقل قبل النقل يحكم ان حب الولي لا يجتمع مع حب عدوه ! ، فأنت ايها الانسان السوي لو كان عندك اعداء لطالما ظلموك و آذوك و قتلوا أهلك و احبابك ، هل ستقبل ان تكون انت و هؤلاء الاعداء في خانة الحب الواحده عند غيرك من الناس !؟؟ ، لاشكَّ انك ستنظر الى هؤلاء الذي احبوك و احبوا اعدائك على انهم ليسوا بأنصارك و اوليائك هذا ان لم تحسبهم من اعدائك و مناوئيك !! ....
أما عن طريق النقل :
فعن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) (الأحزاب: 4); قال علي بن أبي طالب عليه السلام: لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان، إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه، فيحب بهذا ويبغض بهذا، فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه، فإن شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه، والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين. ( بحار الأنوار: 27 / 51 - حديث 1 / تفسير القمي: 514 (2 / 171 - 172)
وقيل للصادق عليه السلام : « إن فلانا يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم ، فقال : هيهات كذب من ادعى محبتنا ولم يتبرأ من عدونا » ( بحار الأنوار ج 27 / ص 58 )
و بعد أن عرفنا وجوب البرائة من اعداء الله و على رأسهم قتلة اهل البيت (ع) ، و ان ذلك من مقتضيات العقل السليم و الحب الخالص الذي لا تشوبه شائبة تمنعه و تضعفه عن البرائة من اعداء الله ، فلنتعرف الآن على قتلة اهل البيت بدءاً من سيدهم رسول الله و انتهاءاً الى الإمام أبي محمد الحسن العسكري صلوات الله عليهم أجمعين ،
و قد ثبت لدينا ان جميع اهل البيت عليهم السلام ماتوا قتلاً و لم ينجُ من القتل اي احد منهم صلوات الله عليهم ، و قد وردت عنهم العديد من الأحاديث التي بلغت حد التواتر و بعضها صحًّ سنداً تؤكد ان ما من احد منهم الا و هو مقتول شهيد ففي ( أمالي الصدوق/120وعيون أخبار الرضا عليه السلام :1/287 ) ، عن أبي الصلت الهروي ، قال: ( سمعت الرضا عليه السلام يقول: والله ما منا إلا مقتول شهيد . فقيل له: فمن يقتلك يا ابن رسول الله ؟ قال: شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ).
وعنه أيضاً في:1/220: (وما منا إلا مقتول وإني والله لمقتول بالسم بإغتيال من يغتالني ! )
و قبل الشروع بأسماء قتلة اهل البيت احب ان اقول : اننا لسنا ملزمين ان نضع الادلة امام الآخرين لكي نثبت لهم صحة كل ما نعتقد به من خلال كتبهم التي لا يعتبرون غيرها حجة عليهم ، فنحن لنا عقائدنا المأخوذة من كلمات أئمتنا عليهم السلام و التي تمسكنا بها و وثقنا بصحتها و ان كانت لا تعجب الآخرين و تثير بنفوسهم الضغينه ،
و الحقيقة انه لا توجد عقيده خاليه من الإسائة للعقائد الاخرى غيرها ، و كما ان نظرتنا لبعض رموز المخالفين سلبيه فإن نظرتهم لبعض رموزنا ( و على رأسهم سيدنا أبي طالب و بقية آباء النبي صلى الله عليه و آله ) سلبية ايضاً ، بل انهم يحكمون بكفر كبار ساداتنا و اوليائنا عليهم السلام ! ،
(( أسماء القتله ))
قتلة رسول الله صلى الله عليه و آله : و رسول الله كجميع اهل بيته عليهم السلام ، مات -بأبي هو و أمي- مقتولاً بالسم ، و الذين قتلوه هم ( ابو بكر و عمر و عائشه و حفصه ) ،
و قد روى المفسّر العياشي عن عبد الصمد بن بشير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ”تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قُتل؟ إن الله يقول: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله“! (تفسير العياشي ج1 ص200).
قتلة أمير المؤمنين صلوات الله عليه : و هو أشقى الاولين و الآخرين اللعين ابن ملجم المرادي و كان ذلك بأمرٍ من معاوية ابن أبي سفيان ، قام بقتله خلال صلاة الصبح بضربة من سيفه المسموم على هامة الامام ، و لم يقتصر الامر على هذين الإثنين ، بل كان هناك العديد ممن شركوا بدم سيد الموحدين عليه السلام .
قتلة سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها : و قد كان سبب قتلها هو ما تعرضت له خلال الهجوم على دارها بأمرٍ من ابي بكر ، حين قام عمر بن الخطاب بعصرها بين الحائط و الباب و إسقاط جنينها ، ثم ان عمراً امر مولاه قنفذاً بوكزها صلوات الله عليها بنعل الرمح ، و اثر كل ذلك مضتْ شهيدةً مقتوله .
قتلة الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه : و كان قتله بالسم بأمرٍ من معاوية بن أبي سفيان ، و قد نفذت الأمر زوجة الامام الخائنه جعدة بنت الأشعث الناصبيه ،
و من الجدير بالذكر ان جعدة هذه ابنة اخت إبي بكر و تكون عائشه ابنة خالها ، و كان والد جعده شريكاً بدم أمير المؤمنين صلوات الله عليه و كان اخوها شريكاً بقتل الحسين صلوات الله عليه ، اما هي فقد نفذت جريمة قتل المجتبى صلوات الله عليه .... فيالها من عائله !!!
و في الكافي : 8/167 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : (( إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وابنته جعدة سمت الحسن ( عليه السلام ) ومحمد ابنه شرك في دم الحسين ( عليه السلام ) )) .
قتلة الامام سيد الشهداء صلوات الله عليه : اما قتلة الامام الحسين فهم ألوف جيش الشام الاموي الناصبي عليهم اللعنه ، بأمر من يزيد بن معاويه و تولية من عبيد الله بن زياد الذي جعل عمر بن سعد بن أبي وقاص رئيس الجيش الاموي ، و كان المباشر لعملية القتل هو الشمر بن ذي الجوشن ، و لم يبرأ احدٌ ممن حضر المعركه من دم الحسين عليه السلام ....
قاتل الامام السجاد صلوات الله عليه : الوليد بن عبد الملك الأموي بالسم
قاتل الامام الباقر صلوات الله عليه : إبراهيم بن الوليد الأموي بالسم
قاتل الامام الصادق صلوات الله عليه : أبو جعفر المنصور العباسي بالسم
قاتل الامام الكاظم صلوات الله عليه : قتل بأمرٍ من هارون اللارشيد العباسي بالسم و قد نفذ الامر سجانه السندي بن شاهك اذ كان الامام حبيساً عنده
قاتل الامام الرضا صلوات الله عليه : المأمون العباسي بالسم
قاتل الامام الجواد صلوات الله عليه : قتل بأمرٍ من المعتصم العباسي بالسم و نفذت الامر زوجة الامام الخائنه ام الفضل بنت المأمون
قاتل الامام الهادي صلوات الله عليه : المتوكل العباسي بالسم
قاتل الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه : المعتضد العباسي بالسم
و اما خاتم الائمه و آخر الحجج صلوات الله عليه ، فقد غاب أكثر من الف سنه ، و لم يمكن الله الظالمين و القتله من قتله كما قتلوا آبائه الأطهار ... عجل الله فرجه الشريف
و لله در الشاعر الذي قال :
لولا اعتداءُ رعيةٍ ألقى سياستها الخليفه ***. وسيوفُ أعداءٍ بها هاماتُنا أبداً نقيفه
لكشفتُ من أسرار آلِ محمدٍ جملاً طريفة *** تغنى بها عمّا روا ومالك وأبو حنيفه
ونشرت طيَّ صحيفة فيها أحاديثُ الصحيفه *** وأريتكُم أنّ الحسين أصيب في يوم السقيفه
ولأيّ حال أُلحدت بالليل فاطمة الشريفه **** آهٍ لبنت محمـــدٍ ماتت بغُصتها أسيفه
تعليق