بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لم يشهد التاريخ مثيلاً لما جرى في كربلاء ، فقد احتضنت هذه الأرض أروع ملحمة على وجه البسيطة ، ملحمة جسدت أعلى التضحيات ، وأرفع المبادئ وأسمى القيم ، حتى أصبحت علماً وشعاراً لكل إنسان يبغي الكرامة في الحياة ، كما أضحت رمزاً لرفض كل أنواع الطغيان والإستبداد ، وبقيت هذه الملحمة جذوة لا يخمد أوارها في الضمير الإنساني الحي.
كما بقيت المنبع الذي تستقي منه الثورات أهدافها ، وتستلهم مبادئها وتقتدي بأبطالها، فكانت بمثابة الروح التي تحرك الثورات التي تتفجر ضد الأنظمة
الفاسدة ، فهي متجددة في كل زمان بسطوعها وتوهجها وروعتها ، وهي المثل الأعلى في التضحية والفداء في سبيل الحق والعدل .
فمنذ أن سقط دم الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وهم يرفعون راية الرفض بوجه الظلم ، أصبحت كربلاء قبلة النفوس ومهوى للأفئدة .
ومنذ ذلك اليوم انطلقت الشعائر الولائية التي مثلت انعكاساً لهذا الرفض وامتداداً لتلك الثورة ، وبقيت الدفقات الولائية التي تطلقها هذه الشعائر هي التي تعطي للثورة روح التواصل بينها وبين الاجيال ، وتصور المفاهيم التي ثار من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام) .
وصارت الجماهير على امتداد التاريخ تزحف في يوم عاشوراء الى كربلاء لتجدد البيعة للأمام الحسين (عليه السلام) ، لأنها وجدت فيه أباً للأحرار ورمزاً للثوار.
والهذا كان من أقام مآتم الإمام الحسين عليه السلام :
هو نبي الله آدم عليه السلام
وذلك حين نظر إلى ساق العرش ، ورأى أسماء أصحاب الكساء عليهم السلام ولقنه جبرائيل عليه السلام أن يقول : يا حميد بحق محمد ، يا عالي بحق علي ، يا فاطر بحق فاطمة ، يا محسن بحق الحسن والحسين ، ومنك الإحسان .
فلما ذكر الحسين عليه السلام سالت دموعه وخشع قلبه ، وقال : يا أخي جبرائيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي ! قال جبرائيل : ولدك هذا يصاب بمصابة تصغر عندها المصائب .
فقال يا أخي وما هي ؟ قال : يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين ، ولو تراه يا آدم وهو يقول : وأعطشاه ، واقلة ناصره ، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان ، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف وشرر الحتوف ،
فيذبح ذبح الشاة من قفاه ، وينهب رحله أعداؤه ، وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان ، ومعهم النسوان ، كذلك سبق في علم الواحد المنان . فبكى آدم وجبرائيل بكاء الثكلى (1))
(1) رواه العلامة المجلسي في البحار : ج44 ص 225 ، والبحراني في عوالم الحسين عليه السلام : ص 104 ، والشيخ التستري في الخصائص الحسينية : ص 190
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لم يشهد التاريخ مثيلاً لما جرى في كربلاء ، فقد احتضنت هذه الأرض أروع ملحمة على وجه البسيطة ، ملحمة جسدت أعلى التضحيات ، وأرفع المبادئ وأسمى القيم ، حتى أصبحت علماً وشعاراً لكل إنسان يبغي الكرامة في الحياة ، كما أضحت رمزاً لرفض كل أنواع الطغيان والإستبداد ، وبقيت هذه الملحمة جذوة لا يخمد أوارها في الضمير الإنساني الحي.
كما بقيت المنبع الذي تستقي منه الثورات أهدافها ، وتستلهم مبادئها وتقتدي بأبطالها، فكانت بمثابة الروح التي تحرك الثورات التي تتفجر ضد الأنظمة
الفاسدة ، فهي متجددة في كل زمان بسطوعها وتوهجها وروعتها ، وهي المثل الأعلى في التضحية والفداء في سبيل الحق والعدل .
فمنذ أن سقط دم الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وهم يرفعون راية الرفض بوجه الظلم ، أصبحت كربلاء قبلة النفوس ومهوى للأفئدة .
ومنذ ذلك اليوم انطلقت الشعائر الولائية التي مثلت انعكاساً لهذا الرفض وامتداداً لتلك الثورة ، وبقيت الدفقات الولائية التي تطلقها هذه الشعائر هي التي تعطي للثورة روح التواصل بينها وبين الاجيال ، وتصور المفاهيم التي ثار من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام) .
وصارت الجماهير على امتداد التاريخ تزحف في يوم عاشوراء الى كربلاء لتجدد البيعة للأمام الحسين (عليه السلام) ، لأنها وجدت فيه أباً للأحرار ورمزاً للثوار.
والهذا كان من أقام مآتم الإمام الحسين عليه السلام :
هو نبي الله آدم عليه السلام
وذلك حين نظر إلى ساق العرش ، ورأى أسماء أصحاب الكساء عليهم السلام ولقنه جبرائيل عليه السلام أن يقول : يا حميد بحق محمد ، يا عالي بحق علي ، يا فاطر بحق فاطمة ، يا محسن بحق الحسن والحسين ، ومنك الإحسان .
فلما ذكر الحسين عليه السلام سالت دموعه وخشع قلبه ، وقال : يا أخي جبرائيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي ! قال جبرائيل : ولدك هذا يصاب بمصابة تصغر عندها المصائب .
فقال يا أخي وما هي ؟ قال : يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين ، ولو تراه يا آدم وهو يقول : وأعطشاه ، واقلة ناصره ، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان ، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف وشرر الحتوف ،
فيذبح ذبح الشاة من قفاه ، وينهب رحله أعداؤه ، وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان ، ومعهم النسوان ، كذلك سبق في علم الواحد المنان . فبكى آدم وجبرائيل بكاء الثكلى (1))
(1) رواه العلامة المجلسي في البحار : ج44 ص 225 ، والبحراني في عوالم الحسين عليه السلام : ص 104 ، والشيخ التستري في الخصائص الحسينية : ص 190
تعليق