قصيدة "مع الرباب في محنتها" للشاعر حسن آل حطيط العاملي

[غريب الغرباء]

"مع الرباب في محنتها*"

د. حسن آل حطيط العاملي

*في محنة السيدة الجليلة "الرباب بنت امرء القيس" زوجة الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء, بعد ذبح
رضيعها "عبدالله" من الوريد إلى الوريد...

-1-
إشتقت إليك يا ولدي
إشتقت لضمّك..
لأضمّ بك كل النجوم
في شآبيب شعرك!
و أجمع لك من دمع الغيوم
تراتيل دمعك
إشتقت إليك يا سندي
إشتقت لوجهك..
لأغرف منه سحر العيون
و أهيم بسحرك!
و أقطف منه نور الشجون
و أموت بحبّك!
أنا يا عمري
ما عرفت المنون
إلا في قصر عمرك!
أنا يا قلبي
ما عرفت السكون
إلا في صمت قلبك!

-2-
من الوريد إلى الوريد
ذبحوني!
و رموني بلا رأسٍ
و من رأسك الوضّاء
حرموني!
من الوريد إلى الوريد
نحروني!
و خلّوني بلا روحٍ
و من روحك السمحاء
سلبوني!
من الوريد إلى الوريد
جعلوني
قلبا بلا نبض
تربا بلا أرض
و خلّوني
في الهواء
هباءا
و بلاء!
تحت أنظار السماء

-3-
آتيك ياعمري
و جنى دهري
آتيك أبحث في العراء
عن جسمك المرمّل بالدماء
آتيك يا قلبي
و ندى حبي
آتيك أبحث في الهواء
عن صوتك الضائع في الفضاء
آتيك يا مهجتي
آتيك يا فرحتي
آتيك
ائت اليّ
لتظلّ مشدوداً إلى كتفيّ
و تظل عيناك في عينيّ

-4-
أناديك يا جرحي
أناديك با روحي
و أرقب طيفك في القفار
يلفّك الموت و أجنحة الغبار
أناديك يا وجعي
أناديك يا هلعي
و أرصد همسك في الصحاري
يلاحقني بسيري
يعاتبني بداري
يلازمني بقبري
أناديك
أجبني!
و دعني حيث مرقدك
فدعني
و هبني الموت
في قبرك
هبني!

[الأزري]

أحسنت ياغريب الغرباء

[وهج55]

أحسنت ياغريب الغرباء

[غريب الغرباء]

شكرا و آجركم الله و عظّم أجوركم.