{ روح حتمية المواجهة }
ضرورة مواجهة المصير مهما كان من اجل المبدأ والحق !
فهو قرر وعزم على الموت الذي لابد منه وابدى حقائق مستقبل [...شاء الله ان يراني قتيلا وان يراهن سبيا..]
بل صرح بخطبته التي هي درة تلئلئت في سماء التاريخ تنير الطريق للاحرار في طريق مواجهة المصير المحتوم فقال :
[ الحمد لله وما شاء الله ، ولا قوة الا بالله ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع انا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ، فيملان مني أكراشا جوفا وأحوية سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله لحمته ، وهي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته ، وموطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا فاني راحل مصبحا إن شاء الله]
فالموت مصيرا محتوما لكن الحسين سيتوجه أليه !
وهو عالم بالعاقبة بل هو يرى ان بدنه سيكون مرتعا لعسلان الفلاوات ولا مفر عن الأمر المحتوم ....!.
نعم بهذه الروحية يواجه ابو الشهداء مصيره
بل هو إلى أسلافه بشوق يوازي شوق يعقوب الى يوسفه ....
ونعى نفسه بأبيات تؤكد حتمية القضاء النازل وان الحسين سيكون في يوم غد طعاما للسيوف , بينا هو يصلح سيفه في خيمته وكان ولده (السجاد علي سلام الله عليه ) قريبا منه ويعاني من مرضه , وبجانبه عمته العقيلة زينب ,
فقرء الإمام أبيات تنسب لاحد الشعراء :
يـــا دهــر أف لــك مـــن خليـل كم لــــك بالإشــــراق والأصيل
مــــن صــــاحب أو طالب قتيل والـــدهر لا يــــقنع بالبديــــــل
وإنــمــا الأمــر إلى الــجــلـيــل وكــــــل حــــي ســالك سبيـــل
وينسب ان الإمام السجاد قال :
فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت وعلمت أن البلاء قد نزل !
.
نعم لا أنساه بتلك الشفاه الذابلة والكبد الحرة من العطش والوجه الذي يعكس جمال الحق وهو ينطق بابلغ بيان , كأنه علي اميرالمؤمنين فبين المصير الذي سيلقاه بنفسٍ أبيةٍ وقلب لا يعرف الضعف
[ أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ :
بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ !
يَأْبَى اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ ، مِنْ أَنْ نُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي مَصَـارِعِ الْكِرَامِ ]
وقال في خطاب اخر :
[ لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد]
وهتف وهو يقف في وسط الجموع والألوف ويرتجز بعد ان قتل وِلدهُ وبنيه وأصحابه :
أنـا الحـسـين بن عـلي آلـيـت أن لا أنـثـنـي
أحـمـي عـيـالات أبـي أمضـي على ديـن النبـي
وكل عبارة وفقره تكفي ان تكون مبدأ لذوي البصيرة من الأحرار والثوار ورواد الإصلاح في حتمية المواجهة وقبول الواقع بما فيه من تحديات وصعاب فكلها ستكون قليلة بنظر سيد الشهداء لانها بعين الله وفي سبيل ... بل هي فرصة لنيل رضا الله وقربه والفوز بمقامات القرب ...فهو القائل :
[ رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ]
اغلب الواعين من الأمة ادركوا حقيقة
ان قلة الناصر وضعف الإمكانيات العسكرية التي كانت تكتنف معسكر سيد الشهداء كلها مؤشر يدعو الى التساؤل والتحري عن إقدام سيد الشهداء لمواجهة مصير معروف النائج وهو الإبادة والقتل هل من اجل المناصب ؟
فقد رفضها سيد الشهداء ...
هل المال والدنيا و ال.....الخ فلم يكن راغبا بشيء من الحطام ؟
انه { طلب الإصلاح في امة جده المصطفى } عن طريق الامربالمعروف والنهي عن المنكر ومهما كانت النتائج فان الامر بلغ الى مستوى كما يراه سيد الشهداء :
[ ألا ترون الحق لا يعمل به ، والباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله ، وإني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا برما]
فمستحيل ان يجتمع وجوده مع وجود الظلم الى درجة سيغدو الاسلام وجوده وجودا هامشيا وجودا طقوسيا ...روتينيا .. لا حرارة إيمان في معتنقيه .. فلابد من افهام الامة الى غلاوة ونفاسة الإسلام وانه رسالة الله التي يرخص في سبيل اقامتها الدم والاهل والمال واي شيء حتى سبي ذراري سيد الانبياء ليكون ذلك الاساس الذي يجذُر ويَعمُق في نفوس معتنقيه حينما يروا امام الاسلام لم يمتنع عن تقديم اي شيء في سبيل ان يواجه به الظالمين ليكون وثيقة خالدة تشير الى ضرورة التضحية والمواجهة في سبيل الحق والاسلام
حتمية المواجهة دفعت سيد الشهداء لا من دافع كونه انه سلام الله عليه سيكون مصيره بعد الشهادة هو منازل السعادة الرفيعه فحسب
بل لتعلم الامة ان القيم ومبادئ الإسلام الأصيل متمثله به لانه من النبي والنبي منه ...{حسين مني وانا من حسين } وان الدماء التي اريقت في عاشوراء هي امانة في قلوبكم واعناقكم لكي تكونوا ممن يطالب بالثأر لها ان تسيروا وتناضلوا من اجل تلك المبادئ وتضحوا وتكونوا على مستوى المسؤولية في تحقيق هدفا نبيلا قائما على
{ روح حتمية المواجهة }
فأي منكر واي باطل واي طاغوت واي انحراف في جسد الامة عليكم بمواجهته ,فسكوتكم وتهاونكم سيوصلكم الى الذلة التي نأى ابو الاحرار صلوات الله عليه بنفسه عنها
{بقوله : هيهات منا الذلة }
وما أحوجنا بإعادة النظر إلى رابط علاقتنا بالإسلام وبطل الإسلام الحسين في حتمية المواجهة مع المنكر واهل المنكر وان لانداهن او نجامل او نخاف او نتردد ...في اي مكان فليكن من يريد الحسين قويا في مواجهته وحتمية قبول الواقع مهما كانت النائج فالاسلام اعز وأغلى
وفقكم الله اختنا الفاضلة لما تبذلوه من جهود
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
محور برنامج منتدى الكفيل 41
تقليص
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة alkafeel مشاهدة المشاركةبعض المرات يجد الانسان ان القلب قد يغفل في بعض اللحظات ويميل لبعض المعاصي
ولا اقول انها معاصي بسيطة ابدا فصغائر الذنوب لا تغفر والاستصغار لها امر عظيم ....
فكيف نتقرب اكثر من الحسين عليه السلام؟؟؟؟
وكيف نستشعر مصابه بعين البصيرة والباصرة ؟؟؟؟
فالقلب والله ماسكن فيه غيره ؟؟؟
لكن الذنوب هي التي تبعدنا عن السفر لعالمه الملكوتي
بسمه تعالى
عظم الله لكم الاجر اختنا الفاضلة (مقدمة البرنامج) و لجميع الاعضاء الأكارم...
تعد الغفلة من الامور التي توقع الانسان في المهالك و تجعله يخسر دينه ودنياه و لها اسباب عديدة ومنها:
1. الجهل بالله تعالى وعدم معرفته حق المعرفة ، و نعني عدم التمعن في صفاته واسمائه الحسنى لما لها من ايحاءات و معاني كبيرة تشدُ الانسان نحو الطاعة الدائمة.
2. كثرة المعاصي تقود الانسان للغفلة و تجعله يخسر فرصة الفوز برضى الله عز وجل.
كلمة نوجهها لنا ولكم حتى نستطيع ان نكون ممن يمتلك الدرع الحصين في مقاومة الدنيا و زخرفها و تتلخص بالتالي:
1. الابتعاد عن التشبث بالدنيا و ان نعطي انفسنا فرص كافية لفهم الحياة و مضامينها.
2. ان نلغي كل حالات الجهل بالله تعالى و التي تعتبر من الامور التي تقود الى غفلة الانسان عن الحق و عدم التميز بين الخير و الشر.
3. كثرة المعاصي التي يرتكبها الانسان تغلق ابواب الرحمة الالهية و تجعله غارقاً في ذنوبه و هذا يعتبر من اشد انواع العقاب لأنه سوف يحرم الانسان من النعيم الابدي.
4. صحبة السوء تؤدي الى الابتعاد عن الحق خصوصاً عندما يكون الصديق منحرفاً عن طريق الحق و الاستقامة.
5. طول الامل و التمسك بالدنيا
6. يجب التفكير في الموت و ان هناك عالم آخر فيه تعرض اعمال الانسان بين يدي الله عز وجل.
تعتبر هذه الامور من المسببات الرئيسية التي تمنع الانسان من نصرة الحق و التي كانت من اهم الاسباب التي منعت الكثيرين من نصرة الامام الحسين (عليه السلام).اللهم صل على محمد وال محمد
اهلا بطلّة مشرفنا المخلص الموالي والحسيني (alkafeel)
اتعبناكم معنا بكثرة الاسئلة لكن انشاء الله هدفنا وهدفكم واحد وهو ان يستفيد الاخرين ونحن كذلك
بكلمات بسيطة لنعرف مايجول في خفايا الروح وكيف نربطها بكل وقت ببحور الرحمة الالهية محمد واله الميامين
لكي تتطهر من كل دنس وسوء بوجاهتهم وشفاعتهم لنا عند الله تعالى
وستكون كلماتكم معنا بملخص برنامجكم لتشاركونا بالاجروالثواب
ونساله القبول للقليل من العمل بمنه وجوده انه ارحم الراحمين
شكري لتواصلكم الحسيني العباسي تشرفنا ......
التعديل الأخير تم بواسطة alkafeel; الساعة 08-11-2014, 12:58 PM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة خادم عند مولاي مشاهدة المشاركةان صرخة : (هل من ناصر ينصرني) لا تقف عند معركة الطف بل هي رسالة للأجيال ان سيروا على نهجنا اهل البيت وانصرونا على الشيطان واعوانه بتطبيق الاحكام , واقامة السنن والتحلي بالأخلاق النبيلة .
ان ادخال السرور على قلب الامام الحسين يحتاج منا لوقفة فعلية عملية جادة , فالحسين (سلام الله عليه )مبدأ والمبدأ من الثوابت التي جُبِلنا عليها في ضلِ هدي القران الكريم ,
بأن نطيع من امر الله بطاعته ونتبع منهجه .
ولكي نعمل جاهدين لإدخال السرور على قلب امامنا فلابد من وضع اهدافه السامية نصب اعيننا , فروحي فداه اتى لكربلاء لا ليكون ضحية عابرة تبكي لأجله العين ؟؟؟, لا فهو القران الناطق النابظ في عروقنا وارواحنا تلك الصرخة التي دوت يوم عاشوراء كانت تحمل مبادئ واخلاق ومنهج :
فسيدي رسالة السلام العالمية بقوله اكره ان ابدأهم بقتال .
سيدي اقام الحدود في احلك الظروف ....حيث اقام الصلاة تحت اسنة الرماح .
سيدي عنوان الرحمة الالهية حتى على قاتليه يكبي : انما ابكي على هؤلاء القوم سيدخلون النار بسببي .
سيدي لم يغضب الا لله تعالى .
سيدي مثال الصابر المحتسب .
سيدي طبق لنا مبدأ النظافة من الايمان ,حين قام واصحابه برفع الاشواك وتطييب الارض بالماء ففيه دلالة النظافة وليس فقط لكي لا يتأذى الاطفال بالأشواك .
.....الخ من القوانين ...نعم قوانين عملية طبقها لنا الامام في سويعات .
لذا على من يدعي حب اهل البيت (عليهم السلام) لابد عليه الامتثال والانقياد بكل ما للكلام من معنى , لا فقط شعار (نبكيك دماً سيدي يا حسين) عاطفة مؤقته ينتهي اثرها على اعتاب باب المصاب ,فقضيته سيدي قضيتنا وهدفه هدفنا ومصابه مصابنا وبرنامجه الذي بدأه في كربلاء كان لا زاما علينا كموالين ان نكمله ونجعله الهدف الاسمى فالدين لا بد ان ينتشر ويستمر وتبث تعاليمه واهدافه من خلال الاجيال التي اتخذت من الحسين واهل بيته واصحابه (عليهم السلام) نبراساً .
والسلام عليكم ورحمة الله.
اللهم صل على محمد وال محمد
عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء باستشهاد سليل الدوحة المحمدية العلوية
والحلقة الذهبية من السلسلة الالهية للنبي الاكرم الحسين بن علي عليه السلام
وبورك عزائكم الحسيني المتواصل معنا بكل محور اخي الطيب وشاعرنا المتالق (خادم عند مولاي )
والذي هو مذخور ومحسوب لكم عند حامل اللواء
وبطل العلقمي عليه الاف التحية والسلام
وسنكون مع مشاركاتكم الطيبة كلها لكن باختصار بوقت برنامجكم المباشر فكونوا معنا
ونسالكم الدعاء لنا بالتوفيق والتسديد وان كنا نلمس منه تعالى كل التوفيقات
وكل ذلك بسبب اخلاص اقلامكم وابداعها مع رقي نفوسكم وصفائها
دمتم بحفظ الباري ورعايته وبوركتم للتواصل مع محوركم ....
ولكم صورتي ....
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة خادم الرضا عليه السلام مشاهدة المشاركةبسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أعظم الله لكم الأجر بشهادة الحسين عليه السلام
عندما شارفت معركة الطف معركة الحق ضد الباطل على الانتهاء وقف الحسين عليه السلام ينظر الى اهله واصحابه مضرجين بالدماء ولم يبقى الا الاطفال والنساء عندها اطلق صرخته عليه السلام قائلا : (الا من ناصر ينصرنا ) ، فهذه الكلمة التي اطلقها الحسين سلام الله عليه لا تنطبق على ذلك اليوم المفجع فقط بل يتعداه الى كل الازمان والعصور وهي رسالة لكل من يؤمن بقضيته عليه السلام ، فعلى من يتبنى هذه القضية وهي الوقوف ضد الانحرافات والعقائد الدخيلة على الاسلام ان ينصر الحسين عليه السلام بالالتزام بمبادئه التي ضحى من اجلها واعطى في سبيل تحقيقها كل ما يملك ، وخير مثال يمكن انطباق النصرة هم اصحابه في يوم عاشوراء عندما كانوا يسرعون الى ساحة المعركة من اجل نصرته عليه السلام فادخلوا السرور عليه بهذه المواقف ، والدور علينا نحن شيعته يمكن ان ندخل السرور على امامنا الشهيد من خلال تلبية ندائه عليه السلام ونصرته بتطبيق المبادئ التي استشهد من اجلها سلام الله عليه .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وال محمد
عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء باستشهاد ريحانة الرسول الاعظم والنبي الاكرم
الحسين الشهيد وصحبه المنتجبين
وبوركت كلماتكم مشرفنا الفاضل والموالي والمتواصل (خادم الرضا عليه السلام )
وقد لخصت ردودكم كلها بما يتسع له برنامجكم وبوركتم
وساتواصل معكم بقصيدةاعجبتني كثيرا .....
أنا لا أملكُ يا رب العباد ...
غير دمعِ العينِ في ثوب الحداد
أنا لا أملكُ إلا مأتماً ...
هو لي أمٌّ و دارٌ و بلاد
أنا لا أملكُ إلا منبراً ...
هو قد علّمني معنى الرّشاد
أنا لا أملكُ إلا موكباً ...
هو أصلٌ من أصولِ الإعتقاد
وحسينٌ قبل ميلادي هنا ... ن
غمةٌ تسكنُ في نبضِ الفؤاد
هو نورُ الله في قلبي ومن ...
باسمه يُفتحُ لي بابُ المراد
دمعتي حجٌّ ونوحي سجدةٌ ...
آهتي ذكرٌ وأحزاني جهاد
قبلتي قلبُ حسين وأنا ...
سائرٌ طوعاً وحباً وانقياد
أيها اللائم حزني أنه ...
كلما عاد لنا عاشور عاد
قَطِّعوا قلبي إذا يوماً جفا ...
وغوى عن مأتم السِّبطِ وحاد
أنا من دون حسين من أنا ...
لستُ إلا كركامِ من رماد
وفؤادي لو خلا من حزنه ...
لم يكن إلا جماداُ في جماد
فطرتي أنّ حسيناً في دمي ...
كلما أنّ لهيب العين جاد
وإذا مِتُّ فقولوا عاشقٌ ...
مضّهُ الشّوقُ وأضناهُ البُعاد
شيّعوني بعزاءِ للحسين ...
كَفّنوا جسمي برايات السّواد
أنا لا أملك يا رب العباد ...
غيرَ هذا الحُزنِ للمحشرِ زاد
وعزائي يوم ميلادي ابتدى ...
وسآتيك به يوم المعاد
شكري مع الامتنان لكم مشرفنا معطر برضا الرب الغفور الرحمن ......
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
ســــجـود النبــي (صلى الله عليه وآله وسلم)
روى ابن حازم بسنده قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للصلاة وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين، فتقدّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم وضعه عند قدمه اليمنى، فسجد سجدة أطالـها، فـرفعت رأسي من بين الناس فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ساجد وإذا الغلام راكب على ظهره، فعدت فسـجدت، فلمـا انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قــال الناس: يـا رسول الله، لقـد سجـدت فـي صلاتك هذه سـجدة ما كنت تسجدها، أفشيء أُمرت به أو كان يوحى إليك؟ قال: (عليه السلام)كلّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته(عليه السلام)(1).
عن عبد الله قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ضهره، فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهم، فلما قضى الصلاة، وضعهما في حجره فقال: من أَحبني فليحب هذين(2).
عن أبي بُريدة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين (عليهما السلام) عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قـال: (عليه السلام)صدق الله >إنّما أموالكم وأولادكم فتنة<(3) فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما(عليه السلام)(4).
عن أبي سعيد قال: جاء الحسين يشتدّ ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي فالتزم عنق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقام به، وأخذ بيده، فلم يزل ممسكها حتى رجع(5).
عن زينب بنت جحش قالت: قام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي واحتضنه - يعني الحسين - فكان إذا ركع وسجد وضعه، وإذا قام حمله، فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول، فلما قضى الصلاة قلت: يا رسول الله، لقد رأيتك تصنع اليوم شيئاً ما رأيتك تصنعه. قال: (عليه السلام)إنّ جبريل أتاني فأخبرني أنّ ابني يقتل. قلت: فأرني إذاً فأتاني بتربة حمراء(عليه السلام)(6)
كلّ ذلك إشارة إلى منزلة ومكانة الإمام الحسين (عليه السلام) عند رسول الله (ص)، وعلى المسلمين أن يحافظوا على ما كان يكنّه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لولده الحسين (عليه السلام)، حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط(عليه السلام)(7) والإسلام الذي وصلنا إلى هذا اليوم هو ببركة ثورة الحسين (عليه السلام) في كربلاء، لأنّ الإسلام مـحمدي الوجود وحسيني البقاء.
1- المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 165 وبذيله تلخيص للحافظ الذهبي - كتاب معرفة الصحابة - قال الحاكم: هذا آخر ما أدى إليه اجتهاد من ذكر مناقب أهل بيت رسول الله 2 ما يصح منها بالأسانيد المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 180؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346.
2- فرائد السمطين: ج 2 ص 107 ح 414.
3- سورة التغابن: الآية 15.
4- سنن الترمذي: ج 5 ص 658 ح 3774؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346؛ ذخائر العقبى: ص 228؛ تهذيب الكمال: ج 6 ص 403؛ ينابيع المودة: ص 263؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 161 ح 3490؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 385 رقم: 269؛ أسد الغابة: ج 2 ص 16؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 94.
5- مـجمع الزوائد: ج 9 ص 189.
6- مـجمع الزوائد: ج 9 ص 191.
7- أنساب الأشراف: ج 2 ص 453؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 404 - 270؛ الفصول المهمة: ص 169.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الحسين(عليه السلام) ثمرة النبوة
أصبح الحسين (عليه السلام) المثل الأعلى للفداء والتضحية ونبراساً للحق، ومناراً للهدى تستضيء به الأُمة الإسلامية من أجل بناء مـجتمع إسلامي متكامل.
فقد جسَّد قول جده الرسول الأكرم مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)حسين مني وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً(عليه السلام)، وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)حسين منّي(عليه السلام) بدليل آية المباهلة: > فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم... وأما قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (عليه السلام)وأنا من حسين(عليه السلام)، يريد أنّ بقاء شريعته كان بسبب نهضة ولده الحسين (عليه السلام)، ولولا هذه النهضة المباركة لأعاد الأُمويون المسلمين إلى الجاهلية الأولى، وهذا يظهر واضحاً جلياً من خلال سيرتهم، فهذا يزيدهم الطاغي نراه مـجاهراً بكفره، ومظهراً لشركه بقوله:
لـيـت أشياخي ببدرٍ شـهدوا جزَعَ الخزرج من وقع الأسلْ
قد قتلنا القوم من ساداتهم وعـدلـنا مـيْل بـدرٍ فـاعـتدلْ
فـأهــلّوا واسـتهـلّوا فـرحاً ثم قالوا: يـا يـزيـد لا تـشلْ
لستُ من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعلْ
لعـبـت هـاشـم بـالمـلك فـلا خبرٌ جـاء ولا وحي نـزل
هذا هو المروق من الدين، وقول من لا يرجع إلى الله وإلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله، ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله، ثم من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع موقعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومكانه منه، ومنزلته من الدين والفضل، وشهادة رسول الله له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة نعم، عمل كل ذلك اجتراءً على الله، وكفراً بدينه، وعداوةً لرسوله، ومـجاهدةً لعترته، واستهانةً بحرمته، فكأنّما يقتل به وبأهل بيته قوماً من كفار أهل الترك والديلم، لا يخاف من الله نقمةً، ولا يرقب منه سطوةً، فبتر الله عمره، واجتثَّ أصله وفرعه، وسلبه ما تحت يده، وأعدَّ له من عذابه وعقوبته ما استحقه بمعصيته.
ولكن الحسين (عليه السلام) بتلك الدماء الزاكية زلزل عروش الظالمين، وهدَّم طغيانهم، ورست قواعد الدين الحنيف حتى يومنا هذا، وكل ما عندنا من إسلام ومسلمين بفضل تضحية وبطولة الإمام الحسين (عليه السلام)، وأصبح الإسلام مـحمدي الوجود وحسيني البقاء، وهذا ما أكّده وأجمع عليه روَّاد الفكر وحملة العلم في أرجاء المعمورة، حتى قال رئيس جامع الأزهر الشيخ مـحمد عبده: لولا الحسين لما بقي لهذا الدين من أثر. إضافة إلى انعدام الرؤية الواضحة في تمييز الحق، فثورة الحسين هي السبب في بقاء الدين، حيث وقف (عليه السلام) أمام أئمة الفسق والجور والفساد في أرجاء العالم الإسلامي الذين عاثوا في الأرض فساداً، أمثال يزيد بن معاوية المتكبِّر الخميِّر صاحب الديوك والفهود والقرود، وأخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والوعيد والإخافة والتهديد والرهبة.
فلا يلام الشيعة الإمامية - أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) - بتـعظيمهم الشعائر الحسينية في أيام عاشوراء، كإقامة الـمراسم التـي تذكِّرنا بثورة الحسين (عليه السلام).
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
شخصية الامام الحسين (عليه السلام)
الإمام الحسين (عليه السلام) شخصية مثالية متميزة ليس لها في الوجود نظير، فقد تغذى في حجر جده المصطفى (صلى الله عليه و آله وسلم) العطف والحب والحنان، وفي ظل أُمه فاطمة الزهراء (عليها السلام) وجد الأُمومة الرؤوفة، وهي مهجة قلب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وترعرع مع أبيه علي (عليه السلام)، ومنه تلقى الرعاية والعناية والمعرفة، وعاش مع أُخوته وأولاده أعواماً مليئة بالحب المتبادل والاحترام المقدس.
وبعبارة أُخرى أنه تخرج من جامعة الحبيب المصطفى مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، حيث شملتهم العناية الإلهية بقولـه تعالى: > إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً .
وحديث الكساء أكبر شاهد على مكانتهم ومنزلتهم عند الله تعالى، وكتب وأحاديث أهل السنة تصرح بذلك والتي منها: عن أُم سلمة أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جَلَّلَ على الحسن والحسين وعليٍّ وفاطمة كساءً، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي، أذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنكِ إلى خير. قال: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيءٍ رُويَ في هذا الباب.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن فاطمة الزهراء (عليها السلام): قالت:... فقال الله عز وجل: يا ملائكتي ويا سُكانَ سماواتي إنِّي ما خلقتُ سماءً مَبنْيَّةً ولا أرضاً مَدْحِيَّةً ولا قَمَراً مُنيراً ولا شَمْساً مُضيئةً ولا فَلَكاً يَدُور ولا بَحْراً يَجْري وَلا فُلْكاً يَسْري إلاَّ في مَحَبَّةِ هؤلاءِ الخَمْسَةِ الذين هُمْ تحت الكِساءِ. فَقَال الأمينُ جَبرائيل: يا رَبِّ وَمَنْ تحت الكِساء؟ فقال عَزَّ وَجَلَّ: هم أهلُ بيتِ النبوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالةِ، هُمْ فاطمةُ وأَبوها وَبَعْلُها وَبَنُوها...
وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حق ولديه الحسن والحسين شاهدة على علاقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهما، ومنها التي رواها أهل السنة في صحاحهم وكتبهم، منها:
عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده أُبيّ بن كعب. فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرض. قال أُبيّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ قال: يا أُبيّ والذي بعثني بالحق نبيّاً، إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وإنه المكتوب على يمين العرش، أنه مصباح هدى وسفينة نجاة، وإمام غير وهن، وعز وفخر، وعلم وذخر. وإن الله عزّ وجلّ ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكيّة، خُلقت من قبل ان يكون مـخلوق في الأرحام، ما يدعو بهنَّ مـخلوق إلاّ حشره الله عزّ وجلّ معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرّج الله عنه كربه، وقضى بها دينه، ويسَّر أمره، وأوضح سبيله، وقوّاه على عدوّه، ولم يهتك ستره...
عن أنس بن مالك قال: كتب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل عهداً، فدخل الرجل يسلِّم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي، فرأى الحسن والحسين يركبان على عنقه مرَّة ويركبان على ظهره مرَّةويمران بين يديه ومن خلفه. فلما فرغ (صلى الله عليه وآله وسلم) من الصلاة قال له الرجل: ما يقطعان الصلاة؟ فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: (صلى الله عليه وآله وسلم)ناوِلْني عَهْدَك فأخذه ومزَّقه، ثم قال: (صلى الله عليه وآله وسلم)من لم يرحم صغيرنا، ولم يُوَقِّر كبيرنا، فليس منّا ولا أنا منه.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
شموخ مع التاريخ وصمود مع الاجيال يتجلى بكل وضوح في أفق الحياة الواسع ومع سير الزمن السرمدي لا يطويه دوران الايام ولا تنسيه الدهور والأعوام يجدد الآلام ويثير الاحزان والاشجان بالرغم من مرور المئات من الأعوام ذلك هو يومك الخالد يا ابا عبدالله الذي ضربت فيه أمثالا بلغت اقصى حدود السمو في التضحية والفداء وأوضحت المعالم البارزة للسبل التي يجب ان تكون منهجاً لعبور العقبات الصعاب في هذه الحياة فما اروع هذا الخلود وما اسمى معانيه لو برزت بوضوح حقائقها ورسمت دقائق خطوط اهدافها لترفع المشع الوهاج للاجيال المتعاقبة وتلتهم ثمرات تلك المآثر السامية وتستلهم منها الصبر والعقيدة لتحقيق الاهداف التي دعا اليها الاسلام وكافح من اجلها دعاته الوفياء لتطهير الارض المقدسة من دنس الظالمين والغاصبين .ما أروع يومك يا أبا الشهداء
ما اروع يومك يا ابا عبدالله ويا ابا الشهداء ذلك اليوم الذي وقفت فيه تخاطب انصارك وأهل بيتك قائلا : اما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد علمتم وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعي الوبيل ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والى الباطل لا تناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فاني لا ارى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما .
فكانت التضحية وكان الداء الذي ادمى القلوب ومزقها وكان النصر حليفه فلقد استقامت بشهادتك يا ابا عبدالله أركان الإسلام وتبين الرشد من الغي وظلت كلمة لا إلا الله محمد رسول الله التي حاربها الحزب الأموي مدوية في الفضاء خالدة في أجوائه خلود يومك . لقد اراد لها يزيد بن ميسون الفناء بقتلك وأراد الله لك ولها البقاء فبقيت وبقيت مع التاريخ تستنير الاجيال بذكراك ويستلهم منها المخلصون سبل الثورة على الظلم والطغيان وبقي ذكر اولئك الطغاة عارا تتبرأ منه الاحفاد والاجيال وتتبعهم اللعنات ما دام التاريخ . فما أصبرك يا ابا عبدالله وما اروع يومك حينما وقفت في ارض المعركة وحيداً لا ناصر لك ولا معين تتلفت يمينا وشمالا فلا ترى سوى اصحابك وبنيك واخوتك صرعى على ثرى الطف المديد والاعداء تحيط بك من كل نواحيك تحدق في خيامك الخالدة إلا من النساء والاطفال والصراخ يتعالى من هنا وهناك وأنت تتلوى لهول ذلك المشهد وتلك الحشود الهائلة وقد شهرت أسنة رماحها في وجهك فتغمض عينيك من هول ذلك المنظر ومما حل ببيت الرسالة وأحفاد الرسول فلا تجد من يأويهم ويكفلهم من بعدك . ثم تتلفت إلى أنصارك فلا ترى سوى الجثث المبعثرة من حولك فما أهوله من منظر وما ارزأها من مصيبة لم يحدث التاريخ بمثلها ومع كل ذلك فلم تلن لأولئك الطغاة ومضيت في ثورتك على الباطل ثورة الإيمان بكل معانيه وأبعاده على الكفر بكل اباطيله تقول : والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أقر لكم اقرار العبيد وبقيت خالداً خلود الدهر .لقد تمخضت مواقف الحسين بن علي (ع) يوم عاشوراء ذلك اليوم التاريخي من خلال ما ارتسم فيها من البطولات والصمود امام تلك الجحافل العاتية عن جلائل المعاني السامية وتجلت من سطورها الدامية روائع من صفحات الإيمان الثابت والعقيدة المخلصة وطفقت تحمل في مشاعلها نزعة الانعتاق من ربقة الاستغلال والاستعباد واندفعت تخط للإجيال أبعاد الكفاح الثوري وترسم للعصور سمات للصمود والثبات وتدفع بالمناضلين المكافحين إلى تعلقهم بما يرسمونه من تخطيط لمعتقداتهم الفكرية وما ينتهجونه من تحديد لمنطلقاتهم النضالية في المسار النضالي وما يحددونه من مواقف جريئة امام تحديات الحاكمين واستغلالهم لخيرات الشعوب وأرزاق العباد . ان المسار الثوري الذي حفلت به ثورة الحسين (ع) لقد عزز الكثير من طموح الشعوب المستغلة من اجل انهاض هذه الشعوب وايقاد فتيل الثورة للاطاحة بالنظم المستبدة وايجاد المجتمعات السليمة التي تحقق للشعوب حريتها وكرامتها وطموحاتها في التخلص من الاستغلال وتطوير الحياة وما يضمن لتلك الشعوب أمنها ورفاهيتها . ان ثورة الحسين تركت في دروب الاحرار المجاهدين والصامدين علامات مضيئة تنير مسالك الكفاح وتمهد الطريق الذي يمكن كل ثائر إذا اعتمد في الدرجة الاولى على نزعة السخاء بالأرواح وبذل الأنفس من اجل العقيدة الثابتة ومن اجل مواقع الصمود للوصول إلى النصر . ان طرح الحسين الخالد لهذا السخاء العظيم بتقديمه نفسه وذويه وصحبه واستشهادهم إلى جانبه مكن هذه الثورة من الديمومة والبقاء لتكون المنار لكل الثائرين الصامدين عبر مسيرات الانتفاضات الشعبية التي تحدث هنا وهناك ومكن لها الانتصار إذا اقترنت بالنزاهة والاخلاص وبمثل ذلك السخاء الذي قدمه الحسين وأنصاره من اجل الانسان وكرامته . لقد انتصر الحسين (ع) باستشهاده انتصاراً لم يسجل التاريخ انتصاراً اوسع منه ولا فتحا كان ارضى لله منه ، وكان واثقاً من هذا الانتصار ومن هذا الفتح كما كان واثقاً من هزيمته عسكرياً كما يبدو ذلك من كتابه الذي كتبه الى الهاشميين وهو في طريقه إلى العراق فقد قال فيه : اما بعد فانه من لحق بي استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح . وكان ذكرنا فالفتح الذي يعنيه الحسين من كتابه إلى الهاشميين هو ما احدثته ثورته من النقمة العامة على الأمويين وما رافقها من الانتفاضات التي اطاحت بدولتهم .
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
دور الزهراء (عليها السلام) في حياة الحسينعنت سيدة النساء (ع) بتربية وليدها الحسين ، فغمرته بالحنان والعطف لتكون له بذلك شخصيته الاستقلالية ، والشعور بذاتياته ، كما غذته بالآداب الاسلامية ، وعودته على الاستقامة ، والاتجاه المطلق نحو الخير يقول العلائلي :
" والذي انتهى إلينا من مجموعة أخبار الحسين أن أمه عنيت ببث المثل الاسلامية الاعتقادية لتشيع في نفسه فكرة الفضيلة على أتم معانيها ، وأصح أوضاعها ، ولابدع فان النبي (ص) أشرف على توجيهه أيضا في هذا الدور الذي يشعر الطفل فيه بالاستقلال.
فالسيدة فاطمة أنمت في نفسه فكرة الخير ، والحب المطلق والواجب ومددت في جوانحه وخوالجه أفكار الفضائل العليا بأن وجهت المبادئ الادبية في طبيعته الوليدة ، من أن تكون هي نقطة دائرتها إلى الله الذي هو فكرة يشترك فيها الجميع.
وبذلك يكون الطفل قد رسم بنفسه دائرة محدودة قصيرة حين أدار هذه المبادئ الادبية على شخص والدته ، وقصرها عليها وما تجاوز بها إلى سواها من الكوائن ، ورسمت له والدته دائرة غير متناهية حين جعلت فكرة الله نقطة الارتكاز ، ثم أدارت المبادئ الادبية والفضائل عليها فاتسعت نفسه لتشمل وتستغرق العالم بعواطفها المهذبة ، وتأخذه بالمثل الاعلى للخير والجمال ....
لقد نشأ الامام الحسين (ع) في جو تلك الاسرة العظيمة التي ما عرف التاريخ الانساني لها نظير في إيمانها وهديها ، وقد صار (ع) بحكم نشأته فيها من أفذاذ الفكر الانساني ومن أبرز أئمة المسلمين.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
التربية النبوية و دورها في رسم ملامح شخصية الحسين
قام الرسول الاعظم (ص) بدوره بتربية سبطه وريحانته فأفاض عليه بمكرماته ومثله وغذاه بقيمه ومكوناته ليكون صورة عنه ، ويقول الرواة :
إنه كان كثير الاهتمام والاعتناء بشأنه ، فكان يصحبه معه في أكثر أوقاته فيشمه عرفه وطيبه ، ويرسم له محاسن أفعاله ، ومكارم أخلاقه ، وقد علمه وهو في غضون الصبا سورة التوحيد، ووردت إليه من تمر الصدقة فتناول منها الحسين تمرة وجعلها في فيه ، فنزعها منه الرسول (ص) وقال له :
لا تحل لنا الصدقة ، وقد عوده وهو في سنه المبكر بذلك على الاباء ، وعدم تناول ما لا يحل له ، ومن الطبيعي أن ابعاد الطفل عن تناول الاغذية المشتبه فيها أو المحرمة لها أثرها الذاتي في سلوك الطفل وتنمية مداركه حسب ما دللت عليه البحوث الطبية الحديثة ، فان تناول الطفل للاغذية المحرمة مما يوقف فعالياته السلوكية ، ويغرس في نفسه النزعات الشريرة كالقسوة ، والاعتداء والهجوم المتطرف على الغير ، وقد راعى الاسلام باهتمام بالغ هذه الجوانب فألزم بأبعاد الطفل عن تناول الغذاء المحرم وكان ابعاد النبي (ص) لسبطه الحسين عن تناول تمر الصدقة التي لا تحل لاهل البيت (ع) تطبيقا لهذا المنهج التربوي الفذ ...
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
اترك تعليق: