تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
يستحب ان يقرأ في دبر الغداة يوم الجمعة سورة الرحمن جل جلاله.
ثم يقول كلّما قال ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) : « لا بشيء من آلائك رب أكذّب » في الكافي.
ثم يقول كلّما قال ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) : « لا بشيء من آلائك رب أكذّب » في الكافي.
ينفع التدبر في الايات الاوُل من سورة الرحمن وهي تتحدث عن الانسان وعلاقته بالبيان والارض والميزان وكلها إشارات واضحة لمن يبصر عن ان النُظم بدون هداية الله لايمكن ان توصل الانسان الى شاطئ السعاده
(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)
والاية التي هي مفصل السورة وهي تصرح بالتحدي التكويني (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)
وذكروا لتفسير السلطان أراء من جملتها ما تعضده رواية نسبوها لال محمد وواضح انهم فهموا انها مختصة بالقيامة وما يبديه البشر من عجز عن احاطة الله بالخلائق وهو تطبيق كما عرفت من كليات الايات الشريفه
وبالرجوع للقرءان نفسه واستعماله لفظ سلطان في الايات المختلفة التي استخدمت فيها لفظ سلطان وقد اطلق المعنى على الدليل او البرهان او المعجزة التي تستولي بكل ابعادها على قدرة الانسان سواء كان ذهنية او نفسيه او روحيه او بدنية ويبدي الانسان قناعته بتلك او يبدي عجزه واقعا ومنبع السلطان بهذه الصفة هو تأييد رباني الهي اما مباشر او بواسطة :
قال عز وجل {وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}
بعد هذا البيان المتقدم نرجع للايات الاول وننظر في ارتباطها بفجر الجمعة
ومعلوم ان صاحب الجمعه هو صاحب فجر اليوم العالمي المهدي المنتظر الذي يصلحه الله في ليلة
وان الميزان هو ذلك السلطان الذي تعيش البشرية في عطش رهيب لوجوده !
فما من ايديولوجية او رؤية الا و يشعر اربابها بالعجز فعلا وواقعا عن بلوغ السعاده باتباعه حتى المدعيه للدين وحتى المدعيه للتشيع
ابدو حيرتهم بالفتنه الصماء الصيلم !- مضمون روايه -
فإن البشرية تشعر بإنهزام ذريع امام قدرتها فهم جربوا النفوذ في اقطار السموات والارض
والسموات بمفهموها الداني او الملكي قد جرب الانسان اختراق الفضاء ولكنه وقف عاجز عن اتساع هذا الكون وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
و هي بمفهوم اعمق تأويل باطني تمثل جهة غيب للانسان ويمكن ان تكون عالم الارواح والملكوت ... (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا)
والارض بمفهومها المعروف قد استولى الانسان على منافع كثيرة منها واستعمرها ايما استعمار ( وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَام)
وله مفهوم تأويلي اخر هي الجزء المادي والداني المُلكي في الوجود
ان الانسان قد اخترق تلكم الاقطار بإبعادها المتعددة ومراتبها المتنوعه ولكنه عجز عن ان يقيم الميزان
سبحان الله كل التقدم التكنولوجي والمادي وبعض حضارة اهل الروحانيات عجزوا واقعا عن اقامة الميزان ؟
القرءان يتحدى ان يقام الميزان بدون الانسان الذي الهمه الله البيان التام
تأملوا في الايات التالية ليحصل الربط : {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ}
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}
فمن اُعطي البينات وصار القرءان الناطق ؟
ومن هو القيم للقرءان والعالم بتاويله ؟
ومن هو الذي بيده الميزان ولا يُخسره ُابدا ؟
من المهدي لكل تلك الموازين والاصلاحات ؟
لقد عجزتم ايها الناس عن ان تحلوا مشاكلكم ؟
وعجزتم عن ان توجدوا العدل في الارض بالرغم انها مسخره لكم !
لقد عجزتم عن ان ترحموا بعضكم بعضا في بلدان تدعون فيها الانسانية ؟ لانكم اخسرتم الميزان !
ولن تقوموا بالميزان كما ينبغي لانكم لم تلهموا كل البيان ؟
المهدي واحده هو من سيقيم الميزان في ارجاء المعمورة ؟
لقد عجزت اسرائيل على ان تقيم لها كيان ودولة فهي فاشله في ميزانها بل مفسدة في تعبير القرءان العظيم
وقد عجزت المسيحية عن اقامة العدالة الاجتماعيه بل هم في وحل المفاسد والخوار عن الدفاع عن انفسهم حتى ؟
وقد عجز مدعي الاسلام عن اقامة العدل والسلام بل انهم مستعمرون وخاضعون لانظمة فاسدة وحكام فاسدين بالرغم من ادعائهم المعرفة والقدرة الفكرية لكنهم فشلوا في تنظيم انفسهم وايجاد حياة كريمة
ولم يبقى الا المدخر لاقامة العدل والميزان ودولة العدل الالهي
انكم في عطش ولن ياتيكم بماء معين الا الله تعالى ففروا اليه
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية
{حسن }
تعليق