بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
بعيداً عن الكلام وتأثيره في تربية الابناء والاولاد ، فاننا نسوق الكلام حول التعامل الاشاري مع الاولاد والاطفال داخل البيت من قبل الاب والام او الاخ الكبر ، وقبل الدخول في اهميته والكلام حوله لا بد وان نعرفه : فنقول انه سلوك يقوم به الاب سواء كان مقصوداً ام لم يكن مقصوداً يؤدي تأثيره في سلوك الاخرين وقد يطلق عليه في الدراسات الحديثة او اللغة العالمية اسم (الكاريزما) اي تأثير الشخصية في الاخرين ، فهو عبارة عن سلوك الانسان الخارجي من الافعال والاقوال التي تكون ناتجة دائمة من الافكار والرغبات ، وبها تعكس واقع الانسان الداخلي وتكشف عن هويته التربوية والثقافية ومدى ايجابية سلوكه او سلبيته ، ولم يغب ذلك الشيء عن الاسلام ففي الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه أوصى بعض شيعته فقال لهم : كونوا لنا دعاة صامتين . قالوا: وكيف ذلك يا بن رسول الله ؟ قال : تعملون بما أمرناكم به من طاعة الله وتنتهون عما نهيناكم عنه ومعاصيه ، فإذا رأى الناس ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فسارعوا إليه[1]
فان لغة الافعال تكون أشد تاثيراً من لغة الاقوال :
اولاً : ان فعلك دائماً لا تقصد به نصح الاخرين وانما نظرهم اليك فيه موعظة من دون ان تعطيهم قولاً بلسانك ، فان الانسان مهما كان كلما ارشدته الى الخير وان كان يفهمك لكنه يبقى فيه نفسه شيء من قولك اما يجعلكم افضل منه او غير ذلك
ثانياً: ان تأثير الفعل أكثر من القول ، لان القول جسد لا روح فيه ، ونظرية لا عملية ، فان روح القول هو العمل به .
فاننا اذا أردنا من اولادنا ان يكونا صادقين علينا ان نكون من اهل الصدق قبل ان نطلب منهم ذلك ، حتى يروا المصداقية التي نمتاز بها ، فكلما كانت الموعظة بطريقة هادئة وعقلائية من دون خدش المشاعر والاحاسيس كانت أكثر وقعاً وتأثيراً في نفوس الاخرين واكثر فائدتة من غيرها ، وكذلك في كل مطالبنا ان نكون أحرص على تطبيق ما نقول من غيرنا او من الذي ننصحهم ، فاننا لا يمكن ان نأمر الناس بالصلاة ونحن لم نحافظ عليها وكذلك بقية السلوكيات والصفات وقد حذر القران الكريم من ذلك فقال تعالى في محكم كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )[2]، فالاب يطلب من ابنه ان يكون في حالة هدوء وتعقل بشكل دائم بينما الاب لا يمتلك اي هدوء بل لا يعرف معناه تماماً ، فحن نرى ان تأثير كلمته في ولده كتأثير الريش في الحديد ، فهذا السلوك غير صحيح في التربية أبداً ولم يجني الى الاب او الام اي ثمار ، فالتخلق والتمسك بالصفات الحميدة ، يجعلنا في راحة تامة في التعامل مع الاخرين وكيفية نصحهم ، ـ طبعاً لا يفهم من كلامي الغاء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ .
خلاصة الكلام:
ان الالتزام والسلوك الحسن عند المربي يؤثر في الاولاد او التلاميذ تأثيراً بليغاً يختلف عن تأثير الكلام والقول ، لان الفعل ترجمة للكلام الذي نريد ان نقوله ، فتكون افعاله بمثابة الاشارة التي تنفع الاخرين ومن حوله ، ولكن احياناً الغارق في عالم الفساد والسيئات لا تنفع معه مثل هذه الاشياء ، لكن حتماً هو يراها ويتفاعل احياناً بصورة طبيعية معها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ـ شرح الاخبار: النعماني، ج3،ص506
[2] ـ سورة الصف: الآيات: 2و3
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
بعيداً عن الكلام وتأثيره في تربية الابناء والاولاد ، فاننا نسوق الكلام حول التعامل الاشاري مع الاولاد والاطفال داخل البيت من قبل الاب والام او الاخ الكبر ، وقبل الدخول في اهميته والكلام حوله لا بد وان نعرفه : فنقول انه سلوك يقوم به الاب سواء كان مقصوداً ام لم يكن مقصوداً يؤدي تأثيره في سلوك الاخرين وقد يطلق عليه في الدراسات الحديثة او اللغة العالمية اسم (الكاريزما) اي تأثير الشخصية في الاخرين ، فهو عبارة عن سلوك الانسان الخارجي من الافعال والاقوال التي تكون ناتجة دائمة من الافكار والرغبات ، وبها تعكس واقع الانسان الداخلي وتكشف عن هويته التربوية والثقافية ومدى ايجابية سلوكه او سلبيته ، ولم يغب ذلك الشيء عن الاسلام ففي الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنه أوصى بعض شيعته فقال لهم : كونوا لنا دعاة صامتين . قالوا: وكيف ذلك يا بن رسول الله ؟ قال : تعملون بما أمرناكم به من طاعة الله وتنتهون عما نهيناكم عنه ومعاصيه ، فإذا رأى الناس ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فسارعوا إليه[1]
فان لغة الافعال تكون أشد تاثيراً من لغة الاقوال :
اولاً : ان فعلك دائماً لا تقصد به نصح الاخرين وانما نظرهم اليك فيه موعظة من دون ان تعطيهم قولاً بلسانك ، فان الانسان مهما كان كلما ارشدته الى الخير وان كان يفهمك لكنه يبقى فيه نفسه شيء من قولك اما يجعلكم افضل منه او غير ذلك
ثانياً: ان تأثير الفعل أكثر من القول ، لان القول جسد لا روح فيه ، ونظرية لا عملية ، فان روح القول هو العمل به .
فاننا اذا أردنا من اولادنا ان يكونا صادقين علينا ان نكون من اهل الصدق قبل ان نطلب منهم ذلك ، حتى يروا المصداقية التي نمتاز بها ، فكلما كانت الموعظة بطريقة هادئة وعقلائية من دون خدش المشاعر والاحاسيس كانت أكثر وقعاً وتأثيراً في نفوس الاخرين واكثر فائدتة من غيرها ، وكذلك في كل مطالبنا ان نكون أحرص على تطبيق ما نقول من غيرنا او من الذي ننصحهم ، فاننا لا يمكن ان نأمر الناس بالصلاة ونحن لم نحافظ عليها وكذلك بقية السلوكيات والصفات وقد حذر القران الكريم من ذلك فقال تعالى في محكم كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )[2]، فالاب يطلب من ابنه ان يكون في حالة هدوء وتعقل بشكل دائم بينما الاب لا يمتلك اي هدوء بل لا يعرف معناه تماماً ، فحن نرى ان تأثير كلمته في ولده كتأثير الريش في الحديد ، فهذا السلوك غير صحيح في التربية أبداً ولم يجني الى الاب او الام اي ثمار ، فالتخلق والتمسك بالصفات الحميدة ، يجعلنا في راحة تامة في التعامل مع الاخرين وكيفية نصحهم ، ـ طبعاً لا يفهم من كلامي الغاء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ .
خلاصة الكلام:
ان الالتزام والسلوك الحسن عند المربي يؤثر في الاولاد او التلاميذ تأثيراً بليغاً يختلف عن تأثير الكلام والقول ، لان الفعل ترجمة للكلام الذي نريد ان نقوله ، فتكون افعاله بمثابة الاشارة التي تنفع الاخرين ومن حوله ، ولكن احياناً الغارق في عالم الفساد والسيئات لا تنفع معه مثل هذه الاشياء ، لكن حتماً هو يراها ويتفاعل احياناً بصورة طبيعية معها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ـ شرح الاخبار: النعماني، ج3،ص506
[2] ـ سورة الصف: الآيات: 2و3
تعليق