بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
السلمية في دعوة الصالحين:
السلام مفهوم ومعنى رائع يدور في ذهن الناس والبشرية بشكل عام ، وقد حمل هذا المفهوم جملة من اولياء الله عز وجل ، وقد صرح القران الكريم بذلك : (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) فهنا يتجلى مبدأ السلم والعقلانية والهدوء وعدم الانجرار لأهواء النفس الامرة بالسوء وهذا مثل عالٍ وسامي لمن اراد ان يكون ضمن هذا الرعيل الناجح والبارز في خدمة الدين ، فالاية توصف من لتثى وآمن بالله عز وجل ، لكن هذا لا يعني انهم لا يدافعون عن انفسهم وانما الاية في بيان ان من يكون متقياً خائفاً من الله تعالى لا يرتكب مثل هذه المفاسد ، فيكون من أهل السلم والسلام.
ونفس هذا الموقف عندما قال زهير بن القين للحسين(عليه السلام) : ( بأبي وأمي يا ابن رسول الله ، والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية ، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم ؟ فهلم بنا نناجز هؤلاء ، فإن قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم ) ، قال الحسين (عليه السلام): فإني أكره أن أبدأهم بقتال حتى يبدأوا[1]
فكان بامكان الامام الحسين(عليه السلام) ان يقاتلهم ويتخلص منهم الا انهم لم يكن ظرف قتال وانما خروجه للاصلاح وليس للقتال والحرب وهذا ما أعلن عنه صريحاً فلم يكن الهدف سياسياً دنيوياً من اجل السيطرة على بعض الاراضي والحصول على بعض الاموال والغنائم ، وانما الهدف اسمى من ذلك ، فانهم رجال السلام والامان وعندهم حساب دقيق في معرفة هذه الموازين
فالنتيجة ان السلام كان خطاب المسلمين على مدار العصور من فجر الدعوة الاسلامية والى وقتنا هذا ، لكن هنالك من جعل هذا الاسم عنواناً للخراب والدمار والوحشية والحيوانية الجائرة ، حيث لبس القاتل والجاهل ثوب الاسلام فنظر اليهم الغريب بهذه الصورة القذرة فحكم على الاسلام بالتخلف والرجعية ، لكنهم لم يعرفوا ان رجالات الاسلام غير هؤلاء ، وانما أولئك الذين هم مع الانسانية والمبدأ الحق وعندهم قطرة الدم غالية جداً ، بينما هؤلاء اهل النفوس المريضة يرتعون على دماء البشرية ويفتخرون بذلك كفانا الله واياكم شرهم وظلهم ، فانهم دمروا العباد والبلاد ، ولم يبقوا لهذا الدين من باقية الا وطالتها يد التشويه ، بدأ بالنبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى أهل البيت(عليهم السلام) وانتهاءً باتباعهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ـ الاخبار الطوال: الدينوري، ص252
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
السلمية في دعوة الصالحين:
السلام مفهوم ومعنى رائع يدور في ذهن الناس والبشرية بشكل عام ، وقد حمل هذا المفهوم جملة من اولياء الله عز وجل ، وقد صرح القران الكريم بذلك : (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) فهنا يتجلى مبدأ السلم والعقلانية والهدوء وعدم الانجرار لأهواء النفس الامرة بالسوء وهذا مثل عالٍ وسامي لمن اراد ان يكون ضمن هذا الرعيل الناجح والبارز في خدمة الدين ، فالاية توصف من لتثى وآمن بالله عز وجل ، لكن هذا لا يعني انهم لا يدافعون عن انفسهم وانما الاية في بيان ان من يكون متقياً خائفاً من الله تعالى لا يرتكب مثل هذه المفاسد ، فيكون من أهل السلم والسلام.
ونفس هذا الموقف عندما قال زهير بن القين للحسين(عليه السلام) : ( بأبي وأمي يا ابن رسول الله ، والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية ، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم ؟ فهلم بنا نناجز هؤلاء ، فإن قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم ) ، قال الحسين (عليه السلام): فإني أكره أن أبدأهم بقتال حتى يبدأوا[1]
فكان بامكان الامام الحسين(عليه السلام) ان يقاتلهم ويتخلص منهم الا انهم لم يكن ظرف قتال وانما خروجه للاصلاح وليس للقتال والحرب وهذا ما أعلن عنه صريحاً فلم يكن الهدف سياسياً دنيوياً من اجل السيطرة على بعض الاراضي والحصول على بعض الاموال والغنائم ، وانما الهدف اسمى من ذلك ، فانهم رجال السلام والامان وعندهم حساب دقيق في معرفة هذه الموازين
فالنتيجة ان السلام كان خطاب المسلمين على مدار العصور من فجر الدعوة الاسلامية والى وقتنا هذا ، لكن هنالك من جعل هذا الاسم عنواناً للخراب والدمار والوحشية والحيوانية الجائرة ، حيث لبس القاتل والجاهل ثوب الاسلام فنظر اليهم الغريب بهذه الصورة القذرة فحكم على الاسلام بالتخلف والرجعية ، لكنهم لم يعرفوا ان رجالات الاسلام غير هؤلاء ، وانما أولئك الذين هم مع الانسانية والمبدأ الحق وعندهم قطرة الدم غالية جداً ، بينما هؤلاء اهل النفوس المريضة يرتعون على دماء البشرية ويفتخرون بذلك كفانا الله واياكم شرهم وظلهم ، فانهم دمروا العباد والبلاد ، ولم يبقوا لهذا الدين من باقية الا وطالتها يد التشويه ، بدأ بالنبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى أهل البيت(عليهم السلام) وانتهاءً باتباعهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ـ الاخبار الطوال: الدينوري، ص252
تعليق