ما هي الغاية من خلق الإنسان ؟
وربط هذه الغاية بما أختاره الإمام الحسين (عليه السلام)
إن التفكير العقلي في خلقه تعالى يحتاج منا الى تدبر وتفكر كبيرين ، وهذا التدبر يحتاج الى فطرة سليمة فالفطرة الانسانية هي من لابد ان تقودنا الى الغاية الحقيقة التي خلقنا الله من اجلها ، وباعتبار هذه الفطرة هي رسالة الله لكل انسان وهي النداء الإلهي الذي ينبعث من اعماق الانسان فعن الامام الكاظم (عليه السلام) حيث قال : " يا هشام : إن لله على الناس حجتين حجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة عليهم السلام ، وأما الباطنة فالعقول " (1).وربط هذه الغاية بما أختاره الإمام الحسين (عليه السلام)
فعند اتباع هذه الوجهة بواسطة العقل سوف نصل الى الغاية التي من اجلها سبحانه خلقنا لأنه لا يعقل ان نخلق ، نحب ونكره وتتولد فينا ميول معينه نحو اشياء معينه ولا تكون فيها هدف وغاية نسعى نحوها في النهاية فإن مثل هذا الظن اتهام لا يليق به عزوجل وبعظيم خلقه لأنه الحكيم المتعال الذي لا يخلق شيئاً من دون حكمة من ورائه ، فصفة الحكمة فيه لازمة لصدور الافعال الحكيمة منه ، ولابد للفعل الحيكم ان يكون له غاية وهدف لكي يكون متصفا بهذه الصفة ، إذاً وجود الفطرة السليمة هي التي توجهنا الى الغاية التي خلقنا الله من أجلها .
وكذلك هذه الفطرة هي تقودنا وتحدد نشاطنا فكل انسان منذ ولادته في هذا العالم وهو يسعى الى طلب العلم والقدرة والعاطفة ، فالإنسان بطبيعة حاله دائما يسعى لكتشاف المجهول ويسعى ورائه ويتمنى ان يفعل ما يريد ويسعى ان يشبع حاجته العاطفية وهذه رغبات كل واحد منا في كل مكان وزمان سواء اعلنها الانسان او اخفاها .
وللوصول للسعادة الحقيقة لابد من سلوك الطريق الموصل للهدف الأساسي الذي من اجله وجدنا ، وخير مثال يربط بهذه الكلمات الإمام الحسين عرف حقاً ما هو الهدف من هذه الحياة الفانية ووجد ان الشهادة سوف تعطيه الاهداف التي ينشدها ويرغبها ففضل الشاهدة على البقاء مع امة طاغية واسس لنا عظمة الهدف والغاية التي من اجلها قد يضحي الانسان بحياته ليصحح مسار خاتمة إمته التي بقيت تعرف الإسلام بدماء هذا الإمام العظيم بكل معاني العظمة فسلام الله عليك سيدي ابا عبد الله ولعن الله الفئة التي شايعت وبايعت على قتلك سيدي .
_______________________
1- الكافي ، ج1 ، ص16 ، كتاب العقل والجهل ، ح 12 .
تعليق