بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع الجميع يعلم بان رسول الله (صلى الله عليه واله) لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى بدليل قوله تعالى { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} النجم . 3-4
وناتي بتفسير احد اعلام السلفية على هذه الاية لكي لايكون لاحد منهم حجة
فيقول ابن القيم في تفسير هذه الاية يقول (ولم يقل: «وما ينطق بالهوى»؛ لأن نفي نطقه عن الهوى أبلغ؛ فإنه يتضمن أن نطقه لا يصدر عن هوى، وإذا لم يصدر عن هوى فكيف ينطق به؟ فتضمن نفي الأمرين: نفي الهوى عن مصدر النطق، ونفيه عن نفسه، فنُطقه بالحق، ومصدره الهدى والرشاد لا الغي والضلال). [بدائع التفسير (4/672)]
ثم يقول ( فالقرآن وحي باللفظ والمعنى، السنة وحي بالمعنى.
الى هنا تحصل الينا بان كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) هو وحي وكل ما ينطقه هو من عند الله تبارك وتعالى ومن ينكر كلام رسول الله الصحيح فهو ليس بمسلمم كما يقول ابن القيم وجميع علماء السلفية بدليل :
قال ابن القيم في ذيل تفسير قوله تعالى {وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} النساء : 113
يقول: (والكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة باتفاق السلف، وما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله ـ سبحانه ـ فهو في وجوب تصديقه والإيمان به، كما أخبر به الرب ـ تعالى ـ على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، هذا أصل متفق عليه بين أهل الإسلام، لا ينكره إلا من ليس منهم).
بعد هذه المقدمة ناتي الى كلام الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) في سبطه الامام الحسين عليه السلام
فمن بين اقوال رسول الله (صلى الله عليه واله) في ولده وريحانته الامام الحسين عليه السلام منها قوله (صلى الله عليه واله )
قال :حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط
المصدر سلسلة الاحاديث الصحيحة الجزء الثاني الصفحة او الرقم
1227
فهذا كلام صريح من رسول الله الذي لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ولايمكن ان يكون هذا القول من الرسول نابع عن عاطفة لانه كما قلنا لايتكلم عن عاطفة وهوى والعياذ بالله ,فلابد ان يكون من الله تبارك وتعالى .
فلو حللنا كلام رسول الله لطال بنا المقام لكن سوف ناخذ منه رشحات لعلنا نوفق بتقديم شي للذين لايعرفون عظمة الحسين عليه السلام من السلفية .
فحينما قال حسين مني ؟ فالمتبادر للذهن من هذه العبارة العلاقة النسبية بين الحسين ورسول الله لان الحسين ابن السيدة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه واله ؟
ولكن يتوقف الانسان ويصاب بالحيرة من الشطر الثاني حينما قال وانا من حسين ؟ فالمعروف ان الحسين من رسول الله فماهو معنى وانا من حسين ؟
فله كلام مطول عند علمائنا ولكن ناخذ كلام علماء السنة لكي يكون ابلغ في الحجة
ورد في حاشية السندي على ابن ماجه : قوله ( حسين مني وأنا من حسين ) أي بيننا من الاتحاد والاتصال ما يصح أن يقال كل منهما من الآخر. اهـ
وفي تحفة الأحوذي للمباركفوري: قوله ( حسين مني وأنا من حسين ) قال القاضي: كأنه صلى الله عليه وسلم علم بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم، فخصه بالذكر، وبين أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقوله ( أحب الله من أحب حسينا ) فإن محبته محبة الرسول، ومحبة الرسول محبة الله. اهـ
اما قول الرسول الاعظم صلى الله عليه واله في ولده الحسين ( حسين سبط من الاسباط )
في هذه الفقرة من الحديث يصف الرسول فيها الإمام الحسين (عليه السلام) بأنه (سبط من الأسباط)، والمقصود من هذا الوصف كما يقول ابن الأثير: (أي أمة من الأمم في الخير وسببه). /النهاية في غريب الحديث والأثر
وهذا يعني أن الامام الحسين (عليه السلام) يمثل بذاته أمة، كما في جاء في حق خليل الله إبراهيم (عليه السلام ) حينما قال تعالى{انَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } ومن يكون أمة فإنه الذي يكون الإمام في الخير، وإمام الخير يُتَّبع في مواقفه، وعلى الآخرين الأخذ بقوله وفعله، وهو يثبت أحقيّته.
قال ابن كثير في تفسير الآية المباركة:فأما الأمة فهو الإمام الذي يُقتدى به،
قال ابن عمر: الأمة الذي يعلّم الناس دينهم .
قال (أي ابن مسعود): الأمة الذي يعلم الناس الخير. (تفسير القرآن العظيم ج2 ص1658
اقول بعد ان عرفنا ان رسول الله لاينطق عن الهوى وبعد ان عرفنا معنى الحديث ناتي الان ونسال هذا السؤال للسفلية ؟
اذا كان الحسين من رسول الله كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة كما يقول الاحوذي ؟ فهل يصح الوقوف مع من حاربه وقاتله وظالمه ؟
واذا كان حب الحسين مطلق بحسب كلام رسول الله في هذه الرواية وغير مقيد, فهل يلام من يحب الحسين وهل يلام من يبكي عليه ,ام انه مثاب لانه يحب الحسين فهو محبوب عند الله وعند رسوله ؟
ولكن حينما نرجع الى علماء السلفية في الوقت المعاصر, فانهم لايحبون الحسين وهم يخطئون الحسين, ويجعلونه خارجي. وانه مغرر به وان يزيد قاتله هو صاحب البيعة الشرعية!!!
فبالله عليكم انصدقهم ونكذب رسول الله ام نكذبهم ونصدق رسول الله ونحب الحسين عليه السلام ونبغض قاتليه ..
وبالتالي فالحسين كرسول الله فكما يجب حب رسول الله وبغض اعدائه, فيجب حب الحسين وبغض اعدائه وذلك بحسب كلام جده المصطفى صلى الله عليه واله .
تعليق