بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((اللّهم انك تعلم انّي لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي))..
ما زلنا نستعرض بعض المواقف التي شهدها التاريخ لصحابة النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله والتي من خلالها يمكننا أن نعرف مدى دقة تعبير الامام الحسين عليه السلام بما قاله عن أصحابه الأفذاذ..
فمن هذه المواقف إضافة الى ما سبق هي وقعة حنين، وقد تعرفنا من خلال الأحداث التاريخية والروايات التي وصلتنا حول هذه المعركة الشهيرة التي دارت رحاها في محرم الحرام في السنة السابعة للهجرة، والتي أعزّ الله تعالى فيها المسلمين وأذلّ اليهود..
ولكن حسب ما هو معروف انّ النبي صلّى الله عليه وآله قد بعث بأبي بكر في اليوم الأول مع مجموعة من الجيش ولكنه عاد مهزوماً، وفي اليوم الثاني بعث صلّى الله عليه وآله بعمر ولكنّه أيضاً عاد خائباً حتى انّه رجع يجبّن أصحابه وهم يجبّنونه، أي أحدهم يرمي الآخر بالجبن وعدم الشجاعة في القتال، فاشتدّ ذلك على المسلمين فضعفت معنوياتهم، فقال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ((لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه))، فبات الأصحاب كلّ يتطلّع أن تكون من نصيبه، ولكنّه في الصباح أعطاها أمير المؤمنين عليه السلام -وهذا له دلائل كثيرة ليس هذا محلّ ذكرها- فكان الفتح على يديه المباركتين وكان نصراً مؤزّراً للمسلمين وقتل فيه أعتى رجال اليهود وعلى رأسهم مرحب..
فهذا هو الموقف الذي وقفه الأصحاب وكان بجانبهم أشرف الخلق أجمعين وخاتم المرسلين صلّى الله عليه وآله وكان يعدهم بالنصر أو الشهادة، فما كان منهم إلاّ أن يجبنوا في تلك الوقعة، لولا وجود الامام علي عليه السلام فكان الفتح على يديه..
بينما أصحاب الامام الحسين عليه السلام نراهم يتسابقون للقتال ومجابهة العدو، مع انّهم كانوا يعرفون من إمامهم انّه لا نصر عسكري لهم، بل أكثر من ذلك انّ القتل سيكون من نصيبهم، فقد قال عليه السلام ((من كان باذلا فينا مهجته، وموطنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإنني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى))، فخرج معه أولئك الأصحاب الأخيار، فلم يجبنوا ولم يتخاذلوا عن نصرة سيدهم أبداً، بل زادهم عزيمة وإصراراً على الذبّ عن حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله، فهذا زهير بن القين خير مثال، فقد قال للامام الحسين عليه السلام كلمته الخالدة: ((يا بن رسول الله وددت أني قُتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت فيك وفي الذين معك مئة قتلة وأن الله دفع بي عنكم أهل البيت))..
من هنا نعرف كيف انّهم صاروا أفضل الأصحاب..
وبعد هذه الواقعة (خيبر) حيث توضّح لنا موقف صحابة الرسول صلّى الله عليه وآله نعرّج على واقعة أخرى نرى فيها هروب الأصحاب وهي يوم حنين حتى نزلت فيهم آية في القرآن الكريم حيث قال تعالى ((وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ))التوبة: 25،
فهذا موقف صريح من الصحابة المتخاذلين الذين أصيبوا بالعجب بأنفسهم وكثرتهم، وظنّوا انّ كثرتهم هي التي ستهزم الأعداء من غير إسناد من الله تعالى، وهذا يدلّ على عدم إعتمادهم على الله تعالى وانّ في قوّتهم وكثرتهم الاستغناء عن قوّة الله تعالى، فكانت النتيجة أن فرّوا مدبرين من بين أيدي العدو فلا يجدون مأمناً يلجؤون اليه بالرغم من سعة الأرض، مع انّ الله تعالى قد أمرهم بعدم الفرار من أمام العدو حيث قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَار))الأنفال: 15، ولكن العناية والرحمة الإلهية تدخلت لتنصر الإسلام على عدوه وهذا كلّه بفضله ومنّه على المسلمين، فكان النصر حينها..
بينما لو تصفّحنا موقف أصحاب الامام عليه السلام في واقعة الطف الخالدة مع قلّتهم لرأينا العجب العجاب من مواقفهم البطولية حتى شهد لهم الأعداء في ذلك فقال أحدهم في تلك الواقعة ((ثارت علينا عصابة أيديها على مقابض سيوفها، كالأسود الضارية، تحطم الفرسان يمينا وشمالا، تلقي نفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب بالمال، ولا يحول حائل بينها وبين المنية أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها))، فأين هؤلاء الصحابة الأجلاء من أولئك..
فكان حقاً للامام الحسين عليه السلام أن يفتخر بهم ويفضلهم على بقية الأصحاب..
فياليتنا كنّا من أصحاب الامام الحسين عليه السلام، لذا نسأل الله تعالى أن نكون من السائرين على خطاهم بجاه محمد وآل محمد عليهم السلام...
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((اللّهم انك تعلم انّي لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي))..
ما زلنا نستعرض بعض المواقف التي شهدها التاريخ لصحابة النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله والتي من خلالها يمكننا أن نعرف مدى دقة تعبير الامام الحسين عليه السلام بما قاله عن أصحابه الأفذاذ..
فمن هذه المواقف إضافة الى ما سبق هي وقعة حنين، وقد تعرفنا من خلال الأحداث التاريخية والروايات التي وصلتنا حول هذه المعركة الشهيرة التي دارت رحاها في محرم الحرام في السنة السابعة للهجرة، والتي أعزّ الله تعالى فيها المسلمين وأذلّ اليهود..
ولكن حسب ما هو معروف انّ النبي صلّى الله عليه وآله قد بعث بأبي بكر في اليوم الأول مع مجموعة من الجيش ولكنه عاد مهزوماً، وفي اليوم الثاني بعث صلّى الله عليه وآله بعمر ولكنّه أيضاً عاد خائباً حتى انّه رجع يجبّن أصحابه وهم يجبّنونه، أي أحدهم يرمي الآخر بالجبن وعدم الشجاعة في القتال، فاشتدّ ذلك على المسلمين فضعفت معنوياتهم، فقال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ((لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه))، فبات الأصحاب كلّ يتطلّع أن تكون من نصيبه، ولكنّه في الصباح أعطاها أمير المؤمنين عليه السلام -وهذا له دلائل كثيرة ليس هذا محلّ ذكرها- فكان الفتح على يديه المباركتين وكان نصراً مؤزّراً للمسلمين وقتل فيه أعتى رجال اليهود وعلى رأسهم مرحب..
فهذا هو الموقف الذي وقفه الأصحاب وكان بجانبهم أشرف الخلق أجمعين وخاتم المرسلين صلّى الله عليه وآله وكان يعدهم بالنصر أو الشهادة، فما كان منهم إلاّ أن يجبنوا في تلك الوقعة، لولا وجود الامام علي عليه السلام فكان الفتح على يديه..
بينما أصحاب الامام الحسين عليه السلام نراهم يتسابقون للقتال ومجابهة العدو، مع انّهم كانوا يعرفون من إمامهم انّه لا نصر عسكري لهم، بل أكثر من ذلك انّ القتل سيكون من نصيبهم، فقد قال عليه السلام ((من كان باذلا فينا مهجته، وموطنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإنني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى))، فخرج معه أولئك الأصحاب الأخيار، فلم يجبنوا ولم يتخاذلوا عن نصرة سيدهم أبداً، بل زادهم عزيمة وإصراراً على الذبّ عن حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله، فهذا زهير بن القين خير مثال، فقد قال للامام الحسين عليه السلام كلمته الخالدة: ((يا بن رسول الله وددت أني قُتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت فيك وفي الذين معك مئة قتلة وأن الله دفع بي عنكم أهل البيت))..
من هنا نعرف كيف انّهم صاروا أفضل الأصحاب..
وبعد هذه الواقعة (خيبر) حيث توضّح لنا موقف صحابة الرسول صلّى الله عليه وآله نعرّج على واقعة أخرى نرى فيها هروب الأصحاب وهي يوم حنين حتى نزلت فيهم آية في القرآن الكريم حيث قال تعالى ((وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ))التوبة: 25،
فهذا موقف صريح من الصحابة المتخاذلين الذين أصيبوا بالعجب بأنفسهم وكثرتهم، وظنّوا انّ كثرتهم هي التي ستهزم الأعداء من غير إسناد من الله تعالى، وهذا يدلّ على عدم إعتمادهم على الله تعالى وانّ في قوّتهم وكثرتهم الاستغناء عن قوّة الله تعالى، فكانت النتيجة أن فرّوا مدبرين من بين أيدي العدو فلا يجدون مأمناً يلجؤون اليه بالرغم من سعة الأرض، مع انّ الله تعالى قد أمرهم بعدم الفرار من أمام العدو حيث قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَار))الأنفال: 15، ولكن العناية والرحمة الإلهية تدخلت لتنصر الإسلام على عدوه وهذا كلّه بفضله ومنّه على المسلمين، فكان النصر حينها..
بينما لو تصفّحنا موقف أصحاب الامام عليه السلام في واقعة الطف الخالدة مع قلّتهم لرأينا العجب العجاب من مواقفهم البطولية حتى شهد لهم الأعداء في ذلك فقال أحدهم في تلك الواقعة ((ثارت علينا عصابة أيديها على مقابض سيوفها، كالأسود الضارية، تحطم الفرسان يمينا وشمالا، تلقي نفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب بالمال، ولا يحول حائل بينها وبين المنية أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها))، فأين هؤلاء الصحابة الأجلاء من أولئك..
فكان حقاً للامام الحسين عليه السلام أن يفتخر بهم ويفضلهم على بقية الأصحاب..
فياليتنا كنّا من أصحاب الامام الحسين عليه السلام، لذا نسأل الله تعالى أن نكون من السائرين على خطاهم بجاه محمد وآل محمد عليهم السلام...
تعليق