بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((والوتر الموتور))..
بعد أن نادت الزيارة العاشورائية الامام الحسين عليه السلام بأنّه ثار الله وابن ثاره، عطفت بهذه العبارة الشريفة ووصفته بأنّه ((الوتر الموتور))..
والوتر (بالكسر) عند أهل اللّغة هو الفرد. فهو المتفرّد في عصره بالكمال، فهو فرد الله تعالى، وقيل انّ الوتر هو الذخل وهو الثأر لأنّ من وترته قتلت حميمه فافردته منه..
لذا فانّه ترد في هذه المفردة (الوتر) ثلاثة معاني: أولها الفرد، وثانيها هو قتل الحميم مع عدم التمكن من الأخذ بدم قتيله، وثالثها الذحل وهو دم المقتول ظلماً بغير حق..
فيكون المُستفاد مما سبق انّ المعنى المحتمل هو الدم المطلوب لما يوافق سياق الزيارة الشريفة عطفاً على ما نودي به في الفقرة الشريفة السابقة ((يا ثار الله..))، وكذلك ما ورد عن سيد الشهداء عليه السلام في المقاتل حينما وقف على جثمان المولى القاسم بن الحسين عليه السلام فقال عليه السلام ((هذا والله يوم كثُر واتره وقلّ ناصره))..
والموتور لغة هو مفعول من وتر، رجل موتور هو من قُتل له قتيل ولم يأخذ بدمه..
لذا يكون المعنى المتحصّل المحتمل من كلّ ما سبق هو انّه عليه السلام هو الدم المقتول ظلماً بغير حق ولم يُؤخذ بدمه..
وعليه يحتمل انّ المراد من الوتر الموتور في حق الامام الحسين عليه السلام هو انّه بقي وحيداً فريداً أمام هذه الحشود التي إجتمعت على قتله بعد أن قتلوا جميع أهل بيته وأصحابه، فكان ليس له مثيل ولا نظير في تاريخ البشرية من اجتماع هذه الألوف المؤلّفة لقتله وهو فريد وحيد بينهم من غير ناصر ولا ذابّ يذبّ عنه عليه السلام وهو وليّ الله في أرضه، فضرب بذلك أروع الأمثلة للوقفة الشجاعة ضدّ الباطل وأصرّ على عدم مبايعة الفاسق الفاجر حتى ولو كان الثمن دمه الشريف..
لذا كان هو الموتور الذي لم يؤخذ بدمه فكان ثأر الله تعالى الذي يثأر لدمه الشريف، ولا يكون ذلك إلاّ على يد منقذ البشرية وباسط راية الحق الامام المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء وعجّل الله تعالى فرجه الشريف، وهو ما نندب به الامام عليه السلام في دعاء الندبة فنقول ((أين الطالب بدم المقتول بكربلاء))، فينتقم الامام المنتظر عليه السلام من قتلة الامام الحسين عليه السلام إنتقاماً لله تعالى من جميع أعدائه، فيُكون بذلك إدراك لذلك الدم الذي لم يُؤخذ به..
فنسأل الله تعالى أن نكون من الطالبين بثأره الشريف مع الامام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه وسهّل مخرجه...
تعليق