والتقينا بها
هي صرخة مدوّية ما يزال صداها يَطرق أسماعنا.. هي آية تبهر العقول وتخترق مداها.. تمشي بعفة مريم العذراء ، وحياء خديجة ، وجلباب فاطمة الزهراء عليها السلام، فالجلال يسير أمامها بتذلّل، والعزّ يخضع تحت ردائها، والطهر ينحني بتواضع يلثم موطئ أقدامها، والفخر يحوطها متبختراً ببهائه.. إنها السيدة زينب عليها السلام.. حياتها كبيرة جداً بكِبَر قلبها وعقلها، والكلام عنها يطول بطول صبرها.. هي من توالت عليها مصائب الدهر ونوائبه منذ فقدها جدّها سيّد الرسل صلى الله عليه واله، وبعده رأت محنة أمّها الزهراء عليها السلام ومصائبها واغتصاب القوم لحقها وحقّ أمير المؤمنين علي عليه السلام، تلك الفادحة التي هدّت أركان المسلمين، ثم فُجعت بأخيها المجتبى عليه السلام ورأت بأمّ عينيها أحشاءه المقطعة بالسُّم مصيبة عظيمة، ثم جاءت سيدة النوائب والمصائب كربلاء. فكان لنا شرف التحاور مع طيف العقيلة بإلقاء الأسئلة كالآتي:
روت لنا كتب التاريخ بأنك رأيتِ رؤيا قبل وفاة جدّك المصطفى، فكيف قصصتِ عليه الرؤيا؟
"يا جدّاه رأيتُ البارحة رؤيا، أنها انبعثت ريح عاصفة سوّدت الدنيا وما فيها وأظلمتها، وحركتني من جانب إلى جانب، فرأيتُ شجرة عظيمة فتعلقتُ بها من شدة الريح، فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض، ثم تعلقتُ على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة فقطعته أيضاً، فتعلقتُ بفرع آخر فكسرته أيضاً، فتعلقتُ على أحد الفرعين من فروعها فكسرته أيضاً، فاستيقظتُ من نومي".
بماذا فسّر لكِ الرسول الكريم صلى الله عليه واله هذه الرؤيا؟
قال جدّي رسول الله صلى الله عليه واله:
"الشجرة جدّك، والفرع الأول أمك فاطمة، والثاني أبوك علي، والفرعان الآخران هما أخواك الحسنان، تسود الدنيا لفقدهم، وتلبسين لباس الحداد في رزيّتهم".
ماذا قلتِ سيدتي حين علمتِ بوفاة أمك الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين؟
"يا أبتاه، يا رسول الله، الآن عرفنا الحرمان من النظر إليك".
ماذا قلتِ لابن زياد (لع) حينما قال لكِ كيف رأيت صنع الله بأخيك وبأهل بيتك؟
"ما رأيتُ إلاّ جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ".
سيدتي كانت شجاعتكِ وما تزال مضرباً للأمثال وأنتِ أبنة علي عليه السلام، فماذا قلتِ ليزيد؟
"ولئن جرّت علي الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى".
سيدتي ماذا تنبأتِ ليزيد من مصير؟
"وهل رأيك إلّا فند وأيامك إلّا عدد وجمعك إلّا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين".
نزلت دموع العقيلة على وجنتيها بعد أن ذكرناها بالأحباب فكان لزاما علينا ومن باب الأدب أن نتركها لإحزانها فكانت خاتمة اللقاء.
هي صرخة مدوّية ما يزال صداها يَطرق أسماعنا.. هي آية تبهر العقول وتخترق مداها.. تمشي بعفة مريم العذراء ، وحياء خديجة ، وجلباب فاطمة الزهراء عليها السلام، فالجلال يسير أمامها بتذلّل، والعزّ يخضع تحت ردائها، والطهر ينحني بتواضع يلثم موطئ أقدامها، والفخر يحوطها متبختراً ببهائه.. إنها السيدة زينب عليها السلام.. حياتها كبيرة جداً بكِبَر قلبها وعقلها، والكلام عنها يطول بطول صبرها.. هي من توالت عليها مصائب الدهر ونوائبه منذ فقدها جدّها سيّد الرسل صلى الله عليه واله، وبعده رأت محنة أمّها الزهراء عليها السلام ومصائبها واغتصاب القوم لحقها وحقّ أمير المؤمنين علي عليه السلام، تلك الفادحة التي هدّت أركان المسلمين، ثم فُجعت بأخيها المجتبى عليه السلام ورأت بأمّ عينيها أحشاءه المقطعة بالسُّم مصيبة عظيمة، ثم جاءت سيدة النوائب والمصائب كربلاء. فكان لنا شرف التحاور مع طيف العقيلة بإلقاء الأسئلة كالآتي:
روت لنا كتب التاريخ بأنك رأيتِ رؤيا قبل وفاة جدّك المصطفى، فكيف قصصتِ عليه الرؤيا؟
"يا جدّاه رأيتُ البارحة رؤيا، أنها انبعثت ريح عاصفة سوّدت الدنيا وما فيها وأظلمتها، وحركتني من جانب إلى جانب، فرأيتُ شجرة عظيمة فتعلقتُ بها من شدة الريح، فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض، ثم تعلقتُ على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة فقطعته أيضاً، فتعلقتُ بفرع آخر فكسرته أيضاً، فتعلقتُ على أحد الفرعين من فروعها فكسرته أيضاً، فاستيقظتُ من نومي".
بماذا فسّر لكِ الرسول الكريم صلى الله عليه واله هذه الرؤيا؟
قال جدّي رسول الله صلى الله عليه واله:
"الشجرة جدّك، والفرع الأول أمك فاطمة، والثاني أبوك علي، والفرعان الآخران هما أخواك الحسنان، تسود الدنيا لفقدهم، وتلبسين لباس الحداد في رزيّتهم".
ماذا قلتِ سيدتي حين علمتِ بوفاة أمك الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين؟
"يا أبتاه، يا رسول الله، الآن عرفنا الحرمان من النظر إليك".
ماذا قلتِ لابن زياد (لع) حينما قال لكِ كيف رأيت صنع الله بأخيك وبأهل بيتك؟
"ما رأيتُ إلاّ جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ".
سيدتي كانت شجاعتكِ وما تزال مضرباً للأمثال وأنتِ أبنة علي عليه السلام، فماذا قلتِ ليزيد؟
"ولئن جرّت علي الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى".
سيدتي ماذا تنبأتِ ليزيد من مصير؟
"وهل رأيك إلّا فند وأيامك إلّا عدد وجمعك إلّا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين".
نزلت دموع العقيلة على وجنتيها بعد أن ذكرناها بالأحباب فكان لزاما علينا ومن باب الأدب أن نتركها لإحزانها فكانت خاتمة اللقاء.
تعليق