فسير سورة الفجر
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة للحسين بن علي عليهما السلام، من قرءها كان مع الحسين عليه السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأها في ليالي عشر غفر له، ومن قرأها ساير الأيام كانت له نورا يوم القيامة.
3 - والفجر أقسم الله سبحانه بفجر النهار إلى قوله: وقيل: أراد بالفجر النهار كله عن ابن عباس وليال عشر يعنى العشر من ذي الحجة عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والسدي وروى ذلك مرفوعا والشفع والوتر قيل: الشفع لأنه قال: وخلقناكم أزواجا والوتر الله تعالى عن ابن عباس، وهو رواية أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل الشفع والوتر الصلاة منها شفع ومنها وتر وهو رواية ابن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة عن ابن عباس وعكرمة وضحاك وهو رواية جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل: الشفع يوم التروية، والوتر يوم عرفة روى ذلك عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام:
4 - في تفسير علي بن إبراهيم " والفجر " قال: ليس فيها واو انما هو " الفجر " " وليال عشر " قال: عشر ذي الحجة " والشفع " قال: الشفع ركعتان والوتر ركعة.
وفى حديث آخر قال: " الشفع " الحسن والحسين " والوتر " أمير المؤمنين عليهم السلام.
والليل إذا يسر قال: هي ليلة جمع.
5 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله لذي حجر يقول: لذي عقل.
6 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبان الأحمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل وفرعون ذي الأوتاد لأي شئ سمى ذا الأوتاد؟فقال: لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه ومد يده ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض، وربما بسطه على خشب منبسط، فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت فسماه الله عز وجل فرعون ذا الأوتاد.
7 - في كتاب الخصال عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: شر خلق الله خمسة: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون ذو الأوتاد، ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الأمة يبايع على كفر عند باب لد (1) ثم قال إني: لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول النبي صلى الله عليه وآله، فلحقت بعلى عليه السلام كنت معه.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله وفرعون ذي الأوتاد عمل الأوتاد التي أراد ان يصعد بها إلى السماء.
9 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله: اخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا وقف الخلائق وجميع الأولين والآخرين اتى بجهنم ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاث قناطر الأولى عليها الأمانة والرحمة، والثانية عليها الصلاة، والثالثة عليها عدل رب العالمين لا اله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحم والأمانة، فان نجوا منها حبستهم الصلاة، فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى ان ربك لبالمرصاد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر عليه السلام حديث ستقف عليه مسندا قريبا عند قوله تعالى: وجئ يومئذ بجهنم في هذه السورة وفيه مثل ما في روضة الكافي سواء.
11 - في نهج البلاغة ولئن امهل الله الظالم فلن يفوت اخذه وهوله، بالمرصاد على مجاز طريقة، وبموضع الشجا من مساغ ريقه.
(2)
12 - في مجمع البيان " ان ربك لبالمرصاد " وروى عن علي عليه السلام أنه قال إن معناه ان ربك قادر ان يجزى أهل المعاصي جزاءهم.
13 - وعن الصادق عليه السلام أنه قال: المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد.
14 - في غوالي اللئالي وقال الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا " انما ظن بمعنى استيقن ان الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله تعالى: واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه أي ضيق عليه.
15 - وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث طويل يقول فيه عليه السلام عند قوله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا " الآية فظن بمعنى استيقن " ان لن نقدر عليه " أي لن يضيق عليه رزقه ومنه قوله عز وجل " واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه " أي ضيق عليه وقتر.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين أي لا تدعون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وأكلوا مال اتباعهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم.
17 - في مجمع البيان " لا تكرمون اليتيم " وهو الطفل الذي لا أب له، أي لا تعطونهم مما أعطاهم الله حتى تغنوهم عن ذل السؤال وخص اليتيم لأنه لا كافل لهم يقوم بأمرهم، وقد قال: انا وكافل اليتيم كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا قال: هي الزلزلة.
19 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى داود بن سليمان قال: حدثني علي بن موسى عن أبيه عن جعفر عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل تدرون ما تفسير هذه الآية: " كلا إذ دكت الأرض دكا دكا " قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين الف زمام بيد سبعين الف ملك، فتشرد شردة لولا أن الله تعالى حبسها لأحرقت السماوات والأرض
20 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى علي بن الحسين عن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا فقال: ان الله سبحانه لا يوصف بالمجئ والذهاب، تعالى عن الانتقال انما يعنى بذلك وجاء أمر ربك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام واما قوله: " وجاء ربك والملك صفا صفا " وقوله: " هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك " فذلك كله حق وليست له جثة جل ذكره كجثة (3) خلقه وانه رب كل شئ ورب شئ من كتاب الله عز وجل يكون تأويله على غير تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى انشاء الله وهو حكاية الله عز وجل عن إبراهيم عليه السلام حيث قال: " انى ذاهب إلى ربى " فذهابه إلى ربه توجيهه إلى وعبادته واجتهاده، الا ترى ان تأويله غير تنزيله؟وقال: " انزل لكم من الانعام ثمانية أزواج " وقال: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " فانزاله ذلك خلقه وكذلك قوله: " إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين " أي الجاهدين فالتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.
22 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى قال: حدثني أبي عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية " وجئ يومئذ بجهنم " سئل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بذلك اخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا برز للخلائق وجمع الأولين والآخرين اتى بجهنم تقاد بألف زمام اخذ بكل زمام الف ملك تقودها من الغلاظ الشداد، لها هدة (4) وغضب وزفير وشهيق، وانها لتزفر الزفرة فلولا ان الله اخرهم للحساب لأهلكت الجمع، ثم يخرج منها عنق (5) فيحيط بالخلائق البر منهم و الفاجر.
فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا الا ينادى رب نفسي نفسي، وأنت يا نبي الله تنادى أمتي أمتي، ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليه ثلاثة قناطر، فأما واحدة فعليها الأمانة والرحم، والثانية فعليها الصلاة، واما الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره، فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم و الأمانة، فان نجوا منها حبستهم الصلاة.
فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله: " ان ربك لبالمرصاد " والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم أعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فإذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال: الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد اياس بمنه وفضله، ان ربنا لغفور شكور.
23 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش بحمد ربى جل جلاله، وهي الساعة التي يصلى فيها ربى، ففرض الله عز وجل على أمتي فيها الصلاة، وقال: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عز وجل جسده على النار.
24 - في مجمع البيان " وجئ يومئذ بجهنم " وروى مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وعرف حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله، وانطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقالوا: يا علي لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله فجاء علي عليه السلام فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه ثم قال: يا نبي الله بابى أنت وأمي ما الذي حدث اليوم؟قال: جاء جبرئيل فاقرأني " وجئ يومئذ بجهنم " قال: فقلت يجاء بها؟قال: يجئ بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثم أتعرض لجهنم فتقول: مالي ولك يا محمد فقد حرم الله لحمك على فلا يبقى أحد الا قال: نفسي نفسي وأن محمدا يقول: أمتي أمتي.
في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي مثل ما في مجمع البيان سواء.
25 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفى رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي ونقل كلاما طويلا وفيه قال: قال لي عمر بن الخطاب: قل ما شئت أليس قد عزلها الله عز وجل عن أهل هذا البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا قال قلت فانى اشهد انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: وقد سألته عن هذه الآية فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد فقال: انك أنت هو، فقال اسكت اسكت الله نامتك أيها العبد يا بن الخناء فقال لي علي عليه السلام: اسكت يا سلمان فسكت، ووالله لولا أنه أمرني بالسكوت لأخبرته بكل شئ نزل فيه وفي صاحبه، فلما رأى ذلك عمر انه قد سكت قال: انك له مطيع مسلم.
26 - في مجمع البيان واما القراءة بفتح العين في يعذب ويوثق فقد وردت الرواية عن أبي قلابة قال: أقرأني من أقرأه رسول الله صلى الله عليه وآله " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد " والمعنى لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر ان قلنا إنه كافر بعينه، أو تعذيب هذا الصنف من الكفار وهم الذين ذكروا في قوله: " لا يكرمون اليتيم " الآيات.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد " قال: هو الثاني.
28 - قوله: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية قال: إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله: يا أيتها الفنس المطمئنة ارجعي بولاية على مرضية بالثواب فادخلي في عبادي وادخلي جنتي فلا يكون له همة الا اللحوق بالنداء.
حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية " الآية يعنى الحسين ابن علي عليهما السلام.
28 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يا بن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟قال: لا والله انه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا ولى الله لا تجزع فوالذي بعث محمدا لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر قال: ويمثل له رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم عليهم السلام فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين و الأئمة عليهم السلام رفقاؤك، قال فيفتح عينيه فينظر فينادى روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته، ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي يعنى محمد وأهل بيته، وادخلي جنتي فما من شئ أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادى
29 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن الخطاب الكوفي ومصعب الكوفي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لسدير: والذي بعث محمدا بالنبوة وعجل روحه الجنة ما بين أحدكم وبين ان يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة الا ان يعاين ما قال الله عز وجل في كتابه: " عن اليمين وعن الشمال قعيد " واتاه ملك الموت بقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فاما المؤمن فلا يحس بخروجها، وذلك قول الله تبارك وتعالى: " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي " ثم قال: ذلك لمن كان ورعا مواسيا لاخوانه وصولا لهم، وإن كان غير ورع ولا وصول لاخوانه قيل له: ما منعك عن الورع والمواساة لاخوانك أنت ممن اتخذ المحبة بلسانه و لم يصدق ذلك بفعله، وإذا لقى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام لقيهما معرضين مغضبين في وجهه، غير شافعين له قال سدير من جدع الله انفه (6) قال أبو عبد الله عليه السلام: فهو ذلك.
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة للحسين بن علي عليهما السلام، من قرءها كان مع الحسين عليه السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأها في ليالي عشر غفر له، ومن قرأها ساير الأيام كانت له نورا يوم القيامة.
3 - والفجر أقسم الله سبحانه بفجر النهار إلى قوله: وقيل: أراد بالفجر النهار كله عن ابن عباس وليال عشر يعنى العشر من ذي الحجة عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والسدي وروى ذلك مرفوعا والشفع والوتر قيل: الشفع لأنه قال: وخلقناكم أزواجا والوتر الله تعالى عن ابن عباس، وهو رواية أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل الشفع والوتر الصلاة منها شفع ومنها وتر وهو رواية ابن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة عن ابن عباس وعكرمة وضحاك وهو رواية جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل: الشفع يوم التروية، والوتر يوم عرفة روى ذلك عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام:
4 - في تفسير علي بن إبراهيم " والفجر " قال: ليس فيها واو انما هو " الفجر " " وليال عشر " قال: عشر ذي الحجة " والشفع " قال: الشفع ركعتان والوتر ركعة.
وفى حديث آخر قال: " الشفع " الحسن والحسين " والوتر " أمير المؤمنين عليهم السلام.
والليل إذا يسر قال: هي ليلة جمع.
5 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله لذي حجر يقول: لذي عقل.
6 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبان الأحمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل وفرعون ذي الأوتاد لأي شئ سمى ذا الأوتاد؟فقال: لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه ومد يده ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض، وربما بسطه على خشب منبسط، فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت فسماه الله عز وجل فرعون ذا الأوتاد.
7 - في كتاب الخصال عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: شر خلق الله خمسة: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون ذو الأوتاد، ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الأمة يبايع على كفر عند باب لد (1) ثم قال إني: لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول النبي صلى الله عليه وآله، فلحقت بعلى عليه السلام كنت معه.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله وفرعون ذي الأوتاد عمل الأوتاد التي أراد ان يصعد بها إلى السماء.
9 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله: اخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا وقف الخلائق وجميع الأولين والآخرين اتى بجهنم ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاث قناطر الأولى عليها الأمانة والرحمة، والثانية عليها الصلاة، والثالثة عليها عدل رب العالمين لا اله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحم والأمانة، فان نجوا منها حبستهم الصلاة، فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى ان ربك لبالمرصاد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10 - في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر عليه السلام حديث ستقف عليه مسندا قريبا عند قوله تعالى: وجئ يومئذ بجهنم في هذه السورة وفيه مثل ما في روضة الكافي سواء.
11 - في نهج البلاغة ولئن امهل الله الظالم فلن يفوت اخذه وهوله، بالمرصاد على مجاز طريقة، وبموضع الشجا من مساغ ريقه.
(2)
12 - في مجمع البيان " ان ربك لبالمرصاد " وروى عن علي عليه السلام أنه قال إن معناه ان ربك قادر ان يجزى أهل المعاصي جزاءهم.
13 - وعن الصادق عليه السلام أنه قال: المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد.
14 - في غوالي اللئالي وقال الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا " انما ظن بمعنى استيقن ان الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله تعالى: واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه أي ضيق عليه.
15 - وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث طويل يقول فيه عليه السلام عند قوله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا " الآية فظن بمعنى استيقن " ان لن نقدر عليه " أي لن يضيق عليه رزقه ومنه قوله عز وجل " واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه " أي ضيق عليه وقتر.
16 - في تفسير علي بن إبراهيم كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين أي لا تدعون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وأكلوا مال اتباعهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم.
17 - في مجمع البيان " لا تكرمون اليتيم " وهو الطفل الذي لا أب له، أي لا تعطونهم مما أعطاهم الله حتى تغنوهم عن ذل السؤال وخص اليتيم لأنه لا كافل لهم يقوم بأمرهم، وقد قال: انا وكافل اليتيم كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا قال: هي الزلزلة.
19 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى داود بن سليمان قال: حدثني علي بن موسى عن أبيه عن جعفر عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل تدرون ما تفسير هذه الآية: " كلا إذ دكت الأرض دكا دكا " قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين الف زمام بيد سبعين الف ملك، فتشرد شردة لولا أن الله تعالى حبسها لأحرقت السماوات والأرض
20 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى علي بن الحسين عن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا فقال: ان الله سبحانه لا يوصف بالمجئ والذهاب، تعالى عن الانتقال انما يعنى بذلك وجاء أمر ربك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام واما قوله: " وجاء ربك والملك صفا صفا " وقوله: " هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك " فذلك كله حق وليست له جثة جل ذكره كجثة (3) خلقه وانه رب كل شئ ورب شئ من كتاب الله عز وجل يكون تأويله على غير تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى انشاء الله وهو حكاية الله عز وجل عن إبراهيم عليه السلام حيث قال: " انى ذاهب إلى ربى " فذهابه إلى ربه توجيهه إلى وعبادته واجتهاده، الا ترى ان تأويله غير تنزيله؟وقال: " انزل لكم من الانعام ثمانية أزواج " وقال: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " فانزاله ذلك خلقه وكذلك قوله: " إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين " أي الجاهدين فالتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.
22 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى قال: حدثني أبي عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية " وجئ يومئذ بجهنم " سئل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بذلك اخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا برز للخلائق وجمع الأولين والآخرين اتى بجهنم تقاد بألف زمام اخذ بكل زمام الف ملك تقودها من الغلاظ الشداد، لها هدة (4) وغضب وزفير وشهيق، وانها لتزفر الزفرة فلولا ان الله اخرهم للحساب لأهلكت الجمع، ثم يخرج منها عنق (5) فيحيط بالخلائق البر منهم و الفاجر.
فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا الا ينادى رب نفسي نفسي، وأنت يا نبي الله تنادى أمتي أمتي، ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليه ثلاثة قناطر، فأما واحدة فعليها الأمانة والرحم، والثانية فعليها الصلاة، واما الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره، فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم و الأمانة، فان نجوا منها حبستهم الصلاة.
فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله: " ان ربك لبالمرصاد " والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم أعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فإذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال: الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد اياس بمنه وفضله، ان ربنا لغفور شكور.
23 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش بحمد ربى جل جلاله، وهي الساعة التي يصلى فيها ربى، ففرض الله عز وجل على أمتي فيها الصلاة، وقال: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عز وجل جسده على النار.
24 - في مجمع البيان " وجئ يومئذ بجهنم " وروى مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وعرف حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله، وانطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقالوا: يا علي لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله فجاء علي عليه السلام فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه ثم قال: يا نبي الله بابى أنت وأمي ما الذي حدث اليوم؟قال: جاء جبرئيل فاقرأني " وجئ يومئذ بجهنم " قال: فقلت يجاء بها؟قال: يجئ بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثم أتعرض لجهنم فتقول: مالي ولك يا محمد فقد حرم الله لحمك على فلا يبقى أحد الا قال: نفسي نفسي وأن محمدا يقول: أمتي أمتي.
في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي مثل ما في مجمع البيان سواء.
25 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفى رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي ونقل كلاما طويلا وفيه قال: قال لي عمر بن الخطاب: قل ما شئت أليس قد عزلها الله عز وجل عن أهل هذا البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا قال قلت فانى اشهد انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: وقد سألته عن هذه الآية فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد فقال: انك أنت هو، فقال اسكت اسكت الله نامتك أيها العبد يا بن الخناء فقال لي علي عليه السلام: اسكت يا سلمان فسكت، ووالله لولا أنه أمرني بالسكوت لأخبرته بكل شئ نزل فيه وفي صاحبه، فلما رأى ذلك عمر انه قد سكت قال: انك له مطيع مسلم.
26 - في مجمع البيان واما القراءة بفتح العين في يعذب ويوثق فقد وردت الرواية عن أبي قلابة قال: أقرأني من أقرأه رسول الله صلى الله عليه وآله " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد " والمعنى لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر ان قلنا إنه كافر بعينه، أو تعذيب هذا الصنف من الكفار وهم الذين ذكروا في قوله: " لا يكرمون اليتيم " الآيات.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد " قال: هو الثاني.
28 - قوله: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية قال: إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله: يا أيتها الفنس المطمئنة ارجعي بولاية على مرضية بالثواب فادخلي في عبادي وادخلي جنتي فلا يكون له همة الا اللحوق بالنداء.
حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية " الآية يعنى الحسين ابن علي عليهما السلام.
28 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يا بن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟قال: لا والله انه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا ولى الله لا تجزع فوالذي بعث محمدا لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر قال: ويمثل له رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم عليهم السلام فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين و الأئمة عليهم السلام رفقاؤك، قال فيفتح عينيه فينظر فينادى روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته، ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي يعنى محمد وأهل بيته، وادخلي جنتي فما من شئ أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادى
29 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن الخطاب الكوفي ومصعب الكوفي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لسدير: والذي بعث محمدا بالنبوة وعجل روحه الجنة ما بين أحدكم وبين ان يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة الا ان يعاين ما قال الله عز وجل في كتابه: " عن اليمين وعن الشمال قعيد " واتاه ملك الموت بقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فاما المؤمن فلا يحس بخروجها، وذلك قول الله تبارك وتعالى: " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي " ثم قال: ذلك لمن كان ورعا مواسيا لاخوانه وصولا لهم، وإن كان غير ورع ولا وصول لاخوانه قيل له: ما منعك عن الورع والمواساة لاخوانك أنت ممن اتخذ المحبة بلسانه و لم يصدق ذلك بفعله، وإذا لقى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام لقيهما معرضين مغضبين في وجهه، غير شافعين له قال سدير من جدع الله انفه (6) قال أبو عبد الله عليه السلام: فهو ذلك.
1- قوله (ع) " مجاز طريقه " أي مسلكه وموضع حوازه. والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. ومساغ: موضع الإساغة.
2- في المصدر " جيئة كجيئة خلقه ".
3- الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه.
4- أي طائفة من النار.
5- قال المجلسي (ره): جدع الانف أي قطعه، كناية عن المذلة أي من أذله الله يكون كذلك ويحتمل أن يكون " من " استفهاما أي من يكون كذلك؟فقوله: جدع الله انفه جملة دعائية، فأجاب (ع) بأنه هو الذي ذكرت لك سابقا.
6- وفي المصدر " سبابة " بالسين لكن الظاهر الموافق للسيرة لابن هشام وغيره هو المختار.
المصدر تفسير نور الثقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) والفجر (2) وليال عشر اقسم الله بانفجار الصبح القمي قال ليس فيها واو وإنما هو الفجر وليال عشر قال عشر ذي الحجة.
(3) والشفع والوتر وقرئ بالفتح قيل أي الأشياء كلها شفعها ووترها والقمي قال الشفع ركعتان والوتر ركعة قال وفي حديث آخر قال الشفع الحسن والحسين (عليهما السلام) والوتر أمير المؤمنين (عليه السلام).
وفي المجمع عن الباقر والصادق (عليهما السلام) الشفع يوم التروية والوتر يوم عرفة.
(4) والليل إذا يسر قيل إذا يمضي كقوله والليل إذا أدبر القمي قال هي ليلة جمع.
(5) هل في ذلك قسم لذي حجر يعتبره.
القمي عن الباقر (عليه السلام) يقول لذي عقل والمقسم عليه محذوف أي ليعذبن كما يدل عليه ما بعده.
(6) ألم تر كيف فعل ربك بعاد يعني أولاد عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح (عليه السلام) قوم هود سموا باسم أبيهم كذا قيل.
(7) إرم عطف بيان لعاد على تقدير مضاف أي سبط ارم أو أهل ارم ذات العماد ذات البناء الرفيع أو القدود الطوال.
(8) التي لم يخلق مثلها في البلد قيل كان لعاد ابنان شداد وشديد فملكا وقهرا ثم مات شديد فخلص الامر لشداد وملك المعمورة ودانت له ملوكها فسمع بذكر الجنة فبنى على مثالها في بعض صحارى عدن جنة وسماه ارم فلما تم سار إليها بأهله فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا.
(9) وثمود الذين جابوا الصخر قطعوه واتخذوه منازل لقوله وتنحتون من الجبال بيوتا بالواد وادي القرى.
(10) وفرعون ذي الأوتاد مضى الوجه في تسميته بذي الأوتاد في سورة ص.
(11) الذين طغوا في البلد.
(12) فأكثروا فيها الفساد بالكفر والظلم.
(13) فصب عليهم ربك سوط عذاب.
(14) إن ربك لبالمرصاد فأما المكان الذي يترقب فيه الرصد.
في المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) معناه ان ربك قادر على أن يجزي أهل المعاصي جزاءهم.
وعن الصادق (عليه السلام) قال المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد ويأتي حديث آخر فيه.
(15) فأما الانسان إذا ما ابتليه ربه اختبره بالغنى واليسر فأكرمه ونعمه بالجاه والمال فيقول ربى أكرمن.
(16) وأما إذا ما ابتله اختبره بالفقر والتقتير فقدر عليه رزقه فضيق عليه وقتر.
فيقول ربى أهانن لقصور نظره وسوء فكره فان التقتير قد يؤدي إلى كرامة الدارين والتوسعة قد تفضي إلى قصد الأعداء والانهماك في حب الدنيا ولذلك ذمه على قوليه وردعه وقرئ أكرمن وأهانن بغير ياء وبالتشديد في قدر.
(17) كلا بل لا تكرمون اليتيم.
(18) ولا يحاضون على طعام المسكين أي بل فعلهم أسوء من قولهم وأدل على تهالكهم بالمال وهو أنهم لا يكرمون اليتيم بالتفقد والمبرة وإغنائهم من ذل السؤال ولا يحثون أهلهم على طعام المسكين فضلا عن غيرهم.
(19) ويأكلون التراث أكلا لما ذا لم أي جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام عالمين بذلك.
(20) ويحبون المال حبا جما كثيرا مع حرص وشهوة وقرئ بالياء في الجميع على الالتفات أو تقدير قل.
(21) كلا ردع لهم عن ذلك وما بعده وعيد عليه إذا دكت الأرض دكا دكا دكا بعد دك حتى صارت منخفضة الجبال والتلال أو هباء منبثا.
القمي عن الباقر (عليه السلام) قال هي الزلزلة.
(22) وجاء ربك أي امر ربك.
كذا في التوحيد والعيون عن الرضا (عليه السلام) أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مثل ذلك بما يظهر عند حضور السلطان من آثار هيبته وسياسته والملك صفا صفا بحسب منازلهم ومراتبهم.
(23) وجيئ يومئذ بجهنم كقوله وبرزت الجحيم.
القمي عن الباقر (عليه السلام) قال لما نزلت هذه الآية وجئ يومئذ بجهنم سئل عن ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال أخبرني الروح الأمين ان الله لا إله غيره إذا أبرز الخلائق وجمع الأولين والآخرين اتي بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام مأة ألف تقودها من الغلاظ الشداد لها هدة وغضب وزفير وشهيق وأنه لتزفر الزفرة فلو لا أن الله اخرهم للحساب لاهلكت الجميع ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر ما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلا ينادي رب نفسي نفسي وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي ثم يوضع عليها الصراط أدق من الشعر وأحد من حد السيف عليها ثلاثة قناطر فاما واحدة فعليها الأمانة والرحم والثانية فعليها الصلاة والثالثة فعليها رب العالمين لا إله غيره فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم والأمانة فان نجوا منها حبستهم الصلاة فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله إن ربك لبالمرصاد والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزل قدم ويستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها فإذا نجا ناج برحمة الله مربها فقال الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات والحمد لله الذي نجاني منك بعد اياس بمنه وفضله ان ربنا لغفور شكور.
وفي الكافي ما في معناه يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى أي منفعة للذكرى.
(24) يقول يا ليتني قدمت لحياتي أي لحياتي هذه أو وقت حياتي في الدنيا أعمالا صالحة.
(25) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد أي مثل عذابه.
(26) ولا يوثق وثاقه أحد أي مثل وثاقه لتناهيه في كفره وعناده القمي قال هو الثاني وقرئ على بناء المفعول فيهما.
وفي المجمع رواها عن النبي (صلى الله عليه وآله) وهي أحسن لما في توجيه الأولى من التكلف بتقدير إلا الله أو غير ذلك.
(27) يا أيتها النفس المطمئنة على إرادة القول وهي التي اطمأنت إلى الحق.
(28) ارجعي إلى ربك كما بدأت منه راضية مرضية.
(29) فادخلي في عبادي (1. وقيل معناه تسهل لك من الألطاف والتأييد ما يثبتك على أمرك ويسهل عليك المستصعب من تبليغ الرسالة والصبر عليه
المصدر
2- في المصدر " جيئة كجيئة خلقه ".
3- الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه.
4- أي طائفة من النار.
5- قال المجلسي (ره): جدع الانف أي قطعه، كناية عن المذلة أي من أذله الله يكون كذلك ويحتمل أن يكون " من " استفهاما أي من يكون كذلك؟فقوله: جدع الله انفه جملة دعائية، فأجاب (ع) بأنه هو الذي ذكرت لك سابقا.
6- وفي المصدر " سبابة " بالسين لكن الظاهر الموافق للسيرة لابن هشام وغيره هو المختار.
المصدر تفسير نور الثقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) والفجر (2) وليال عشر اقسم الله بانفجار الصبح القمي قال ليس فيها واو وإنما هو الفجر وليال عشر قال عشر ذي الحجة.
(3) والشفع والوتر وقرئ بالفتح قيل أي الأشياء كلها شفعها ووترها والقمي قال الشفع ركعتان والوتر ركعة قال وفي حديث آخر قال الشفع الحسن والحسين (عليهما السلام) والوتر أمير المؤمنين (عليه السلام).
وفي المجمع عن الباقر والصادق (عليهما السلام) الشفع يوم التروية والوتر يوم عرفة.
(4) والليل إذا يسر قيل إذا يمضي كقوله والليل إذا أدبر القمي قال هي ليلة جمع.
(5) هل في ذلك قسم لذي حجر يعتبره.
القمي عن الباقر (عليه السلام) يقول لذي عقل والمقسم عليه محذوف أي ليعذبن كما يدل عليه ما بعده.
(6) ألم تر كيف فعل ربك بعاد يعني أولاد عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح (عليه السلام) قوم هود سموا باسم أبيهم كذا قيل.
(7) إرم عطف بيان لعاد على تقدير مضاف أي سبط ارم أو أهل ارم ذات العماد ذات البناء الرفيع أو القدود الطوال.
(8) التي لم يخلق مثلها في البلد قيل كان لعاد ابنان شداد وشديد فملكا وقهرا ثم مات شديد فخلص الامر لشداد وملك المعمورة ودانت له ملوكها فسمع بذكر الجنة فبنى على مثالها في بعض صحارى عدن جنة وسماه ارم فلما تم سار إليها بأهله فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا.
(9) وثمود الذين جابوا الصخر قطعوه واتخذوه منازل لقوله وتنحتون من الجبال بيوتا بالواد وادي القرى.
(10) وفرعون ذي الأوتاد مضى الوجه في تسميته بذي الأوتاد في سورة ص.
(11) الذين طغوا في البلد.
(12) فأكثروا فيها الفساد بالكفر والظلم.
(13) فصب عليهم ربك سوط عذاب.
(14) إن ربك لبالمرصاد فأما المكان الذي يترقب فيه الرصد.
في المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) معناه ان ربك قادر على أن يجزي أهل المعاصي جزاءهم.
وعن الصادق (عليه السلام) قال المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد ويأتي حديث آخر فيه.
(15) فأما الانسان إذا ما ابتليه ربه اختبره بالغنى واليسر فأكرمه ونعمه بالجاه والمال فيقول ربى أكرمن.
(16) وأما إذا ما ابتله اختبره بالفقر والتقتير فقدر عليه رزقه فضيق عليه وقتر.
فيقول ربى أهانن لقصور نظره وسوء فكره فان التقتير قد يؤدي إلى كرامة الدارين والتوسعة قد تفضي إلى قصد الأعداء والانهماك في حب الدنيا ولذلك ذمه على قوليه وردعه وقرئ أكرمن وأهانن بغير ياء وبالتشديد في قدر.
(17) كلا بل لا تكرمون اليتيم.
(18) ولا يحاضون على طعام المسكين أي بل فعلهم أسوء من قولهم وأدل على تهالكهم بالمال وهو أنهم لا يكرمون اليتيم بالتفقد والمبرة وإغنائهم من ذل السؤال ولا يحثون أهلهم على طعام المسكين فضلا عن غيرهم.
(19) ويأكلون التراث أكلا لما ذا لم أي جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام عالمين بذلك.
(20) ويحبون المال حبا جما كثيرا مع حرص وشهوة وقرئ بالياء في الجميع على الالتفات أو تقدير قل.
(21) كلا ردع لهم عن ذلك وما بعده وعيد عليه إذا دكت الأرض دكا دكا دكا بعد دك حتى صارت منخفضة الجبال والتلال أو هباء منبثا.
القمي عن الباقر (عليه السلام) قال هي الزلزلة.
(22) وجاء ربك أي امر ربك.
كذا في التوحيد والعيون عن الرضا (عليه السلام) أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مثل ذلك بما يظهر عند حضور السلطان من آثار هيبته وسياسته والملك صفا صفا بحسب منازلهم ومراتبهم.
(23) وجيئ يومئذ بجهنم كقوله وبرزت الجحيم.
القمي عن الباقر (عليه السلام) قال لما نزلت هذه الآية وجئ يومئذ بجهنم سئل عن ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال أخبرني الروح الأمين ان الله لا إله غيره إذا أبرز الخلائق وجمع الأولين والآخرين اتي بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام مأة ألف تقودها من الغلاظ الشداد لها هدة وغضب وزفير وشهيق وأنه لتزفر الزفرة فلو لا أن الله اخرهم للحساب لاهلكت الجميع ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر ما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلا ينادي رب نفسي نفسي وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي ثم يوضع عليها الصراط أدق من الشعر وأحد من حد السيف عليها ثلاثة قناطر فاما واحدة فعليها الأمانة والرحم والثانية فعليها الصلاة والثالثة فعليها رب العالمين لا إله غيره فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم والأمانة فان نجوا منها حبستهم الصلاة فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله إن ربك لبالمرصاد والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزل قدم ويستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها فإذا نجا ناج برحمة الله مربها فقال الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات والحمد لله الذي نجاني منك بعد اياس بمنه وفضله ان ربنا لغفور شكور.
وفي الكافي ما في معناه يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى أي منفعة للذكرى.
(24) يقول يا ليتني قدمت لحياتي أي لحياتي هذه أو وقت حياتي في الدنيا أعمالا صالحة.
(25) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد أي مثل عذابه.
(26) ولا يوثق وثاقه أحد أي مثل وثاقه لتناهيه في كفره وعناده القمي قال هو الثاني وقرئ على بناء المفعول فيهما.
وفي المجمع رواها عن النبي (صلى الله عليه وآله) وهي أحسن لما في توجيه الأولى من التكلف بتقدير إلا الله أو غير ذلك.
(27) يا أيتها النفس المطمئنة على إرادة القول وهي التي اطمأنت إلى الحق.
(28) ارجعي إلى ربك كما بدأت منه راضية مرضية.
(29) فادخلي في عبادي (1. وقيل معناه تسهل لك من الألطاف والتأييد ما يثبتك على أمرك ويسهل عليك المستصعب من تبليغ الرسالة والصبر عليه
المصدر
تعليق