بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية وجلّت وعظمت المصيبة بك علينا))..
جاء في مختار الصحاح: الرُّزْءُ و المَرْزَئةُ و الرَّزِيئةُ بالمد و الرَّزِيَّةُ المصيبة والجمع الرَّزَايَا وقد رَزَأتْهُ رَزِيئةٌ أي أصابته مصيبة..
وقال الطريحي في مجمعه: الرزء - بالضم -: المصيبة بفقد الأعزة، و الجمع أرزاء.
أما المصيبة، فقد ذكر الطبرسي في مجمعه: المصيبة: المشقة الداخلة على النفس لما يلحقها من المضرة و هو من الإصابة كأنها تصيبها بالنكبة..
بعد أن عرفنا المعنى اللغوي للرزية والمصيبة نأتي لنعرف لماذا صارت مصيبة الامام الحسين عليه السلام أعظم المصائب..
لا شك ولا ريب انّ موت عالم من علماء الدين ورجالها يُعد مصيبة كبيرة، حتى عدّها الرسول صلّى الله عليه وآله ثلمة في الإسلام، فقد قال ((موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد، وهو نجم طمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم))، وتعظم المصيبة كلّما كان ذلك العلم على درجة من العلم والورع..
فاذا كان موت هذا المؤمن غير المعصوم يُحدث هذا الحدث الكبير في الإسلام، فما بالك إذا كان معصوماً وهو ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وريحانته وسيّد شباب أهل الجنّة وخامس أصحاب الكساء، فكيف ستكون المصيبة.. فقد ورد في علل الشرائع عن عبد الله بن الفضل الهاشمى قال: ((قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق " ع " يا بن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض منه رسول الله صلى الله عليه وآله واليوم الذي ماتت فيه فاطمة عليها السلام واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين " ع " واليوم الذي قتل فيه الحسن " ع " بالسم؟ فقال: ان يوم الحسن " ع " أعظم مصيبة من جميع سائر الايام، وذلك ان أصحاب الكساء الذي كانوا أكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة فلما مضى عنهم النبي صلى الله عليه وآله بقى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فكان فيهم للناس عزاء وسلوة فلما مضت فاطمة عليها السلام كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين للناس عزاء وسلوة فلما مضى منهم أمير المؤمنين " ع " كان للناس في الحسن والحسين عزاء وسلوة فلما مضى الحسن " ع " كان للناس في الحسين " ع " عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين " ع " لم يكن بقى من أهل الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء و سلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم مصيبة))..
وتكون المصيبة أعظم وأعظم إذا ما كان قتل ذلك المعصوم بأبشع قتلة والتمثيل به ورضّه جسمه الشريف بحوافر الخيل وقطع رأسه ورفعه على الرماح، فأي مصيبة أعظم من هذه المصيبة..
فالذي جرى على سيدنا ومولانا الامام الحسين عليه السلام لم يذكر التاريخ أبشع مما حصل في يوم كربلاء المشؤوم، فقد أبدع القوم بابتكار أبشع الصور للنيل من ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، والذي يقول فيه جدّه صلّى الله عليه وآله ((حسين منّي وأنا من حسين))، فالذي كان يُفعل بالامام هو في الحقيقة يُفعل برسول الله صلّى الله عليه وآله، فالقوم في حقيقة الأمر خرجوا من ربقة الإسلام إذا صحّ انّهم كانوا داخلين فيه..
أما كيف انّ مصيبة الامام الحسين عليه السلام أصبحت مصيبة علينا، فلأنّنا نحسب عليهم، فنحن ان شاء الله تعالى من شيعتهم ومحبيهم ومواليهم، ومن كان على هذه الحال لزم أن تكون مصيبة إمامه من أعظم المصائب وأجلّها، لأنّهم عليهم السلام قد صرّحوا بذلك فقد قال صادقهم عليه السلام ((رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا))، لذلك كانت مصيبتهم واقعاً هي مصيبة شيعتهم ومواليهم، ولذلك إمتدح الامام الباقر عليه السلام شيعته ووعدهم الجنّة بقوله ((رحم الله شيعتنا لقد شاركونا بطول الحزن على مصائب جدي الحسين (عليه السلام) أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بهما في الجنة غرفا يسكنها أحقابا))..
وما حرب الخارجين عن الإسلام اليوم لشيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام إلاّ لأجل انّهم يوالون أهل البيت عليهم السلام من خلال إحيائهم لشعائرهم والاقتداء بهم وإعتبارهم أئمة هداة لا يقاس بهم أحد..
فنسأل الله تعالى أن يحسبنا من شيعة ومحبي الامام الحسين عليه السلام ومن السائرين على نهجه والذابّين عن مبادئه...
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية وجلّت وعظمت المصيبة بك علينا))..
جاء في مختار الصحاح: الرُّزْءُ و المَرْزَئةُ و الرَّزِيئةُ بالمد و الرَّزِيَّةُ المصيبة والجمع الرَّزَايَا وقد رَزَأتْهُ رَزِيئةٌ أي أصابته مصيبة..
وقال الطريحي في مجمعه: الرزء - بالضم -: المصيبة بفقد الأعزة، و الجمع أرزاء.
أما المصيبة، فقد ذكر الطبرسي في مجمعه: المصيبة: المشقة الداخلة على النفس لما يلحقها من المضرة و هو من الإصابة كأنها تصيبها بالنكبة..
بعد أن عرفنا المعنى اللغوي للرزية والمصيبة نأتي لنعرف لماذا صارت مصيبة الامام الحسين عليه السلام أعظم المصائب..
لا شك ولا ريب انّ موت عالم من علماء الدين ورجالها يُعد مصيبة كبيرة، حتى عدّها الرسول صلّى الله عليه وآله ثلمة في الإسلام، فقد قال ((موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد، وهو نجم طمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم))، وتعظم المصيبة كلّما كان ذلك العلم على درجة من العلم والورع..
فاذا كان موت هذا المؤمن غير المعصوم يُحدث هذا الحدث الكبير في الإسلام، فما بالك إذا كان معصوماً وهو ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وريحانته وسيّد شباب أهل الجنّة وخامس أصحاب الكساء، فكيف ستكون المصيبة.. فقد ورد في علل الشرائع عن عبد الله بن الفضل الهاشمى قال: ((قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق " ع " يا بن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض منه رسول الله صلى الله عليه وآله واليوم الذي ماتت فيه فاطمة عليها السلام واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين " ع " واليوم الذي قتل فيه الحسن " ع " بالسم؟ فقال: ان يوم الحسن " ع " أعظم مصيبة من جميع سائر الايام، وذلك ان أصحاب الكساء الذي كانوا أكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة فلما مضى عنهم النبي صلى الله عليه وآله بقى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فكان فيهم للناس عزاء وسلوة فلما مضت فاطمة عليها السلام كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين للناس عزاء وسلوة فلما مضى منهم أمير المؤمنين " ع " كان للناس في الحسن والحسين عزاء وسلوة فلما مضى الحسن " ع " كان للناس في الحسين " ع " عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين " ع " لم يكن بقى من أهل الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء و سلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم مصيبة))..
وتكون المصيبة أعظم وأعظم إذا ما كان قتل ذلك المعصوم بأبشع قتلة والتمثيل به ورضّه جسمه الشريف بحوافر الخيل وقطع رأسه ورفعه على الرماح، فأي مصيبة أعظم من هذه المصيبة..
فالذي جرى على سيدنا ومولانا الامام الحسين عليه السلام لم يذكر التاريخ أبشع مما حصل في يوم كربلاء المشؤوم، فقد أبدع القوم بابتكار أبشع الصور للنيل من ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، والذي يقول فيه جدّه صلّى الله عليه وآله ((حسين منّي وأنا من حسين))، فالذي كان يُفعل بالامام هو في الحقيقة يُفعل برسول الله صلّى الله عليه وآله، فالقوم في حقيقة الأمر خرجوا من ربقة الإسلام إذا صحّ انّهم كانوا داخلين فيه..
أما كيف انّ مصيبة الامام الحسين عليه السلام أصبحت مصيبة علينا، فلأنّنا نحسب عليهم، فنحن ان شاء الله تعالى من شيعتهم ومحبيهم ومواليهم، ومن كان على هذه الحال لزم أن تكون مصيبة إمامه من أعظم المصائب وأجلّها، لأنّهم عليهم السلام قد صرّحوا بذلك فقد قال صادقهم عليه السلام ((رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا))، لذلك كانت مصيبتهم واقعاً هي مصيبة شيعتهم ومواليهم، ولذلك إمتدح الامام الباقر عليه السلام شيعته ووعدهم الجنّة بقوله ((رحم الله شيعتنا لقد شاركونا بطول الحزن على مصائب جدي الحسين (عليه السلام) أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بهما في الجنة غرفا يسكنها أحقابا))..
وما حرب الخارجين عن الإسلام اليوم لشيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام إلاّ لأجل انّهم يوالون أهل البيت عليهم السلام من خلال إحيائهم لشعائرهم والاقتداء بهم وإعتبارهم أئمة هداة لا يقاس بهم أحد..
فنسأل الله تعالى أن يحسبنا من شيعة ومحبي الامام الحسين عليه السلام ومن السائرين على نهجه والذابّين عن مبادئه...
تعليق