بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
يوم الخامس والعشرين من شهر محرم للقلوب موعد للأنين وللعيون موعد للدمع الغزير
لفقد من كان الحزن والبكاء رفيقه ولوعة مصائب كربلاء لاتفارق روحه ووجدانه
فسمعه لايفارقه استغاثة سيد الشهداء وهو ينادي...
ألا هل من ناصر ينصرنا ، ألا هل من معين يعيننا ، ألا هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله
وجثث إخوته وأعمامه والصحبة الطاهرة لاتفارق عينه وصراخ الاطفال
وفرار عماته عند حرق الخيام من خيمة الى خيمه عاش معه كظله
ورائحة الموت التي عطرت وادي كربلاء ملئت صدره الشريف أنينا وحسرة ولوعة لم تهدأ ابدا.....
وصراخ أخيه الرضيع من العطش ومقتله بين يدي سيد الشهداء ع بقي بقلبه جرح ينزف دما وجمرة تسعر بأحشائه .. ورأس أبيه وهو بين يدي أخته رقيه وهي تحتضنه وتصرخ وابتاه واحسيناه
الى ان ماتت على الرأس الشريف كانت بين أضلاعه الشريفة أوجاع لاتهدأ ...
انه سيد البيت الحسيني وحامل لواء التعريف بثورة الدم والشهادة ومصباح المتهجدين
ونور الساجدين وسيد البكائين صاحب الهيبة النبويه والعبادة العلوية
حيث عرف نفسه الى اهل الكوفة حيث قال:
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن من انتهك حريمه وسلب نعيمه وانتهب ماله وسبي عياله
أنا ابن المذبوح بشط الفرات، أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً.
ومضى يذكر أهل الكوفة بكتبهم ومواعيدهم وبما ارتكبوه من الفظائع
حتى ضج الناس بالبكاء والعويل......
كان الإمام السجاد ع حاضراً في ملحمة كربلاء حيث كان مرض الإمام السجاد ع في كربلاء مصلحة ربانية أوجبت المحافظة والإبقاء على حياته
ولم يكن عجزاً نفسياً وضعفاً أمام الأعداء على الإطلاق
و بعد استشهاد أبيه الحسين ـ ع ـ
أُخذ أسيراً مع أسرى المخيم الحسيني إلى الكوفة والشام...
وقد كان خلال هذه الرحلة هو الذي يتولى رعاية الأسرى من ال بيت النبوة
ويتفقدهم، وهو الملاذ الذي يلوذون به في محنتهم،
ولم يكن الإمام في ظروف الأسر المؤلمة والمريرة ملاذاً للأسرى وصدراً دافئاً للقلوب المعذبة فقط، بل كان يواجه الأعداء بكلّ شجاعة وشهامة،
وقد فضح خلال هذه الفترة الحكم اليزيدي بخطبه وحواراته الساخنة
مع الأعداء في الكوفة والشام كما حدث من غضب ابن زياد
وأمره بقتل الإمام إثر الحوار الحاد الذي دار بينهما في قصره، ولكنّه ـ ع ـ
أجاب: «أبالقتل تهددني، أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة»
ولم يكن لأحد الشجاعة في الاعتراض عليهم.
حيث أخذ يفضح الحكم الأموي الخبيث ويبث الوعي بين الناس، وإذا أخذنا الحملة الإعلامية المضلّلة التي قام بها الحكم الأموي على نطاق واسع منذ عهد معاوية فصاعداً ضد البيت النبوي في العالم الإسلامي والشام خاصة بعين الاعتبار، فلن يبقى هناك شكّ في أنّه لو لم يمارس المتبقون من آل الحسين دورهم في فضح الجهاز الحاكم وتوعية الرأي العام، لحاول أعداء الإسلام ومرتزقتهم أن يشوّهوا ثورة الحسين العظيمة ويحرفوا مبادئها التي انطلقت لأجلها في التاريخ، غير انّ حملة الإمام السجاد الإعلامية وبقية أهل البيت في فترة الأسر وحينما فسحت غباوة يزيد وأحقاده المجال لهم، لم تسمح لحدوث هذاالتشويه والتحريف على يد أعداء أبيه ـ ع ـ
وراح يدق على ناقوس فضيحة يزيد وأعوانه
وبرغم آلامه وأحزانه وفقده لأحبته كان (ع) اذا حضرت الصلاة اقشعر جلده واصفر لونه
وارتعد كالسعفة .....
وكان اذا قام في صلاته غشيَ لونه لون آخر وكان في قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل كانت اعضاؤه ترتعد من خشية اللّهوكان يصلي صلاة مودّع
ورُويَ انه كان (ع) له خمسمئة نخلة وكان يصلّي عند كل نخلة ركعتين
وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة....
وكان في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء الا ما حركت الريح منه، واذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفضّ عَرَقاً، وكان له خريطة فيها تربة الحسين (ع)،
لا يسجد الا عليها......
كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث الناس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وصبره، وسائر صفاته وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، ويتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، حيث قال: (لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا) وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي ايام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم الناس على عيادته، وهو (ع) يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية
عن ابي جعفر (ع) قال: لما حضر عليّ بن الحسين (ع) الوفاة ضمّني الى صدره وقال يا بنيّ: اوصيك بما اوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر ان اباه اوصاه به
قال: يا بنيّ اياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً الا اللّه.
وعن ابي الحسن (ع) قال: ان عليّ بن الحسين لما حضرته الوفاة اغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ، (اذا وقعت الواقعة وانا فتحنا لك)،
وقال: الحمد للّه الذي صدقنا وعده واورثنا الأرض نتبوّأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئاً وصعدت روحه العظيمة إلى خالقها كما تصعد أرواح الأنبياء والمرسلين، تحفها بإجلال وإكبار ملائكة الله
وألطاف الله وتحياته وبركاته
وصلواته...
فسلام الله وبركاته على من قال بحقه الفرزدق....
........................
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت والعجم
..................
عظم الله اجوركم جميعا بهذا المصاب الجلل وجعلكم الله تحت رعايته
اللهم صلي على محمد وآل محمد
يوم الخامس والعشرين من شهر محرم للقلوب موعد للأنين وللعيون موعد للدمع الغزير
لفقد من كان الحزن والبكاء رفيقه ولوعة مصائب كربلاء لاتفارق روحه ووجدانه
فسمعه لايفارقه استغاثة سيد الشهداء وهو ينادي...
ألا هل من ناصر ينصرنا ، ألا هل من معين يعيننا ، ألا هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله
وجثث إخوته وأعمامه والصحبة الطاهرة لاتفارق عينه وصراخ الاطفال
وفرار عماته عند حرق الخيام من خيمة الى خيمه عاش معه كظله
ورائحة الموت التي عطرت وادي كربلاء ملئت صدره الشريف أنينا وحسرة ولوعة لم تهدأ ابدا.....
وصراخ أخيه الرضيع من العطش ومقتله بين يدي سيد الشهداء ع بقي بقلبه جرح ينزف دما وجمرة تسعر بأحشائه .. ورأس أبيه وهو بين يدي أخته رقيه وهي تحتضنه وتصرخ وابتاه واحسيناه
الى ان ماتت على الرأس الشريف كانت بين أضلاعه الشريفة أوجاع لاتهدأ ...
انه سيد البيت الحسيني وحامل لواء التعريف بثورة الدم والشهادة ومصباح المتهجدين
ونور الساجدين وسيد البكائين صاحب الهيبة النبويه والعبادة العلوية
حيث عرف نفسه الى اهل الكوفة حيث قال:
أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن من انتهك حريمه وسلب نعيمه وانتهب ماله وسبي عياله
أنا ابن المذبوح بشط الفرات، أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً.
ومضى يذكر أهل الكوفة بكتبهم ومواعيدهم وبما ارتكبوه من الفظائع
حتى ضج الناس بالبكاء والعويل......
كان الإمام السجاد ع حاضراً في ملحمة كربلاء حيث كان مرض الإمام السجاد ع في كربلاء مصلحة ربانية أوجبت المحافظة والإبقاء على حياته
ولم يكن عجزاً نفسياً وضعفاً أمام الأعداء على الإطلاق
و بعد استشهاد أبيه الحسين ـ ع ـ
أُخذ أسيراً مع أسرى المخيم الحسيني إلى الكوفة والشام...
وقد كان خلال هذه الرحلة هو الذي يتولى رعاية الأسرى من ال بيت النبوة
ويتفقدهم، وهو الملاذ الذي يلوذون به في محنتهم،
ولم يكن الإمام في ظروف الأسر المؤلمة والمريرة ملاذاً للأسرى وصدراً دافئاً للقلوب المعذبة فقط، بل كان يواجه الأعداء بكلّ شجاعة وشهامة،
وقد فضح خلال هذه الفترة الحكم اليزيدي بخطبه وحواراته الساخنة
مع الأعداء في الكوفة والشام كما حدث من غضب ابن زياد
وأمره بقتل الإمام إثر الحوار الحاد الذي دار بينهما في قصره، ولكنّه ـ ع ـ
أجاب: «أبالقتل تهددني، أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة»
ولم يكن لأحد الشجاعة في الاعتراض عليهم.
حيث أخذ يفضح الحكم الأموي الخبيث ويبث الوعي بين الناس، وإذا أخذنا الحملة الإعلامية المضلّلة التي قام بها الحكم الأموي على نطاق واسع منذ عهد معاوية فصاعداً ضد البيت النبوي في العالم الإسلامي والشام خاصة بعين الاعتبار، فلن يبقى هناك شكّ في أنّه لو لم يمارس المتبقون من آل الحسين دورهم في فضح الجهاز الحاكم وتوعية الرأي العام، لحاول أعداء الإسلام ومرتزقتهم أن يشوّهوا ثورة الحسين العظيمة ويحرفوا مبادئها التي انطلقت لأجلها في التاريخ، غير انّ حملة الإمام السجاد الإعلامية وبقية أهل البيت في فترة الأسر وحينما فسحت غباوة يزيد وأحقاده المجال لهم، لم تسمح لحدوث هذاالتشويه والتحريف على يد أعداء أبيه ـ ع ـ
وراح يدق على ناقوس فضيحة يزيد وأعوانه
وبرغم آلامه وأحزانه وفقده لأحبته كان (ع) اذا حضرت الصلاة اقشعر جلده واصفر لونه
وارتعد كالسعفة .....
وكان اذا قام في صلاته غشيَ لونه لون آخر وكان في قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل كانت اعضاؤه ترتعد من خشية اللّهوكان يصلي صلاة مودّع
ورُويَ انه كان (ع) له خمسمئة نخلة وكان يصلّي عند كل نخلة ركعتين
وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة....
وكان في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء الا ما حركت الريح منه، واذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفضّ عَرَقاً، وكان له خريطة فيها تربة الحسين (ع)،
لا يسجد الا عليها......
كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث الناس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وصبره، وسائر صفاته وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، ويتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، حيث قال: (لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا) وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي ايام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم الناس على عيادته، وهو (ع) يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية
عن ابي جعفر (ع) قال: لما حضر عليّ بن الحسين (ع) الوفاة ضمّني الى صدره وقال يا بنيّ: اوصيك بما اوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر ان اباه اوصاه به
قال: يا بنيّ اياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً الا اللّه.
وعن ابي الحسن (ع) قال: ان عليّ بن الحسين لما حضرته الوفاة اغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ، (اذا وقعت الواقعة وانا فتحنا لك)،
وقال: الحمد للّه الذي صدقنا وعده واورثنا الأرض نتبوّأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئاً وصعدت روحه العظيمة إلى خالقها كما تصعد أرواح الأنبياء والمرسلين، تحفها بإجلال وإكبار ملائكة الله
وألطاف الله وتحياته وبركاته
وصلواته...
فسلام الله وبركاته على من قال بحقه الفرزدق....
........................
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت والعجم
..................
عظم الله اجوركم جميعا بهذا المصاب الجلل وجعلكم الله تحت رعايته
تعليق