نسب الإمام (عليه السلام)..
هو الإمام علي، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف.. والمعروف بين المحدثين بابن الخيرتين فأبوه: الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمّه: شاه زنان بنت يزدجرد ملك الفرس.. لذا فهو من أكرم سلالتين: عربية وفارسية.. وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي:
وإن غلاماً بين كسرى وهاشم ** لأكرم من نيطت عليه التمائم
إن رَب العالمين شاء أن تكون أمَّ الإمام امرأةً مسبيةً في عَسكر المُسلمين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أم الإمام الحُجّة (عليه السلام).. فالسيدة نرجس أسيرة من بلاد الروم، وأمُ الإمام زين العابدين (عليهِ السلام) أسيرة من بلاد الفُرس!..ولكن هذهِ المرأة الطاهرة، لم تستمتع بالنَظرِ إلى جمالِ وكمالِ ولدِها زين العابدين (عليه السلام)؛ لأنه (يُروى أن أم السجاد (عليه السلام) قد ماتت في نفاسها به).
الدرس العملي:
- التسليم.. إن هناك حكمة إلهية في جَعل نطفة الإمام في رَحِمَ امرأة مسبية، وهذا درس وعبرة لنا جميعاً: فالشاب الذي يريد أن يقترن بفتاةٍ، عليه أن يسأل اللهَ عَزَ وجل أن يختار له الفتاة التي ينجب منها ذُريةً تبقى صَدقةً جارية له إلى أبد الآبدين.. أحياناً الإنسان هو الذي يختارُ لنفسه، ولكن معَ الأيام ينكشف أن اختيارهُ لم يكن اختياراً صائبًا!.. لذا، فإن البعض لا يُقدم على أمر مهم في هذه الحياة الدنيا دون اللجوء إلى الخيرة، حيث أن هناك خيرة بالمعنى الذي يقبلهُ جميع المسلمين.. فالمؤمن قَبلَ أن يُقدم على الزواج، أو الشراكة مع أحد، أو على سَفر، أو على دراسة؛ يصلي ركعتين بين يدي الله عزَ وجل، ويقول: يا رَب، فوضتُ الأمر إليك، أجر المقادير كما تحب وترضى!..
ألقاب الإمام (عليه السلام)..
أولاً: السجاد.. وهذا اللقب من أشهرِ ألقابه (عليهِ السلام)!.. وكلمة "السجاد" هي صيغة مُبالغةٌ.. فكل إنسان يسجد هو ساجد، ولكن الإمام (عليهِ السلام) كانَ مُلَقَباً بالسجاد لكثرةِ سجوده!.. قال الباقر (عليه السلام): (إن أبي علي بن الحسين ما ذكر لله عز وجل نعمة عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله عز وجل عنه سوءاً يخشاه أو كيد كائد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وُفّق لإصلاحٍ بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك).
1.إن الإنسان عادةً يسجد في موضعين، هما: الصلاة الواجبة، وسجدة الشُكر بعد الانتهاء من الصلاة.. ولكن الإمام زين العابدين (عليهِ السلام) يعلمنا كيف نكونَ من الساجدين، كي تنطبق علينا هذه الآية المباركة: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾.. فالسجود حالةٌ ملازمةٌ للمؤمن، ولكن سجودنا نحنُ سجودٌ بَدني، أما الإمام فلهُ سجودٌ من نوعٍ آخر، حيث أنه كان يعيشُ حالة من المعراجية في سجوده!.. فقد ورد في الحديث الشريف: أن (الصلاةُ معراج المؤمن) ولكن في خصوص السجود، هُنالكَ معراج في معراج، وهو ما يؤكده قول الإمام الصادق (عليه السلام): (أقرب ما يكون العبد إلى الله، وهو ساجدٌ باكٍ)!..
2. إن الإمام (عليهِ السلام) كانَ كثير السجود وخاصة في بعض المواضع، لذا فإنه حري بالموالي التأسي بإمامه والسجود عند:
أ- ذكر النعمة: كان الإمام عندما يتذكر نِعمة قديمة من نِعم اللهِ عليه؛ يَخر ساجداً للهِ عَزَ وجل!..
ب- آيات السجود:هنالكَ آيات في القرآن الكريم فيها سجدات واجبة معروفة، ولكن الإمام كان يسجد بين يدي الله عز وجل؛ تأدباً كلما مرّ بآية فيها سجود، وإن لم تكن سجدة واجبة!..
ج- دفع البلاء: إن الإنسان الذي يخشى من رَب العمل، أو من عدو، أو من سلطانٍ ظالم، عندما يتذكره عليه أن يسجد، ويطلب من الله عزَ وجل أن يصرفَ عنه كيده.. فالأمر لا يحتاج إلى استعانة بالآخرين!..
د- الانتهاء من الصلاة:كان الإمام (عليه السلام) يسجد كلما انتهى من الصلاة الواجبة.
ه- إصلاح ذات البين:إن الإمام (عليه السلام) كانَ يسجد للهِ عَزَ وجل؛ شُكراً على نعمة التوفيق للإصلاح بين المتخاصمين.
تقول الرواية: (وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده؛ فسمي السجاد لذلك).. ولعل هذا الأمر كانَ في مواضع سجودهِ الأخرى كالركبتين مثلاً!..
الدرس العملي:
- الأنس بالسجود.. إن البعض تكون سجدتهُ بَعد الصلاة الواجبة أطول من صلاته، مثلاً: صلاته مدتها ربعِ ساعة، أما سَجدتهُ فمدتها نصفُ ساعة؛ لما يرى فيها من البركات.. ولكن هذهِ المعاني ليست معاني لفظية، فالمقامات الروحية تحتاجُ إلى بلوغ نفسي.. وليس كل إنسان باستطاعته بلوغ ذلك، حيث أن البعض يموت دون أن يَصل إلى البلوغ الباطني، أو البلوغ العقلي، أو البلوغ الروحي.. فقط الإنسان الذي يصل إلى درجة من درجات البلوغ، يكون مؤهلاً للتحدث معَ رَب العالمين في السجود.. فالشاب الذي يعشق فتاةً، فإن من أجمل ساعات العُمرِ لديه هي الساعة التي يتحدث فيها معَ من يهواها؛ فكيفَ إذا كانَ الحَديث معَ خالق الجمال، ورَب العزةِ والجلال!..
ثانياً: ذو الثفنات.. إن مظهر السجود كانَ واضحاً في سيماء الإمام (عليه السلام)، لذا سُميَّ بذي الثفنات لوجودِ آثارِ السجودِ على بدنه الشريف.. قال الباقر (عليه السلام): (كان لأبي (عليه السلام) في موضع سجوده آثار ناتئة، وكان يقطعها في السنة مرتين، في كل مرة خمس ثفنات، فسمي ذا الثفنات لذلك).
ثالثاً: البكّاء.. إن الإنسان عندما يَرقُ قلبهُ وتجري دمعتهُ لذكرِ فضائلهم ومناقبِهم، يكون قد وصلَ إلى مرحلةٍ عالية من الولاء؛ لأن كل إنسان يبكي على مصيبتهم، فحتى غير المسلمين يبكونَ على الحُسين.. أما عندما يبكي الإنسان شوقاً إليهم وإلى مقامِهم وإلى قربِهم؛ فإنه يكون من المُقربين عندهم.. فهذا الإمام (عليه السلام) كان كثير البكاء، لذا لقب بالبكاء، وكان له الحق أن يكون بكّاءً.
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (البكّاؤون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد () وعلي بن الحسين (عليه السلام) ـ إلى أن يقول (عليه السلام): وأما علي بن الحسين (عليه السلام) فبكى على الحسين عشرين سنة أو أربعين سنة، ما وُضِع بين يديه طعامٌ إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله!.. إني أخاف عليك أن تكون من الجاهلين، قال: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة).
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال فيها: (إن زين العابدين (عليه السلام) بكى على أبيه أربعين سنة: صائماً نهاره، قائماً ليله.. فإذا حضر الإفطار جاءه غلامه بطعامه وشرابه، فيضعه بين يديه فيقول: كلْ يا مولاي!.. فيقول: قُتل ابن رسول الله جائعاً!.. قتل ابن رسول الله عطشاناً!.. فلا يزال يكرّر ذلك ويبكي حتى يبلّ طعامه من دموعه، ثم يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل).
مآثر الإمام (عليه السلام)..
الصحيفة السجادية الجامعة.. إننا نفتخر اليوم أمامَ الأُمم بما ورثناه عن دُرّة من دُرر الولاية؛ الإمام زين العابدين (عليهِ السلام)، ألا وهي الصحيفة السجادية التي شاءَ رَب العالمين أن تبقى خالدةً إلى الأبد.. ولكن هذهِ الصحيفة ليست هي جميعُ أدعية الإمام (عليهِ السلام)، إذ أن هنالك أكثر من صحيفة تم جمعها في كتاب ضخم بعنوان: "الصحيفة السجادية الكاملة"، تضم أبلغ الأدعية الجامعة في كل الشؤون: من شكوى على النفس، ومناجاة: المحبين، والذاكرين، والمشتاقين، و..الخ، إلى دعاء الثغور.
صلاة الإمام (عليه السلام)..
إن النبي () وآله هم مظهر الصلاة الخاشعة، لذا نحن نتوسل بِهم؛ لأنهم أقرب الناسِ إلى اللهِ عزَ وجل، ففي كُلِ عَصر هناك إمام، إمام ذلكَ العَصر هو أقربُ الناسِ إلى رَب العالمين، بَلغ الذروة في العبودية.. وهذه الرواية تدل على مدى انقطاع الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند الصلاة بين يدي الله سبحانه وتعالى، فقد روي عنه أنه (كان (عليه السلام) قائماً يصلي حتى وقف ابنه محمد (عليه السلام) -وهو طفل- إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر، فسقط فيها، فنظرتْ إليه أمّه فصرختْ وأقبلتْ نحو البئر، تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول: يا بن رسول الله!.. غرق ولدك محمد، وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلما طال عليها ذلك قالت -حزناً على ولدها-: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله؟!.. فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها، وكانت لا تنُال إلا برشاء (أي حبل) طويل، فأخرج ابنه محمداً (عليه السلام) على يديه يناغي ويضحك، لم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء، فقال: هاكِ يا ضعيفة اليقين بالله!.. فضحكت لسلامة ولدها وبكت لقوله (عليه السلام): يا ضعيفة اليقين بالله.. فقال (عليه السلام): لا تثريب عليك اليوم!.. لو علمتِ أني كنت بين يديّ جبار، لو ملتُ بوجهي عنه لمال بوجهه عني.. أفمن يُرى راحما بعده)!..
الدرس العملي:
1. التحمل.. إن البعض قد لا يتحمل الإهانات من الغَير، ولكن الإهانة إذا صَدرت، على المؤمن أن يحاول معالجتها، فالطرق مختلفة: تارةً بالمواجهة، وتارةً بالصبر، وتارةً بالصمت.. فهذه المرأة خاطبت الإمام (عليهِ السلام) بعبارة قاسية، ولكن انظروا إلى جواب الإمام!.. قال: (هاكِ يا ضعيفة اليقين بالله)!.. ثم قال (عليه السلام): (لا تثريب عليك اليوم)!.. -فقهياً: لو أنَ هذهِ الحادثة وقعت أمام إنسان عادي، فإنه يفترض به أن يقطع صلاته لإنقاذ الولد-.
2. التوجه.. إن الإمام (عليهِ السلام) قالَ كلمة جميلة، هذهِ الكلمة تنفعنا في كُلِ فريضة، لو كتبت هذهِ العبارة في محرابِ الصلاة، فالأمرُ في محله.. قال: (لو علمتِ أني كنت بين يديّ جبار، لو ملتُ بوجهي عنه؛ لمال بوجهه عني.. أفمن يُرى راحما بعده)!.. عندما يصلي الإنسان وهو يفكر في كُلِ رَطبٍ ويابس، فإن رَب العالمين في هذهِ الحالة يميلُ بوجههِ عن ذاك المصلي.. فالعبد -وهو الفقير- الذي يصرف وجهه عن الله عز وجل؛ رَب العالمين -وهو الغني- يميل بوجهه عنه.. وعندما يصرف رَب العالمين وجههُ عَن العبد؛ فمن سيرحمه بعدَ ذلك؟..
3. الخشوع.. إن البعض يرتاح إلى كون الخشوع غير واجب، بل أمر مُستحب، لذا فهو يصلي صلاته، دون الاهتمام بمسألة الخشوع.. صحيح أن هذه الصلاة مُجزية؛ ولكن ما هذهِ الصلاة؟!.. قال الراوي: "رأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) يصلّي، فسقط رداؤه على أحد منكبيه، فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته، فسألته عن ذلك فقال (عليه السلام): (ويحك!.. بين يدي مَن كنت؟.. إنّ العبد لا يُقبل من صلاته إلاّ ما أقبل عليه منها بقلبه)".. البعضُ يُصلي ويفكرُ في الأمور القبيحة، يقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ وهو يتخيلُ الحرام؛ ما هذهِ الصلاة؟!.. أو لا يخشى من الإنتقام الإلهي؟!..
فإذن، إن الخشوع أمر مُستحب، ولكن في مقام العمل الذي يتوجهُ إلى غير اللهِ عزَ وجل، كأنّهُ باعَ ذكرَ اللهِ تعالى بهذهِ الأباطيل!.. وعليه، فإن القضية مهمة وإستراتيجية، وبما أنه ليس هناك إنسان غير الأئمة وأوليائِهم من التكبيرِ إلى التسليم وهم في حال استغراق، فمن باب "ما لا يدرك كله لا يترك جله"، هناك محطتان للتعويض:
أ- التكبيرات: كُلما غَفل الإنسان عن ذكرِ اللهِ عزَ وجل، فإنه عندما يقول: اللهُ أكبر!.. يعود إلى رشده.. فهذه التكبيرات المُستحبة في الصلاة كأنّها جَرسُ إنذار، تنبهه عندما يكون ساهياً لاهياً.. فالتكبيرات التي يرددها المُصلي في اليومِ والليلة معَ النوافل، لعلها أكثر من مائتي تكبيرة.. وكل تكبيرة بمثابة إبرة تُغرز في بدنه، تَذكره كي لا ينسى أنه بين يدي رَب العالمين.
ب- السجدة الأخيرة: إن الإنسان الذي يصلي صلاةً لاهية ساهية، لا تساوي عندَ اللهِ جناحِ بعوضة من جهة الإقبال؛ بإمكانه أن يعوّض الأمر في السجدة الأخيرة: فيطيل السجود، ويُبالغ في الاستغفار بينَ يدي اللهِ عزَ وجل بأيةِ عبارة مُناسبة، محاولاً الاعتذار منه عَزَ وجل عن تلك الصلاة!.. المؤمن هكذا يصالح ربه في السَجدة الثانية من الركعة الأخيرة من كُلِّ فريضة؛ لأنه عندما يخجل من ربه، قد يعيش شيئاً من الحالات الإيجابية المعنوية.
رفق الإمام (عليه السلام)..
إن الإمام (عليه السلام) كانَ رفيقاً حتى بالحيوانات، فقد روي أنه (كان علي بن الحسين (عليه السلام) في سفرٍ، وكان يتغدّى وعنده رجل، فأقبل غزال في ناحيةٍ يتقمّم وكانوا يأكلون على سفرة في ذلك الموضع.. فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): ادن فكلْ، فأنت آمن.. فدنا الغزال فأقبل يتقمّم من السفرة، فقام الرجل الذي كان يأكل معه بحصاة فقذف بها ظهره، فنفر الغزال ومضى.. فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): أخفرتَ ذمتي؟.. لا كلّمتك كلمة أبداً).. ومن قاطعهُ إمام زمانهِ، قاطعهُ رَب العالمين.. فهذا هو أدبهِم، وهذه هي شفقتهِم، هكذا يأوون الغزال؛ فكيف بمن ذَهبَ لزيارتِهم، وارتمى على أضرحتِهم وهو يبكي لمصائبِهِم؟.. لذا، عندما يذهب الإنسان لزيارة الإمام زَين العابدين (عليه السلام) في البقيع، فليتذكر هذهِ القِصة، قائلاً: يا مولاي!.. هكذا عاملت الغزالَ بلطف، وأنا بَشر خطاء، ولكني موالٍ؛ فعاملني مُعاملة تليقُ بكم، صلوات اللهِ وسلامه عليكم.
مأساة الإمام (عليه السلام)..
قال الباقر (عليه السلام): (سألت أبي علي بن الحسين عن حمْل يزيد له، فقال: حملني على بعيرٍ يطلع بغير وطاء، ورأس الحسين (عليه السلام) على علَم، ونسوتنا خلفي على بغال فأكفّ (أي أشرف على السقوط)، والفارطة (أي الظلمة) خلفنا وحولنا بالرماح، إن دمعتْ من أحدنا عينٌ قُرع رأسه بالرمح .... الخبر).. ولكن المصيبة الكبرى (أنه لما جيئ برأس الحسين (عليه السلام) أمر فوضع بين يديه في طست من ذهب، وجعل يضرب بقضيب في يده على ثناياه ويقول: لقد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد الله!.. فقال رجل من القوم: مه!.. فإني رأيت رسول الله () يلثم حيث تضع قضيبك!.. فقال: يوم ٌبيوم بدر، ثم أمر بعلي بن الحسين (عليه السلام) فغُلّ وحُمل مع النسوة والسبايا إلى السجن، وكنت معهم، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه ملاء رجال ونساء، يضربون وجوههم ويبكون، فحُبسوا في سجن وطبّق عليهم).
تعليق