حكى احد الفضلاء قائلا:
في بلدة بعيدة يوما دخلت الى سوقها وقد شدني بعض بضائعها المنوعه وعروضهم المزخرفة التي تجلب انظار المتجولين وتجذب المتبضعين وبينما اسير لفت ناظري صبية يتراكضون نحو جهة من السوق وما ان وصلت نحو تجمعهم واذا بي ارى شابا يفعل حركات وايماءات جنونية تثير في هؤلاء الاطفال حماسة الضحك وتدفعهم الى اشباع غريزة العنف الجنوني بضرب هذا الشاب المسكين الذي جنونه يبدو عليه واضحا ومسيطرا على تصرفاته ......غادرت المكان و ابتسامتي على محياي ..وواصلت مشواري في السوق ...ثم حان وقت الزوال فتوجهت لجامع تلك المدينة وبدئت اتهيئ للصلاة من التطهر والاذكار و...صليت وانزويت خلف اسطوانة لأستريح واتامل ...حتى مضى وقتا طويلا وانا في المسجد وفي هذا الاثناء سمعت حركة داخل للمسجد فنظرت من خلف الاسطوانة واذا بي ارى ذاك المجنون الشاب ..هنا اخفيت نفسي لاراقبه ماذا يفعل في المسجد ؟ فدخل وبدء يدقق في ارجاء المسجد ممعن نظره ليتحقق من في المسجد ...فلما امن فراغه من المصلين واطمئن الى خلوه من الحاضرين ..شرع في مقدمات الصلاة من الاذان والاذكار والاقامة مما يعجب له الفؤاد ويشغلك خشوعه في الصلاة عن التفكير بكونه من ارباب الجنون بل هومن العقلاء فحار لبي مما ارى ودهشت مما صادفني ..!
ما حكاية هذا العابد المجنون ؟؟ تركته ليفرغ من الصلاة قلما هم بالانصراف ، فتوجهت نحوه ..فتفاجئ ..فبدء يظهر حركاته الجنونية وافتعالاته التي تنم عن جنونه ..
فقلت له :ما شئنك فأنت عاقل بل افضل العقلاء من خلال صلاتك التامة الرائعه ؟؟ فلم يعبئ بكلامي ورااح يكثر من حركاته الجنونية وبدء يتجاهلني تماما ؟؟؟
حاول ان يغادر فقلت له : اقسمت عليك بمن جننت من اجله الا ما اخبرتني ؟
هنا ! سالت دموعه على خديه ..!!
وبدا عليه الوقار والسكون ..
فقال بما انك أقسمت علي بهذا القسم فسأخبرك بحقيقة أمري ...
انا ممن كان يحضى برؤية الإمام صاحب الزمان دائما وأعيش سعادة رؤية وجهه المنور ...فكنت يوما سائرا في الطريق فوقعت عيني على امراة جميلة وتحركت في الشهوة ..ثم ندمت واستغفرت ...
ولكن الى اليوم وقد حرمت من لقائه وخسرت شرف رؤيته ..
فمن اشقى الخاسرين غيري ...
فلا قيمة للحياة بعد ذاك عندي فقررت ان اذيق نفسي الم المهانة والذل لانها اجن مجنون ضيع اروع نعمة وفرصة ....
__________
القصة حقيقية مروية عن احد العلماء تم صياغتها بهذا المشهد الادبي
تعليق