بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((فلعن الله أمة أسّست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت))..
اللعن هو الطرد والابعاد من الله تعالى، والظلم يعني وضع الشئ في غير موضعه، وأصل الظلم هو الجور ومجاوزة الحد، والجور نقيض العدل وهو الميل عن القصد، كما جاء في لسان العرب..
عندما كانت مصيبة قتل الامام الحسين عليه السلام هي أعظم المصائب وأجلّ الرزايا، كان لزاماً أن يشمل اللعن كلّ من شارك في قتله أو رضي بذلك، لأنّ الامام عليه السلام ما نهض إلاّ من أجل الحفاظ على بيضة الإسلام باحقاق الحق وإبطال الباطل والحفاظ على قواعد الدين من الانحراف (ما خرجت إشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)..
لذا فمن جابه هذا الإصلاح فهو يعارض إرادة الله تعالى، ومن كان كذلك كان لابد أن يطرد من رحمة الله تعالى، وهذا هو المعنى المقصود من اللعن..
وعندما نقرأ هذه الفقرة الشريفة (موضوع المقالة) نرى انّ قتل الامام الحسين عليه السلام لم يتأتّى بين ليلة وضحاها، بل لابد أن يكون هناك أساس قد أسّس من قبل فوصلت النتيجة الى قتل الامام عليه السلام..
ولم يكن قتل الامام الحسين عليه السلام هو أول عمل شنيع قد فعله الأوباش أعداء الإسلام بعد رحيل خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله، بل سبقه من الأمور التي يندى لها الجبين من سرقة حق وقتل وحرق وحرمان، إبتداءً من الاستيلاء على الخلافة ومروراً بالأحداث التي رافقت الزهراء والامام الحسن الى أن وصل الأمر الى واقعة الطف المشؤومة، وهذا كلّه أُسّس له مباشرة بعد التحاق النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله بالباري عزّ وجلّ، بل وما زال النبي مسجّى على فراش الموت، فقال خبيثهم بأنّه يهجر، وتبع ذلك رزية يوم الخميس فانحرف خطّ الإسلام من حينها..
فكان أوّل أساس للظلم هو إزالة أمير المؤمنين عليه السلام عن منصبه المستحق والذي أوصى به النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله، حتى طلب الباري عزّ وجلّ من نبيه الأعظم صلّى الله عليه وآله أن يبلّغ بذلك ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))المائدة: 67..
ولهذا استحق هذا الظلم الدعاء باللعن على من ظلم أهل البيت عليهم السلام، لأنهم في الحقيقة أوصياء الله تعالى ومنصوص عليهم منه تعالى، فمن ردّ عليه رادّ على الله تعالى..
وقد جاء اللعن في لغة القرآن الكريم في آيات كثيرة كما في قوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا))الأحزاب: 57، وواضح لكلّ من لديه لبّ انّ أذية أهل البيت عليهم السلام هي في الحقيقة أذية لله تعالى ولرسوله الكريم، فقد قال صلّى الله عليه وآله في حق الامام علي عليه السلام ((ألا إن عليا مني و أنا منه، من آذى عليا فقد آذاني، من آذى عليا فقد آذاني))، وفي حق الزهراء عليها السلام ((فاطمة بضعة منى وانا منها من آذاها فقد آذانى ومن آذانى فقد اذى الله))، وقال في حق الامامين الحسن والحسين عليهما السلام، فقد روي أنّه كان رسول الله يخطب فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر))، وعن اسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يأخذه والحسين ويقول: اللهم إني احبهما فأحبهما أو كما قال. وعنه بإسناده إلى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله قال هما ريحانتاي من الدنيا))..
فهذه الأحاديث كلّها تدلّ على مودّته صلّى الله عليه وآله لهم، وقد جعل أجر رسالته مودّتهم عليهم السلام ((قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى))الشورى: 23..
فاذا كان ظلم وأذية أهل البيت عليهم السلام هي أذية لله تعالى ولرسوله الأكرم فكيف لا نلعنهم من أول ظالم لهم الى آخر واحد منهم ونلعن كلّ من يرضى بفعلهم من الأولين والآخرين..
نسأل الله تعالى أن نكون من السائرين على خطى الامام الحسين عليه السلام ومن الثائرين على أعدائهم مع صاحب الأمر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف وسهّل مخرجه..
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((فلعن الله أمة أسّست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت))..
اللعن هو الطرد والابعاد من الله تعالى، والظلم يعني وضع الشئ في غير موضعه، وأصل الظلم هو الجور ومجاوزة الحد، والجور نقيض العدل وهو الميل عن القصد، كما جاء في لسان العرب..
عندما كانت مصيبة قتل الامام الحسين عليه السلام هي أعظم المصائب وأجلّ الرزايا، كان لزاماً أن يشمل اللعن كلّ من شارك في قتله أو رضي بذلك، لأنّ الامام عليه السلام ما نهض إلاّ من أجل الحفاظ على بيضة الإسلام باحقاق الحق وإبطال الباطل والحفاظ على قواعد الدين من الانحراف (ما خرجت إشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)..
لذا فمن جابه هذا الإصلاح فهو يعارض إرادة الله تعالى، ومن كان كذلك كان لابد أن يطرد من رحمة الله تعالى، وهذا هو المعنى المقصود من اللعن..
وعندما نقرأ هذه الفقرة الشريفة (موضوع المقالة) نرى انّ قتل الامام الحسين عليه السلام لم يتأتّى بين ليلة وضحاها، بل لابد أن يكون هناك أساس قد أسّس من قبل فوصلت النتيجة الى قتل الامام عليه السلام..
ولم يكن قتل الامام الحسين عليه السلام هو أول عمل شنيع قد فعله الأوباش أعداء الإسلام بعد رحيل خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله، بل سبقه من الأمور التي يندى لها الجبين من سرقة حق وقتل وحرق وحرمان، إبتداءً من الاستيلاء على الخلافة ومروراً بالأحداث التي رافقت الزهراء والامام الحسن الى أن وصل الأمر الى واقعة الطف المشؤومة، وهذا كلّه أُسّس له مباشرة بعد التحاق النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله بالباري عزّ وجلّ، بل وما زال النبي مسجّى على فراش الموت، فقال خبيثهم بأنّه يهجر، وتبع ذلك رزية يوم الخميس فانحرف خطّ الإسلام من حينها..
فكان أوّل أساس للظلم هو إزالة أمير المؤمنين عليه السلام عن منصبه المستحق والذي أوصى به النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله، حتى طلب الباري عزّ وجلّ من نبيه الأعظم صلّى الله عليه وآله أن يبلّغ بذلك ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))المائدة: 67..
ولهذا استحق هذا الظلم الدعاء باللعن على من ظلم أهل البيت عليهم السلام، لأنهم في الحقيقة أوصياء الله تعالى ومنصوص عليهم منه تعالى، فمن ردّ عليه رادّ على الله تعالى..
وقد جاء اللعن في لغة القرآن الكريم في آيات كثيرة كما في قوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا))الأحزاب: 57، وواضح لكلّ من لديه لبّ انّ أذية أهل البيت عليهم السلام هي في الحقيقة أذية لله تعالى ولرسوله الكريم، فقد قال صلّى الله عليه وآله في حق الامام علي عليه السلام ((ألا إن عليا مني و أنا منه، من آذى عليا فقد آذاني، من آذى عليا فقد آذاني))، وفي حق الزهراء عليها السلام ((فاطمة بضعة منى وانا منها من آذاها فقد آذانى ومن آذانى فقد اذى الله))، وقال في حق الامامين الحسن والحسين عليهما السلام، فقد روي أنّه كان رسول الله يخطب فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر))، وعن اسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يأخذه والحسين ويقول: اللهم إني احبهما فأحبهما أو كما قال. وعنه بإسناده إلى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله قال هما ريحانتاي من الدنيا))..
فهذه الأحاديث كلّها تدلّ على مودّته صلّى الله عليه وآله لهم، وقد جعل أجر رسالته مودّتهم عليهم السلام ((قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى))الشورى: 23..
فاذا كان ظلم وأذية أهل البيت عليهم السلام هي أذية لله تعالى ولرسوله الأكرم فكيف لا نلعنهم من أول ظالم لهم الى آخر واحد منهم ونلعن كلّ من يرضى بفعلهم من الأولين والآخرين..
نسأل الله تعالى أن نكون من السائرين على خطى الامام الحسين عليه السلام ومن الثائرين على أعدائهم مع صاحب الأمر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف وسهّل مخرجه..
تعليق