قال الوهابي في رسالته
السؤال الثاني:
((من أمرك أيها الشيعي أن تفعل هذه الأفعال في عاشوراء؟
إن قلت: الله ورسوله أمراني بهذا سأقول لك أين الدليل؟
وإن قلت لي: لم يأمرك أحد سأقول لك هذه بدعة.
وإن قلت: أهل البيت أمروني سأطالبك أن تثبت من فعل هذا منهم؟
وإن قلت: أني أعبر عن حبي لأهل البيت فسأقول لك: إذاً كل المعممين يكرهون أهل البيت لأننا لا نراهم يلطمون وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على الآخر)).
الجواب: أما بكاء الشيعة على الإمام الحسين عليه السلام فقد وردت روايات صحيحة تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله بكى على الإمام الحسين عليه السلام قبل قتله بسنين كثيرة.
منها: ما أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/188 عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم في بيتي، قال: لا يدخل علي أحد. فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل، فقال: إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت فقال: أفتحبه؟ قلت: أما في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها: كربلاء، فتناول جبريل من تربتها. فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، فقال: صدق الله ورسوله، كرب وبلاء.
قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.
ومنها: ما رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/187عن نجي الحضرمي، أنه سافر مع علي رضي الله عنه، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى عليٌّ: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وما ذاك؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل عليه السلام قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. قال، فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم. قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.
قال الهيثمي: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني، ورجاله ثقات، ولم ينفرد نجي بهذا.
وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 9/318: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وأبو يعلى، بسند صحيح.
ومنها: ما أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم في بيتي، قال: لا يدخل عليَّ أحد، فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فأطلت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل، فقال: إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت، قال: أفتحبه؟ قلت: أما في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من تربتها، فأراها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أحيط بحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، فقال: صدق الله ورسوله، كرب وبلاء ، وفى رواية: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء.
قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات.
مضافاً إلى ورود روايات كثيرة من طرق أهل البيت عليهم السلام تحث على البكاء على الإمام الحسين عليه السلام.
منها: صحيحة بكر بن محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. (كامل الزيارات: 207).
ومنها: صحيحة محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهما السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسَّه أذى فينا، فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى، وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار. (كامل الزيارات: 201).
مضافاً إلى أن البكاء ـ وكذلك لطم الصدور ـ تعبير عن الحب والموالاة للإمام الحسين عليه السلام، مع ما فيهما من الإنكار على من أمر بقتل الإمام الحسين ومن شرك في قتله عليه السلام.
وأما من طبر أو ضرب نفسه بالسلاسل فهو إنما فعل ذلك لإحياء ذكر ما وقع على الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه من الظلم والقتل، ولئلا تغيب هذه الظلامة عن الأذهان مع مرور الأيام وتعاقب الأزمان، مع ما في هذه الممارسات من التعبير عن حب الإمام الحسين عليه السلام، وموالاته، والإعلان عن صحة موقفه عليه السلام، بل الدلالة على أن موقفه عليه السلام هو الموقف الأمثل الذي يقتبس منه كل مؤمن منهاجا في حياته لئلا يخذل الحق، ويعين الظالمين المنحرفين.
وأما قول المخالف: إن (كل المعممين يكرهون أهل البيت؛ لأننا لا نراهم يلطمون، وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً؛ لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على الآخر) فهو هراء؛ لأننا لو سلمنا جدلاً أن العلماء لا يلطمون ولا يطبرون، لكونهما أمرين جائزين غير واجبين، فإن حب أي شيعي للإمام الحسين عليه السلام ليس متوقفاً على اللطم أو التطبير عليه، ومن أحب الإمام الحسين عليه السلام يمكنه أن يعبر عن حبه بألف طريقة وطريقة، ولا ينحصر التعبير عن حبه له في اللطم والتطبير كما هو واضح جلي لكل ذي عينين.
منقول...
السؤال الثاني:
((من أمرك أيها الشيعي أن تفعل هذه الأفعال في عاشوراء؟
إن قلت: الله ورسوله أمراني بهذا سأقول لك أين الدليل؟
وإن قلت لي: لم يأمرك أحد سأقول لك هذه بدعة.
وإن قلت: أهل البيت أمروني سأطالبك أن تثبت من فعل هذا منهم؟
وإن قلت: أني أعبر عن حبي لأهل البيت فسأقول لك: إذاً كل المعممين يكرهون أهل البيت لأننا لا نراهم يلطمون وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على الآخر)).
الجواب: أما بكاء الشيعة على الإمام الحسين عليه السلام فقد وردت روايات صحيحة تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله بكى على الإمام الحسين عليه السلام قبل قتله بسنين كثيرة.
منها: ما أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/188 عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم في بيتي، قال: لا يدخل علي أحد. فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل، فقال: إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت فقال: أفتحبه؟ قلت: أما في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها: كربلاء، فتناول جبريل من تربتها. فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، فقال: صدق الله ورسوله، كرب وبلاء.
قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.
ومنها: ما رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/187عن نجي الحضرمي، أنه سافر مع علي رضي الله عنه، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى عليٌّ: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وما ذاك؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل عليه السلام قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. قال، فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم. قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.
قال الهيثمي: رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار، والطبراني، ورجاله ثقات، ولم ينفرد نجي بهذا.
وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 9/318: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وأبو يعلى، بسند صحيح.
ومنها: ما أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم في بيتي، قال: لا يدخل عليَّ أحد، فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فأطلت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل، فقال: إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت، قال: أفتحبه؟ قلت: أما في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من تربتها، فأراها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أحيط بحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، فقال: صدق الله ورسوله، كرب وبلاء ، وفى رواية: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء.
قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات.
مضافاً إلى ورود روايات كثيرة من طرق أهل البيت عليهم السلام تحث على البكاء على الإمام الحسين عليه السلام.
منها: صحيحة بكر بن محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. (كامل الزيارات: 207).
ومنها: صحيحة محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهما السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسَّه أذى فينا، فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى، وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار. (كامل الزيارات: 201).
مضافاً إلى أن البكاء ـ وكذلك لطم الصدور ـ تعبير عن الحب والموالاة للإمام الحسين عليه السلام، مع ما فيهما من الإنكار على من أمر بقتل الإمام الحسين ومن شرك في قتله عليه السلام.
وأما من طبر أو ضرب نفسه بالسلاسل فهو إنما فعل ذلك لإحياء ذكر ما وقع على الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه من الظلم والقتل، ولئلا تغيب هذه الظلامة عن الأذهان مع مرور الأيام وتعاقب الأزمان، مع ما في هذه الممارسات من التعبير عن حب الإمام الحسين عليه السلام، وموالاته، والإعلان عن صحة موقفه عليه السلام، بل الدلالة على أن موقفه عليه السلام هو الموقف الأمثل الذي يقتبس منه كل مؤمن منهاجا في حياته لئلا يخذل الحق، ويعين الظالمين المنحرفين.
وأما قول المخالف: إن (كل المعممين يكرهون أهل البيت؛ لأننا لا نراهم يلطمون، وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً؛ لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على الآخر) فهو هراء؛ لأننا لو سلمنا جدلاً أن العلماء لا يلطمون ولا يطبرون، لكونهما أمرين جائزين غير واجبين، فإن حب أي شيعي للإمام الحسين عليه السلام ليس متوقفاً على اللطم أو التطبير عليه، ومن أحب الإمام الحسين عليه السلام يمكنه أن يعبر عن حبه بألف طريقة وطريقة، ولا ينحصر التعبير عن حبه له في اللطم والتطبير كما هو واضح جلي لكل ذي عينين.
منقول...
تعليق