بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لماذا يخلق الله تعالى بعض الناس وهو يعلم انّهم سيدخلون النار أو لا يخلدون فيها ؟ أليس هذا يتناقض مع الآية انّه أرحم الراحمين ؟
امّا علّة خلق الله الناس بنحو عام فلأجل وصول الإنسان إلى الكمال الأبدي والسعادة الدائمة بواسطة معرفة الله تعالى وطاعته وعبادته والخضوع والخشوع بالنسبة إليه ، قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) [ الذاريات : 56 ] ولما كان الوصول إلى السعادة والكمال والفضيلة يتوقّف على الإتيان بالأعمال الإختياريّة فالله تعالى أعطى للإنسان القدرة على الأعمال ، لكن لم يجبره على فعل الطاعة أو ترك المعصية إذ لا يحصل اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لماذا يخلق الله تعالى بعض الناس وهو يعلم انّهم سيدخلون النار أو لا يخلدون فيها ؟ أليس هذا يتناقض مع الآية انّه أرحم الراحمين ؟
الكمال والسعادة بالجبر وبالفعل المضطرّ إليه ، وبما انّ الإنسان خلق مختاراً في أعماله وأفعاله فالبعض يختار العمل الصالح ويعمل الخير ويصل إلى الكمال والبعض الآخر يختار العمل السيّء ويعمل الشر وينحطّ باختياره وإرادته.
فحكمة الله تعالى اقتضت ان يخلق العالم بجميع ما فيه من النعم والمعدّات التي يستفيد منها الإنسان في معاشه ومعاده كما انّها اقتضت خلق الإنسان لكي يصل إلى الكمال والسعادة كما اقتضت خلق الإنسان لكي يصل إلى الكمال والسعادة كما أنّها اقتضت ان يعطي للإنسان القدرة على الأعمال والأفعال والتصرّفات في نفسه وفي الكون واقتضت أيضاً أن يكون مختاراً في أفعاله وأعماله لانّ الفعل الإختياريّ هو الذي يوصل الإنسان إلى المقامات العالية ويستحقّ به الثواب والجزاء ويمتاز به على غيره.
ونتيجه هذه الحكم الإلهيّة هي انّ الانسان قد يختار الأعمال الصالحة فيصل إلى الكمال المطلوب وقد يصرف القدرة التي منحها الله إيّاه في الأعمال السيّئة وفي المعاصي والذنوب فيستحقّ العذاب بسبب العمل الإختياري وبسبب انّه صرف نعم الله تعالى بإختياره فيما لا يرضاه الله تعالى وعلى أساس ذلك ليس للفاسق أو الكافر أن يعترض على الله لماذا خلقتني وأنت تعلم بأنني سوف اخلّد في النار ؟ بل لابد أن يعترض على نفسه ، لماذا اخترت الأعمال السيّئه وصرفت النعم الالهيّة في مخالفة أمر الله تعالى مع أنّ الله تعالى أرسل الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام وقد بلّغوا عن الله تعالى ، فاذا اعترض على الله تعالى يكون اعتراضه مثل الاعتراض على الوالد إذا أعطى مالاً كثيراً لولده وطلب منه ان يصرفه في الزواج ونحو ذلك من تحصيل السعادة الدنيويّة لكنّه بسوء اختياره صرفه في شرب الخمر.
تعليق