تويت
حين يستقبل العقل المعلومات فأول بادرة يبديها هي محاولة ( الفهم ) للمعلومة ولانعني هنا الفهم الكامل لأن الفهم الكامل ينتج بعد اكتمال الدائرة الفكريه في العقل ليبدأ دور الفكر ببحث الابعاد السلبية والايجابية ونقاط الفراغ في المعلومات لتنطلق النتائج على شكل ( لفظ – كتابة – معلومة كاملة مخزونة في العقل ) وما ذكرناه مقدمة للولوج في الموضوع لنعالج أمرا غيبياً أشار القرآن اليه باجمالية لنسلط الضوء بأمثلة تشبيهيه لتقريب ما نوضحه للأخوة فنقول
أن سير المعلومات المستقبله لدى الانسان تمرُ في ( الأُذن ) عبر قنوات متشابهة لدى كل أنسان بجنابها المادي , أما في الجانب الغيبي فتختلف من فردٍ لآخر فتكون عبارة اما عن ( قنوات الهام ) تسيرُ فيها المعلومات أو قل أنها قنوات وممرات خصبة منبسطة يسهل فيها مرور المعلومة الكاملة كما هي وقد وصف سبحانه ان هنالك أُذُنُ خير قوله تعالى ( قُل أُذُنُ خير لكم ) وهو الرسول ( ص ) وفي قبال ذلك لابد ان تكون هنالك أُذُنُ شر , ان اُذُنُ الخير والحديث هنا بشكل عام مع فرض وجود المراتب والمستويات , تلك الأُذُنُ لديها أستعداداً ذاتياً لفرز وتصنيف المعلومات الايجابية والسلبية وقد جاء عنه سبحانه ( وتعيها أُذُنُ واعية ) شأنها تعي وتحفظ وهي ( أُذُنُ الامام علي )( ع ) فأشار سبحانه أن الوعي والفهم يبدأ من الأُذُنُ لحظة أستلام المعلومة بتلك الممرات والقنوات لدى الاولياء والصالحين وبحسب المراتب والمستويات , وقد نقل عن أحد العلماء الصالحين يوما ما قد اقام الآذان فاشتكى البعض لدى عالم آخر لماذا سبقك بالأذان ؟ فاجابهم : دعوه فأنه يسمع كما أسمع اذان الملائكة في السماء , وحقا كما جاء في الحديث اذا اطاع المؤمن خالقه ( كنت سمعه الذي يسمع به )
في الجانب الآخر نرى ( اذن الشر ) كأن لها قنوات سبخة ذات نتوءات تمنع وصول المعلومة بشكل كامل واضح أو انها تصل اما ( متلبسة خيرها بشرها أو منقلبة او موقوفة او مذبذبة ) واسباب وجود تلك النتوءات ( الغيبية ) أبرزها التكبر ولقمة الحرام والاستماع للحرام فتعمل تلك النتوءات كمصد يشظي فهم الحقيقة كما هي فتصل المعلومة (الفهمية) بشكلها الاولي عند الفكر اما ناقصة لترفض او مبالغا فيها لترفض ايضا بحسب ( اذن الشر) او الاذن اللاواعية