الدّجالون يستخدمونَ سلاحَ الجهلِ لاصطيادِ فرائسِهِم
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الكشف عن الطالع والتنبؤ عن المستقبل والإخبار بالمغيبات.. الخ، ويعود الفضل في هذا الانتشار للجهل الذي استشرى في مجتمعنا نتيجة الفقر المادي والثقافي، وتغييب العقل، واتّباع هوى النفس الأمارة بالسوء، وكثرة الفوالين الذين يمتهنون هذه المهنة التي تدرُّ عليهم أرباحاً خيالية بدون مجهود أو رأس مال، وعادة ما يكون هؤلاء من ضعفاء النفوس الذين يتعاملون بالنصب والاحتيال مستغلين سذاجة الناس البسطاء وخصوصاً النساء اللواتي يتعرضن لمشاكل لا يستطعن حلّها فيلجأنَ للفوّال أو الفوّالة ولا يخطر ببالهنّ أنهم يستغلونهن مادياً وجسدياً في قضايا غير أخلاقية بحجة أنّ الجان يأمرهم بهذا حتى تنفك العقد.. إلخ من الحجج التافهة والتي يصل بها الدجال إلى مآربه الدنيئة التي لا يقرّها شرع أو عرف، التقينا ببعض ضحايا الدجل وكانت قصصهم مؤثرة، استطعنا أنّ نكتب بعضها وأعرضنا عن البعض الآخر؛ لخدشه الحياء والذوق العام.
الأخت (ص ـ ع) تقول:
أنا اضطررتُ أن أذهب للكشّافات بعد أن لاحظتُ أنّ زوجي تغيرت حاله وأصبح سيئ الخلق معي ويفتعل المشاكل؛ لذا فقد ذهبتُ لإحداهنّ وكشفت لي الطالع من خلال قراءة الفنجان وتفاجأتُ بها وهي تصف حالي وحال زوجي وأخبرتني أنّ هناك امرأة أخرى في حياته سلبته عقله وروحه، ولا أخفيك سراً حينما سمعتُ بهذا الكلام جنّ جنوني وطلبتُ منها أن تفعل أيّ شيء لتفريقهما، وهكذا استطاعت أن تستغلّني وتسحب مني ما يفوق المليوني دينار الله أعلم كيف دبّرتها، إضافة إلى القلق النفسي الذي لازمني، بعد ذلك اكتشفتُ أنه لا توجد امرأة ولا هم يحزنون وإنما كان وضع زوجي نتيجة لمشكلة تعرّض لها في عمله انعكست على تصرّفاته علينا، وأنا من حماقتي لم أستفهم منه مباشرة بل سلكتُ طريقاً بعيدةً عن طريق الله عز وجل، والآن أنا نادمة وأطلب من الله المغفرة إنه غفور رحيم.
تحدثت الأخت (س ـ ع) بمرارة وألم عن تجربتها مع الفوّالين قائلة:
تعرضت ابنتي إلى مرض شديد وحالة تلبّس فأخذتها عن طريق أحد معارفنا إلى أحد الأشخاص الذين يدّعون العلم والمعرفة، وكانت تبدو عليه آثار الصلاح والتقوى وقد لاحظته وهو يغضّ الطرف عن النساء ويلبس الكفوف لكي يمسك العضو المصاب ويقرأ عليه التعاويذ والرقي، وبعد جلسة أو جلستين وبعد أن أخذ مني مبلغاً كبيراً من المال قال لي: إنّ ابنتك متلبس بها جن كافر وهذا لا يخرج إلا بطريق الاتصال الجسدي وأنا مستعد لذلك.. فما كان مني إلا أن أخذت ابنتي وخرجت من داره من غير رجعة وتوجهت إلى أبي الفضل العباس عليه السلام وطلبت منه شفاءها فشُفيت ببركات ساقي عطاشى كربلاء.
أمّا الأخ (ع ـ س) تحدث عن معاناته مع هؤلاء قائلاً:
أصبتُ بصداع شديد وقد راجعتُ الأطباء لعلاجه وأخذتُ كثيراً من العلاجات والأدوية من غير فائدة، وبعد أن استفحلت حالتي لدرجة أنني كنت أعجز عن رفع رأسي من الوسادة نصحني أحد الأصدقاء بالذهاب إلى أحد الفوّالين وفعلاً ذهبتُ وقال لي إنّ في رأسك جنيّاً وسأعمل لك جلسات لإخراجه، وكان يقرأ بعض التعاويذ والأسماء الغريبة واستمرت الجلسات ولكن من دون جدوى وفي كلّ مرة يقدّم لي عذراً يختلف عن العذر الأول، وبعد أن يئست منه قطعت جلساتي معه بعد أن رأيت منه أشياء لا أخلاقية مع النساء اللواتي يترددن عليه وبعد أن سحب مني ما يفوق المليون دينار لأجل لا شيء، بعد ذلك منَّ الله عليّ بالشفاء بعد أن ذهبت إلى خارج القطر للعلاج والحمد لله.
الأخت (ر ـ أ) تقول:
بدأتُ بالتردد على أحد الفوّالين لغرض الرزق بعد أن ضاقت بنا السبل، فكان أن كشف لي الطالع وقال لي إنّ أحد أقربائنا قد عمل لكم سحراً وهو يريد أن يفرّقك عن زوجك ويسبب لكم المشاكل، وقلة رزقكم بسبب كثرة الأعمال الشيطانية وقد أعطاني أوصافه وعلى أثر ذلك ذهبت إلى أقربائنا وتشاجرت معهم وسمع أهلي وزوجي فلحقوني إلى هناك ووصل الأمر إلى الضرب بين الرجال وانتهت المشاجرة في مركز الشرطة والخلاف الدائم بين العائلتين.
الأخت (أ ـ ق) تقول:
اضطررتُ للذهاب إلى الفوّال بعد أنّ يئست من الزواج وأصبحت عانساً فحالتي النفسية متأزمة والخوف من المجهول يسيطر على أفكاري فأحاول أن أتشبث بأيّ خيط مهما كان رفيعاً للتخلص من هذا الشعور الذي يراودني وكانت النتيجة أن وقعتُ ضحية أحدهم وقد استنزف أموالي ولم أستطع التخلص منه بسهولة إذ كان يراني لقمة سهلة واستغل خوفي ووحدتي وقلقي من المستقبل وشاءت الأقدار أن أتخلص منه بعد أن أُودع في السجن بتهمة النصب والاحتيال.
لمعرفة رأي الشرع في هذا الموضوع تشرّفنا بلقاء السيد محمد الموسوي(مسؤول شعبة الاستفتاءات في العتبة العباسية المقدسة) وتفضل بإبداء الآراء الشرعية مشكوراً:
لقد تفنّن أصحاب المتاجر الشيطانية باستخدام كثير من الطرائق غير الأخلاقية لأجل التمويه على الناس البسطاء وإغرائهم في سبيل الحصول على بعض المال وقد ردع الشارع المقدس هؤلاء الدجالين بحرمة الذهاب إليهم وحرمة تصديقهم وحرمة إعطائهم المال؛ لأنه من السحت.
نحن لا ننكر وجود الجن وعالمه ولكن الإنسان المؤمن لا يسيطر عليه غير إيمانه وتقواه، وما قيل من تحكم الجن بالنفس الإنسانية يتنافى مع صريح قوله تعالى.. "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ"، ولعلّه قد يوحي إلى بعض ضعاف النفوس (إن لم يكن صالحاً) بإظهار بعض التصرفات التي قد لا يمدحها العقل ويبقى للإنسان المؤمن المجال الواسع في ذلك، وإني إذ أنصح الإخوة والأخوات ممن يُصاب بالمرض أن يعرض نفسه على دكتور لا على كشّاف أو دجال، وقبل ذلك فليستغفر الله لقوله تعالى.." وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ". كذلك أضيف أن ليس من العقل والمنطق أن يُنسب سبب المرض والابتلاء والفقر إلى التلبس بالجن، فأنّى هذا من ذاك، فأصل كلّ ذنب هو الجهل.
كما أنني اطّلعتُ على بعض الكتب المنتشرة وخصوصاً في الآونة الأخيرة وهي تتحدث عن كيفية وطريقة الاستعمال ولعل المتتبع يستخرج جامعاً مشتركاً بين تلك الطرائق الشيطانية ألا وهو التنبؤ بالمستقبل والكشف عن الغيب، والحق أنّ هذه الصفة من مختصات علّام الغيوب لا يُطلعها أحداً من عباده إلا من ارتضى من رسول، ولا أعتقد أنّ الكاشفة التي لا تُحسن وضوءها أن تكون رسولاً أو محلاً صالحاً، ولذا فلا يجوز شرعاً الترويج لمثل تلك الطرائق وأصحابها لكونها من الضلال وكلّ من يدّعي الغيب فهو دجّال لا محال لصريح قوله تعالى.. "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا".
هناك بعض الكشّافات يستخدمنَ القرآن الكريم لكشف الطالع وتقول إنّ عملها مقبول وأنها لا تستخدم السحر، لأنها تكشف بالقرآن، هل عملها هذا صحيح؟
الكشف يمكن أن يتصور بعدة طرائق، ولكن من المؤسف أن يزيّن الشيطان الرجيم للبعض ممن يُخبر الغيب عن طريق القرآن الكريم، فبعد أن يفتح القرآن يخبرك أنّ في ذمتك نذراً أو يميناً أو مبلغاً من المال أو أنك مطلوب زيارة لأحد المعصومين أو أنكِ لا تتزوجين أو أنك لا تُنجب، وهذا في الحقيقة من المضحك المبكي؛ لأنه تحريف لآيات الله تعالى مقابل حفنة من الدنانير، وكلّ مَن يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً فقد أعد الله له عذاباً مهيناً.
يبقى الوعي والإيمان والعقل الحاجب الواقي عن الوقوع في أيدي هؤلاء المتكسبين المدّعين قربهم من الله عز وجل زوراً وبهتاناً وتبقى مسؤولية الدولة بملاحقة كلّ من تُسوّل له نفسه الاحتيال على الناس البسطاء واستنزاف ما في جيوبهم والضحك على الذقون وهتك الأعراض.
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الكشف عن الطالع والتنبؤ عن المستقبل والإخبار بالمغيبات.. الخ، ويعود الفضل في هذا الانتشار للجهل الذي استشرى في مجتمعنا نتيجة الفقر المادي والثقافي، وتغييب العقل، واتّباع هوى النفس الأمارة بالسوء، وكثرة الفوالين الذين يمتهنون هذه المهنة التي تدرُّ عليهم أرباحاً خيالية بدون مجهود أو رأس مال، وعادة ما يكون هؤلاء من ضعفاء النفوس الذين يتعاملون بالنصب والاحتيال مستغلين سذاجة الناس البسطاء وخصوصاً النساء اللواتي يتعرضن لمشاكل لا يستطعن حلّها فيلجأنَ للفوّال أو الفوّالة ولا يخطر ببالهنّ أنهم يستغلونهن مادياً وجسدياً في قضايا غير أخلاقية بحجة أنّ الجان يأمرهم بهذا حتى تنفك العقد.. إلخ من الحجج التافهة والتي يصل بها الدجال إلى مآربه الدنيئة التي لا يقرّها شرع أو عرف، التقينا ببعض ضحايا الدجل وكانت قصصهم مؤثرة، استطعنا أنّ نكتب بعضها وأعرضنا عن البعض الآخر؛ لخدشه الحياء والذوق العام.
الأخت (ص ـ ع) تقول:
أنا اضطررتُ أن أذهب للكشّافات بعد أن لاحظتُ أنّ زوجي تغيرت حاله وأصبح سيئ الخلق معي ويفتعل المشاكل؛ لذا فقد ذهبتُ لإحداهنّ وكشفت لي الطالع من خلال قراءة الفنجان وتفاجأتُ بها وهي تصف حالي وحال زوجي وأخبرتني أنّ هناك امرأة أخرى في حياته سلبته عقله وروحه، ولا أخفيك سراً حينما سمعتُ بهذا الكلام جنّ جنوني وطلبتُ منها أن تفعل أيّ شيء لتفريقهما، وهكذا استطاعت أن تستغلّني وتسحب مني ما يفوق المليوني دينار الله أعلم كيف دبّرتها، إضافة إلى القلق النفسي الذي لازمني، بعد ذلك اكتشفتُ أنه لا توجد امرأة ولا هم يحزنون وإنما كان وضع زوجي نتيجة لمشكلة تعرّض لها في عمله انعكست على تصرّفاته علينا، وأنا من حماقتي لم أستفهم منه مباشرة بل سلكتُ طريقاً بعيدةً عن طريق الله عز وجل، والآن أنا نادمة وأطلب من الله المغفرة إنه غفور رحيم.
تحدثت الأخت (س ـ ع) بمرارة وألم عن تجربتها مع الفوّالين قائلة:
تعرضت ابنتي إلى مرض شديد وحالة تلبّس فأخذتها عن طريق أحد معارفنا إلى أحد الأشخاص الذين يدّعون العلم والمعرفة، وكانت تبدو عليه آثار الصلاح والتقوى وقد لاحظته وهو يغضّ الطرف عن النساء ويلبس الكفوف لكي يمسك العضو المصاب ويقرأ عليه التعاويذ والرقي، وبعد جلسة أو جلستين وبعد أن أخذ مني مبلغاً كبيراً من المال قال لي: إنّ ابنتك متلبس بها جن كافر وهذا لا يخرج إلا بطريق الاتصال الجسدي وأنا مستعد لذلك.. فما كان مني إلا أن أخذت ابنتي وخرجت من داره من غير رجعة وتوجهت إلى أبي الفضل العباس عليه السلام وطلبت منه شفاءها فشُفيت ببركات ساقي عطاشى كربلاء.
أمّا الأخ (ع ـ س) تحدث عن معاناته مع هؤلاء قائلاً:
أصبتُ بصداع شديد وقد راجعتُ الأطباء لعلاجه وأخذتُ كثيراً من العلاجات والأدوية من غير فائدة، وبعد أن استفحلت حالتي لدرجة أنني كنت أعجز عن رفع رأسي من الوسادة نصحني أحد الأصدقاء بالذهاب إلى أحد الفوّالين وفعلاً ذهبتُ وقال لي إنّ في رأسك جنيّاً وسأعمل لك جلسات لإخراجه، وكان يقرأ بعض التعاويذ والأسماء الغريبة واستمرت الجلسات ولكن من دون جدوى وفي كلّ مرة يقدّم لي عذراً يختلف عن العذر الأول، وبعد أن يئست منه قطعت جلساتي معه بعد أن رأيت منه أشياء لا أخلاقية مع النساء اللواتي يترددن عليه وبعد أن سحب مني ما يفوق المليون دينار لأجل لا شيء، بعد ذلك منَّ الله عليّ بالشفاء بعد أن ذهبت إلى خارج القطر للعلاج والحمد لله.
الأخت (ر ـ أ) تقول:
بدأتُ بالتردد على أحد الفوّالين لغرض الرزق بعد أن ضاقت بنا السبل، فكان أن كشف لي الطالع وقال لي إنّ أحد أقربائنا قد عمل لكم سحراً وهو يريد أن يفرّقك عن زوجك ويسبب لكم المشاكل، وقلة رزقكم بسبب كثرة الأعمال الشيطانية وقد أعطاني أوصافه وعلى أثر ذلك ذهبت إلى أقربائنا وتشاجرت معهم وسمع أهلي وزوجي فلحقوني إلى هناك ووصل الأمر إلى الضرب بين الرجال وانتهت المشاجرة في مركز الشرطة والخلاف الدائم بين العائلتين.
الأخت (أ ـ ق) تقول:
اضطررتُ للذهاب إلى الفوّال بعد أنّ يئست من الزواج وأصبحت عانساً فحالتي النفسية متأزمة والخوف من المجهول يسيطر على أفكاري فأحاول أن أتشبث بأيّ خيط مهما كان رفيعاً للتخلص من هذا الشعور الذي يراودني وكانت النتيجة أن وقعتُ ضحية أحدهم وقد استنزف أموالي ولم أستطع التخلص منه بسهولة إذ كان يراني لقمة سهلة واستغل خوفي ووحدتي وقلقي من المستقبل وشاءت الأقدار أن أتخلص منه بعد أن أُودع في السجن بتهمة النصب والاحتيال.
لمعرفة رأي الشرع في هذا الموضوع تشرّفنا بلقاء السيد محمد الموسوي(مسؤول شعبة الاستفتاءات في العتبة العباسية المقدسة) وتفضل بإبداء الآراء الشرعية مشكوراً:
لقد تفنّن أصحاب المتاجر الشيطانية باستخدام كثير من الطرائق غير الأخلاقية لأجل التمويه على الناس البسطاء وإغرائهم في سبيل الحصول على بعض المال وقد ردع الشارع المقدس هؤلاء الدجالين بحرمة الذهاب إليهم وحرمة تصديقهم وحرمة إعطائهم المال؛ لأنه من السحت.
نحن لا ننكر وجود الجن وعالمه ولكن الإنسان المؤمن لا يسيطر عليه غير إيمانه وتقواه، وما قيل من تحكم الجن بالنفس الإنسانية يتنافى مع صريح قوله تعالى.. "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ"، ولعلّه قد يوحي إلى بعض ضعاف النفوس (إن لم يكن صالحاً) بإظهار بعض التصرفات التي قد لا يمدحها العقل ويبقى للإنسان المؤمن المجال الواسع في ذلك، وإني إذ أنصح الإخوة والأخوات ممن يُصاب بالمرض أن يعرض نفسه على دكتور لا على كشّاف أو دجال، وقبل ذلك فليستغفر الله لقوله تعالى.." وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ". كذلك أضيف أن ليس من العقل والمنطق أن يُنسب سبب المرض والابتلاء والفقر إلى التلبس بالجن، فأنّى هذا من ذاك، فأصل كلّ ذنب هو الجهل.
كما أنني اطّلعتُ على بعض الكتب المنتشرة وخصوصاً في الآونة الأخيرة وهي تتحدث عن كيفية وطريقة الاستعمال ولعل المتتبع يستخرج جامعاً مشتركاً بين تلك الطرائق الشيطانية ألا وهو التنبؤ بالمستقبل والكشف عن الغيب، والحق أنّ هذه الصفة من مختصات علّام الغيوب لا يُطلعها أحداً من عباده إلا من ارتضى من رسول، ولا أعتقد أنّ الكاشفة التي لا تُحسن وضوءها أن تكون رسولاً أو محلاً صالحاً، ولذا فلا يجوز شرعاً الترويج لمثل تلك الطرائق وأصحابها لكونها من الضلال وكلّ من يدّعي الغيب فهو دجّال لا محال لصريح قوله تعالى.. "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا".
هناك بعض الكشّافات يستخدمنَ القرآن الكريم لكشف الطالع وتقول إنّ عملها مقبول وأنها لا تستخدم السحر، لأنها تكشف بالقرآن، هل عملها هذا صحيح؟
الكشف يمكن أن يتصور بعدة طرائق، ولكن من المؤسف أن يزيّن الشيطان الرجيم للبعض ممن يُخبر الغيب عن طريق القرآن الكريم، فبعد أن يفتح القرآن يخبرك أنّ في ذمتك نذراً أو يميناً أو مبلغاً من المال أو أنك مطلوب زيارة لأحد المعصومين أو أنكِ لا تتزوجين أو أنك لا تُنجب، وهذا في الحقيقة من المضحك المبكي؛ لأنه تحريف لآيات الله تعالى مقابل حفنة من الدنانير، وكلّ مَن يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً فقد أعد الله له عذاباً مهيناً.
يبقى الوعي والإيمان والعقل الحاجب الواقي عن الوقوع في أيدي هؤلاء المتكسبين المدّعين قربهم من الله عز وجل زوراً وبهتاناً وتبقى مسؤولية الدولة بملاحقة كلّ من تُسوّل له نفسه الاحتيال على الناس البسطاء واستنزاف ما في جيوبهم والضحك على الذقون وهتك الأعراض.
تعليق