أم البنين مدرسة للتكامل !!
لا أريد أن أعرج عن نسبها ومن تكون ومن أبوها فهي قمر بين الكواكب؛ وإن تكن الوراثة تلعب دورا لكن تبقى صياغة الفرد تعتمد على قدراته الكامنة في نفسه ؛
فأم البنين عليها السلام هي إختارت أن تكون أم البنين ؛ المرأة العظيمة حين سلّمت لبارئها نفسها ؛وقرّرت أن تعطي أولادها فداءا لنصرة الإسلام ونصرة إمام زمانها الحسين -ع- ؛
كلنا نبحث عن كمال أنفسنا وسعادتها والكمال أنواع يعتمد على نظرة الإنسان له؛فمنّا من يرى الكمال بإكمال دراسته وأخذ أعلى الدراسات الأكاديمية ؛
ومنّا من يرى الكمال بأن يُكوِّن أسرة ومنه من يرى الكمال والسعادة بأن يمارس مايحلو له وماتهوى نفسه ؛
أما أم البنين رأت الكمال والسعادة مع إسلامها العزيز وأن تقف مع إمام زمانها وتعينه على طاعة ربه وتبليغ الرساله المحمدية إلى البشرية جمعاء ؛
لأنها رسالة السماء إلى الخلق أجمعين ؛ نعم إن السعادة في تصورنا هذه الدنيا وننسى أن السعادة في الحياة الأخرى ؛
لايعني أن أنسى نفسي وأن لا أمارس حياتي كما يجب .فالله لايريد منك ذلك وإنما يريد منك أن تكون أنموذجا إنسانيا متكاملا ؛
فالله حين خلق الخلق خلقهم في أحسن تقويم وسلّمهم زمام أمر الدنيا وخلافة الأرض ولنتكامل ولنبني مجتمعا نموذجيا ؛
ولكن مع بالغ الأسف خذلنا الله خالقنا بجميع فئاتنا المسلمين واليهود والمسيح فكلنا منسوبون إلى الله ؛
فكلٌ إتبع هواه وخالف أمر مرسلي رب السماء وبدأت كل فئة تريد أن تعلو هي وتسقط الجميع تحت أقدامها متناسية ؛
أن الذي خلقها اول مرة يستطيع أن يبيدها ويرجعها ذرات تراب ولكن شاءت قدرة الله أن يبلونا ليرى من يحسن عملا ؛
وأرسل الرسل ليكونوا مبشرين ومنذرين فما آمنو إلا القليل واختتمها بنبينا الكريم محمد وآله الطاهرين وجعلهم هم خلفاء الأرض ؛
وخصهم دون الخلق لأنهم أسلمو له وأطاعوا أمره فنساء ا ورجالا عاهدوا الله وثبتوا وماوهنوا ولا استكانوا ؛
حتى وصل الأمر لإمرأةٍ جعلها القدر أن تكون إمرأة لسيد الوصيين فنجحت في الأختبار وخاضت في ميدان الحياة أروع البطولات ؛
فبطولاتها جمة ولكن سأعرج لبطولة التضحية الوفاء نعم ماأروعه من تضحية ووفاء هي رفضت إسمها وهويتها ؛
لأنها تعلم أن التكامل بنبذ الأنا وترك حب النفس والإبتعاد عن الهوى ؛
ولم تربي نفسها فقط بل ربَّت وصاغت أولادها صياغة فريدة من نوعها كلهم وفاء وتضحية وبطولة هاهي تقف يوم الطف وتجتمع بأولادها ؛
يا أبنائي لهذا اليوم إدخرتكم ولنصرة الدين أردتكم ولدون إبن فاطمة مايشرفكم ويزيد من رضا الله عنكم ؛
هي تعلم أن أولادها الأربعة سيقتلون ولن يرجعو ولكن السعادة إعتلت وجهها ولم تطالب من الله أن يعيدهم لها سالمين رغم أنها باب الله وكان دعائها مستجابا ؛
تجاوزت كل الحدود في نصرة الإسلام ؛ فتجازوزت تضحيتها تضحية أم موسى -ع- ؛فأم موسى لم ترمي موسى -ع- في اليم ؛
إلا أن ألهم الله إليها سنرده لكِ ونقر به عينكِ أما أم البنين تعلم أن أولادها سيقطعون أربا إربا في الفلوات ؛
ولكنها لم تعترض وسلَّمت لأمر ربها ونالت التكامل فأصبحت مدرسة للتكامل لكل من أراد أن يتعلم التضحية والفداء والعظمة والبطولة ؛
ها إسلامنا من جديد وتشيعنا يعرض لنا صياغاته ومايبدع في صناعة الشخصية فأول الزهراء وبعدها زينب -ع-؛
وهاهي تسير بنفس الخطى أم البنين فاعتلت الصرح وأصبحت مملكة يقف عند بابها كل العظماء ؛
لأنها عرفت الله حق معرفته ولأنها عرفت الحق مع إمام زمانها الحسين ؛ فأصبحت خالدة في القلوب ...
منقووووووووووول