بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين واللعن الدائم على أعداءهم أجمعين الى قيام يمو الدين ما أشبه صلح الأمام الحسن {عليه السلام}بغيبة الأمام المهدي {عجل الله تعالى فرجه الشريف}التي طالت تلك الغيبة الا لغدر الناس وعدم التزامهم بأمامهم وعدم التفافهم حول امامهم الحق وأذعانهم للظالمين ومؤامراتهم ومخططاتهم مما يؤخر ظهوره المبارك فكذلك كان صلح الأمام الحسن {عليه السلام} لولا ان الناس قد خانت امام زمانها ولم تعرفه المعرفة الحقيقية وهي التي غيبته عن الساحة لما حصل هذا الصلح أساسا ،مع ان مفهوم الصلح الغيبة هو تربية الناس فكريا وروحيا ونفسيا وتعبويا وتوعويا حتى قيام الأمام بالسيف لمقارعة الظلم والطغاة وهذا ما حصل بعد صلح الأمام الحسن {عليه السلام}حيث تربى أنصار الأمام الحسين {عليه السلام} روحيا وفكريا واستفاد من فترة الصلح حيث تمحصوا فيها جيدا من خلال تجميع الأفكار وتوحيد الرؤى والثبات على ملازمة الأمام الحسن {عليه السلام} رغم كل التهديدات والتعذيب والمطاردة والتشريد والتصفية الجسدية من قبل سلطات معاوية للمخلصين لللأمام وهذا عين ما يجري الأن للمنتظرين في زمن الغيبة حيث انهم يتعرضون لصنوف البلاء من الظلم والتشريد والتصفية من قبل الظالمين ويواجهون تكذيب الفرق الضالة بالمهدي {عج}ونفي وجوده ولكن هذا لا يمنع المنتظرين من ان يزدادوا ثباتا على الألتزام بولاية امامهم الموعود {عجل الله تعالى فرجه الشريف } وان حجبته عنا ذنوبنا الا ان تلك الشمس التي خلف السحاب ستشرق علينا ان أخذنا العبرة من صلح الأمام الحسن وعاشوراء الأمام الحسين {عليهما السلام}فهما صنوان لأن ذلك الصلح يعلمنا في زمن الغيبة كيف نهادن العدو ومتى ؟؟ويعلمنا كيف نقرأ الظروف الموضوعية لللآمة والخيانات التي يتعرض لها الرساليون في زمن الغيبة ثم ان صلح الأمام الحسن {عليه السلام} بالذات يؤسس جملة من القواعد لابد للأمة عموما والعاملين خصوصا الاستفادة منها للواقع السياسي وكذلك أن الأمام المعصوم رغم حظوره ووجوده فان النصر والتغيّر لم يحصل بمعجزة والصراع لم تحسمه الملائكة وأنما (قوانين التأريخ )وسنن الله في الكون هي التي تحرك المسيرة ،نعم ان الله ينصر من ينصره ولكن مع عدم توفر شرائط النصر وعدم توفر مقومات الحرب لا مجال للنصر ولا امكانية للحرب ونتعلم أيضا كيف نتعاطى مع الظروف والخصم بواقعية ولكن في كنف الألتزام العالي بالمبادئ وهذا ما عناه الأمام الباقر {عليه السلام}: ((والله للذي صنعه الحسن بن علي{عليه السلام} كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه شمس ))نعم فلقد حمى هذا الصلح دين الأمة ورسالتها وقيمها من الأنقراض وكذلك لا مانع من حلول مرحلية عندما تعوزنا الأمكانات فلسنا دائما في مستوى تحقيق أهدافنا البعيدة ،فلا مانع اذا هادن المرء مؤقتا او صالح ولا بأس من تجرع مرارة التنازلات احيانا في سبيل حفظ الأهداف الكبيرة، ومن ثم لابد من التشخيص الدقيق لداء الأمة والمجتمع وفي ضوء ذلك نحدد هل الجهاد والثورة هي الحل ام السكون والهدوء،وكذلك هذا الصلح علّمنا لزمن الأنتظار ان نمتلك وعيا مستقبليا فلا ننفعل باللحظة التاريخية التي نعيشها ولا نترك الظروف الراهنة الشديدة تسقطنا بل لابد من النعتاق من ضغط الحاضر التي قد يفرض علينا تنازلات ، بالتحديق الواعي للمستقبل والتخطيط له ........
كما علينا وبما اننا في عاشوراء الحسين {عليه السلام} ان نعرف الخطوط الحمراء التي يجب ان نأخذها على الحاكم الظالم بثورة فكرية وروحية وعسكرية -ان لزم الأمر- حتى نقتلع جذور الظلم والفساد في الأمة ممهدين لليوم الأكبر الذي سيملأ به الأرض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا على يد الأمام المهدي {عجل الله تعالى فرجه الشريف}،سائلين المولى عز وجل ان يجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه أنه سميع مجيب
كما علينا وبما اننا في عاشوراء الحسين {عليه السلام} ان نعرف الخطوط الحمراء التي يجب ان نأخذها على الحاكم الظالم بثورة فكرية وروحية وعسكرية -ان لزم الأمر- حتى نقتلع جذور الظلم والفساد في الأمة ممهدين لليوم الأكبر الذي سيملأ به الأرض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا على يد الأمام المهدي {عجل الله تعالى فرجه الشريف}،سائلين المولى عز وجل ان يجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه أنه سميع مجيب
تعليق