بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا
الأسراء: 34
الجزء الثاني
خصائص اصحاب الحسين
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا
الأسراء: 34
الجزء الثاني
خصائص اصحاب الحسين
ان الحديث عن هذه النخبة هو حديث عن أفضل الأنصار رتبة وأسماهم مقاماً لا لأنهم قتلوا في سبيل الله تعالى بل لأنهم قتلوا في وقت زمني قل فيه الناصر وتهافت فيه الناس على الدنيا ، ولأنهم أي أنصار الأمام الحسين سلام الله عليه كانوا يعرفون نهايتهم القتل من أجل الحفاظ على الوفاء بالعهد . والناس عموماً تفر من الموت وهم رضي الله عليهم مُتمسكين بالموت .
ومن شدة حرصهم على الشهادة يوصي بعضهم بعضا بإمامهم عليه السلام يتمنون لو أن لهم أكثر من جسد وروح لبذلوا ذلك في سبيل الدفاع عن إمام صادق اليقين وعن دين سفكت من أجله الدماء وبذلت المهج وسهرت العيون وتعبت الأجساد.
وهم حقاً رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه [1] ، وقد استشهد بها سيد الشهداء هذه الآية المباركة في اكثر من موقف
وعندما رأى أبا عبد الله سلام الله عليه هذا الحرص والوفاء من اصحابه قال: (والله ما رأيت أصحابا كأصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي) يستأنسون بالموت ...
وتتمثل في شخصية هذه النخبة الشهامة والعلو والرفعة والسمو، ونفوس طاهرة وأجساد مطهرة وقلوب خاشعة وعيون دامعة، وضمائر حية وأفكار سليمة وإيمان قوي وثبات دائم وعزيمة قوية وفروسية وصدق وإخلاص ووفاء وإيثار وسخاء ومولاة وبراءة ، وبصر وبصيرة، وتواضع وشرف وزهد وعبادة، فهم السابقون السابقون .
وقال الإمام محمد بن علي الباقر سلام الله عليه بقوله: (اللهم ثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام).[2]
وكان معسكرهم كمعسكر أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه كما وصفهم عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه كمعسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا نسمع فيه إلا تاليا للقرآن الكريم او متهجدا يصلي لله ما بين قائم وراكع ، هكذا كان معسكر الحسين صلوات الله وسلامه عليه .
وانقل لكم بعض ما قالوا وأفصحوا عن وفائهم لإمام زمانهم الحسين سلام الله عليه:
- قال سعيد بن عبد الله الحنفي: لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك، والله! لو علمت أني أقتل، ثم أحيا، ثم أحرق، ثم أذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.[3]
- وقال زهير بن القين قائلا: والله! لوددت أني قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت حتى أقتل على هذه ألف مرة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك.[4]
- فأما الحسين عليه السلام ألتفتَ إلى بني عقيل قائلا: " حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم ".
فقالوا: فماذا يقول الناس لنا، وماذا نقول لهم؟ إنا تركنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وإمامنا وابن بنت نبينا، لم نرم معه بسهم، ولم نطعن معه برمح، ولم نضرب معه بسيف، لا والله يا بن رسول الله لا نفارقك أبدا، ولكنا نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك، ونرد موردك، فقبح الله العيش بعدك.[5]
اللهم اجعلنا وإياكم من الوافين بعهدهم مع امام زماننا الحجة بن الحسن صلوات الله وسلامه عليه .
الاجر والثواب لكل من ارشدنا وزودنا بالمصادرومؤلفيها.
نسـألكم الدعــــاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
[1] الاحزاب: 23 .
[2] زيارة عاشورا: ذكر السجدة بعد الزيارة .
[3] أنصار الحسين عليه السلام الثورة والثوار، السيد محمد علي الحلو: ص50 ــ 51.
[4] نفس المصدر.
[5] نفس المصدر.
تعليق