بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع من اكبر القضايا التي تختلف فيها مدرسة اتباع أهل البيت (عليهم السلام) عن المدراس الأخرى هي مسالة عدالة جميع الصحابة ؟
فمدرسة اهل البيت عليهم السلام تتبنى قاعدة الجرح والتعديل على جميع الصحابة فمن كان مؤمنا بالله ورسوله ولم ينحرف في عقيدته بعد موت رسول الله (صلى الله عليه واله ) وبقى على عهده مع الله ورسوله فهو صحابي مرضي, ومن ارتد كما يقول البخاري او خالف الله ورسوله وزاغ عن الحق فهو ليس بمرضي لا عند الله ولا عند الرسول و لاعند أهل البيت ولا عندنا.
ولكن علماء اهل السنة يتبنون خلاف هذه العقيدة ويقولون ان كل من رأى رسول الله وسمع حديثة فهو صحابي عادل ومرضي ؟
بدليل مايقوله البخاري واحمد ابن حنبل
قال البخاري في صحيحه : ومن صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.
وقال أحمد بن حنبل : أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) كل من صحبه شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه.
طبعا ولا فرق بين الرجال والنساء في ذلك ,فكل امرأة رأت النبي وسمعت حديثه فهي صحابية ؟
ولكن عند مراجعة كتب علماء السنة أمثال البخاري ومسلم واحمد بن حنبل الذين قننوا تلك القواعد المتقدمة في عدالة جميع الصحابة بزعم (ان كل من رأى وسمع رسول الله فهو صحابي ) فنجد هناك تناقض واضح في نفس مروياتهم التي أوردوها في كتبهم ونفس الوقت ان الروايات تبطل وتفند ما يعتقدونه من عدالة جميع الصحابة بدليل :
ما يرويه مسلم في صحيحة
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْعِيدِ ، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ ، ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلَالٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ ، فَقَالَ : " تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ " ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ ، فَقَالَتْ : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " ، قَالَ : فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ ، يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 885
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وروى البخاري
- خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى ، أو فِطرٍ ، إلى المصلَّى ، فمر على النساءِ ، فقال : يا معشرَ النِّساءِ تصَدَّقنَ فإني أُريتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ . فقُلْن : وبم يا رسولَ اللهِ ؟ قال :تُكثِرنَ اللَّعنَ ، وتَكفُرنَ العَشيرَ ، ما رأيتُ مِن ناقِصاتِ عَقلٍ ودينٍ أذهبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ مِن إحداكُنَّ. قُلن : وما نُقصانُ دينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أليس شَهادةُ المَرأةِ مثل نِصفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ . قُلن : بلى ، قال : فذلك من نقصانِ عَقلِها , أليس إذا حاضَتِ لم تُصلِّ ولم تَصُم. قُلن : بلى ، قال : فذلك مِن نُقصانِ دينها .
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 304
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وروى احمد بن حنبل في مسنده
تصدقْن يا معشرَ النساءِ فإنكنَّ أكثرَ أهلِ جهنمَ يومَ القيامةِ . فقامت امرأةٌ ليست من عليةِ النساءِ فقالت : يا رسولَ اللهِ لِمَ نحن أكثرُ أهلِ جهنمَ ؟ قال : لأنَّكنَّ تُكثرْن اللعنَ وتَكفُرْن العشيرَ
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/48
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
أقول: الروايات واضحة وصريحة وهي تنقل كلام رسول الله مخاطباً النساء امام عينه
وهؤلاء النسوة ممن رأين رسول الله وسمعن حديثة وهو يقول لهن أكثركنّ في النار ؟
والكلام موجه لهنّ بالذات ؟ فكيف يدعون بان كل من رأى رسول الله وسمع حديثة فهو صحابي عادل والحال ان رسول الله يقول اكثر النساء في وقته في النار ؟؟؟.
تعليق