بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
لماذا لا نبقى هكذا ؟ ؟ ؟ ! ! !
لا يخفى على كل من اطلع على المسيرة المليونية وهو يرى بانها قد فاقت كل التصورات والحسابات في كل شيء، ونحن هنا لا نريد ان نتطرق الى ذلك، ولكن نريد ان نسلط الضوء على مسالة واحدة وهي بتصوري القاصر في غاية الأهمية ويمكن ان يسير المؤمنون عليها وتكون لهم قاعدة لينطلقوا منها ليلحقوا بركب الامام الحسين عليه السلام..
وهذه المسالة هي مسالة التسامي في الاخلاق، فنرى ان الكل قد ارتدى لباس التقوى والايمان وتخلّق باخلاق اهل البيت عليهم السلام، من بذل وعطاء وتذلّل وتسامح وو.. فالمؤمن يعيش في هذه الأيام المباركة حالة نفسية راقية ومتفانية حتى تصل الى أعلى الدرجات، فالكل ذائب في حبّ الامام الحسين عليه السلام، والكل يحاول بشتى الأساليب ليرضي إمامه، خدمات يقدمها المؤمنون الى حد لا يوصف ولا يوجد لها نظير في كل أرجاء البسيطة في محاولة كل منهم ليلفت نظر إمامه لعلّه يسجّله من ضمن أسماء خدمته، ليكون بحق مصداقاً للحديث الشريف لمولانا الامام الصادق عليه السلام بقوله ((ان تكونوا لنا دعاة صامتين فقالوا يابن رسول الله وكيف ندعو اليكم ونحن صموت؟ قال تعملون بما امرناكم به من العمل بطاعة الله وتتناهون عن معاصي الله وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الامانة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولا يطلع الناس منكم الا على خير فإذا راوا ما أنتم عليه علموا أفضل ما عندنا فتسارعوا إليه))..
فيكون المؤمن بحق زيناً لهم كما طلبوا عليهم السلام..
هذا كلّه منظور للقاصي والداني لكلّ من اطّلع على واقع هذه الأيام المباركة بالمسير الى كعبة العشق الامام الحسين عليه السلام..
وهذا ما يريده الامام بحق من مواليه ومحبيه..
ولكن مما يؤسف له انّ الكثير ممّن لبس هذه الأخلاق السامية والخدمة الجليلة سرعان ما ينزع ذلك اللباس ويعود الى لباسه القديم من حيث الأخلاق والتعامل سواء في البيت أم في العمل والشارع..
فلماذا لا تستمر تلك الروحانية ويبقى المؤمن لابساً ذلك اللباس الذي تفوح منه رائحة العطر الولائي الخالص فتكون كلّ أيامه حسينية ولائية ويكون زيناً دائماً لمواليه عليهم السلام لا لفترة معينة فقط..
ولماذا لا تبقى تلك الحرارة متّقدة في قلب المؤمن الى ما بعد الزيارة بل طيلة حياته لتنير له الطريق، وهو يعرف انّ عمره سرعان ما ينتهي ولا يبقى له إلاّ ما خلّده من ذكر وأخلاق وحبّ لأئمته عليهم السلام..
فلتكن هذه المناسبة إنطلاقاً حقيقياً نحو التكامل الأخلاقي والتنزّه عمّا لا يرضاه الامام الحسين عليه السلام الذي من أجله تسابقت القلوب قبل الأجساد لنيل حبّه ورضاه، ليكون هذا الحبّ جوازاً على الصراط ومدخلاً الى جنان الله تبارك وتعالى التي أعدّها للمتّقين..
فهنيئاً لمن كانت نيته على هذا الأمر وحارب شيطانه ونفسه الأمّارة ليصل الى ما حارب الامام عليه السلام وهو الإصلاح ونشر المعروف والقضاء على كلّ منكر لا يرضاه الله تبارك وتعالى..
تعليق