موكب الأطفال العمالقة
ـــــــــــــــــــــــ
في قرية تترامى أطرافها على نهر الفرات.. يخترقها طريق يسلكه الزائرون الزاحفون مشياً نحو كربلاء في الزيارة الأربعينية .. نقل لي صديق يسكن تلك المنطقة قصة .. قال فيها :
" في موسم من مواسم الزيارة الأربعينية (زادها الله شرفاً)، وكان قد أقترب يومها واكتظ الطريق بسيل المؤمنين المتجهين إلى زيارة أبي عبد الله (عليه السلام).. فوجئت بأطفالي مع جمع آخر من أقرانهم من أطفال المنطقة وهم في أعمار متقاربة لا يتجاوز أكبرهم العشر سنوات و قد أقاموا موكباً مصغرا لخدمة الزائرين! وإذا بهم يقدمون الماء والعصير و المعجنات بحماس وتلهف لا نظير لهما.. لقد وقفت مذهولاً أمام هذا المنظر الذي يبعث على الفخر والإعجاب ، اقتربت منهم ..رآني ولدي الأكبر فقال لي وهو يبتسم: (بابا..بابا ! إحنا هم نخدم الحسين مثل مواكب الكبار).. لم أكن أعرف كيف تمكن الأطفال بالقيام بهذا العمل ،وفي وسط دهشتي لم أتردد في أن أسألهم عن مصدر الأموال التي أقاموا بها موكبهم وكيف أشتروا ما يقدموه من مأكولات للزائرين،وإذا بجواب لم يخطر على ذهني: قال ولدي لقد اتفقت مع أصدقائي على الذهاب إلى المدرسة مشياً على الأقدام (المدرسة تبعد نحو ستة كيلو متر) قمنا بذلك عدة أيام ووفرنا أجور النقل التي نأخذها منكم وجمعنا مبلغاً جيدا مكننا في أن نقوم بما تراه.. لم تحملني قدماي من الفرحة العارمة التي ملأت كل كياني وهزت كل مشاعري.. احتضنت هؤلاء الأطفال الكبار، لم استطع حبس دموعي وأنا أهتف من أعماق قلبي :
لبيك يا حسين !
ـــــــــــــــــــــــ
في قرية تترامى أطرافها على نهر الفرات.. يخترقها طريق يسلكه الزائرون الزاحفون مشياً نحو كربلاء في الزيارة الأربعينية .. نقل لي صديق يسكن تلك المنطقة قصة .. قال فيها :
" في موسم من مواسم الزيارة الأربعينية (زادها الله شرفاً)، وكان قد أقترب يومها واكتظ الطريق بسيل المؤمنين المتجهين إلى زيارة أبي عبد الله (عليه السلام).. فوجئت بأطفالي مع جمع آخر من أقرانهم من أطفال المنطقة وهم في أعمار متقاربة لا يتجاوز أكبرهم العشر سنوات و قد أقاموا موكباً مصغرا لخدمة الزائرين! وإذا بهم يقدمون الماء والعصير و المعجنات بحماس وتلهف لا نظير لهما.. لقد وقفت مذهولاً أمام هذا المنظر الذي يبعث على الفخر والإعجاب ، اقتربت منهم ..رآني ولدي الأكبر فقال لي وهو يبتسم: (بابا..بابا ! إحنا هم نخدم الحسين مثل مواكب الكبار).. لم أكن أعرف كيف تمكن الأطفال بالقيام بهذا العمل ،وفي وسط دهشتي لم أتردد في أن أسألهم عن مصدر الأموال التي أقاموا بها موكبهم وكيف أشتروا ما يقدموه من مأكولات للزائرين،وإذا بجواب لم يخطر على ذهني: قال ولدي لقد اتفقت مع أصدقائي على الذهاب إلى المدرسة مشياً على الأقدام (المدرسة تبعد نحو ستة كيلو متر) قمنا بذلك عدة أيام ووفرنا أجور النقل التي نأخذها منكم وجمعنا مبلغاً جيدا مكننا في أن نقوم بما تراه.. لم تحملني قدماي من الفرحة العارمة التي ملأت كل كياني وهزت كل مشاعري.. احتضنت هؤلاء الأطفال الكبار، لم استطع حبس دموعي وأنا أهتف من أعماق قلبي :
لبيك يا حسين !
تعليق