شخصية بارزة في الكوفة، وكان كبير السن، عثماني الاتجاه، اي انه اعتقد بمظلوميته وتبنى نصرته وترويج فكره، ومن قرأ التاريخ عرف لهذا الرجل مكانة سامية، وزعامة كبيرة، وبصيرة بالحرب، وبطولة قل نظيرها، وانه من ابطال الفتوحات الاسلامية.
و لما احس الامام الحسين(عليه السلام) بالخطر في وجوده في مكة قرر الخروج منها، وعند رجوعه من مكة متوجها الى الكوفة في موكب مهيب كان كان هناك موكب يسير بزعامة زهير بن القين مجانبين للحسين(عليه السلام) يكرهون مسايرته والنزول معه.
وعن بعض الفزارين قال : كنا مع زهير بن القين البجلي، اقبلنا من مكة نساير الحسين(عليه السلام)، فلم يكن شيء ابغض الينا من ان نسايره في منزل، فإذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، واذا نزل الحسين(عليه السلام)تقدم زهير، حتى نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بدا من ان ننازله فيه، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب آخر، فبينما نحن جلوس نتغدى من طعام لنا اذ اقبل رسول الحسين(عليه السلام) حتى سلم ثم دخل، فقال: يا زهير بن القين ان ابا عبد الله الحسين بن علي بعثني اليك لتأتيه.
قال: فطرح كل انسان ما في يده حتى كأننا على رؤوسنا الطير .
قال ابو مخنف: حدثتني دلهم بنت عمرو_ إمرأة زهير بن القين_قالت: فقلت له يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه؟!سبحان الله لو اتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت.
قالت : فأتاه زهير بن القين , فما لبث ان جاء مستبشرا , قد اسفر وجهه , فامر بفسطاطه وثقله ومتاعه وانضم الى الحسين ثم قال : انت طالق , الحقي باهلك , فاني لا احب ان يصبك بسببي الا خيرا , وخلد التاريخ دلهم بنت عمرو لموقفها المشرف في نصرة الحق , والتضحية لا علاء كلمة الله سبحانه وتعالى باعز ما تملك .
ثم قال زهير لاصحابه : من احب منكم ان يتبعني والا فانه اخر العهد . اني ساحدثكم حديثا : غزونا بلنجر ففتح الله علينا , واصبنا غنائم فقال لنا سلمان الباهلي : افرحتم بما فتح الله عليكم واصبتم من المغانم ؟ فقلنا : نعم . فقال لنا: اذا ادركتم شباب ال محمد فكونوا اشد فرحا بقتالكم معهم بما اصبتم من الغنائم . فاما انا فاني استودعكم الله . فالتحق بركب الحق واهله وواصل طريقه معهم الى كربلاء, وفي ليلة العاشر من المحرم حينما خطب الامام في اصحابه وجعلهم في حل من بيعته انبرى اصحابه الكرام وعبروا عن مشاعرهم تجاه امامهم وطريقهم الذي اختاروه وبينوا اصرارهم وثباتهم على ذلك ومنهم زهير بن القين (رحمة الله عليه) الذي قام فقال : والله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا الف مرة وان الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن انفس هؤلاء الفتيان من اهل بيتك .
حواره (عليه السلام) مع الاعداء :
عندما حل يوم التاسع من شهر محرم الحرام دارت مفاوضات بين اصحاب الامام (عليه السلام)وبين عمر بن سعد وبعض قادة جيشه , وكان من ضمن ما دار بين زهير وبين عزرة بن قيس واذ تطاول عزرة على حبيب بن مظاهر قائلا له , انك لتزكي نفسك يا حبيب , فرده زهير : ان الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة فاني لك من الناصحين , قال عزرة : يا زهير ما كنت عندنا من شيعة اهل البيت . قال زهير : كنت عائدا من الحج فجمعني واياه الطريق فذكرت به رسول الله (صلى الله عليه وآله) و رأيت ان انصره واجعل نفسي دون نفسه .
خطبته يوم العاشر:
بعد ان من الله سبحانه وتعالى عليه بالهداية ووفقه للسير على النهج القويم , وبعد ان احس بعظمة هذه النعمة عليه , لم ياخذه الغرور والعجب انما رأى من واجبه الديني والانساني ان يدعو الاخرين الى جانب الحق , واحب ان تعم هذه الرحمة لهؤلاء القوم الذين اجتمعوا على قتال سيد شباب اهل الجنة , لعلهم يرجعون عن غيهم وضلالتهم , ويصلحون شان دنياهم وآخرتهم ,فقرر ان يسدي اليهم النصيحة معبرا عن صميم وجدانه وحبه لاخيه الانسان المسلم الذي ربما قد اختلطت عليه المفاهيم واشتبهت حوله الامور حتى صار لايميز الحق من الباطل , او ان هناك غشاوة غطت بصيرته فاصبح من الذين لهم قلوب لا يعقلون بها , فلوجود هذه الاحتمالات في دواخل اولئك الذين جاءوا لحرب حجة الله وخليفته في ارصه ,تحتم على من كانوا في معسكر الحق ان ينصحوهم ويرشدوهم ليزيلوا تلك الغشاوة عن قلوبهم وبصائرهم , لتكون الحقائق امامهم جلية وواضحة كوضوح الشمس , فهذا الدور قد قام به الشهيد البطل زهير بن القين شعورا منه بهذه المسؤولية العظيمة حينما وقف ينصحهم ويحاججهم بقوة المنطق قبل ان يواجهوه بمنطق القوة , وحينما دنا من القوم وتقدم نحوهم على فرس ذنوب وهو شاكي السلاح فقال : يا اهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار , ان حقا على المسلم نصيحة اخيه المسلم , ونحن حتى الان اخوة على دين واحد , وملة واحدة مالم يقع بيننا وبينكم السيف , وانتم للنصيحة منا اهل , فاذا وقع السيف انقطعت العصمة , وكنا امة وانتم امة , ان الله ابتلانا واياكم بذرية نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) لينظر ما نحن وانتم عاملون . ان ندعوكم الى نصرهم وخذلان الطاغية يزيد وعبيد الله بن زياد , فانكم لا تدركون منهما الا سوء سلطانهما ليسملان اعينكم , ويقطعان ايديكم وارجلكم , ويمثلان بكم , ويرفعانكم على جذوع النخل , ويقتلان اماثلكم وقراءكم , امثال حجر بن عدي واصحابه , وهاني بن عروة واشباهه .
خروجه الى المعركة و استشهاده:
خرج بعدها _ بعدما دار النقاش بينه وبينهم_ فوضع يده على منكب الحسين(عليه السلام) وقال مستأذنا:
اقدم هديت هاديا مهديا فاليوم القى جدك النبيا
وحسنا والمرتضى عليا واسد الله الشهيد الحيا
و لما احس الامام الحسين(عليه السلام) بالخطر في وجوده في مكة قرر الخروج منها، وعند رجوعه من مكة متوجها الى الكوفة في موكب مهيب كان كان هناك موكب يسير بزعامة زهير بن القين مجانبين للحسين(عليه السلام) يكرهون مسايرته والنزول معه.
وعن بعض الفزارين قال : كنا مع زهير بن القين البجلي، اقبلنا من مكة نساير الحسين(عليه السلام)، فلم يكن شيء ابغض الينا من ان نسايره في منزل، فإذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، واذا نزل الحسين(عليه السلام)تقدم زهير، حتى نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بدا من ان ننازله فيه، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب آخر، فبينما نحن جلوس نتغدى من طعام لنا اذ اقبل رسول الحسين(عليه السلام) حتى سلم ثم دخل، فقال: يا زهير بن القين ان ابا عبد الله الحسين بن علي بعثني اليك لتأتيه.
قال: فطرح كل انسان ما في يده حتى كأننا على رؤوسنا الطير .
قال ابو مخنف: حدثتني دلهم بنت عمرو_ إمرأة زهير بن القين_قالت: فقلت له يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه؟!سبحان الله لو اتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت.
قالت : فأتاه زهير بن القين , فما لبث ان جاء مستبشرا , قد اسفر وجهه , فامر بفسطاطه وثقله ومتاعه وانضم الى الحسين ثم قال : انت طالق , الحقي باهلك , فاني لا احب ان يصبك بسببي الا خيرا , وخلد التاريخ دلهم بنت عمرو لموقفها المشرف في نصرة الحق , والتضحية لا علاء كلمة الله سبحانه وتعالى باعز ما تملك .
ثم قال زهير لاصحابه : من احب منكم ان يتبعني والا فانه اخر العهد . اني ساحدثكم حديثا : غزونا بلنجر ففتح الله علينا , واصبنا غنائم فقال لنا سلمان الباهلي : افرحتم بما فتح الله عليكم واصبتم من المغانم ؟ فقلنا : نعم . فقال لنا: اذا ادركتم شباب ال محمد فكونوا اشد فرحا بقتالكم معهم بما اصبتم من الغنائم . فاما انا فاني استودعكم الله . فالتحق بركب الحق واهله وواصل طريقه معهم الى كربلاء, وفي ليلة العاشر من المحرم حينما خطب الامام في اصحابه وجعلهم في حل من بيعته انبرى اصحابه الكرام وعبروا عن مشاعرهم تجاه امامهم وطريقهم الذي اختاروه وبينوا اصرارهم وثباتهم على ذلك ومنهم زهير بن القين (رحمة الله عليه) الذي قام فقال : والله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا الف مرة وان الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن انفس هؤلاء الفتيان من اهل بيتك .
حواره (عليه السلام) مع الاعداء :
عندما حل يوم التاسع من شهر محرم الحرام دارت مفاوضات بين اصحاب الامام (عليه السلام)وبين عمر بن سعد وبعض قادة جيشه , وكان من ضمن ما دار بين زهير وبين عزرة بن قيس واذ تطاول عزرة على حبيب بن مظاهر قائلا له , انك لتزكي نفسك يا حبيب , فرده زهير : ان الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة فاني لك من الناصحين , قال عزرة : يا زهير ما كنت عندنا من شيعة اهل البيت . قال زهير : كنت عائدا من الحج فجمعني واياه الطريق فذكرت به رسول الله (صلى الله عليه وآله) و رأيت ان انصره واجعل نفسي دون نفسه .
خطبته يوم العاشر:
بعد ان من الله سبحانه وتعالى عليه بالهداية ووفقه للسير على النهج القويم , وبعد ان احس بعظمة هذه النعمة عليه , لم ياخذه الغرور والعجب انما رأى من واجبه الديني والانساني ان يدعو الاخرين الى جانب الحق , واحب ان تعم هذه الرحمة لهؤلاء القوم الذين اجتمعوا على قتال سيد شباب اهل الجنة , لعلهم يرجعون عن غيهم وضلالتهم , ويصلحون شان دنياهم وآخرتهم ,فقرر ان يسدي اليهم النصيحة معبرا عن صميم وجدانه وحبه لاخيه الانسان المسلم الذي ربما قد اختلطت عليه المفاهيم واشتبهت حوله الامور حتى صار لايميز الحق من الباطل , او ان هناك غشاوة غطت بصيرته فاصبح من الذين لهم قلوب لا يعقلون بها , فلوجود هذه الاحتمالات في دواخل اولئك الذين جاءوا لحرب حجة الله وخليفته في ارصه ,تحتم على من كانوا في معسكر الحق ان ينصحوهم ويرشدوهم ليزيلوا تلك الغشاوة عن قلوبهم وبصائرهم , لتكون الحقائق امامهم جلية وواضحة كوضوح الشمس , فهذا الدور قد قام به الشهيد البطل زهير بن القين شعورا منه بهذه المسؤولية العظيمة حينما وقف ينصحهم ويحاججهم بقوة المنطق قبل ان يواجهوه بمنطق القوة , وحينما دنا من القوم وتقدم نحوهم على فرس ذنوب وهو شاكي السلاح فقال : يا اهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار , ان حقا على المسلم نصيحة اخيه المسلم , ونحن حتى الان اخوة على دين واحد , وملة واحدة مالم يقع بيننا وبينكم السيف , وانتم للنصيحة منا اهل , فاذا وقع السيف انقطعت العصمة , وكنا امة وانتم امة , ان الله ابتلانا واياكم بذرية نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) لينظر ما نحن وانتم عاملون . ان ندعوكم الى نصرهم وخذلان الطاغية يزيد وعبيد الله بن زياد , فانكم لا تدركون منهما الا سوء سلطانهما ليسملان اعينكم , ويقطعان ايديكم وارجلكم , ويمثلان بكم , ويرفعانكم على جذوع النخل , ويقتلان اماثلكم وقراءكم , امثال حجر بن عدي واصحابه , وهاني بن عروة واشباهه .
خروجه الى المعركة و استشهاده:
خرج بعدها _ بعدما دار النقاش بينه وبينهم_ فوضع يده على منكب الحسين(عليه السلام) وقال مستأذنا:
اقدم هديت هاديا مهديا فاليوم القى جدك النبيا
وحسنا والمرتضى عليا واسد الله الشهيد الحيا
تعليق