بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
واقعاً هناك اسرار كثيرة في كلمات اهل البيت ونفس كلامهم (عليهم السلام) دستور لسعادة الانسان في الدنيا والاخرة بشرط التمسك والعمل به .
ومن بين ماتكلموا به هذه الجملة (وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين) من زيارة عاشوراء
فتعالوا نسلط الضوء على هذه العبارة من زيارة عاشوراء إن عبارة(قدم صدق) في زيارة عاشوراء هي كنظيراتها التي وردت في القرآن الكريم وال ·دعية والزيارات، ومنها قوله تعالى :"وجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاًً". ومعنى القدم هنا هو ال ¹قدام، فال ¹نسان عندما يقدم على أي عمل يقوم عادة بتحريك قدميه ورفعهما أولاً. وهذه الفقرة من زيارة عاشوراء تشير إلى أن بعض ال ·قدام هي أقدام كذب، وإن ادّعى أصحابها بأنها في سبيل الامام الحسين (ععليه السلام).
لقد خرج مع الامام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء الكثير، ولكن لم يبقَ معه إلى يوم العاشر من المحرم ليضحّي بنفسه في سبيل نصرة الإمام إلاّ قليل كزهير بن القين (رضوان الله تعالى عليه). وقد كان عمل زهير هذا مصداقاً لـ(قدم صدق)، وكان عمل الذين تركوا الامام الحسين (عليه السلام )مصداقاً لـ(قدم كذب)، لانه لو كانت أقدامهم أقدام صدق لبقوا مع الامام الحسين (عليه السلام ) ونصروه، لينالوا بذلك السعادة الا بدية. لقد قام بعض الأشخاص على مرّ التاريخ وفي سبيل الامام الحسين (عليه السلام ) بأعمال كانت بالظاهر حسنة، ورغّبوا الاخرين، وشجّعوهم على إحياء الشعائر الحسينية ونشرها وتوسيعها، بل بعضهم شارك في مراسم العزاء، لكنهم بعد فترة غيّروا طريقتهم، وراحوا يعترضون على الشعائر الحسينية ويحاربونها ويعرقلونها، و من المناسب أن نقيّم أعمالنا ونرى ما لمجالس العزاء والحزن على مصاب أهل البيت (عليهم السلام ) من ثواب من خلال ما ورد في ذلك عن الإمام المعصوم (عليه السلام )، ففي رواية عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "نَفَسُ المَهموم لِظُلْمِنا تَسْبيحٌ، وَهَمّهُ لَنا عِبادَة".وإنّكم تحملون في داخلكم همّاً عظيماً بسبب ما لحق الإمام الحسين (عليه السلام ) من ظلم وإجحاف، إذن أنفاسكم كلها تسبيح، تسجّلها الملائكة لكم في صحيفة أعمالكم، ففي كل نفس يكتب لكم قول سبحان الله. كما إن حزنكم عبادة لكم، وبالإضافة لهذين الثوابين هناك ثواب عظيم آخر لكم هو خدمتكم في هذا الطريق. لذا، فمن يتحمّل مشاقَّ وأعباءً أكثر، ويضع راحته وسهره في خدمة الإمام الحسين (عليه السلام )، بطبيعة الحال له أجرٌ أعظم، فالله تعالى قد أكرم الإمام الحسين (عليه السلام ) بقائمة طويلة من الامتيازات، وعلى هذا الأساس، أولئك الذين يتحمّلون قسطاً أكبر من الشدائد والصعاب سيغبطهم غيرهم، ويتحسرون على ما سبقوهم إليه. وفي الحقيقة، إنّ مثل الآخرة كمثل أسواق الدنيا، من يعمل ويكدّ أكثر، يكون ربحه في نهاية الموسم أكبر، ومن كان عمله أقلّ كان ربحه - بطبيعة الحال - أقلّ من غيره، مع فارق واحد وهو أنّ كلّ ما يجمعه الإنسان في سوق الدنيا قلّ أو كثر هو سراب، بينما خدمته لسيد الشهداء (عليه السلام ) هي الثروة الحقيقية، وهو ما يتجمّع له من الذخر الذي يستطيع الإنسان أن يأخذ معه لآخرته، بينما لا يستطيع المرء أن يشتري بأموال الدنيا الزائلة حتى حسنة واحدة. يقول سيّد الشهداء (عليه السلام ) مخاطباً أصحابه:"الدُّنْيا حُلْوُها وَمُرُّها حُلم". فأحياناً يرى الإنسان أحلاماً سعيدة، لكن ما إن يصحو من نومه حتى يتحسّر على كونها مجرّد أحلام، وكذلك الحال حينما يرى كابوساً، يسعد لكونه كان كابوساً لا حقيقة، وبالنسبة لنا عندما ننتقل إلى الآخرة سنرى بأنّ الدنيا لم تكن إلا حلماً وانتهى، لكن الخدمات التي قدّمناها على طريق محبة الإمام الحسين (عليه السلام ) باقية، وكلما كانت هذه الخدمات أكبر كانت فرحتنا أعظم. لذلك على كل فرد حسب قدرته وطاقاته أن يخطو ويقدّم الخدمة، ومن كان ذا مال كثير فعليه أن يقدم أكثر من الاخرين.
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
واقعاً هناك اسرار كثيرة في كلمات اهل البيت ونفس كلامهم (عليهم السلام) دستور لسعادة الانسان في الدنيا والاخرة بشرط التمسك والعمل به .
ومن بين ماتكلموا به هذه الجملة (وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين) من زيارة عاشوراء
فتعالوا نسلط الضوء على هذه العبارة من زيارة عاشوراء إن عبارة(قدم صدق) في زيارة عاشوراء هي كنظيراتها التي وردت في القرآن الكريم وال ·دعية والزيارات، ومنها قوله تعالى :"وجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاًً". ومعنى القدم هنا هو ال ¹قدام، فال ¹نسان عندما يقدم على أي عمل يقوم عادة بتحريك قدميه ورفعهما أولاً. وهذه الفقرة من زيارة عاشوراء تشير إلى أن بعض ال ·قدام هي أقدام كذب، وإن ادّعى أصحابها بأنها في سبيل الامام الحسين (ععليه السلام).
لقد خرج مع الامام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء الكثير، ولكن لم يبقَ معه إلى يوم العاشر من المحرم ليضحّي بنفسه في سبيل نصرة الإمام إلاّ قليل كزهير بن القين (رضوان الله تعالى عليه). وقد كان عمل زهير هذا مصداقاً لـ(قدم صدق)، وكان عمل الذين تركوا الامام الحسين (عليه السلام )مصداقاً لـ(قدم كذب)، لانه لو كانت أقدامهم أقدام صدق لبقوا مع الامام الحسين (عليه السلام ) ونصروه، لينالوا بذلك السعادة الا بدية. لقد قام بعض الأشخاص على مرّ التاريخ وفي سبيل الامام الحسين (عليه السلام ) بأعمال كانت بالظاهر حسنة، ورغّبوا الاخرين، وشجّعوهم على إحياء الشعائر الحسينية ونشرها وتوسيعها، بل بعضهم شارك في مراسم العزاء، لكنهم بعد فترة غيّروا طريقتهم، وراحوا يعترضون على الشعائر الحسينية ويحاربونها ويعرقلونها، و من المناسب أن نقيّم أعمالنا ونرى ما لمجالس العزاء والحزن على مصاب أهل البيت (عليهم السلام ) من ثواب من خلال ما ورد في ذلك عن الإمام المعصوم (عليه السلام )، ففي رواية عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "نَفَسُ المَهموم لِظُلْمِنا تَسْبيحٌ، وَهَمّهُ لَنا عِبادَة".وإنّكم تحملون في داخلكم همّاً عظيماً بسبب ما لحق الإمام الحسين (عليه السلام ) من ظلم وإجحاف، إذن أنفاسكم كلها تسبيح، تسجّلها الملائكة لكم في صحيفة أعمالكم، ففي كل نفس يكتب لكم قول سبحان الله. كما إن حزنكم عبادة لكم، وبالإضافة لهذين الثوابين هناك ثواب عظيم آخر لكم هو خدمتكم في هذا الطريق. لذا، فمن يتحمّل مشاقَّ وأعباءً أكثر، ويضع راحته وسهره في خدمة الإمام الحسين (عليه السلام )، بطبيعة الحال له أجرٌ أعظم، فالله تعالى قد أكرم الإمام الحسين (عليه السلام ) بقائمة طويلة من الامتيازات، وعلى هذا الأساس، أولئك الذين يتحمّلون قسطاً أكبر من الشدائد والصعاب سيغبطهم غيرهم، ويتحسرون على ما سبقوهم إليه. وفي الحقيقة، إنّ مثل الآخرة كمثل أسواق الدنيا، من يعمل ويكدّ أكثر، يكون ربحه في نهاية الموسم أكبر، ومن كان عمله أقلّ كان ربحه - بطبيعة الحال - أقلّ من غيره، مع فارق واحد وهو أنّ كلّ ما يجمعه الإنسان في سوق الدنيا قلّ أو كثر هو سراب، بينما خدمته لسيد الشهداء (عليه السلام ) هي الثروة الحقيقية، وهو ما يتجمّع له من الذخر الذي يستطيع الإنسان أن يأخذ معه لآخرته، بينما لا يستطيع المرء أن يشتري بأموال الدنيا الزائلة حتى حسنة واحدة. يقول سيّد الشهداء (عليه السلام ) مخاطباً أصحابه:"الدُّنْيا حُلْوُها وَمُرُّها حُلم". فأحياناً يرى الإنسان أحلاماً سعيدة، لكن ما إن يصحو من نومه حتى يتحسّر على كونها مجرّد أحلام، وكذلك الحال حينما يرى كابوساً، يسعد لكونه كان كابوساً لا حقيقة، وبالنسبة لنا عندما ننتقل إلى الآخرة سنرى بأنّ الدنيا لم تكن إلا حلماً وانتهى، لكن الخدمات التي قدّمناها على طريق محبة الإمام الحسين (عليه السلام ) باقية، وكلما كانت هذه الخدمات أكبر كانت فرحتنا أعظم. لذلك على كل فرد حسب قدرته وطاقاته أن يخطو ويقدّم الخدمة، ومن كان ذا مال كثير فعليه أن يقدم أكثر من الاخرين.
تعليق