إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خصائص جند الحسين عليه ‌السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خصائص جند الحسين عليه ‌السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن جذوة الحق والصمود التي أضاءها الإمام الحسين عليه‌السلام وأصحابه بدمائهم الزكية ، لم يخب نورها باستشهاده ، بل ازدادت ألقا واندفاعا على نحو يبهر الألباب ، لذلك أخذت قوى الإيمان في كل مكان وزمان تتزود من الوقود ـ المعرفي والسلوكي ـ لمحطة كربلاء من خلال دراسة متأنية لأحداثها ومواقف الناس وأدوارهم فيها.
    ونحن في هذه الفقرة نبحث عن الخصائص الأساسية ، التي جعلت من جيش الحسين عليه‌السلام الذين يقارب عددهم الخمسون إذا ما استثنينا الحسين عليه‌السلام وأهل بيته ، يقفون مع قائدهم بكل شجاعة وصمود ، ويواجهون جيشا يمتاز بالتفوق العددي الساحق ، فلم يتعجلوا النصر ، وما أبعده عن قوم يقاتلون في مثل ظروفهم ، وبمثل عددهم ، إنما كانوا يتعجلون الجنّة ، إذ لم يكن لديهم ريب في أنها المنتهى والمصير. أليست هذه الظاهرة النادرة تستحق البحث والنظر من قبل علماء الاجتماع أو من قبل علماء النفس؟
    ١ ـ عدالة القضية
    أدرك أصحاب الحسين عليه ‌السلام عدالة قضيته، وأنه حين خرج إلى الكوفة لم يكن طالبا لدنيا ولا جاه، وإنما كان مستجيبا لسلطان الإيمان الذي لا يعطى ولا يُغلب. لقد رأى القائد الحسين عليه‌ السلام وصحبه ( الجند ) أن الإسلام بكل قيمه الغالية وأمجاده العالية، يتعرض لمحنة قاسية يفرضها عليه بيت أبي سفيان، ورأى الحسين ويشاركه في هذه الرؤية جنده أن خطيئة الصمت والسكوت تجتاح السواد الأعظم من الناس رغبةً ورهبةً أحيانا. وقد وعى الأصحاب جيدا المستجدات ، لما امتازوا به من وضوح في الرؤية، فصمموا على اختيار الخيار الأصعب، المتمثل بالانضمام إلى جبهة الحسين.
    ٢ ـ الإيمان بالقيادة
    لابد لكل قضية عادلة من قيادة حقة، والايمان بالقضية العادلة يستدعي أيضا الايمان بالقيادة المخلصة القادرة على الوصول إلى الهدف بأفضل الطرق وأحسن الأساليب المشروعة، وتحريك ما همد من الطاقات وجمعها وتوظيفها لصالح القضية المنشودة.
    وقيادة الحسين الحقة، بما اكتسبته من قدسية وشرعية، وبما اتصفت به من عصمة وحكمة وبُعد نظر، وبما اتخذته من مواقف مبدئية حاسمة، ليس فيها مساومة ولا انصاف حلول، وقد استقطبت أنظار الناس فوجدوا فيها المنقذ والمخلِّص، ونتيجة لذلك التحقت بها ثلّة مؤمنة.
    ٣ ـ التضحية الغالية
    تعتبر التضحية من لوازم الإيمان سواءً بالقضية أو بالقيادة، فمن آمن بشيء ضحى من أجله، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الإسلام من خطر السقوط في وهدة الظلم والضلال، وكان الأنصار تبعا لرؤية قائدهم الحسين قد استشعروا الخطر المحدق بالأمة من جراء سيطرة يزيد الفاسق، الذي حَرَف الأمة عن مسارها الصحيح وحرَّف مبادءها الحقة ، وقوَّض دعائم مجدها، كانوا كقائدهم الحسين قد وطّنوا أنفسهم لتحمّل كل الضغوط، وكان بإمكانهم أن يستسلموا أو أن ينسحبوا تحت جنح الظلام، لكن إرادتهم كارادة قائدهم واحدة لا تتجزأ هي انقاذ الإسلام، يقول واشنطن ايروينغ، المؤرخ الامريكي الشهير: « كان بميسور الامام الحسين النجاة بنفسه عبر الاستسلام لارادة يزيد، إلاّ أنّ رسالة القائد الذي كان سببا لانبثاق الثورات في الاسلام لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد كخليفة، بل وطّن نفسه لتحمّل كل الضغوط والمآسي لاجل انقاذ الاسلام من مخالب بني اُميّة. وبقيت روح الحسين خالدة ، بينما سقط جسمه على رمضاء الحجاز ـ والصحيح هو كربلاء ـ اللاهبة ، أيها البطل ، ويا اُسوة الشجاعة ، ويا أيها الفارس يا حسين »
    [1].
    ٤ ـ الانضباط التام
    وهو الالتزام الصارم بأوامر وتوجيهات القيادة ، وينتج غالبا من قوة الشخصية ، والإيمان بالقضية ، يقول الجنرال كورتوا : « إن قوي الشخصية هو من حافظ على التفكير الواضح المنطقي رغم المتاعب، وبحث عن الحقيقة، وتمسك بها بكل اصرار مهما كلفه الأمر ، وثبت في المأزق بكل صبر ولو انسحب الجميع من حوله »
    [2].
    ونحن نجد أن هذه الصفات تنطبق بحذافيرها على جند الإمام ، الذين انقادوا ـ طواعيةً ـ لتوجيهات قائدهم الحسين عليه‌السلام وخضعوا له عن طيب قلب ، نتيجة لطغيان حالة من الغليان والحماس والعشق للشهادة


    [1] موسوعة عاشوراء : ٢٩١.

    [2] لمحات من فن القيادة / ج ـ كورتوا ، تعريب المقدم هيثم الايوبي ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ط٢.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X