بسم الله الرحمن الرحيم
( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) الأحقاف (9)
قال تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )آل عمران 31
التبعية من المعاني النسبية والتي لاتتحقق الا بوجود تابع ومتبوع فالتابع يتقمص ويقلد سلوك المتبوع قناعة ورضا بفكره وثقافته , فيصبح مصير التابع متعلِّقًا بحال المتبوع صلاحاً وفساداً.
ثقافة التبعية والإتباع من الثقافات التي تعتبر أساساً في نشأة المجتمعات حيث لا غنى لمجتمع عنها في إضفاء طابع شخصي على عاداته وميوله وإتجاهاتهه.
وهذة التبعية والإنقياد قد تكون في بعض حالاتها خطأ من الأخطاء الإجتماعية التي تسبب الكثير من الإنحرافات السلوكية والفكرية وحتى العقائدية .
فالمتبوع صنفان:
اما متبوع صالح كالانبياء وأئمة الهدى صلوات الله عليهم , حيث دعوا اتباعهم الى الحق فنجوا جميعاً .
او ان يكون المتبوع طالحاً وفاسداً كالفراعنة وأئمة الضلالة الذين يدعون اتباعهم الى الباطل فهلكوا جميعا .
أن الخطأ في التبعية والانقياد لايختص بالمتبوع فقط , بل هو مشترك بينهما كلٌ من حيثيته وجهته فخطأ المتبوع واضح بالدعوة الى الباطل , أما خطأ التابع فهو الإقدام على إتباع الباطل بإرادة وإختيار , وهذا يستفاد من الآيات الكريمة والتي بينت العلاقة بين التابع والمتبوع , فالكل يحاول أن يتبرأ من الآخر , قال تعالى ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ) البقرة (166) , فقد تبرأ المتبوعين من تابعيهم عندما رأوا العذاب والذل في طريق الباطل وبالمقابل يتمنى التابعون فرصة البراءة من إختيارهم الخاطيء لمتبوعيهم , قال تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) البقرة (167)
فالمسؤلية تقع على التابع في اختياره للمتبوع , وفي زماننا هذا وبعد اختلاط المفاهيم والقيم والثقافات اصبحت تلك المسؤلية صعبة.
المشكلة هي أن المسلم أكتفى بتفحص المتبوع وإختياره في المسائل العقائدية خصوصاً المجتمعية منها, واما من الجانب السلوكي والأخلاقي والفكري فنرى اهمالا منه من حيث إختيار المتبوع , وهذا قد يعود منشئهُ العرض الكمي والنوعي لمختلف الثقافات والتي تحمل عناوين واتجاهات مختلفة , فتارة نرى العنوان الإنساني يحاول أن يمسح بعض النقاط من الجانب الديني والأخلاقي , وتارة يكون الدور للاتجاه العلمي لإبعاد نظرية الأخلاق الإسلامية عن التجمعات الشبابية , وتارة يكون الدور للعنوان الحضاري في تحجيم الثقافة الاسلامية ,وغير ذلك , مما أوقع الكثير في دوامة سوء الإختيار الى حد ان كثير من الاختيارات قد هجرت المباديء العامة حتى في ما يخص العرض والشرف.
والامثلة كثيرة على ذلك , منها
تبعية الشباب المسلم للثقافة الرياضية بحيث أخذت لها مساحة أكثر مما تستحق في العامل الزمني والفكري ( للتابع )على حساب مساحات البرامج الأخرى في الجانب السلوكي والأخلاقي .
ومنها إنهماك عنصر المرأة في محاكاة الأزياء والمواقف في الملبس والمأكل وطريقة الكلام والضحك واستيراد مصطلحات بعيدة عن الذوق المجتمعي المسلم , وبالتالي إنشغال الذهن بسطحيات الأمور وتغليبها على المباديء الاسلامية والقيم وعلى العفة والستر أحياناً .
بعد إنتشار الجامعات الكثيرة والصروح العلمية ظهرت وبكثرة ثقافة التبعية السلبية في مجتمعنا , فقد كان من المفترض أن تكون مصدراً لتقويم السلوك والثقافة والاخلاق الاسلامية بأتباعها النظرية الإسلامية في تأسيس الحياة , لكنها صارت مرتعاً لنقد الثقافة الإسلامية وخلق الإشكالات على الثوابت الأخلاقية والشرعية , وصار العدول عن الأداب الدينية والمسائل الخلقية أمر متعارف بل متنافس فيه , بعد إحلال ثقافات أخرى من قبل ضعاف الفكر والذين لايملكون حصانة فكرية حتى صارت بعد ذلك جميع مفرداتها ثوابت حياتية لهم , ونتج عن ذلك انحلال في المنظومة الأخلاقية من حيث الظاهر ومن حيث الباطن وأصبحت الأسر المحافظة المتعففة تتردد من زج ابنائها وبناتها وسط كم من المحاذير في وسط تحكمه برامج فكرية تتطارد فيما بينها لتحصيل كم من الأنصار والتابعين.
( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) الأحقاف (9)
قال تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )آل عمران 31
التبعية من المعاني النسبية والتي لاتتحقق الا بوجود تابع ومتبوع فالتابع يتقمص ويقلد سلوك المتبوع قناعة ورضا بفكره وثقافته , فيصبح مصير التابع متعلِّقًا بحال المتبوع صلاحاً وفساداً.
ثقافة التبعية والإتباع من الثقافات التي تعتبر أساساً في نشأة المجتمعات حيث لا غنى لمجتمع عنها في إضفاء طابع شخصي على عاداته وميوله وإتجاهاتهه.
وهذة التبعية والإنقياد قد تكون في بعض حالاتها خطأ من الأخطاء الإجتماعية التي تسبب الكثير من الإنحرافات السلوكية والفكرية وحتى العقائدية .
فالمتبوع صنفان:
اما متبوع صالح كالانبياء وأئمة الهدى صلوات الله عليهم , حيث دعوا اتباعهم الى الحق فنجوا جميعاً .
او ان يكون المتبوع طالحاً وفاسداً كالفراعنة وأئمة الضلالة الذين يدعون اتباعهم الى الباطل فهلكوا جميعا .
أن الخطأ في التبعية والانقياد لايختص بالمتبوع فقط , بل هو مشترك بينهما كلٌ من حيثيته وجهته فخطأ المتبوع واضح بالدعوة الى الباطل , أما خطأ التابع فهو الإقدام على إتباع الباطل بإرادة وإختيار , وهذا يستفاد من الآيات الكريمة والتي بينت العلاقة بين التابع والمتبوع , فالكل يحاول أن يتبرأ من الآخر , قال تعالى ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ) البقرة (166) , فقد تبرأ المتبوعين من تابعيهم عندما رأوا العذاب والذل في طريق الباطل وبالمقابل يتمنى التابعون فرصة البراءة من إختيارهم الخاطيء لمتبوعيهم , قال تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) البقرة (167)
فالمسؤلية تقع على التابع في اختياره للمتبوع , وفي زماننا هذا وبعد اختلاط المفاهيم والقيم والثقافات اصبحت تلك المسؤلية صعبة.
المشكلة هي أن المسلم أكتفى بتفحص المتبوع وإختياره في المسائل العقائدية خصوصاً المجتمعية منها, واما من الجانب السلوكي والأخلاقي والفكري فنرى اهمالا منه من حيث إختيار المتبوع , وهذا قد يعود منشئهُ العرض الكمي والنوعي لمختلف الثقافات والتي تحمل عناوين واتجاهات مختلفة , فتارة نرى العنوان الإنساني يحاول أن يمسح بعض النقاط من الجانب الديني والأخلاقي , وتارة يكون الدور للاتجاه العلمي لإبعاد نظرية الأخلاق الإسلامية عن التجمعات الشبابية , وتارة يكون الدور للعنوان الحضاري في تحجيم الثقافة الاسلامية ,وغير ذلك , مما أوقع الكثير في دوامة سوء الإختيار الى حد ان كثير من الاختيارات قد هجرت المباديء العامة حتى في ما يخص العرض والشرف.
والامثلة كثيرة على ذلك , منها
تبعية الشباب المسلم للثقافة الرياضية بحيث أخذت لها مساحة أكثر مما تستحق في العامل الزمني والفكري ( للتابع )على حساب مساحات البرامج الأخرى في الجانب السلوكي والأخلاقي .
ومنها إنهماك عنصر المرأة في محاكاة الأزياء والمواقف في الملبس والمأكل وطريقة الكلام والضحك واستيراد مصطلحات بعيدة عن الذوق المجتمعي المسلم , وبالتالي إنشغال الذهن بسطحيات الأمور وتغليبها على المباديء الاسلامية والقيم وعلى العفة والستر أحياناً .
بعد إنتشار الجامعات الكثيرة والصروح العلمية ظهرت وبكثرة ثقافة التبعية السلبية في مجتمعنا , فقد كان من المفترض أن تكون مصدراً لتقويم السلوك والثقافة والاخلاق الاسلامية بأتباعها النظرية الإسلامية في تأسيس الحياة , لكنها صارت مرتعاً لنقد الثقافة الإسلامية وخلق الإشكالات على الثوابت الأخلاقية والشرعية , وصار العدول عن الأداب الدينية والمسائل الخلقية أمر متعارف بل متنافس فيه , بعد إحلال ثقافات أخرى من قبل ضعاف الفكر والذين لايملكون حصانة فكرية حتى صارت بعد ذلك جميع مفرداتها ثوابت حياتية لهم , ونتج عن ذلك انحلال في المنظومة الأخلاقية من حيث الظاهر ومن حيث الباطن وأصبحت الأسر المحافظة المتعففة تتردد من زج ابنائها وبناتها وسط كم من المحاذير في وسط تحكمه برامج فكرية تتطارد فيما بينها لتحصيل كم من الأنصار والتابعين.
تعليق