فالبعض فسّر هذه الكنية على ظاهرها اللغوي, ولكن التفسير الصحيح لهذه الكنية هو : أن الأنزع كناية عن امتناع الشرك فيه, والبطين كناية عن كثرة العلم والايمان واليقين, لا ضخامة البطن, والدليل على ذلك روايات كثيرة وردت في كتب الفريقين في هذا المجال.
منها قوله (صلى الله عليه وآله) : (يا علي, ان الله قد غفر لك ولذريتك ولشيعتك والمحبي شيعتك, والمحبي محبي شيعتك, فابشر فإنك الانزع البطين, منزوع من الشرك, مبطون من العلم) (الجويني في فرائد السمطين 1/308, ابن المغازلي في مناقبه 400, الصدوق في عيون اخبار الرضا 1/52, مسند زيد بن علي 456, وغيرها).
وهذا التفسير ينسجم مع زهد الامام (عليه السلام) وأقواله, حيث قال : (( ولكن هيهات أن يغلبني هواي, ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة - ولعلّ بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص, ولا عهد له بالشبع - أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى, وأكباد حرّى, أو أكون كما قال القائل :

وحسبك عاراً أن تبيت ببطنة *****وحولك أكباد تحن الى القد
أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين, ولا اشاركهم في مكاره الدهر, أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ! فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات, كالبهيمة المربوطة, همها علفها, أو المرسلة, شغلها تقممها, تكترش من أعلافها, وتلهو عما يراد بها, أو أترك سدى ... )) (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16/287).