دمعٌ على هدب القصيدة ..
لا تمسحوا الدمعات عن أهدابِكُم
مازلتُ والاحزانُ توصيني بِكُم..حُطّوا رحالكمو بقلبيَ
وانزلوا بين الشغافِ ..
بحملكم وركابِكُم..ولتُشرعوا للنّعيِ روحكمو
فها روحي
سأتركها على أبوابِكُم..أُوبُوا لأحضانِ التّذكرِ
مثلما طفل سيرتضعُ ..
اعجلوا بمآبِكُم..ولتذرفوا ما شبّ من حسراتِكُم..
حتى تذوبَ جوىً
عيون سحابِكُم..لا تطفئوا جمر الغضا في جوفكم
زيدوا اشتعال الآهِ في أحطابِكُمفلربما تجدون جوهركم بها
مُتصاقلا بالنارِ بين ترابِكُم ماذا يُهيجكمو
إذا لم يلتطم لفراقِ وجهِ الله
صدرُ عبابِكُم ؟!..إن لم تذوقوا الموتَ قبل الموتِ
إن لم تسمحوا للعشقِ
أن يُودي بكم..إن لم تشقّوا جيبَ لوعتكم
ولم تدّثر الأوجاعُ
بين ثيابِكُم..حزني يُناديكم ..
يهزّ وجودكم..
ويهزّ حتى الماء في أصلابكملا تبرحوا قلبي ظماءً ..
واستقوا ..
شتان بين جنائني وسرابِكُم..ولتشربوا شجنَ القصائدِ
هاكموا مافاض منها
صبّ في أكوابِكُم غيبوا معي
في سكرةِ المعنى
كما لو تعثرونَ عليكمو
بغيابِكُم ..سترون مالا بالعيون يُرى
كما لو أنكم
ترقون في أسبابِكُم وكأن جبريلا يمد جناحه
فتعلقوا..
طيروا..
لما أغرى بِكُم حيث النبيّ مضى يلوح راحلا
والروح والأملاك بين رقابِكُم تتعانقون وتحسنون عزاءهم ..
ويعظمون أجوركم بمصابِكُم..يمضي وفي سيماهُ يحتدمُ الأسى
إذ أنه يدري بكل عذابِكُم..ترك المصابيح
التي في نورها نور الإلهِ
يشقّ عتمَ حِجابِكُم أوصى ..
وكم أوصى ..
فواحزناه !!
هاهو ذا يُغادر
ممعنا بعتابِكُم..بمودةِ القُربى
ببابِ نجاتكم
بالعروةِ الوثقى
بِعِدلِ كتابِكُم..يدري بأن الليل سوف يطولُ
لا يكفي لتجتازوهُ
ومضَ ثقابِكُم حتى يجيء الصبحُ يوما
فأملوا أن تُشرق الأكوان
قبل ذهابِكُم..
تعليق