إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شهادة الرسول الاعظم صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهادة الرسول الاعظم صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين

    شهادة الرسول الاعظم صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

    اما بعد،
    يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا وسيجزى الله الشاكرين) (آل عمران / 144)
    من تفسير العياشى :
    عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبى صلى الله عليه واله وسلم الا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ؟ قال : المقداد وأبوذر وسلمان الفارسى ، ثم عرف اناس بعد يسير ، فقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع ، وذلك قول الله " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات او قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " . وعن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية الا أربعة على والمقداد وسلمان وابوذر ، فقلت : فعمار ؟ فقال : ان كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ فهؤلاء الثلاثة.
    عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول : في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس ان الله تبارك اسمه واعزجنده لم يقبض نبيا قط حتى يكون له في امته من يهدى بهداه ويقصد سيرته، ويدل على معالم سبيل الحق الذى فرض الله على عباده ثم قرأ " وما محمد الا رسول قد خلت " الاية
    وعن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال : قلت لابى جعفر عليه السلام ان العامة تزعم ان بيعة أبى بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا لله ، وما كان الله ليفتن امة محمد من بعده، فقال أبوجعفر عليه السلام : وما يقرؤن كتاب الله أليس الله يقول : " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " الاية قال : فقلت له: انهم يفسرون هذا على وجه آخر ، قال : فقال: أو ليس قد أخبر الله على الذين من قبلهم من الامم انهم اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات حين قال: " وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس " إلى قوله : " فمنهم من آمن ومنهم من كفر " الاية ففى هذا ما يستدل به على أن اصحاب محمد عليه الصلوة والسلام قد اختلفوا من بعدهم ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر .
    وعن عبدالصمد بن بشير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : تدرون مات النبى صلى الله عليه واله او قتل ان الله يقول : " أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " فسم قبل الموت انهما سقتاه ـ قبل الموت ـ فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق الله.
    وعن الحسين بن المنذر قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " أفان مات او قتل انقلبتم على أعقابكم " القتل أم الموت ؟ قال : يعنى أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا.
    شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
    عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام): بأبي وأمي أنتِ! أرسلي إلى بعلك فادعيه لي. فقالت فاطمة للحسين أو الحسن: انطلق إلى أبيك فقل: يدعوك جدي، فانطلق إليه الحسين فدعاه. فأقبل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عنده وهي تقول:
    واكرباه لكربك يا أبتاه! فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة، ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العينان وقد يوجع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.
    وفي السادس من البحار: أن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وقال - لمن في بيته - : أخرجوا عني. وقال - لأم سلمة - : كوني على الباب فلا يقربه أحد.
    ثم قال لعلي: أُدنُ مني، فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلاً وأخذ بيد عليّ بيده الأخرى، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام غلبته عبرته، فلم يقدر على الكلام، فبكت فاطمة بكاءً شديداً و بكى عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) لبكاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت فاطمة: يا رسول الله قد قطعت قلبي، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين، ويا أمين ربه ورسوله، ويا حبيبه ونبيّه مَن لولدي بعدك؟ ولذُلٍّ ينزل بي بعدك؟ مَن لعليّ أخيك وناصر الدين؟ من لوحي الله وأمره؟
    ثم بكت وأكبَّت على وجهه فقبلته، وأكبَّ عليه عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) فرفع رأسه (صلى الله عليه وآله) إليهم، ويد فاطمة في يده فوضعها في يد عليّ وقال له: يا أبا الحسن وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك، فاحفظ الله واحفظني فيها، وإنك لفاعل هذا.
    يا عليّ هذه - والله - سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين، هذه - والله - مريم الكبرى.
    أما - والله - ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم، فأعطاني ما سألته.
    يا عليّ أنفذ ما أمرتك به فاطمة، فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل. واعلم يا عليّ أني راضٍ عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته.
    يا عليّ: ويل لمن ظلمها، ويل لمن ابتزّها حقها، وويل لمن هتك حرمتها.. ثم ضمّ (صلى الله عليه وآله) فاطمة إليه وقبّل رأسها وقال: فداك أبوك يا فاطمة.
    كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك الساعة الأخيرة واضعاً رأسه على صدر عليّ (عليه السلام) وقلبه لا يطاوعه إلاَّ أن يضمّ فاطمة إلى صدره مرة بعد مرة ودموعه تجري كالمطر حتى ابتلت لحيته الشريفة وابتلت الملاءة التي كانت عليه، وأقبل الحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما وأراد عليّ (عليه السلام) أن يرفعهما، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): دَعهما يشمّاني وأشمّهما، ويتزوّدا مني وأتزوّد منهما، فسيلقيان من بعدي زلزالاً، وأمراً عضالاً، فلعن الله من يحيفهما، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين.
    ولا تسأل عن بكاء السيدة فاطمة الزهراء في تلك اللحظات وهي ترى أباها الرسول العظيم ووالدها البار العطوف الحنون على أعتاب المنيّة، فكانت تخاطب أباها بدموع جارية: نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء، يا أبتاه ألا تكلمني كلمة فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا، وأرى عساكر الموت تغشاك شديداً.
    فقال لها: بُنية إني مفارقك، فسلام عليك مني.
    وفي كشف الغمة. ثم قال (صلى الله عليه وآله): يا بنية أنتِ المظلومة بعدي! وأنت المستضعفة بعدي، فمن آذاك فقد آذاني، ومن جفاكِ فقد جفاني، ومن وصلك فقد وصلني، ومن قطعك فقد قطعني، ومن أنصفك فقد أنصفني، لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جَنبيّ، ثم قال: إلى الله أشكو ظالميك من أمتي.
    فما مضت سوى فترة قصيرة إذ قام عليّ (عليه السلام) قائلاً: أعظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه. فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء، فكان أعظم يوم في تاريخ البشر، وأوجع صدمة على قلوب المسلمين، ولم ير يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.
    وهكذا مرّت تلك الساعة المُرة العصيبة التي كانت أصعب ساعة في حياة الزهراء، فكيف انقضت تلك الدقائق على قلب فاطمة وهي ترى أباها مسجّى لا حراك به؟!
    وأخذت فاطمة الزهراء (عليها السلام) شيئاً من تراب قبر أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعلت تشمّه وهي تقول:

    قُل للمُغيّبِ تَحتَ أطباقِ الثّرى *** انْ كُنتَ تَسمَعُ صَرخَتي وَ نِدائيا
    صُبّتْ عَليَّ مَصائِبٌ لَـوْ أنَّـها *** صُبّتْ عَلى الايَّامِ صِـرنَ لَيَالِـيـا
    قدْ كُنْتُ ذاتَ حِمى بِظلِّ مُحمّد *** لاأخْشَى مِن ضَيمَ و كان حماً لِيا
    فاليومْ أخشعُ لِلذّلِيلِ وَ أتَّقي *** ضَيْمي وَ أدْفَــعُ ظالِمي برِدائِــيــا
    فاذا بَكَـتْ قُمْريّة في لَيلِها *** شَجَناً عَلى غُصْن بَكيتُ صَباحــيا
    فلأجْعَلنَّ الحُزنَ بِعَدَكَ مُونِسي *** وَ لأجْعَلَنَّ الدّمْعَ فِيكَ وِ شاحِيا
    ماذا عَلي مَنْ شَمَّ تُربةَ أحمد *** أنْ لا يَشُمَّ مَدى الزّمانِ غَوالِيا


    فصلوات الله عليك يارسول الله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا لاحرمنا الله زيارتكم في الدنيا وشفاعتكم في الاخرة ...
    فما احوجنا اليك اليوم ياخير خلق الله … لترى بعينك -ويقينا انك تعرف- ماذا احدثت امتك بعدك؟؟؟؟ بحق ابنتك الزهراء وبحق اخيك ووصيك امير المؤمنين وبحق ولديك وريحانتيك من الدنيا الحسن والحسين صلوات الله عليهم اجمعين وبحق شيعتهم ومحبيهم الذين اصبحوا يقتلون ويذبحون ظلما وعدوانا... فهؤلاء الذين يتسمون باسمك ومن الذين يدعون انهم من امتك يرفعون اسمك زورا ويذبحون تحته الاطفال والنساء.. ويقترفون ابشع الجرائم ….فما احوجنا اليك ياخير خلق الله …
    فيا نصر الله القادم …….نحن وايتامنا ومن بقي منا ننتظر الفرج... وماذلك على الله ببعيد ... وسيعلم ظالمي ال بيت محمد وشيعتهم ومحبيهم اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين...

    واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا
    ونسالكم الدعاء
    هاشم الحسيني الحلي
    sigpic

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة هاشم الحلي مشاهدة المشاركة
    شهادة الرسول الاعظم صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

    اما بعد،
    يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا وسيجزى الله الشاكرين) (آل عمران / 144)
    من تفسير العياشى :
    عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبى صلى الله عليه واله وسلم الا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ؟ قال : المقداد وأبوذر وسلمان الفارسى ، ثم عرف اناس بعد يسير ، فقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع ، وذلك قول الله " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات او قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " . وعن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية الا أربعة على والمقداد وسلمان وابوذر ، فقلت : فعمار ؟ فقال : ان كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ فهؤلاء الثلاثة.
    عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول : في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس ان الله تبارك اسمه واعزجنده لم يقبض نبيا قط حتى يكون له في امته من يهدى بهداه ويقصد سيرته، ويدل على معالم سبيل الحق الذى فرض الله على عباده ثم قرأ " وما محمد الا رسول قد خلت " الاية
    وعن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال : قلت لابى جعفر عليه السلام ان العامة تزعم ان بيعة أبى بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا لله ، وما كان الله ليفتن امة محمد من بعده، فقال أبوجعفر عليه السلام : وما يقرؤن كتاب الله أليس الله يقول : " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " الاية قال : فقلت له: انهم يفسرون هذا على وجه آخر ، قال : فقال: أو ليس قد أخبر الله على الذين من قبلهم من الامم انهم اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات حين قال: " وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس " إلى قوله : " فمنهم من آمن ومنهم من كفر " الاية ففى هذا ما يستدل به على أن اصحاب محمد عليه الصلوة والسلام قد اختلفوا من بعدهم ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر .
    وعن عبدالصمد بن بشير عن أبى عبدالله عليه السلام قال : تدرون مات النبى صلى الله عليه واله او قتل ان الله يقول : " أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " فسم قبل الموت انهما سقتاه ـ قبل الموت ـ فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق الله.
    وعن الحسين بن المنذر قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " أفان مات او قتل انقلبتم على أعقابكم " القتل أم الموت ؟ قال : يعنى أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا.
    شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
    عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام): بأبي وأمي أنتِ! أرسلي إلى بعلك فادعيه لي. فقالت فاطمة للحسين أو الحسن: انطلق إلى أبيك فقل: يدعوك جدي، فانطلق إليه الحسين فدعاه. فأقبل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة عنده وهي تقول:
    واكرباه لكربك يا أبتاه! فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة، ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العينان وقد يوجع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.
    وفي السادس من البحار: أن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وقال - لمن في بيته - : أخرجوا عني. وقال - لأم سلمة - : كوني على الباب فلا يقربه أحد.
    ثم قال لعلي: أُدنُ مني، فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلاً وأخذ بيد عليّ بيده الأخرى، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام غلبته عبرته، فلم يقدر على الكلام، فبكت فاطمة بكاءً شديداً و بكى عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) لبكاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت فاطمة: يا رسول الله قد قطعت قلبي، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين، ويا أمين ربه ورسوله، ويا حبيبه ونبيّه مَن لولدي بعدك؟ ولذُلٍّ ينزل بي بعدك؟ مَن لعليّ أخيك وناصر الدين؟ من لوحي الله وأمره؟
    ثم بكت وأكبَّت على وجهه فقبلته، وأكبَّ عليه عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) فرفع رأسه (صلى الله عليه وآله) إليهم، ويد فاطمة في يده فوضعها في يد عليّ وقال له: يا أبا الحسن وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك، فاحفظ الله واحفظني فيها، وإنك لفاعل هذا.
    يا عليّ هذه - والله - سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين، هذه - والله - مريم الكبرى.
    أما - والله - ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم، فأعطاني ما سألته.
    يا عليّ أنفذ ما أمرتك به فاطمة، فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل. واعلم يا عليّ أني راضٍ عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته.
    يا عليّ: ويل لمن ظلمها، ويل لمن ابتزّها حقها، وويل لمن هتك حرمتها.. ثم ضمّ (صلى الله عليه وآله) فاطمة إليه وقبّل رأسها وقال: فداك أبوك يا فاطمة.
    كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك الساعة الأخيرة واضعاً رأسه على صدر عليّ (عليه السلام) وقلبه لا يطاوعه إلاَّ أن يضمّ فاطمة إلى صدره مرة بعد مرة ودموعه تجري كالمطر حتى ابتلت لحيته الشريفة وابتلت الملاءة التي كانت عليه، وأقبل الحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما وأراد عليّ (عليه السلام) أن يرفعهما، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): دَعهما يشمّاني وأشمّهما، ويتزوّدا مني وأتزوّد منهما، فسيلقيان من بعدي زلزالاً، وأمراً عضالاً، فلعن الله من يحيفهما، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين.
    ولا تسأل عن بكاء السيدة فاطمة الزهراء في تلك اللحظات وهي ترى أباها الرسول العظيم ووالدها البار العطوف الحنون على أعتاب المنيّة، فكانت تخاطب أباها بدموع جارية: نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء، يا أبتاه ألا تكلمني كلمة فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا، وأرى عساكر الموت تغشاك شديداً.
    فقال لها: بُنية إني مفارقك، فسلام عليك مني.
    وفي كشف الغمة. ثم قال (صلى الله عليه وآله): يا بنية أنتِ المظلومة بعدي! وأنت المستضعفة بعدي، فمن آذاك فقد آذاني، ومن جفاكِ فقد جفاني، ومن وصلك فقد وصلني، ومن قطعك فقد قطعني، ومن أنصفك فقد أنصفني، لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جَنبيّ، ثم قال: إلى الله أشكو ظالميك من أمتي.
    فما مضت سوى فترة قصيرة إذ قام عليّ (عليه السلام) قائلاً: أعظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه. فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء، فكان أعظم يوم في تاريخ البشر، وأوجع صدمة على قلوب المسلمين، ولم ير يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.
    وهكذا مرّت تلك الساعة المُرة العصيبة التي كانت أصعب ساعة في حياة الزهراء، فكيف انقضت تلك الدقائق على قلب فاطمة وهي ترى أباها مسجّى لا حراك به؟!
    وأخذت فاطمة الزهراء (عليها السلام) شيئاً من تراب قبر أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعلت تشمّه وهي تقول:

    قُل للمُغيّبِ تَحتَ أطباقِ الثّرى *** انْ كُنتَ تَسمَعُ صَرخَتي وَ نِدائيا
    صُبّتْ عَليَّ مَصائِبٌ لَـوْ أنَّـها *** صُبّتْ عَلى الايَّامِ صِـرنَ لَيَالِـيـا
    قدْ كُنْتُ ذاتَ حِمى بِظلِّ مُحمّد *** لاأخْشَى مِن ضَيمَ و كان حماً لِيا
    فاليومْ أخشعُ لِلذّلِيلِ وَ أتَّقي *** ضَيْمي وَ أدْفَــعُ ظالِمي برِدائِــيــا
    فاذا بَكَـتْ قُمْريّة في لَيلِها *** شَجَناً عَلى غُصْن بَكيتُ صَباحــيا
    فلأجْعَلنَّ الحُزنَ بِعَدَكَ مُونِسي *** وَ لأجْعَلَنَّ الدّمْعَ فِيكَ وِ شاحِيا
    ماذا عَلي مَنْ شَمَّ تُربةَ أحمد *** أنْ لا يَشُمَّ مَدى الزّمانِ غَوالِيا


    فصلوات الله عليك يارسول الله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا لاحرمنا الله زيارتكم في الدنيا وشفاعتكم في الاخرة ...
    فما احوجنا اليك اليوم ياخير خلق الله … لترى بعينك -ويقينا انك تعرف- ماذا احدثت امتك بعدك؟؟؟؟ بحق ابنتك الزهراء وبحق اخيك ووصيك امير المؤمنين وبحق ولديك وريحانتيك من الدنيا الحسن والحسين صلوات الله عليهم اجمعين وبحق شيعتهم ومحبيهم الذين اصبحوا يقتلون ويذبحون ظلما وعدوانا... فهؤلاء الذين يتسمون باسمك ومن الذين يدعون انهم من امتك يرفعون اسمك زورا ويذبحون تحته الاطفال والنساء.. ويقترفون ابشع الجرائم ….فما احوجنا اليك ياخير خلق الله …
    فيا نصر الله القادم …….نحن وايتامنا ومن بقي منا ننتظر الفرج... وماذلك على الله ببعيد ... وسيعلم ظالمي ال بيت محمد وشيعتهم ومحبيهم اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين...

    واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا
    ونسالكم الدعاء
    هاشم الحسيني الحلي
    أخونا الفاضل بارك الله بكم في ميزان حسناتكم ، وأعظم الله لكم الاجر واثابكم على حسن المواساة ،(ومبارك لكم انضواءكم تحت قبة الكفيل المباركة)

    تعليق


    • #3
      عظم الله اجوركم واثابكم بحسن المواساة
      في شفاعة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم
      sigpic

      تعليق


      • #4
        الأخ الكريم ( هاشم الحلي )
        بارك الله فيك هذا الطرح الموفق
        جعله الله في ميزان حــــــــــــسناتك

        ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
        فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

        فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
        وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
        كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

        [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وصلى الله على اشرف الخلق محمد وال بيته الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين...
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          الاخوة والاخوات الاعزاء شكرا جزيلا لمروركم ودعواتكم الكريمة المباركة ببركة كلماتكم ونفوسكم الطيبة ونسال الله لنا ولكم ان تكون اعمالنا خالصة لوجه الله وقربة لوجهه الكريم...
          sigpic

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X