بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
آية التعاون والبحث الاجتماعي
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[1]
حرص دين الاسلام أشد الحرص على تماسك المجتمع الاسلامي ووحدته امام التيارات المتلونة والمعادية ، وأهتم بهذا البناء إهتماماً شديداً بالتآصر المجتمعي واراد منه كتلة واحدة صلدة لا تتصدأ امام رياح التغيير والتداخل الثقافي ، فطلب من كل واحد ان يكون شعلة من العطاء على مستويات عديدة أحدها التعاون المعروف بين الناس كما ان صورة التعاون لا تقتصر عليه أبداً بل التعلم وافادة المجتمع يعتبر هذا تعاوناً رائعاً ، يقول العلامة زين الدين: (والاسلام بالإضافة إلى الطلاب من أبنائه في مدارسهم الدينية ، وتعلمهم فيها ، وتكاملهم وارتقائهم في مناهجها أشد رغبة لهم في أن يتقدموا ويحرزوا الفوز والسبق في أشواطهم في العلم ، وأشواطهم في العمل ، وأشواطهم في الخلق وأشواطهم في التربية ، وأدب النفس ، ومتممات السعادة لهم وللآخرين من تلاميذهم ، والمتبعين لارشادهم والسائرين على هديهم ، والاسلام بالإضافة إلى جميع أبنائه المتبعين لحكمه وحكمته يريد منهم التقدم والسبق في التعلم والتعليم وفي الأدب وفي زكاة النفس وبناء الشخصية فهو يحب حبا عميقا ويرغب رغبة ملحة للمتعلم والمعلم وللأديب وللخطيب وللمرشد وللمسترشد في أن يسبقوا ويتقدموا ويحلقوا في مجالاتهم ، حتى يصل دين الله بهم إلى الغاية التي أرادها لهم ، وهي السعادة العامة المتكاملة الحلقات والمجتمع الفاضل المتراص البناء المنير الأجواء . والاسلام يهيئ نفوس اتباعه وقلوبهم وطباعهم لكل ذلك بمناهجه وتعاليمه ، ويفتح أبواب المشاريع له في أنفسهم وأموالهم ، فيأمرهم بالاستباق إلى الخير والتعاون على البر والتقوى ، ويعد لهم الضمانات الاجتماعية الكفيلة بذلك وغيرها مما يطول شرحه)[2]
فالمعاونة تتم وفق المعايير التي أرادتها السماء مادمنا نؤمن بأن السماء في تشريعها مصيبة لتمام الواقع بل ان تشريعها هو الواقع الصحيح ، لان الامر بيد الله عز وجل ، ( وكلما كانت القوانين التي يعتمد عليها الاجتماع متقنة كان المجتمع أقرب الى الكمال المنشود فافراد المجتمع الذين يريدون تهذيب مجتمعهم وسوقه الى السعادة وحفظه عن التمزق والانهيار يرجعون في بادئ الامر الى اسسه وقواعده ، اي السلطة التشريعية ومن ثم السلطة التنفيذية لانها مهما بلغت من القوة وطال زمانها لا تغير الاجتماع الذي يهبط الى السوء او منه الى الاسوء بعد فساد ركائزه وقواعده ... فنشر العلم وبيان الاحكام وبث الاخلاق من أهم الاحكام الاجتماعية التي ارادها الله تعالى الاحتفاظ بها ومن اسمى مصاديق الاعانة على البر بل ان اصلاح الشخص نفسه ولو بطلب العلم يكون منها )[3] ولذلك نجد ان أهل البيت هم أهل البر والتقوى كما ورد ذلك في زيارة البقيع، السلام عليكم أهل البر والتقوى ، واما عاقبة قطع البر والتقوى هو ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء[4]
وحقيقة التعاون هو تشكيل رابطة قوية بين ابناء المجتمع فينتج هذا الترابط أمة قوية رصينة فكل فرد يضيف لها بعداً وكلما كانت الافراد في اعلى الدرجات ظهر اثره بشكل اوضح (وهذه الرابطة الحقيقية بين الشخص والمجتمع لا محالة تؤدى إلى كينونة أخرى في المجتمع حسب ما يمده الاشخاص من وجودهم وقواهم وخواصهم وآثارهم فيتكون في المجتمع سنخ ما للفرد من الوجود وخواص الوجود وهو ظاهر مشهود ولذلك اعتبر القرآن للأمة وجودا وأجلا وكتابا وشعورا وفهما وعملا وطاعة ومعصية)[5]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
[1] ـ المائدة: 2
[2] ـ كلمة التقوى: ج5،ص377
[3] ـ ينظر مواهب الرحمن: السيد عبد الاعلى السبزواري ، ج10،ص329
[4] ـ تهذيب الاحكام: الشيخ الطوسي، ج6،ص181
[5] ـ الميزان في تفسير القران: السيد محمد حسين الطباطبائي ، ج4،ص96
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
آية التعاون والبحث الاجتماعي
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[1]
حرص دين الاسلام أشد الحرص على تماسك المجتمع الاسلامي ووحدته امام التيارات المتلونة والمعادية ، وأهتم بهذا البناء إهتماماً شديداً بالتآصر المجتمعي واراد منه كتلة واحدة صلدة لا تتصدأ امام رياح التغيير والتداخل الثقافي ، فطلب من كل واحد ان يكون شعلة من العطاء على مستويات عديدة أحدها التعاون المعروف بين الناس كما ان صورة التعاون لا تقتصر عليه أبداً بل التعلم وافادة المجتمع يعتبر هذا تعاوناً رائعاً ، يقول العلامة زين الدين: (والاسلام بالإضافة إلى الطلاب من أبنائه في مدارسهم الدينية ، وتعلمهم فيها ، وتكاملهم وارتقائهم في مناهجها أشد رغبة لهم في أن يتقدموا ويحرزوا الفوز والسبق في أشواطهم في العلم ، وأشواطهم في العمل ، وأشواطهم في الخلق وأشواطهم في التربية ، وأدب النفس ، ومتممات السعادة لهم وللآخرين من تلاميذهم ، والمتبعين لارشادهم والسائرين على هديهم ، والاسلام بالإضافة إلى جميع أبنائه المتبعين لحكمه وحكمته يريد منهم التقدم والسبق في التعلم والتعليم وفي الأدب وفي زكاة النفس وبناء الشخصية فهو يحب حبا عميقا ويرغب رغبة ملحة للمتعلم والمعلم وللأديب وللخطيب وللمرشد وللمسترشد في أن يسبقوا ويتقدموا ويحلقوا في مجالاتهم ، حتى يصل دين الله بهم إلى الغاية التي أرادها لهم ، وهي السعادة العامة المتكاملة الحلقات والمجتمع الفاضل المتراص البناء المنير الأجواء . والاسلام يهيئ نفوس اتباعه وقلوبهم وطباعهم لكل ذلك بمناهجه وتعاليمه ، ويفتح أبواب المشاريع له في أنفسهم وأموالهم ، فيأمرهم بالاستباق إلى الخير والتعاون على البر والتقوى ، ويعد لهم الضمانات الاجتماعية الكفيلة بذلك وغيرها مما يطول شرحه)[2]
فالمعاونة تتم وفق المعايير التي أرادتها السماء مادمنا نؤمن بأن السماء في تشريعها مصيبة لتمام الواقع بل ان تشريعها هو الواقع الصحيح ، لان الامر بيد الله عز وجل ، ( وكلما كانت القوانين التي يعتمد عليها الاجتماع متقنة كان المجتمع أقرب الى الكمال المنشود فافراد المجتمع الذين يريدون تهذيب مجتمعهم وسوقه الى السعادة وحفظه عن التمزق والانهيار يرجعون في بادئ الامر الى اسسه وقواعده ، اي السلطة التشريعية ومن ثم السلطة التنفيذية لانها مهما بلغت من القوة وطال زمانها لا تغير الاجتماع الذي يهبط الى السوء او منه الى الاسوء بعد فساد ركائزه وقواعده ... فنشر العلم وبيان الاحكام وبث الاخلاق من أهم الاحكام الاجتماعية التي ارادها الله تعالى الاحتفاظ بها ومن اسمى مصاديق الاعانة على البر بل ان اصلاح الشخص نفسه ولو بطلب العلم يكون منها )[3] ولذلك نجد ان أهل البيت هم أهل البر والتقوى كما ورد ذلك في زيارة البقيع، السلام عليكم أهل البر والتقوى ، واما عاقبة قطع البر والتقوى هو ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء[4]
وحقيقة التعاون هو تشكيل رابطة قوية بين ابناء المجتمع فينتج هذا الترابط أمة قوية رصينة فكل فرد يضيف لها بعداً وكلما كانت الافراد في اعلى الدرجات ظهر اثره بشكل اوضح (وهذه الرابطة الحقيقية بين الشخص والمجتمع لا محالة تؤدى إلى كينونة أخرى في المجتمع حسب ما يمده الاشخاص من وجودهم وقواهم وخواصهم وآثارهم فيتكون في المجتمع سنخ ما للفرد من الوجود وخواص الوجود وهو ظاهر مشهود ولذلك اعتبر القرآن للأمة وجودا وأجلا وكتابا وشعورا وفهما وعملا وطاعة ومعصية)[5]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
[1] ـ المائدة: 2
[2] ـ كلمة التقوى: ج5،ص377
[3] ـ ينظر مواهب الرحمن: السيد عبد الاعلى السبزواري ، ج10،ص329
[4] ـ تهذيب الاحكام: الشيخ الطوسي، ج6،ص181
[5] ـ الميزان في تفسير القران: السيد محمد حسين الطباطبائي ، ج4،ص96
تعليق