إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثقافة الشكر والحمد والمدح واثرها في حياة الفرد والاسرة والمجتمع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثقافة الشكر والحمد والمدح واثرها في حياة الفرد والاسرة والمجتمع

    لايزال مجتمعنا بحاجة الى مزيد من الثقافة الدينية والروحية لكي يتعرف على مفاهيم الاسلام المعطاء ...
    بل هناك امر واقعي هو : اللبس والخلط في وعي المفاهيم الاسلامية الحقيقية الصحيحة ، فيقع البعض في خطأ الفهم الدلالي أو فقدان المعيار والميزان الصحيح للكشف عن معنى المفهوم أو إنطباقه على مصاديقه في خضم الحياة الاجتماعية وما تزخر به من تيارات فكرية كثيرة ومتلاطمة بإمواجها الفكرية وأيديلوجياتها المتتنوعة

    ومنها ثقافة الشكر والحمد والمدح
    وهي مفاهيم تؤسس لمجتمع يقدر المعروف والاحسان والافعال الصالحة
    وتعبر عن ذالكم المجتمع الذي يدرك ما ينبغي فعله وقوله ، ويحمل للخير واهله الاهتمام ، ويثمن المواقف والجهود المشرفة التي تصدر من اصحاب البر والمعروف والاحسان
    فمن يبذل امواله للاهل او الجار او الصديق او الاخ او يهب جزء من وقته في الاستماع اليك وانت تسرد له أمر ما او من يعطينا عُصارة تجاربه في العمل ويبين لنا مادة علمية أو فنية أويضع بين ايدينا نتاج ما وصل اليه عقله وبلغه منتهى لبه في قضية فكرية او علمية ، او نقد وتصحيح ظاهرة إجتماعية ، او تأليف أوأي خدمة يقدمها صاحب المعروف والاحسان خاصة لنا أو عامة فمن الواجب عقلا وشرعا أن نشكره بما يستحقه وأن نثني ونحمد جميل فعله ومعرفه وان نمتدح موقفه ...، وهذا الاجراء يعطي للمجتمع دوافع نحو البر وتكرار افعال البر والمعروف وهو نحو من التشجيع الذي يحفز النفس على الخيرات والمبرات
    وهو منطلق قرئاني شريف وخُلق نبوي ومعصومي منيف

    جاء عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): أما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عزوجل، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوما كافيته
    وعن الإمام علي (عليه السلام): حق على من انعم عليه أن يحسن مكافأة المنعم، فإن قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء، فإن كل عن ذلك لسانه فعليه بمعرفة النعمة ومحبة المنعم بها، فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل
    وعن الإمام الباقر (عليه السلام): من صنع مثل ما صنع إليه فإنما كافأ، ومن أضعف كان شاكرا .
    وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة:
    أشكرت فلانا ؟
    فيقول:
    بل شكرتك يا رب،
    فيقول:
    لم تشكرني إذ لم تشكره
    وعن الإمام الرضا (عليه السلام): من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزوجل
    و عنه (عليه السلام): إن الله عزوجل أمر... بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله.

    {الكتاب : ميزان الحكمة - الريشهري}




    ولكي نميز بين هذه المفاهيم من المفيد ان نعرف دلالاتها المعنوية :

    فا
    لـــشكر كما يعرفه علماء اللغة العربية :
    ش ك ر : الشُّكْرُ الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف
    شُكْراً لَكَ :- الْعِرْفَانُ لَكَ لِنِعَمِكَ وَفَضْلِكَ ، الاعْتِرَافُ وَالامْتِنَانُ بِمَا قَدَّمْتَ .، شُكْراً جَزِيلاً عَلَى عَطَائِكَ

    وامــــــا المدح:
    مدَح الشَّخصَ أو الشَّيءَ : أثنى عليه بما له من الصِّفات الحَسَنة ، أحسن الثَّناء عليه ، ضدّ ذمّه فالمدح هو إحسان الثناء على المرء بما له من الصفات الحسنة

    وقيل
    • [*=center]المدح هو ذكر المحاسن، وهو الثناء بذكر الجميل، والمدح لا يستلزم المحبة
      [*=center]فالمدح هو إخبار مجرد، وقيل المدح هو ذكر المحاسن بمقابل وبدون مقابل، والمدح يكون بذكر الجميل الاختياري وغير الإختيارى.

    والفرق بين المدح والحمد

    والحمد لغة يشتركان في نفس الحروف ولكن بترتيب مختلف وتباين في المعنى، وهذا يسمى في اللغة (اشتقاق أوسط) والمدح أعم من الحمد لأن المدح يكون بذكر الجميل الإختيارى وغير الإختيارى كأن تقول: مدحت اللؤلؤ لصفاته، فهنا الممدوح ليس مختارا لصفاته، والحمد أخص لأنه يكون بذكر الجميل الإختيارى فقط.

    الفرق بين الحمد والشكر والمدح :
    الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل، سواء تعلق بالفضائل كالعلم، أم بالفواضل كالبر.
    والشكر: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم لاجل النعمة، سواء أكان نعتا باللسان، أو اعتقادا، أو محبة بالجنان، أو عملا وخدمة بالاركان........
    فالحمد أعم مطلقا، لانه يعم النعمة وغيرها، وأخص موردا إذ هو باللسان فقط، والشكر بالعكس، إذ متعلقه النعمة فقط، ومورده اللسان وغيره.
    فبينهما عموم وخصوص من وجه، فهما يتصادقان في الثناء باللسان على الاحسان، ويتفارقان في صدق الحمد فقط على النعت بالعلم مثلا، وصدق الشكر فقط على المحبة بالجنان، لاجل الاحسان.
    وأما الفرق بين الحمد والمدح فمن وجوه: منها أن المدح للحي ولغير
    الحي كاللؤلؤ واليواقيت الثمينة.
    والحمد للحي فقط.
    ومنها: أن المدح قد يكون قبل الاحسان وقد يكون بعده، والحمد إنما يكون بعد الاحسان.
    ومنها: أن المدح قد يكون منهيا عنه.
    قال - صلى الله عليه وآله - " احثوا التراب على وجوه المداحين " .
    والحمد مأمور به مطلقا.
    قال صلى الله عليه وآله: " من لم يحمد الناس لم يحمد الله " ؟
    ومنها أن المدح عبارة عن القول الدال على أنه مختص بنوع من أنواع الفضائل باختياره، وبغير اختياره .
    والحمد قول دال على أنه مختص بفضيلة من الفضائل معينة وهي فضيلة الانعام إليك، وإلى غيرك، ولابد أن يكون على جهة التفضيل لا على التهكم والاستهزاء.
    ومنها أن الحمد نقيضه الذم، ولهذا قيل: " الشعير يؤكل ويذم ".
    والمدح نقيضه الهجاء.
    هذا والزمخشري لم يفرق بينهما.
    قال في الكشاف : " الحمد والمدح أخوان ".
    بمعنى واحد.

    - الفرق بين
    الحمد والمدح: أن الحمد لا يكون إلا على إحسان والله حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه فالحمد مضمن بالفعل، والمدح يكون بالفعل
    والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى نفسه وإلى غيره وان يمدحه بحسن وجهه وطول قامته ويمدحه بصفات التعظيم من نحو قادر وعالم وحكيم ولا يجوز أن يحمده على ذلك وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط./

    {الكتاب : الفروق اللغوية- أبو هلال العسكري الفروق اللغوية أبو هلال العسكري}
    وبعد هذا البيان فلنتأمل بمنهجية المدح والحمد والشكر في المجال التربوي الاسري وكذالك في المجال التعليمي والتواصل الاجتماعي
    فكيف سيكون الحافز والدافع النفسي في الابداع والبذل بالنسبة من قبل الزوجة حينما تسمع كلمة حمد او مدح او شكر من قبل اسرة الزوج أو الزوج نفسه !؟

    قال الامام علي عليه السلام {
    و لا يكوننّ المحسن و المسي ء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان ، و تدريبا لأهل الإساءة على الإساءة و ألزم كلاّ منهم ما ألزم نفسه}
    وكيف ستكون همة الطالب والتلميذ حينما نحصر الجوانب التحفيزية في الصف بالقيم الاحسانية من الشكر والثناء والاعجاب وهو منهج مناسب في تقويم الطالب المسيء ايضا فعن الامام علي عليه السلام
    {
    ازجر المسيء بثواب المحسن }
    فإن التنافس و التغاير من الدوافع النفسية لدى الافراد حينما يستشعرون المقارنة فيلجؤون الى المحاكاة وربما الابداع والرقي في المجال الذي أُمتدح عليه ذالك المُحسن فيتقدمون عليه رتبة او بموازاته ..
    والمحيط الاجتماعي ينبغي أن تسوده ثقافة الشكر والمكافئة والتقدير وخصوصا في المجال العملي و الدوائر والمؤسسات فهو مما يعزز ثقة العامل والموظف بنفسه وبقدراته و تتطلع نفسه الى أفق اوسع ليبدع في عمله وينجز المزيد ،كما تتعمق العلاقة بين الموظف والمدير ايضا والطالب والاستاذ والزوج وزوجته والاب وابنائه والجار وجاره والبائع و المشتري ...
    فالنجاح في الحياة وتنمية الموارد لايمكن ان يبلغ ذروته فضلا عن بلوغ حده المقرر الا منى خلال دوافع وحوافز ومنشطات وتحديثات ترافق الحركة الانسانية بمختلف مجالاتها المتنوعة
    ومن المستهجن والمستقبح جدا أن لا يرى صاحب الاحسان والمعروف والابداع ثماره على السُن الناس ووجوهم بالشكر والامتداح والثناء بل ربما التثبيط والنقد الهدام وهو من مساوئ المجتمعات المريضة التي تسودها روح التحاسد والتباغظ والتنافر ! وكيف تأمل هذه المجتمعات الرقي في ظل القيم الهابطة والسلبية .؟
    وربما عزيزي القارئ الكريم :
    صادفك موقف او اكثر انك قدمت عطاء او احسانا او معروفا فجُوبه بالتجاهل او الا مبالاة او لم تكافئ بالشكر عليه ؟ فربما ! قررت بداخل نفسك ان تترك المبادرة وتتخلى عن الابداع في مجالك فهل هذا التخلي والترك حلا صائبا يمارسه البعض ام لك رئيا اخر ؟



    لحضوركم ... وتواجدكم


    الملفات المرفقة
    شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل




  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موضوع راقي ومهم والاحسان والعطاء هو مفهوم فطري عند الانسان

    وقد يكون المُعطي ينتظر الرد او لاينتظر منا لكن فطرة الخير واحساسنا بالمعروف تجاهه يُلزمنا الرد بالافضل

    وقد يكون هذا الرد في اغلب الاحيان حافزا له بالعطاء اكثر واكثر فنكون بذلك

    ممن ساعدنا في نشر المعروف وتوسيع دائرته الطيبة

    وكذلك من الاهداف الاخرى لرد المعروف اننا تتلمذنا في مدرسة اهل بيت العصمة الذين كانوا يجازون الاساءة بالاحسان

    فكيف بالاحسان وماهو جزاءه ....!!!

    اما من كان مسيئا فكيف نجازيه ..؟؟؟؟

    فالجواب بحديث امير البلاغة والكلم ((عذب حسادك بالاحسان اليهم ))

    والاحسان والعطاء ثقافة يجب ان نزرعها في قلوب وعقول اطفالنا

    وختاما اقول اعجبتني كلمات قراتها :

    الذي يوزع الورود يبقى بيده من عطر ذلك الورد الذي وزعه

    ولكم شكرنا على موضوعكم القيم والمعلومات الراقية

    جعلنا الله واياكم من المحسنين الشاكرين الحامدين ....












    تعليق


    • #3
      المشرفة الفاضلة


      خادمة ام الخدر


      شكرا جزيلا لمرورك العطر


      وشكرا لاضافاتك التي تزيد الموضوع ألقاً


      الملفات المرفقة
      شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X