أذكر خلال دراستي في المرحلة الثانوية سألنا معلم التربية الإسلامية "هل الإنسان مخير أم مسير؟" وكانت إجابته بأن منهج أهل السلف كلاهما ولكن لم يفهم أحد كيف يكون الإنسان كذلك فشرح لنا أن الإنسان مخير بحرية إختيارة ولكن حركة الكون من حولة مسيره فيسلط الله عليه ما يشاء وليس له من ذلك مفر ولكن ما أبعد هذا التفسير عن الحقيقة فهو يعارض بعض النصوص ولذلك لم أقبل إجابتة تلك. وبعد تفكير طويل في القضية أتيت بإجابه أقنعتني ونسيت الموضوع الى وقت قريب حيث كنت أحضر إحدى المحاضرات التدريبة وأثناء إستراحة الصلاة وجدت كتاب لدى أحد ممثلي مكتبة جرير للدكتور البوطي بعنوان "هل الإنسان مخير أم مسير؟" وشد إنتباهي ذلك الكتاب لأني لم أراجع إجابتي مع أقوال أهل العلم فقررت أن أرى ما هو رأيهم وكان كتاب متواضع المستوى ولكن يحوي على كل المعلومات المتعلقة بالموضوع ووجدت أني أرى نفس ما يراه جمهور علماء أهل السنه فاطمئنت نفسي للإجابة. لكن مع مرور الزمن تعقد سؤال التخيير والتسيير عندي كثيرا بسبب إنغماسي في علوم الفيزياء والكون وفلسفة العقل والأنتولجي وغير ذلك فلم يعد السؤال مجرد هل الإنسان مخير أم مسير وإنما أصبح يتعلق بالعقل والروح ،وبالقضاء والقدر، وبالتسير والتخير، وبالكون كله. فاليوم نناقش موضوع بطرق منها دينية (ثوابت وفلسفة ) وأخرى تتعلق بالعلم (فلسفة و فيزياء) و لنرى الى أين يأخذنا هذا الطريق والي أي نتيجة ننتهي.
الصراع في تفسير القضاء والقدر والتسير والتخير دخل جميع مجالات الفلسفة والعلوم والأديان فلم يبقى أناس على مذهب أو دين أوعقيدة إلا وحاولوا أن يفسروا معضله الأقدار وحرية الإختيار. وأشتد النقاش بين علماء المسلمين في هذا الأمر عندما ترجمت فلسفة علماء اليونان الى العربية ودرسها أهل العلم والعلماء فأنقسم الرأي فمنهم من قال الإنسان مجبر بالكليه ومنهم من قال أن الله لديه علم بالغيب ولكن لا علاقة له في إختيارات البشر بالكلية والأنسان حر بالإطلاق والكون خلقة الله ولا يتدخل به بعد ذلك، وهناك من أختار ترك الموضوع بالكلية وأخرون أخذوا مسارالوسط وأقروا حرية الإختيار والتدخل الإلهي في أن واحد. لكن ماهي الحقيقة وهل هناك صواب وخطاء في هذا الفكر؟ الإجابه في الموضوع يجب فيها مراعاة القرأن ودراسة أياته جميعا وليس فراده فالأيه مثل في قوله تعالى ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ )"سورة التكوير أيه 29" توحي بالجبر ولكن نحن في نفس الوقت نؤمن أن عدل الله مطلق كامل فكيف يجبر الله الناس على أفعال ويحاسبهم عليها في وقت واحد، ويقول الله سبحانه وتعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِّلْعَبِيدِ) " سورة الحج أيه 10" وفي أيه أخرى يقول ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) " سورة الزمر أيه 23" والأيات والأدله التي تثبت الجبر وحريه الإختيار كثيرة جداً فما هو الصحيح والثابت إذاً؟.
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب غضباً شديد عندما يخابط الصحابه رضوان الله عليهم الأيات بأيات أخرى وذلك لأن كل ما أتى من الله صحيح ويجب أن تدرس الأيات بأن كلاها صحيح ومعناهما لا يتعارض على الإطلاق فيقول الله سبحانه وتعالى (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ)"أل عمران أيه 7 " . فالله يقول أنه أنزل القرأن على شكل أيات واضحة وصريحة وهي أساس القرأن وأخرى "متشابه" وهي غير واضخة أو تظهر أنها متعارضة فلا يعلم تأويلها الحقيقي الا الله سبحان وتعالى فمن في قلبه ضعف يريد تأويلها كما يشاء ليرضي أهوائه ولكن الراسخون في العلم لا يحاولون تأويلها على أهوائهم فهم يعلمون بنقص معرفتهم فيقبلون صحة كل ما جاء دون تغير أو تحريف والراسخون في العلم هم ليسوا أناس معينون دون غيرهم إنما هم الذين تنطبق فيهم الصفه التي ذكرها الله عن قوة إيمانهم وعلمهم بنقص معرفتهم وقد يفسر البعض الواو بأنها واو العطف فيقول أن الراسخون في العلم يعلمون تفسير متشابه الأيات وذلك غير صحيح فالواو هنا هي واو الإستئناف التي تأتي في بداية جمله جديدة وسبب قولي بذالك هو بقية الجمله حيث يصف حالهم "يقولون أمنا" فأذا كانت معطوفة مكان قد ذكر الله تعالى هذا الوصف من الحال وذلك لأنه لايعقل أن يصف الله نفسه بأن يقول أمنت بما أنزل فهو الذي أنزل الكتاب والراسخون في العلم من يؤمنون به. وعلى ذلك يكون موضوع التسير والتخير هو من متشابه القرأن التي لا يعلم تأويله الا الله سبحانه وفي نفس الوقت يجب أن تعتقد بصحة الحالات المذكوره فيه من جبر وحرية إختيار فالثابت الوحيد هنا أن التأويل الذي لا يعلمه الا الله يشمل المعنيين في نفس الوقت.
ولكن كيف يكون المعنيين صحيحين في نفس الوقت؟ بسؤالنا هذا وإجابته نخرج من ثوابت الأمور الى الفلسفة في الدين فكما قلنا الكيفية لا يعلمها إلا الله وهنا أذكر الفكرة التي أقتنعت بها . ولنبداء في حل المسئلة يجب أن نجمع المعطيات أو الثوابت الدينية التي لا يمكن أن ندعها:
أولا: أن الأنسان لديه القدرة على الإختيار ولكن لايمكن أن يختار إلا بمشيئة الله، ثانيا: أن الله أعدل ذات في الكون وعدله مطلق لا نقص فيه، ثالثا: أن الله يعلم الغيب وما يخفى ويعلم الماضي والمستقبل ويعلم كل شيء ويسمع ويرى كل شيء في كل وقت وفي كل زمان ومكان، رابعا: أن القدر حق والإيمان به واجب وأن كل شيء مكتوب في كتاب عنده فكل ماحصل وما يحصل وما سوف يحصل موجود في هذا الكتاب.
وبعد أن جمعنا ما نعلم يجب أن نحاول مكاملة هذة المعلومات، فإذا رجعنا لعلم الفيزياء نجد أنه إذا توفرت لدينا معلومات معينة عن جسم معين يمكننا أن نتوقع حركة الجسم والمكان الذي سينتهي اليه. ومن الثوابت لدينا أن كل شي يسعى ويتحرك بمشيئة الله وكل العلوم والقوانين الكونية من وضع الله سبحانه وهو أيضاَ يعلم ما تفكر وما تشعر به وبذلك نرى كيف ولماذا غيب الكون لا يخفى عليه لأنه من يضعة سبحانه وتعالى ومن يعلم كل جزء فيه فالكون وكل مافيه هو مشيئته. ويجب أن نعلم أن القوانين عباره عن مشيئة الله يحركها كيف يشاء فحركة الكون هي مشيئتة فقوله تعالى ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ )"سورة التكوير أيه 29" يبين لنا أن حرية أختيارك هي مشيئة فوضع الله لك العقل وأعطاك القدرة وجعلها قانون وبذلك يشاء الله بأن تقع مشيئتك ولو أراد أن يغير مشيئتك بما يريد هو سبحانه لما جعل لك عقل ولا تفكير حر وبذلك يكون ذلك قدر الله كتبة وقسمة بعلمة بجميع الأشياء فمايقع هو بإرادة الله ولكن هو إختيارك الذي يعلمة الله، والله أعدل ما في الكون فلن يفرض عليك ما لا تريد فعله ولكن يستطيع الله أن يُسخر الأسباب من حولك ليجعل رؤيه الحق أسهل ولو أراد لأجبرنا جميعا على الإيمان ولكن لم يفعل لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه. ويجب أن نفهم أن الكون مشيئته والطاقات مشيئته وطريقة عملها مشيئته ولا يوجد في هذا الكون إلا مشيئته سبحانه. اخيرا أنا لا أستطيع أن أثبت ما سبق وما أقوله هو فلسفتي في هذا العلم وما يقبله عقلي وما أره منطقي ومعقول وقد يكون هناك تفسير أخر ولكن أن وجد إنه يجب أن يحتوي على الثوابت الموجودة في القرأن.
فلسفة العقل والروح:
ما نؤمن به من ثوابت القرأن هو وجود الروح وإن كل إنسان يملك روح خاصة به. وميز الله الإنسان عن سائر الحيوانات بالعقل و فبدون الروح لن تدرك ذاتك وستكون مثل أجهزة الكمبيوتر التي تتفوق على عقل الإنسان في عدد العمليات التي تقوم بها ولكنها لا تفهم ماهي هذة العمليات، وبدون عقل (أعني بدون عقل ذو نمو يسمح بالعمليات المعقدة) ستكون مثل بقيه الحيوانات ليس لها القدرة على مقاومة غرائزها بسبب عدم قدرتها على معالجة المعلومات بالكفاءة الازمة لتستفيد من الوعي الذي تملكه. وتكامل العقل والروح ينتج عنه ما يعرف بالنفس فالنفس ليست روحاً ولا عقلاً فقط بل هي تكامل الأثنين ولذلك تجد الله يصفها بأنها أمارة بالسوء وفي نفس الوقت يصفها بأنها لوامه ( تلوم نفسها على الخطاء) ويصفها بأوصاف كثيرة متناقضه منها ما هو حميد ومنها ما هو خبيث لأن بعض هذا الصفات الحميدة والخبيثة هي نتاج غرائز غير عاقله في جسم الأنسان ولكنه تعالى يعلم أن هذه الغرائز هي من الأنسان فجعل لها جزء من الحياة حميد متى تعدته أصبحت خبيثة والروح تشعر بهذه الغرائز فهي ليست مجرد عمليات ميكانيكية إنما تتذوقها الروح وترغب بها أيضاً فنجد أن كل عمليات الجسم التي يحاسب عليها الإنسان هي عمليات متكاملة أما العمليات الأخرى لا يحاسب عليه الأنسان مثل دقات القلب فهي عمليه ميكانيكية لا تعي بها الروح وهكذا.
ما بين المنطق والروحانية:
لقد أعتاد في هذا الزمن الناس بأن يكون أما عقلاني يفسر الأمور بالمنطق أو روحاني يرفض المنطق بالبته وعلى الأخوان الذين يرفضون الروحانية ويؤمنون بالعلم فقط أن قوانين الكون يمكن أن تفهم ميكانكيتها ولكن لن يعرف سبب وجودها بالمنطق وذلك لأنها مشيئة الله وأيضا على الأخوان الروحانيون أن يفهموا أن الله كان من الممكن أن ينئشى العالم دون منطق ولكنه جعل لمشيئته منطق نفهمة وتتعلمه عقولنا فالطريق الى الإيمان والعلم هو طريق واحد ومشترك ولا يجب أن يفضل أحدها على الأخر.
الصراع في تفسير القضاء والقدر والتسير والتخير دخل جميع مجالات الفلسفة والعلوم والأديان فلم يبقى أناس على مذهب أو دين أوعقيدة إلا وحاولوا أن يفسروا معضله الأقدار وحرية الإختيار. وأشتد النقاش بين علماء المسلمين في هذا الأمر عندما ترجمت فلسفة علماء اليونان الى العربية ودرسها أهل العلم والعلماء فأنقسم الرأي فمنهم من قال الإنسان مجبر بالكليه ومنهم من قال أن الله لديه علم بالغيب ولكن لا علاقة له في إختيارات البشر بالكلية والأنسان حر بالإطلاق والكون خلقة الله ولا يتدخل به بعد ذلك، وهناك من أختار ترك الموضوع بالكلية وأخرون أخذوا مسارالوسط وأقروا حرية الإختيار والتدخل الإلهي في أن واحد. لكن ماهي الحقيقة وهل هناك صواب وخطاء في هذا الفكر؟ الإجابه في الموضوع يجب فيها مراعاة القرأن ودراسة أياته جميعا وليس فراده فالأيه مثل في قوله تعالى ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ )"سورة التكوير أيه 29" توحي بالجبر ولكن نحن في نفس الوقت نؤمن أن عدل الله مطلق كامل فكيف يجبر الله الناس على أفعال ويحاسبهم عليها في وقت واحد، ويقول الله سبحانه وتعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِّلْعَبِيدِ) " سورة الحج أيه 10" وفي أيه أخرى يقول ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) " سورة الزمر أيه 23" والأيات والأدله التي تثبت الجبر وحريه الإختيار كثيرة جداً فما هو الصحيح والثابت إذاً؟.
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب غضباً شديد عندما يخابط الصحابه رضوان الله عليهم الأيات بأيات أخرى وذلك لأن كل ما أتى من الله صحيح ويجب أن تدرس الأيات بأن كلاها صحيح ومعناهما لا يتعارض على الإطلاق فيقول الله سبحانه وتعالى (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ)"أل عمران أيه 7 " . فالله يقول أنه أنزل القرأن على شكل أيات واضحة وصريحة وهي أساس القرأن وأخرى "متشابه" وهي غير واضخة أو تظهر أنها متعارضة فلا يعلم تأويلها الحقيقي الا الله سبحان وتعالى فمن في قلبه ضعف يريد تأويلها كما يشاء ليرضي أهوائه ولكن الراسخون في العلم لا يحاولون تأويلها على أهوائهم فهم يعلمون بنقص معرفتهم فيقبلون صحة كل ما جاء دون تغير أو تحريف والراسخون في العلم هم ليسوا أناس معينون دون غيرهم إنما هم الذين تنطبق فيهم الصفه التي ذكرها الله عن قوة إيمانهم وعلمهم بنقص معرفتهم وقد يفسر البعض الواو بأنها واو العطف فيقول أن الراسخون في العلم يعلمون تفسير متشابه الأيات وذلك غير صحيح فالواو هنا هي واو الإستئناف التي تأتي في بداية جمله جديدة وسبب قولي بذالك هو بقية الجمله حيث يصف حالهم "يقولون أمنا" فأذا كانت معطوفة مكان قد ذكر الله تعالى هذا الوصف من الحال وذلك لأنه لايعقل أن يصف الله نفسه بأن يقول أمنت بما أنزل فهو الذي أنزل الكتاب والراسخون في العلم من يؤمنون به. وعلى ذلك يكون موضوع التسير والتخير هو من متشابه القرأن التي لا يعلم تأويله الا الله سبحانه وفي نفس الوقت يجب أن تعتقد بصحة الحالات المذكوره فيه من جبر وحرية إختيار فالثابت الوحيد هنا أن التأويل الذي لا يعلمه الا الله يشمل المعنيين في نفس الوقت.
ولكن كيف يكون المعنيين صحيحين في نفس الوقت؟ بسؤالنا هذا وإجابته نخرج من ثوابت الأمور الى الفلسفة في الدين فكما قلنا الكيفية لا يعلمها إلا الله وهنا أذكر الفكرة التي أقتنعت بها . ولنبداء في حل المسئلة يجب أن نجمع المعطيات أو الثوابت الدينية التي لا يمكن أن ندعها:
أولا: أن الأنسان لديه القدرة على الإختيار ولكن لايمكن أن يختار إلا بمشيئة الله، ثانيا: أن الله أعدل ذات في الكون وعدله مطلق لا نقص فيه، ثالثا: أن الله يعلم الغيب وما يخفى ويعلم الماضي والمستقبل ويعلم كل شيء ويسمع ويرى كل شيء في كل وقت وفي كل زمان ومكان، رابعا: أن القدر حق والإيمان به واجب وأن كل شيء مكتوب في كتاب عنده فكل ماحصل وما يحصل وما سوف يحصل موجود في هذا الكتاب.
وبعد أن جمعنا ما نعلم يجب أن نحاول مكاملة هذة المعلومات، فإذا رجعنا لعلم الفيزياء نجد أنه إذا توفرت لدينا معلومات معينة عن جسم معين يمكننا أن نتوقع حركة الجسم والمكان الذي سينتهي اليه. ومن الثوابت لدينا أن كل شي يسعى ويتحرك بمشيئة الله وكل العلوم والقوانين الكونية من وضع الله سبحانه وهو أيضاَ يعلم ما تفكر وما تشعر به وبذلك نرى كيف ولماذا غيب الكون لا يخفى عليه لأنه من يضعة سبحانه وتعالى ومن يعلم كل جزء فيه فالكون وكل مافيه هو مشيئته. ويجب أن نعلم أن القوانين عباره عن مشيئة الله يحركها كيف يشاء فحركة الكون هي مشيئتة فقوله تعالى ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ )"سورة التكوير أيه 29" يبين لنا أن حرية أختيارك هي مشيئة فوضع الله لك العقل وأعطاك القدرة وجعلها قانون وبذلك يشاء الله بأن تقع مشيئتك ولو أراد أن يغير مشيئتك بما يريد هو سبحانه لما جعل لك عقل ولا تفكير حر وبذلك يكون ذلك قدر الله كتبة وقسمة بعلمة بجميع الأشياء فمايقع هو بإرادة الله ولكن هو إختيارك الذي يعلمة الله، والله أعدل ما في الكون فلن يفرض عليك ما لا تريد فعله ولكن يستطيع الله أن يُسخر الأسباب من حولك ليجعل رؤيه الحق أسهل ولو أراد لأجبرنا جميعا على الإيمان ولكن لم يفعل لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه. ويجب أن نفهم أن الكون مشيئته والطاقات مشيئته وطريقة عملها مشيئته ولا يوجد في هذا الكون إلا مشيئته سبحانه. اخيرا أنا لا أستطيع أن أثبت ما سبق وما أقوله هو فلسفتي في هذا العلم وما يقبله عقلي وما أره منطقي ومعقول وقد يكون هناك تفسير أخر ولكن أن وجد إنه يجب أن يحتوي على الثوابت الموجودة في القرأن.
فلسفة العقل والروح:
ما نؤمن به من ثوابت القرأن هو وجود الروح وإن كل إنسان يملك روح خاصة به. وميز الله الإنسان عن سائر الحيوانات بالعقل و فبدون الروح لن تدرك ذاتك وستكون مثل أجهزة الكمبيوتر التي تتفوق على عقل الإنسان في عدد العمليات التي تقوم بها ولكنها لا تفهم ماهي هذة العمليات، وبدون عقل (أعني بدون عقل ذو نمو يسمح بالعمليات المعقدة) ستكون مثل بقيه الحيوانات ليس لها القدرة على مقاومة غرائزها بسبب عدم قدرتها على معالجة المعلومات بالكفاءة الازمة لتستفيد من الوعي الذي تملكه. وتكامل العقل والروح ينتج عنه ما يعرف بالنفس فالنفس ليست روحاً ولا عقلاً فقط بل هي تكامل الأثنين ولذلك تجد الله يصفها بأنها أمارة بالسوء وفي نفس الوقت يصفها بأنها لوامه ( تلوم نفسها على الخطاء) ويصفها بأوصاف كثيرة متناقضه منها ما هو حميد ومنها ما هو خبيث لأن بعض هذا الصفات الحميدة والخبيثة هي نتاج غرائز غير عاقله في جسم الأنسان ولكنه تعالى يعلم أن هذه الغرائز هي من الأنسان فجعل لها جزء من الحياة حميد متى تعدته أصبحت خبيثة والروح تشعر بهذه الغرائز فهي ليست مجرد عمليات ميكانيكية إنما تتذوقها الروح وترغب بها أيضاً فنجد أن كل عمليات الجسم التي يحاسب عليها الإنسان هي عمليات متكاملة أما العمليات الأخرى لا يحاسب عليه الأنسان مثل دقات القلب فهي عمليه ميكانيكية لا تعي بها الروح وهكذا.
ما بين المنطق والروحانية:
لقد أعتاد في هذا الزمن الناس بأن يكون أما عقلاني يفسر الأمور بالمنطق أو روحاني يرفض المنطق بالبته وعلى الأخوان الذين يرفضون الروحانية ويؤمنون بالعلم فقط أن قوانين الكون يمكن أن تفهم ميكانكيتها ولكن لن يعرف سبب وجودها بالمنطق وذلك لأنها مشيئة الله وأيضا على الأخوان الروحانيون أن يفهموا أن الله كان من الممكن أن ينئشى العالم دون منطق ولكنه جعل لمشيئته منطق نفهمة وتتعلمه عقولنا فالطريق الى الإيمان والعلم هو طريق واحد ومشترك ولا يجب أن يفضل أحدها على الأخر.