بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
كيف نربي أطفالنا على التصرف الحسن
كثيرا مايشكو الوالدان من تصرفات أطفالهم التي تسبب لهم الحرج عند الأقارب والجيران وحتى في الشارع، وخاصة في السنين الأولى من أعمارهم.
فالطفل بطبيعته التي اودعها الله فيه يحب الحركة الدائمة والمتغيرة، فهو يملك طاقة يحتاج الى تفريغها، والحركة الدائمة واللعب هي المتنفس لتلك الطاقة.
ولكن علينا ان نشذب هذه الحركة ونجعلها في قالب حسن، على العكس مما يتصوره البعض بان يتركه على هواه كيفما يشاء، وعندما تسأله يقول هذه هي سنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام لانه قال دعه يلعب سبع.
وهذا الحديث صحيح بحد ذاته ولكن لايمكن ترك الطفل من غير رقابة وتربية من قبل الوالدين، كل مايريده اهل البيت صلوات الله عليهم هو ان يعطى المجال الكامل لممارسة حياته الاعتيادية من اللعب، فهو مايتلاءم وعمره وهو امر صحي للطفل، إذ ان الطفل الخامل يعتبر مريض اما نفسيا او بدنيا ولابد من عرضه على الطبيب.
ولكن يتذمر البعض من صعوبة تربية الطفل وهو بهذا العمر!!
فنقول ان هذا راجع الى الطريقة التي يربى بها الطفل، فقد تكون غير صحيحة، فقد يفعل الابوان بعكس ماينصحون به طفلهم، مثل انهم يعلمونه بان الكذب صفة مذمومة وغير محبوبة من قبل المجتمع، وفي المقابل يرى ويسمع ابويه بانهم لايلتزمون بما يقولونه فهم يكذبون اثناء الحديث مع الجيران او الأقارب، والطفل في هذا العمر يعتبر آلة استقبال جيدة جدا وتراقب كل شاردة وواردة حتى وان كان منهمكا في اللعب.
فكيف نريد من هذا الطفل ان يتحلى بالصدق بعد ان راى وسمع قدوته لايلتزمون بهذا، وكثير من الامثال يمكنكم التامل فيها من خلال الواقع المعاش.
وعليه اذا مااردنا ان يتصرف الطفل تصرفا جيدا علينا ان نراقب تصرفاتنا امامه، لان تصرفاتنا ستنعكس اكيدا بالسلب اوالايجاب على الطفل وهو بهذا العمر كالمرآة يعكس مايراه وخاصة من قبل الوالدين وحتى الاخوة الكبار.
وهناك نقطة جديرة بالاهتمام وهي ان على الابوين ان يراعيا تعليم الطفل بكل هدوء ولطافة، لان التعليم من خلال الصراخ والغضب او حتى يستخدم بعضهم الضرب لايؤدي الى النتيجة المطلوبة، بل بالعكس ستولد عنده حالة نفسية تنعكس على بناء شخصيته وستؤثر سلبا في حياته ومستقبله.
فالطفل في هذه المرحلة من العمر يعتبر ارضا خصبة لزرع مانشاء بشرط اختيار الزرع الصالح والرعاية الصالحة المصاحبة باللين والحنان.
والتعليم في هذه المرحلة لايشترط فيه التعليم المباشر، بل يرتكز غالبا على مايتصرفه الكبار امامه وخاصة الاهل، فيطبق مايراه، ويكون من الصعب حينها تغيير مايراه بالكلام والذي هو عكس مايراه من الافعال امام عينيه.
لذا إذا مااردنا تنشئة اطفالنا تنشئة جيدة علينا التركيز على هاتين النقطتين المهمتين وهي التصرف اللائق امامه، والتعليم المصاحب للرفق والحنان.
تعليق