قصيدة "يا سائرين إلى سامراء" للشاعر حسن آل حطيط العاملي

[غريب الغرباء]

"يا سائرين إلى سامراء"

إلى الإمامين علي بن محمد الهادي و الحسن بن علي العسكري عليهما السلام .

د. حسن آل حطيط ألعاملي

1
يا سائرينَ إلى سامراء
إلى ملتقى النجمين!
حيث استعاد الحقُّ
أنفاس الهاديين
و استفاق المجدُ
من قبر الطاهرين
أمهلوني..!
أجمعُ ِسحر السناء!
أعذروني..!
أسمعُ ِسحرالنداء!
في ضريح العسكريين!

2
يا سائرينَ إلى سامراءَ
إلى الأبواب الحزينه!
خذوا شغف السماء
خذوا أحزاني الدفينه!
إلى حيث الهدى
انهدّ ركنهُ...
إلى حيث المدى
انسدّ أفقهُ...
و اسوّدت الأحلام
في ليل المدينة
و تمادى الليل
في قتل السكينه!

3
يا سائرينَ إلى سامراءَ
إلى الأنوار البديعه!
و مسرعينَ إلى اللقاء
عند أصحاب الوديعه!
حيث الألى صبروا
حيث الألى عبروا
عبر الدروب الفظيعه!
قفوا و اغرفوا
لي غرفة!
قفوا و ارشفوا
لي رشفة!
و احملوا لي الماءَ
من نبع الشريعه!

4
يا سائرينَ إلى سامراء
...نحو القباب الجريحة!
و لاطمينَ للعزاء
على النجوم الذبيحة!
هل سمعتم؟
هل رأيتم؟
هل شممتم؟
ريح الشياطين القبيحة!
لم يرقبوا إلاً و لا ذمة
لم يحفظوا حقاً و لا حرمة!
لم يتركوا لنا أملاً
لم يتركوا لنا عملاً
إلا و...
خلّوهُ...
طريحا!

5
يا سائرين إلى سامرّاء
حيث الهوى شقّ الهواء!
يا سائرين إلى سامرّاء
حيث الأسى سكب الضياء!
و تنزّل الصبح
من نوح البكاء!
حيث الندى سُلبَ
حيث الهدى صُلبَ
و تساقط
المطرُ
من ثغر الدماء!
أمهلوني..
أستوقف التاريخ
في جرح السماء!
ساعدوني..
أستنطق الأيام
في عطش الفضاء!

6
يا سائرينَ إلى سامراء
إلى ملتقى القمرين!
حيث استراح النور
في حضن المغربين
و استفاق الطهرُ
من عين المشرقين
أدركوني..
أسمعوني..
صدى البهاء!
أنبئوني..
عرّفوني..
سرّ البقاء!
في ضريح العسكريين!