الصبر والظفر
قال أمير المؤمنين (ع): "لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان". [نهج البلاغة، حكمة : 153]
الظفر والنجاح هو هدف وأمنية كل إنسان، حيث يسعى الجميع للبحث عن الطرق التي تؤدي إلى ذلك.
ومن البديهي أن يسعى المرء لنيل مراده ووصل محبوبه، فهو يعيش هاجس الوصال في قلبه دائماً، كما أن فكره مشغول بالبحث عن أنجع الوسائل لتحقيق ذلك الهدف الذي يرنو إليه، ويتساوى الجميع في هذه القاعدة ولكنهم يختلفون في تشخيص السبل، فالبعض بعيدون كل البعد عن الواقع فهم يعيشون في أرض الخيال ويحاولون حل القضايا بالوهم، فهم يعتقدون بأن النجاح هو مجرد حظ يصادف الإنسان، وأن كل امرئ يولد سعيداً أو شقياً، فمن كتبت له السعادة لن يستطيع أي شيء أن يسبب له الشقاء، ومن ولد شقياً لن يتمكن أي شيء من أن يسبب له أو يسوق له السعادة وأن لا أثر للعلم أو الإيمان ولا العمل ولا الأخلاق في ذلك، وأنها غير قادرة على جلب السعادة له، وأن الشقاء سيلازمه ملازمة الظل حتى لو سلك الصراط المستقيم.
إن هؤلاء يظنون أن لا شيء في العالم قادر على أن يسعد الشقي أو يشقي السعيد.
وللأسف فإن الكثير من الناس اليوم يعتقدون بذلك، ولكن أدنى تأمل في الواقع يقود إلى اكتشاف العلة والمعلول في الحوادث وما يدور في هذا العالم وأنه لا وجود لما يدعى بالحظ والنصيب وأن ذلك أمر خيالي من وحي الشيطان، فلا الدين يعترف بالحظ ولا منطق العقل.
إن الله لم يخلق الإنسان بذاته شقياً أو سعيداً، وإن بساط الحظ ليس من قبيل البياض بحيث لا يقبل السواد وليس من قبيل السواد بحيث لا يقبل البياض. إنه انعكاس لصفحة الروح والقلب وهما متغيران بحيث يمكن أن يكونا ناصعين كالثلج أو أسودين كظلام الليل.
فالعلم والمعرفة والإيمان والتقوى والاستمرار بالعمل الصالح يصقل الروح ويجعلها براقة كالنور، في زمن تسود فيه الخرافات والأساطير والفسق والفجور.
قال تعالى: (إن خلقنا الإنسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً). [الدهر: 2]
إن الإنسان مخلوق يحمل في أعماقه مختلف الاستعدادات إضافة إلى امتلاكه للحرية والاختيار، وعليه أن يكتشف طريق الحق ويميزها عن مسالك الباطل ومهاوي السقوط والانحراف.
إن بعض الناس وخلال بحثهم عن وسيلة النجاح والظفر والموفقية لا يتوهمون بعامل بعيد عن أرض الواقع فيعتمدون عليه، ومع ذلك فإنهم يضيعون بين العوامل الأخرى وينسون أنفسهم، فيما تمتد أعينهم طمعاً بالآخرين، ويعتمدون عليهم في جميع شؤونهم، يرغبون أن ترافقهم توصيات الآخرين بهم؛ ومثله كحكاية ذلك الشخص الذي رأى افعى نائمة فوق عتبة داره فقال: "يا للحسرة إذ لا يوجد رجل أو حصاة!". الشيء الذي لا يدخلونه في حسابهم هو شخصيتهم ولا يعتقدون بأن هذا المجتمع الذي هو في نظرهم مجتمع فاسد، ولا يحترم الكمال واللياقة والكفاءة بل يعتمد التوصيات التي يصدرها بعض الأشخاص حيث ترفع شأن البعض وتحطّ من شأن البعض الآخر، لا يعتقدون بأن هذا المجتمع يضم فريقين من الناس، فريق يرفع بوصاياه وفريق آخر يرتفع بتلك الوصايا. ومع ذلك فإن عدداً لا بأس به يتمتع بالاستقلال ويمتاز بالاعتماد على نفسه، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا ينضوي الإنسان تحت لواء هذا الفريق الثالث؟ ولا يكون طفيلياً يعيش على موائد الآخرين.
إن الطريق الصحيح هو أن يعتمد الإنسان على نفسه وأن لا ينسى استعداده المخبوء في طوايا ذاته، وليعلم أن هذا العالم هو عالم الأسباب ومن الأفضل أن يعتمد الإنسان الأسباب التي تنطوي عليها نفسه.
لقد خلق الله الإنسان وجهزه بالأشياء التي تصنع شخصيته ومن ثم تؤهله لنيل السعادة.
إن من الأمور التي تعتبر شرطاً للنجاح والموفقية في الأعمال وخاصةً الأعمال الكبرى هو الصبر والتحمل، وبغير ذلك لا يمكن للإنسان أن يستمر في العمل المناسب له والذي يتوافق مع استعداداته وقابلياته، فيدع عمله في منتصف الطريق منتقلاً من عمل إلى عمل دون أن يصل إلى نتيجة.
إننا نرى الكثير من الأفراد الذين يمتازون بالنبوغ في مجالات عديدة لا يحققون شيئاً بسبب نفاد صبرهم وتنقلهم هنا وهناك، في حين نرى أشخاصاً متخلفين عنهم في الذكاء والاستعداد ـ مثلاً: كانوا ينالون في المدرسة أنصاف درجاتهم ـ ولكنهم بمثابرتهم وصبرهم وتحملهم تقدموا وشقوا طريق رقيهم حتى نالوا إعجاب الجميع.
عندما نسمع أو نرى أحداً يخترع شيئاً مهماً فإن أول شيء يخطر في بالنا هو ان نقول يا له من نابغة ويا له من عقل عجيب، وكأن الأمر في تصور البعض كان حصيلة جهد عدة ساعات أو عدة أيام، غافلين عن أهم شيء في ذلك وهو المثابرة والصبر، فقد ينفق أحدهم ثلاثين عاماً من حياته في الصحارى والرمال لكي يتوصل إلى اكتشاف أثري هام.
لا يمكن الجزم بأن المخترعين والمكتشفين يعتبرون من نوابغ عصرهم، ذلك أنه قد يوجد من هو أنبغ منهم ولكنه يفتقد ميزة الصبر.
إن الصبر هو رفيق النجاح منذ القدم، وكما يقول المثل: من صبر ظفر. إن الصبر وحده كفيل بأن يوصل الإنسان إلى تحقيق هدفه حتى ولو إلى حين وكما قال الإمام علي (ع):
"لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان".
قال أمير المؤمنين (ع): "لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان". [نهج البلاغة، حكمة : 153]
الظفر والنجاح هو هدف وأمنية كل إنسان، حيث يسعى الجميع للبحث عن الطرق التي تؤدي إلى ذلك.
ومن البديهي أن يسعى المرء لنيل مراده ووصل محبوبه، فهو يعيش هاجس الوصال في قلبه دائماً، كما أن فكره مشغول بالبحث عن أنجع الوسائل لتحقيق ذلك الهدف الذي يرنو إليه، ويتساوى الجميع في هذه القاعدة ولكنهم يختلفون في تشخيص السبل، فالبعض بعيدون كل البعد عن الواقع فهم يعيشون في أرض الخيال ويحاولون حل القضايا بالوهم، فهم يعتقدون بأن النجاح هو مجرد حظ يصادف الإنسان، وأن كل امرئ يولد سعيداً أو شقياً، فمن كتبت له السعادة لن يستطيع أي شيء أن يسبب له الشقاء، ومن ولد شقياً لن يتمكن أي شيء من أن يسبب له أو يسوق له السعادة وأن لا أثر للعلم أو الإيمان ولا العمل ولا الأخلاق في ذلك، وأنها غير قادرة على جلب السعادة له، وأن الشقاء سيلازمه ملازمة الظل حتى لو سلك الصراط المستقيم.
إن هؤلاء يظنون أن لا شيء في العالم قادر على أن يسعد الشقي أو يشقي السعيد.
وللأسف فإن الكثير من الناس اليوم يعتقدون بذلك، ولكن أدنى تأمل في الواقع يقود إلى اكتشاف العلة والمعلول في الحوادث وما يدور في هذا العالم وأنه لا وجود لما يدعى بالحظ والنصيب وأن ذلك أمر خيالي من وحي الشيطان، فلا الدين يعترف بالحظ ولا منطق العقل.
إن الله لم يخلق الإنسان بذاته شقياً أو سعيداً، وإن بساط الحظ ليس من قبيل البياض بحيث لا يقبل السواد وليس من قبيل السواد بحيث لا يقبل البياض. إنه انعكاس لصفحة الروح والقلب وهما متغيران بحيث يمكن أن يكونا ناصعين كالثلج أو أسودين كظلام الليل.
فالعلم والمعرفة والإيمان والتقوى والاستمرار بالعمل الصالح يصقل الروح ويجعلها براقة كالنور، في زمن تسود فيه الخرافات والأساطير والفسق والفجور.
قال تعالى: (إن خلقنا الإنسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً). [الدهر: 2]
إن الإنسان مخلوق يحمل في أعماقه مختلف الاستعدادات إضافة إلى امتلاكه للحرية والاختيار، وعليه أن يكتشف طريق الحق ويميزها عن مسالك الباطل ومهاوي السقوط والانحراف.
إن بعض الناس وخلال بحثهم عن وسيلة النجاح والظفر والموفقية لا يتوهمون بعامل بعيد عن أرض الواقع فيعتمدون عليه، ومع ذلك فإنهم يضيعون بين العوامل الأخرى وينسون أنفسهم، فيما تمتد أعينهم طمعاً بالآخرين، ويعتمدون عليهم في جميع شؤونهم، يرغبون أن ترافقهم توصيات الآخرين بهم؛ ومثله كحكاية ذلك الشخص الذي رأى افعى نائمة فوق عتبة داره فقال: "يا للحسرة إذ لا يوجد رجل أو حصاة!". الشيء الذي لا يدخلونه في حسابهم هو شخصيتهم ولا يعتقدون بأن هذا المجتمع الذي هو في نظرهم مجتمع فاسد، ولا يحترم الكمال واللياقة والكفاءة بل يعتمد التوصيات التي يصدرها بعض الأشخاص حيث ترفع شأن البعض وتحطّ من شأن البعض الآخر، لا يعتقدون بأن هذا المجتمع يضم فريقين من الناس، فريق يرفع بوصاياه وفريق آخر يرتفع بتلك الوصايا. ومع ذلك فإن عدداً لا بأس به يتمتع بالاستقلال ويمتاز بالاعتماد على نفسه، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا ينضوي الإنسان تحت لواء هذا الفريق الثالث؟ ولا يكون طفيلياً يعيش على موائد الآخرين.
إن الطريق الصحيح هو أن يعتمد الإنسان على نفسه وأن لا ينسى استعداده المخبوء في طوايا ذاته، وليعلم أن هذا العالم هو عالم الأسباب ومن الأفضل أن يعتمد الإنسان الأسباب التي تنطوي عليها نفسه.
لقد خلق الله الإنسان وجهزه بالأشياء التي تصنع شخصيته ومن ثم تؤهله لنيل السعادة.
إن من الأمور التي تعتبر شرطاً للنجاح والموفقية في الأعمال وخاصةً الأعمال الكبرى هو الصبر والتحمل، وبغير ذلك لا يمكن للإنسان أن يستمر في العمل المناسب له والذي يتوافق مع استعداداته وقابلياته، فيدع عمله في منتصف الطريق منتقلاً من عمل إلى عمل دون أن يصل إلى نتيجة.
إننا نرى الكثير من الأفراد الذين يمتازون بالنبوغ في مجالات عديدة لا يحققون شيئاً بسبب نفاد صبرهم وتنقلهم هنا وهناك، في حين نرى أشخاصاً متخلفين عنهم في الذكاء والاستعداد ـ مثلاً: كانوا ينالون في المدرسة أنصاف درجاتهم ـ ولكنهم بمثابرتهم وصبرهم وتحملهم تقدموا وشقوا طريق رقيهم حتى نالوا إعجاب الجميع.
عندما نسمع أو نرى أحداً يخترع شيئاً مهماً فإن أول شيء يخطر في بالنا هو ان نقول يا له من نابغة ويا له من عقل عجيب، وكأن الأمر في تصور البعض كان حصيلة جهد عدة ساعات أو عدة أيام، غافلين عن أهم شيء في ذلك وهو المثابرة والصبر، فقد ينفق أحدهم ثلاثين عاماً من حياته في الصحارى والرمال لكي يتوصل إلى اكتشاف أثري هام.
لا يمكن الجزم بأن المخترعين والمكتشفين يعتبرون من نوابغ عصرهم، ذلك أنه قد يوجد من هو أنبغ منهم ولكنه يفتقد ميزة الصبر.
إن الصبر هو رفيق النجاح منذ القدم، وكما يقول المثل: من صبر ظفر. إن الصبر وحده كفيل بأن يوصل الإنسان إلى تحقيق هدفه حتى ولو إلى حين وكما قال الإمام علي (ع):
"لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان".
تعليق