الدليلُ الوجودي في إثبات وجود الله تعالى
__________________________
لا يخفى على أحدٍ من الناس جميعاً إلاّ من كان سَفسطائيا (مُنكراً للوجود الواقعي) أن ينكرَ بداهة الوجود ثبوتاً وتحققا وآثارا في عالمنا الامكاني (عالم ما سوى الله تعالى) .
وبعد تقرر بداهة مفهوم الوجود واقعا وأصالةً وآثارا يكون من الضروري عقلاً أن يُعرَفَ وجود الله تعالى بدليل الوجود البديهي والواقعي .
ووجودنا الحادث بعد إن لم نكن شيئا مذكورا هو أكبر دليلٍ وحجة مُلزمة لكل ذي عقلٍ وحياة وإرادة على أننا طرقٌ لمعرفة الله تعالى بوصفه الخالق الموجود الحي الباقي القادر الأزلي السرمدي .
من هنا تمسكَ علماء الأديان والعقائد والكلام بأنَّ وجود الأثر دليلُ على وجود المُؤثّر.
وهذا العنوان هو بحد ذاته دليلٌ واقعي وحقيقي على وجود الصانع لأنّ وجود
المعلول والأثر هو أدلُ دليلٍ على وجود العلة والمؤثر.
فبعد القطع واليقين والبداهة عقلا بوجود الموجودات فلا يخلو هذا الوجود من
إما أن يكون واجبا لذاته وهو المطلوب وإما أن يكون مُمكنا فيفتقر في وجوده الى الواجب الوجود ليوجَده بالبداهة
فإن كان المُوجد مُمكنا افتقر الى مُوجد آخر يوجده فإن كان الموجد الآخر
هو الممكن الاول لزم الدور ( توقف وجود ( آ على ب ) وتوقف وجود (ب على أ )
وهو باطل بالضرورة وإن كان مُمكنا آخر لزم التسلسل وهو باطل أيضا.
لأنّ جميع آحاد تلك السلسلة الجامعة لجميع الممكنات تكون ممكنة بالضرورة فتشترك في امتناع الوجود لذاتها فلا بد لها من مُوجد خارج عنها بالضرورة
فيكون المُوجد (الله تعالى ) لها الخارج عنها واجباً وهو المطلوب.
إنَّ القرآن الكريم قد عَرَضَ بين يدي الإنسان الدليلَ الوجودي في معرفة الله تعالى ووجوده الواقعي ذلك من خلال ادراك الآثار الكونية والافاقية والنفسية المَحوجة سبباً إلى موجدها الحق وهو اللهُ تعالى
قال اللهُ تعالى
(( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ )) (54) فصلت
وهذا هو طريقُ النبيُ ابراهيم (عليه السلام) إذ أنه استدل بالأفول الذي هو الغَيبَة المُستلزمة للحركة المُستلزمة للحدوث (الإيجاد) المُستلزم للصانع تعالى.
و يُسمى ( بالبرهان الإنّي ) الذي يُنتقل فيه من العلم بوجود المعلول الى العلم بوجود العلة الحقيقية
قال اللهُ تعالى حكاية عن ذلك
(( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ )) (76)الأنعام
و بعد ما ثبتَ من حدوث العالم (أي مخلوقيته) وأنه صنع صانع فإنّ الضرورة أي البداهة قاضية بإفتقار مالم يكن ثم كان الى فاعل حتى أنّ ذلك مركوز في جبلة (فطرة) كل ذي ادراك وشعور وحياة .
وإنّنا إذا افترضنا عدمية وجود الله تعالى فاللازم لذلك عدم وجود الممكنات (ما سواه ) اصلا واللازم باطل (وهو عدم وجود الممكنات اصلا) لوجودها واقعا
ونحن منها يقينا فيكون الملزوم (إي افتراض عدمية وجود الله تعالى ) باطل أيضا
فيثبت وجود الله تعالى بالملازمة العقلية القطعية لأنه إذا وجب اللازم وجب ملزومه قطعا .
_______________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
__________________________
لا يخفى على أحدٍ من الناس جميعاً إلاّ من كان سَفسطائيا (مُنكراً للوجود الواقعي) أن ينكرَ بداهة الوجود ثبوتاً وتحققا وآثارا في عالمنا الامكاني (عالم ما سوى الله تعالى) .
وبعد تقرر بداهة مفهوم الوجود واقعا وأصالةً وآثارا يكون من الضروري عقلاً أن يُعرَفَ وجود الله تعالى بدليل الوجود البديهي والواقعي .
ووجودنا الحادث بعد إن لم نكن شيئا مذكورا هو أكبر دليلٍ وحجة مُلزمة لكل ذي عقلٍ وحياة وإرادة على أننا طرقٌ لمعرفة الله تعالى بوصفه الخالق الموجود الحي الباقي القادر الأزلي السرمدي .
من هنا تمسكَ علماء الأديان والعقائد والكلام بأنَّ وجود الأثر دليلُ على وجود المُؤثّر.
وهذا العنوان هو بحد ذاته دليلٌ واقعي وحقيقي على وجود الصانع لأنّ وجود
المعلول والأثر هو أدلُ دليلٍ على وجود العلة والمؤثر.
فبعد القطع واليقين والبداهة عقلا بوجود الموجودات فلا يخلو هذا الوجود من
إما أن يكون واجبا لذاته وهو المطلوب وإما أن يكون مُمكنا فيفتقر في وجوده الى الواجب الوجود ليوجَده بالبداهة
فإن كان المُوجد مُمكنا افتقر الى مُوجد آخر يوجده فإن كان الموجد الآخر
هو الممكن الاول لزم الدور ( توقف وجود ( آ على ب ) وتوقف وجود (ب على أ )
وهو باطل بالضرورة وإن كان مُمكنا آخر لزم التسلسل وهو باطل أيضا.
لأنّ جميع آحاد تلك السلسلة الجامعة لجميع الممكنات تكون ممكنة بالضرورة فتشترك في امتناع الوجود لذاتها فلا بد لها من مُوجد خارج عنها بالضرورة
فيكون المُوجد (الله تعالى ) لها الخارج عنها واجباً وهو المطلوب.
إنَّ القرآن الكريم قد عَرَضَ بين يدي الإنسان الدليلَ الوجودي في معرفة الله تعالى ووجوده الواقعي ذلك من خلال ادراك الآثار الكونية والافاقية والنفسية المَحوجة سبباً إلى موجدها الحق وهو اللهُ تعالى
قال اللهُ تعالى
(( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ )) (54) فصلت
وهذا هو طريقُ النبيُ ابراهيم (عليه السلام) إذ أنه استدل بالأفول الذي هو الغَيبَة المُستلزمة للحركة المُستلزمة للحدوث (الإيجاد) المُستلزم للصانع تعالى.
و يُسمى ( بالبرهان الإنّي ) الذي يُنتقل فيه من العلم بوجود المعلول الى العلم بوجود العلة الحقيقية
قال اللهُ تعالى حكاية عن ذلك
(( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ )) (76)الأنعام
و بعد ما ثبتَ من حدوث العالم (أي مخلوقيته) وأنه صنع صانع فإنّ الضرورة أي البداهة قاضية بإفتقار مالم يكن ثم كان الى فاعل حتى أنّ ذلك مركوز في جبلة (فطرة) كل ذي ادراك وشعور وحياة .
وإنّنا إذا افترضنا عدمية وجود الله تعالى فاللازم لذلك عدم وجود الممكنات (ما سواه ) اصلا واللازم باطل (وهو عدم وجود الممكنات اصلا) لوجودها واقعا
ونحن منها يقينا فيكون الملزوم (إي افتراض عدمية وجود الله تعالى ) باطل أيضا
فيثبت وجود الله تعالى بالملازمة العقلية القطعية لأنه إذا وجب اللازم وجب ملزومه قطعا .
_______________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
تعليق