إنّ الإقرارَ بكُلّ ما جاء به النبي الأكرم محمد (صلى اللهُ عليه وآله وسلّم) هو واجب عقدي
___________________________________________
أكّدَ علماء الكلام والعقيدة أنّه يجب الإقرار بكل ما جاء به النبي الأكرم
محمد ( صلى الله عليه وآله ) ومن ذلك المعاد والبعث و الصراط
والميزان وإنطاق الجوارح وتطاير الكتب لإمكانها ، وقد أخبر الصادقُ
بها فيجب الاعتراف بها عقدياّ .
فلِما ثبتتْ نبوة نبينا ( صلى الله عليه وآله ) وعصمته ، ثبتَ أنه صادق
في كل ما أخبر بوقوعه سواء كان سابقا على زمانه ،
كإخباره عن الأنبياء السالفين وأممهم والقرون الماضية وغيرها
أو في زمانه كإخباره بوجوب الواجبات وتحريم المحرمات وندب
المندوبات والنص على الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وغير ذلك من الأخبار ، أو بعد زمانه .
وقد تحققَ إخبار النبي الأكرم في حوادث وقعتْ من بعده
كقوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام )
( ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين )
:الغدير:العلامة الأميني:ج1:ص47.
و سيتحقق كلّ ما أخبر بوقوعه بعد التكليف كأحوال الموت وما بعده
من عذاب القبر ، والميزان والحساب ، وإنطاق الجوارح ، وتطاير
الكتب وأحوال القيامة وكيفية حشر الأجسام وأحوال المكلفين في البعث
لذا يجب الإقرار بذلك أجمع والتصديق به لأن ذلك كله أمر ممكن عقلا
ووقوعا لا استحالة فيه وقد أخبر الصادق بوقوعه فيكون حقا .
إنّ كلّ الذي تقدم أعلاه هو حقيقة عقدية ودينية يجب التسليم بها عقليّاً
وقلبيا وهذه الحقيقة هي مُحدد الإيمان بالله تعالى وبرسوله الأكرم
وقد نص القرآن الكريم على ذلك بقوله تعالى
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
أي:
أقسمَ اللهُ تعالى بنفسه الكريمة أنّ هؤلاء لا يؤمنون حقيقة حتى يجعلوك
حكمًا فيما وقع بينهم من نزاع في حياتك حول كل شيء دار بينهم
ومنها مسائل الآخرة .
ويتحاكموا إلى سنتك بعد مماتك, ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقًا مما انتهى إليه حكمك وينقادوا مع ذلك انقيادًا تاماً,
فالحكم بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الكتاب
والسنة في كل شأن من شؤون الحياة وآلاخرة وهو من صميم الإيمان مع الرضا والتسليم.
______________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
تعليق