قصه للعبره

[كربلاء الحسين]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد عليه واله افضل الصلوات وازكى التسليم اخواني اخواتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عاش الرجل حياته بهمومها و مسؤولياتها: اسرة هو المعيل الوحيد فيها , بيت ورث ارضه عن أبيه في طور البناء لم يتم منه الا ما استطاع حتى يهرب من اقساط الايجار, غلاء فاحش في المعيشة وابناء بلغوا سن الشباب يستطيعون ملاحظة الفرق بينهم وبين اقرانهم فلا يقدر ان يلبسهم ما يشاء, كهرباء وماء تاخذ من مصروف الشهر ما تاخذ, بنات في سن الزواج يأتيهم الخطاب ولا يستطيع الوقوف ضد سنة الحياة... وهو العامل البسيط في معمل, يكافح ويجاهد ويتألم ولا يقاسمه انينه سوى زوجته... تقاعد الاب ومنحه المعمل بعض المال كمكافأة لنهاية الخدمة, وبعد طول تفكير هداه نضجه ان يستعين بالمال لفتح متجر صغير في بيته (مكافح بطبعه) فمعاشه لا يوفر متطلبات الحياة "الحمد لله على البيت" تنهد في قرارة نفسه. وأصبح ذلك المكافح أول من يفتح محلا في الحي وآخر من يغلقه. تزوجت بناته واستقل ابنه مع زوجته بعد ان حصل بدوره على سكن وظيفي وبقي معه بنتا وولد. كان الرجل يلجأ لابنه يطلب مساعدته ولكن الولد يفضل اللعب واللهو ويرفض البقاء مكبلا في متجر أبيه, وكانت البنت عطوفة وحنونة فتركض لمساعدة ابيها لتترك له المجال للتنفس وقضاء حوائجه وكانت تضبط معه حسابات المحل . نمت بين الاب وابنته علاقة حب وتعاون كبيرة. ملّ الاب من سلوك ابنه ولم يعد يلبي له ما يرغب فيه ... واتسعت الهوة بينهم واصبح الولد شبه غائب عن الحياة الاسرية وبقي على الهامش يتفرج في اخته التي امسكت حسابات المحل واصبحت كاتم اسرار والدها وتحملت المسؤولية كالولد... واليوم وبعد وفاة الوالد لم يجرؤ الابن على تحمل المسؤولية رغم انه تزوّج واصبح رب اسرة. يا ترى من الظالم ومن المظلوم؟

[ابو قاسم الشبكي]

احسنت ليس ذنب الوالد ولا ذنب الولد بل ذنب الزمن القاسي عليهما هما الاثنان